![بقلم الباحث حسين كمال](https://essirage.net/sites/files/WhatsApp-Image-2025-02-12-at-5.18.16-PM.jpeg)
"والله كنت متحركاً، ضيفاً في هذه الأراضي من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، إلى الضفة الغربية، في كل مكان في هذه الديار الحبيبة".
قال محمد الضيف "أبو خالد" في اللقاء الصحفي الوحيد الذي أجراه عام 2005 مع برنامج "في ضيافة البندقية"، وقد ظل متحركاً فعله وأثره على الأرض بين قطاع غزة والضفة الغربية، إلى حين أشرقت شمس الشهادة أخيراً في حياة القائد الجليل بعد سنوات دامية وطويلة من الجهاد والمقاومة، تسيّد فيها محمد الضيف مسيرة الجهاد الفلسطيني بتاريخ كثيفٍ من البطولة والوقائع الضخمة، أشرف خلالها على اختطاف جنود الاحتلال، وتنفيذ العمليات الاستشهادية في كل مكانٍ من فلسطين، وقصف تل أبيب، وجعل مدن العدو ومستوطناته كافةً في مرمى صواريخ المقاومة.
عاش الضيف 35 عاماً من حياته مطارداً للاحتلال، وهي المطاردة الأطول في تاريخ الفلسطينيين، بل العالم، استطاع خلالها تأسيس وبناء قوة عسكرية مهيبة ومنظمة، خاض معها وخلالها انتفاضتين، وخمس حروب، وما يقارب 25 تصعيداً عسكرياً. ولم يسلم جسد الضيف من آثار الجهاد والملاحقة، بما يقارب 7 محاولات اغتيال نجا منها بمشيئة الله في اللحظات الأخيرة.
في هذا المقال، بعض من السيرة العسكرية المختصرة للقائد العام لكتائب عز الدين القسام، الشهيد محمد الضيف "أبو خالد"، منذ الخلية العسكرية الأولى التي أسّسها في جنوب قطاع غزة في الثمانينيات، إلى معركة طوفان الأقصى في تشرين الثاني/ أكتوبر 2023.
من "المجاهدون الفلسطينيون" إلى القسام
تشكلت البداية الجهادية للضيف بالتحاقه بجهاز "المجاهدون الفلسطينيون" الذي أسسه وأشرف عليه الشيخ صلاح شحادة1، وهو أول جهاز عسكري يتبع حركة حماس، وقد اعتمد اختيار عناصر "المجاهدون الفلسطينيون" على أفضل نخب الحركة الإسلامية وأشدهم إخلاصًا، وهي النخب المركزية التي ستقود العمل العسكري في بداياته، مثل ياسر النمروطي (جميع كتابات ونشرات كتائب القسام التي دونت سيرة النمروطي اعتبرته القائد الأول للقسام، ومن ضمنها المجلة الرسمية للقسام "الميدان" العدد الثالث)، وجميل وادي، وعماد عقل. وقد كُلف الضيف حينئذ بتشكيل مجموعة عسكرية في جنوب قطاع غزة.
بعد عامين من التأسيس والعمل السري، تعرض جهاز "المجاهدون الفلسطينيون" لضربة قاسية، بعد كشف الاحتلال الخلية "101" المسؤولة عن خطف اثنين من الجنود الإسرائيليين، شن إثرها جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة نالت عدداً كبيراً من أفراد الجهاز، كان منهم محمد الضيف، الذي حكم عليه بالسجن لمدة سنتين، وهما اللتين اتفق خلالهما مع صلاح شحادة، على أن يعمل بمجرد خروجه من السجن على تشكيل خلية لاختطاف الجنود2.
الشهيد محمد الضيف محاطاً بعناصر القسام خلال مقابلته الصحفية الوحيدة مع برنامج "في ضيافة البندقية" عام 2005.
بعد تحرر الضيف بأشهر قليلة، عاد مقاتلاً مرة أخرى، لكن هذه المرة في كنف "كتائب القسام"، وسيكون الضيف ضمن الطليعة الأولى للجهاز الجديد التي شكلها ياسر النمروطي في كانون الثاني/ يناير 1992، وهي الطليعة التي ستقود العمل العسكري خلال فترة التسعينيات بالكامل.
