تابعت مثل غيري النقاش المهم حول "مجتمع البيظان" وطبيعة العلاقة التي تربط مكوناته تاريخيا واجتماعيا وفي نظري المتواضع فإن العلاقة بين مكونات مجتمع البيظان علاقة عضوية لا تحتمل الفصل ولا التفريق والفصل بين هذه المكونات غير وارد تحت اي ذريعة بحكم أن قائمة المشترك لاحصر لها بدأ باللغة مكتوبة ومسموعة مرورا بالثقافة المادية وغير المادية وانتهاء بالدين والقيم لذلك فإن الأسلم البناء على هذه المشتركات وتعميقها وتجذيرها وصيانتها وكل ما يتم التنظير له اليوم من اختلافات هو في الحقيقة ترجمة لتباينات سياسية يسعى اصحابها لكسب ود شعبي جماهيري على حساب المشتركات المهمة.
لا نختلف جميعنا على أن هناك إشكالات اجتماعية في مجتمعنا وصلت حد المظالم حرفت الى حد ما العلاقة المفترضة بين مكونات المجتمع واتسعت جغرافيا وزمنيا دون أن تجد حلولا مرضية. وهي إشكالات موضعية ومحددة يمكن العمل على تجاوزها دون المساس بما يجمع مجتمعنا من روابط ووشائج لا يمكن القفز فوقها.
إن ما يهم الموريتاني اليوم بعيدا عن هذا النقاش التاريخي السوسيولوجي المحض هو بناء دولة المواطنة التي تجعل احترام المواطن منطلقا واساسا لوجودها وتقوم مشروعيتها على الدفاع عن مصالحه دون تمييز لوني ولا عرقي ولا جهوي ولا طبقي.
إنها الدولة التي تقنع المواطن بقوة عدالتها وشفافية تسييرها ونزاهة إدارتها..
إنها الدولة المنشودة التي بدأت ملامحها تتشكل مع رئاسة محمد ولد الشيخ الغزواني وتبنيه قيم ومثل الدولة الاجتماعية وسياسات الدولة الرحيمة.
.jpg)