
علي ولد محمد (29عاما) شاب موريتاني، حاصل على البكالوريوس من قسم الفلسفة وعلم الاجتماع من جامعة نواكشوط.
بعد التخرّج من الجامعة وجد علي ولد محمد نفسه - كغيره من آلاف الشباب العاطلين - وجها لوجه مع شبح البطالة الذي يفتك بالشباب الموريتاني، حملة شهادات وغير متعلّمين.
تصل نسبة البطالة في موريتانيا حسب تقرير لمنظمة العمل الدولية (2018) 31%.
بعد سنتين من التخرج من الجامعة والبحث المُضني عن فرصة عملٍ توفر له ولأسرته التي تتكون من 6 أفراد: - أب متقاعد، أم ربّة منزل، بنت في مرحلة الجامعة، ثلاثة أطفال - وجد ولد محمد فرصة عمل.
في إطار مشروع عصرنة وسائل النقل الحضرية المنظم بالتعاون مع وكالة التضامن الحكومية، أعلنت الوكالة الوطنية لترقية تشغيل الشباب عن دفعة جديدة تتكون من 500 سيارة ثلاثية العجلات، وسيتم منح هذه السيارات على شكل قروض لصالح الشباب العاطلين عن العمل ، على أن يتم تسديد القرض عن طريق الصناديق الشعبية للادخار والقرض (بروكابك).
تُستخدم هذه المركّبات في مجالات نقل البضائع وشحنها وتفريغها بالإضافة إلى التجارة المتنقلة.
حصل علي ولد محمد - المنحدر من شريحة الأرقاء السابقين - على دعم من وكالة تشغيل الشباب، يتمثّل الدعم في توفير سيّارة ثلاثية العجلات على أن يدفع ثمنها بالتقسيط (65 دولار كل شهر) لمدة سنتين.
كان علي يستخدم السيارة ذات العجلات الثلاث في نقل البضائع من السوق الكبير إلى بعض المحلات التجارية الصغيرة في العاصمة.
منذ أن سجلت موريتانيا أول إصابة من فيروس كورونا مارس 2021 بدأت السلطات في تطبيق بعض الإجراءات كان لها التأثير البالغ على أصحاب الدخل المحدود.
قبل تسجيل أول حالة بفيروس كورونا كان اعلي يخطط لتوسيع مشروعه الصغير حتى يشمل القرى والمدن القريبة من العاصمة.
لقد تم تطبيق حظر للتجول، وأغلقت المواصلات بين المدن لمدة ثلاثة أشهر، الأمر الذي أربك حسابات الشاب اعلي وأوقف مشروعه الخاص، فأصحاب الدكاكين الكبار في العاصمة اقتصروا خدمة التوصيل على عدد قليل من أصحاب السيارات، نظرا للظروف التي تشهدها البلاد والعالم أجمع.
بذلك أصبح علي عاطلا عن العمل من جديد، فالسيارة التي عنده ليست صالحة لأن تكون سيارة أجرة لنقل الأشخاص، وحركة البضائع لم تعد كما كانت عليه قبل الجائحة، والطريق الرابط بين نواكشوط والمدن الداخلية تم إغلاقه لمدة 3 أشهر.
الشاب علي يشتكي من الواقع الاقتصادي وصعوبة العيش بعد إجراءات كورونا التي قيدت من حريته ويطالب السلطات بالدعم والمساندة إما بإلغاء التقسيط الذي تطالبه به وكالة تشغيل الشباب أو دعمه حتى لا ينهار مشروعه الذي حلم به منذ سنوات.
الخبير في مجال سياسات التشغيل كريم الدين محمد يقول إنه لم يتفاجأ من مجريات قصة علي ولد محمد، وانتقد كريم الدين سياسات التشغيل التي تتخذها الدولة عبر بوابة المشاريع الصغيرة، يقول كريم الدين: من الملاحظ أن محاور عمل الوكالة - وكالة تشغيل الشباب - رغم أهميتها وشموليتها إلا أن الأداء لا زال ضعيفا والنتائج الملموسة لا تتلاءم مع ما يصرف على برامج الوكالة، كما أن بعض المحاور لم يتم العمل عليها حتى الآن خاصة الجوانب المتعلقة بالدعم الهيكلي والدراسات والشراكة رغم مرور عقد ونصف على إنشاء الوكالة
وأضاف: إن محاربة البطالة تقتضي اعتماد استيراتيجية جادة تعتمد مقاربة شاملة لموضوع البطالة الذي أصبح يؤرّق الجميع.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا