إعلامي وناشط سياسي، يطمح للوصول لأعلى منصب في موريتانيا ،معولا على كونه "مرشحا مستقلا" خارج ثنائتيْ "الموالاة والمعارضة، وخارج التموقعات "الأديولوجية" حسب تعبيره.
ينتقد محمد ولد الشيخ في مقابلة مع شبكة السراج الطبقة السياسية ويحملها مسؤولية ما آل إليه الوضع في موريتانيا من " تذمر عام، وعدم حدوث أي اختراق في إصلاح الخلل البنيوي الذي تعاني منه البلاد".
يطرح ولد الشيخ ما يصفه ب"البرنامج الإصلاحي الشامل"، مرحبا بكل "من يدعمه، أو يتعاون معه لتحقيقه"، مطالبا ب"حياد" المؤسسات الدستورية لضمان عملية انتخابية نزيهة وشفافة" حسب تعبيره
نص المقابلة
من هو محمد ولد الشيخ؟ لماذا تترشح للرئاسة؟
أنا محمد ولد الشيخ ، تاريخ الميلاد 1974 بموريتانيا ، سياسي وكاتب موريتاني ، حاصل على شهادة الدكتوراه في علوم الاتصال من جامعة الجزيرة بالسودان حول موضوع "فاعلية وسائل التواصل الاجتماعي في الثورات والتعبئة السياسية " - دراسة تطبيقية على ثورتي مصر وتونس ، وحاصل على ماجستير في الصحافة من جامعة واد النيل بتقدير جيد جدا 2007 ، وحاصل على بكالوريوس اللغة العربية و الإعلام من جامعة قطر عام 97 بتقدير جيد جدا ( الأول على الدفعة ) .
عملت كاتبا يوميا بصحيفة الوطن القطرية وفي جميع أقسام التحرير الصحفي والتحليل السياسي، ثم عملت بصحف الشرق القطرية والعرب ، وقمت بإعداد مجلات متخصصة قبل أن أنتقل لجامعة قطر التي لا أزال أعمل بها لحد الآن ، بين مجالات التدريس والتحرير وتقديم الخبرة .أخذت دورات تدريبية متخصصة في العديد من المجالات الإعلامية والاستراتيجية ، وألفت عدة كتب في مجال الإعلام والنشر .
مارست العمل السياسي منذ وقت مبكر حيث كنت ناشطا سياسيا منذ مطلع التسعينات في بلدي ثم واصلت الاهتمام بالمشهد محللا سياسيا ومشاركا حيث كانت آخر مشاركاتي السياسية ترشحي على رأس لائحة نيابية وطنية في انتخابات النواب 2018 وهي التجربة التي نتج عنها اعتقال النظام الموريتاني السابق لي بتهم باطلة أثبتت التحقيقات أنها مجرد رغبة في إبعادي عن المشهد ، ثم عدت بعد ذلك ضمن الطاقم المشرف على حملة مرشح الرئاسيات السابق سيدي محمد ول بوبكر ، حيث كنت ضمن الحملة المسؤولة عن العاصمة الاقتصادية نواذيبو ، وبعد الأداء غير المتناسب مع حجم الحملة والطريقة التي تمت بها تلك الانتخابات ، لم أبتعد عن المشهد ولكن أداء النظام لم يعجبني على كافة المسارات وبخاصة فيما يتعلق ببطء الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية كما تعهد النظام أثناء حملته ( تعهداتي ) .
وفي ظل التذمر العام وعدم حدوث أي اختراق في مجال إصلاح الخلل البنيوي الذي تعاني منه بلادي قررت منذ سنة الترشح للاستحقاقات القادمة، معتمدا على الله تعالى وملبيا دعوات عديدة من الكثير من المعارف والأصدقاء والمتابعين، وقد أعددت العدة ببرنامج طموح، وتحالفات جيدة ونظرة متأنية للمشهد السياسي الذي تمر به البلاد ودول الإقليم.
ولدي أمل كبير أنني سأحقق الفوز بإذن الله تعالى إن تمت الانتخابات بنزاهة وشفافية.
ماهي ملامح برنامجك الانتخابي ؟
وضعت برنامجا اقتصاديا طموحا لتحقيق إصلاح اقتصادي فعّال، يسعى إلى جذب الاستثمارات العربية والدولية، من خلال:
1- تقديم حوافز مغرية للمستثمرين، مثل إعفاءات ضريبية وتسهيلات للشركات الجديدة.
- تطوير برامج لتسهيل إجراءات الاستثمار وتسريع تراخيص الأعمال.
2ـ مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، من خلال : إقامة هيئات تحكيم مستقلة لمكافحة الفساد ومحاسبة المتورطين.
- تطوير نظم إلكترونية للمشتريات الحكومية للحد من فرص الفساد.
- تعزيز التدريب والتوعية بين الموظفين الحكوميين حول الأخلاقيات ومكافحة الفساد.
3- توزيع الثروة بشكل عادل من خلال ..
- إصلاح نظام الضرائب لتحقيق توازن في توزيع الثروة.
- تطوير برامج اجتماعية تستهدف الفئات الأكثر احتياجاً وتقليل الفجوة بين الطبقات.
- تعزيز فرص العمل في المناطق النائية للحد من التفاوت الاقتصادي بين المناطق.
4- تعزيز الشمول المالي من خلال :
- توسيع نطاق الخدمات المالية لتشمل الطبقات الأدنى من السكان.
- تشجيع استخدام التكنولوجيا المالية لتسهيل الوصول إلى الخدمات المالية.
5- تطوير البنية التحتية عن طريق:
- زيادة الاستثمار في بناء الطرق والجسور والمرافق الأخرى لتعزيز النقل وتسهيل حركة التجارة.
- تعاون مع القطاع الخاص في تمويل وتنفيذ مشاريع البنية التحتية.
- زيادة المصانع لامتصاص البطالة ، وعدم تصدير المواد الأولوية خاما
6- تعزيز الابتكار وريادة الأعمال، وذلك من خلال:
7- التركيز على مجالات التعليم وإعطاء الأولوية للمدرس ، وزيادة الرواتب من خلال دراسة مستوى الحياة الكريمة ومنح العامل ما يكفيه لسد أموره الضرورية وجعله بداية لسلم الرواتب بدل الزيادات الجزافية ، مع مراقبة الأسعار .
8 – فتح عدد من الجامعات المتخصصة في عدة مدن وولايات لزيادة فرص البقاء فيها وتخفيف الضغط عن العاصمة .
9 – السعي للتفاوض مع الشركات الدولية العاملة في مجال النفط والغاز والذهب والصيد البحري لتحسين العائد على الاقتصاد الوطني أو فك الارتباط بها وفقا للتحكيم الدولي واستشارة الهيئات المتخصصة .
10 – الصرف على القطاع الصحي وجعله قادرا على تحقيق تطلعات السكان ، وتوظيف كافة الأطباء والخريجين في القطاع الصحي بسبب الحاجة الملحة لهم .
11- الاهتمام بالمؤسسة العسكرية وقوات الأمن ومنحها الحوافز والمزايا التي تجعلها تقوم بدورها المنوط بها في حماية البلاد وأمنها بدلا من التدخل السياسي على حساب مهامها الأصلية .
ويتوزع البرنامج على مختلف القطاعات الإنتاجية وهو يقع في مئات الصفحات ، ويركز على العلاج الفعال لمشكلة بلد غني بموارده يعاني شعبه من الفقر المدقع بفعل السياسات الخاطئة والفساد المالي على مدار عقود من الزمن .
تصف نفسك ب"المرشح المستقل" ما معنى الاستقلالية هنا ؟
فعلا أنا مستقل لأنني لا اتبع أيديولوجيا سياسية بعينها فأنا مسلم عربي إفريقي وأعمل من خلال هذه الثلاثية على أن تكون بلادي مستقلة في قرارها السياسي تعمل وفق مصالحها دون الدخول في محاور على حساب أخرى ، كما أنني أمد يدي لكل الطيف السياسي الوطني دون استثناء فأنا لا أحسب على أي جهة .
ولذلك يهمني أن أكون عامل توحيد وجمع كلمة لجميع الفرقاء كما أنني لم أمارس أي وظائف تجعل البعض يشكك في أهليتي للتسيير أو غير ذلك من الشوائب التي تلاحق بعض السياسيين ، ومواقفي التي أعتنقها وتعبر عني منفتحة على كل الفرقاء فكل موريتاني يؤمن بالديمقراطية منهجا، وله رغبة في العيش بسلام بين جميع أبناء شعبنا أرحب بالتعاون معه دون استثناء .
هل أنت أقرب للمولاة أم للمعارضة؟
لدي برنامج إصلاح شامل مؤمن بأنه سيحقق للبلاد النهضة المنشودة إن تم تطبيقه ولذلك أرحب بكل من يدعمه ويتعاون معي لتحقيقه ، ولست مع النظام لأنني لو كنت معه لما ترشحت ضده ولكن لاتوجد لدي مشكلة معه على المستوى الشخصي فالخلاف سياسي بحت .
أنا أعتقد أن المقاربات التي يتخذها النظام الحالي لم تؤت النتائج المطلوبة، ومن حق شعبنا أن يجرب مقاربات غيرها، لتحقيق النهوض المنشود، وأنا أيضا لم أدخل المعارضة التقليدية ولكنني أعارض جميع السياسات الفاشلة وأتفق مع الصوت المعارض في كل ما يطلبه من حياد للمؤسسات القضائية والدستورية ومن رغبة في تحقيق الأفضل لشعبنا .
من شبه المؤكد ترشح الرئيس غزواني ما تقييمك لفترة حكمه؟ وهل تتوفر شروط التداول على السلطة في موريتانيا ؟
لست راض عن أدائه على المستوى الاقتصادي وكذلك طريقة تدوير العديد من الأوجه التي كانت ضالعة في كل وصلت إليه البلاد من تخلف وفشل على كافة المستويات ، ولكن أثمن جوانب من سياسته السلمية وهدوئه الذي يطبع حكمه، كما أنني لست راضيا عن تكميم الأفواه وفقدان الحريات الذي طبع مأموريته .
وبالمحصلة فإنني أعتقد أنه أعطى ما عنده ويمكنه أن يوفر على نفسه خوض الانتخابات لمأمورية ثانية .
الشق الثاني أجيب عليه بأن الشروط الموضوعية تحتاج لتغيير في هيكلية اللجنة الوطنية للانتخابات وكذلك في ضمان حياد الإدارة المحلية ووجود مراقبين دوليين للانتخابات وكذلك عدم تدخل الإدارة في النتائج سواء بشكل تقني أو بشكل فعلي ، ورغم ذلك فإنني مضطر للتعامل مع الأمر الواقع وخوض السباق الرئاسي لأن لدي برنامجا وطنيا يهمني عرضه على أكبر قاعدة وطنية من أبناء الوطن .
هل لديك اتصال بالقوى السياسية المعارضة بشأن دعمك في الانتخابات القادمة؟
تواصلت مع عدد من قوى المعارضة ولكن التجاوب كان أقل من المستوى المطلوب للأسف، وذلك لأن البعض أصابه الغرور، وظن أنه غير محتاج للحديث مع شخصية جديدة على الساحة من وجهة نظره، والبعض الآخر يعاني انقساما داخليا شديدا، جعله غير قادر على تحديد بوصلته، وتقييم الواقع بالشكل الصحيح !.
ولازلت أمد يدي لتلك القوى وأدعوها للاتحاد ودعمي لإحداث الاختراق المطلوب، لأن الظرف السياسي للبلاد والظرف الإقليمي والدولي، يحتم اختيار شخصية كاريزمية قادرة على لم الشتات والتفكير خارج الصندوق والوصول بالبلاد إلى فضاءات أرحب .