استطاع الضيف خلال هذه الفترة فتح خطوط تنسيق وتواصل بين بنى التنظيم العسكرية في غزة والضفة الغربية والقدس. وفي نهاية 1993، عاد الضيف إلى قطاع غزة، على إثر وقائع ميدانية شديدة القسوة، تمثلت أولاً في استشهاد نخب نوعية لكتائب القسام، وتفكيك العديد من الخلايا العسكرية، إضافة إلى توقيع اتفاقية أوسلو وبدء عودة السلطة إلى قطاع غزة.
وهنا، تشكلت مرحلة جديدة في تاريخ الضيف العسكري انطلاقاً من عام 1994، الذي أصبح فيه القائد العسكري لكتائب القسام في قطاع غزة3، واستطاع خلال أشهر قليلة بناء التنظيم من جديد بشكل أكثر تنظيماً، والحفاظ على التنسيق مع المجموعات العسكرية في الضفة الغربية، الذي بلغ ذروته في عملية اختطاف الجندي نخشون فاكسمان، العملية التي ستشهد الظهور العلني الأول للضيف معلناً عن عملية الاختطاف النوعية في ذلك الوقت4.
لم تعلم "إسرائيل" عن أسطورة الضيف التي ستواجهها على مدى سنين طوال، إلا في منتصف التسعينيات، وذلك بعد اتخاذ قيادة القسام وعلى رأسها الضيف قراراً استراتيجياً بإنفاذ الثأر للمهندس يحيى عياش. وقد تمكن الأسير حسن سلامة في عام 1996 من تنفيذ ثلاث عمليات كبرى، أدت في حصيلتها إلى مقتل ما يقارب 47 إسرائيلياً، وكان من ضمن ارتداداتها العنيفة، إسقاط حكومة شمعون بيرس، وتنفيذ السلطة حملة اعتقالات كثيفة أدت تقريباً إلى تصفية العديد من البنى التنظيمية والعسكرية في الضفة والقطاع.
الظهور الأول للشهيد محمد الضيف إثر عملية اختطاف كتائب القسام الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان.
أصبح الضيف المطلوب الأول للاحتلال، وقد فشلت أجهزة السلطة في الوصول إليه، رغم حملات الاعتقال الواسعة والضخمة التي نالت عموم المطاردين في الضفة وغزة. وحاولت الضغط عليه مراراً لتسليم سلاحه والانضمام إلى الأجهزة الأمنية وهو ما رفضه رفضاً قاطعاً. وفي إحدى المرات، قال جملته الشهيرة: "حتى لا يسجل التاريخ أن الجميع قد استسلم وألقى السلاح". وفي بداية عام 2000، اعتقله الأمن الوقائي في مدينة غزة لعدة أشهر قبل أن يهرب من سجنه إبان انتفاضة الأقصى، بمساعدة اثنين من السجانين.
استطاعت كتائب القسام خلال انتفاضة الأقصى، وبفضل مجهود تنظيمي كبير من القيادات العسكرية التي بقي بعضها خارج السجون وبعضها الآخر سافر إلى الخارج، مثل الشيخ صلاح شحادة، وفوزي أبو القرع، وعدنان الغول، وسعد العرابيد، ومحمد أبو شمالة، ورائد العطار، إضافة إلى الشخصية الأكثر تأثيراً في تلك اللحظة محمد الضيف، إعادة تنظيم نفسها، لتستطيع خلال سنوات قليلة تأسيس بنية عسكرية ممتدة وواسعة، كانت النواة الفعلية للقوة العسكرية التي ستتولى مشروع استمرار البناء والمراكمة على قوتها وفعلها، واستمرت تأخذ منحى تصاعدياً طيلة السنين السابقة، وصولاً إلى لحظة الذروة الكبرى في طوفان الأقصى.
"والذين جاهدوا لنهدينهم سبلنا، وإن الله لمع المحسنين"
مرت كتائب القسام بمنعطفات ضخمة ومعقدة، بعضها كان شديد التأثير في بنية الكتائب وتوجهاتها، وبعضها كان من الممكن أن ينهي وجودها البنيوي والإداري، في ظل واقع أمني وعسكري شديد الصعوبة، وهو ما انعكس على شخصية الضيف، الذي أصبح المعادلة الأساسية في تاريخ كتائب القسام منذ عام 1993. وتمثل ذلك في ثلاث محطات استراتيجية، كان لها أثر كبير في تاريخ الشعب الفلسطيني بعد انتفاضة الحجارة، وكان للضيف فيها دور مركزي، وحاسم أحيانا في مسار الأحداث:
المحطة الأولى: توقيع اتفاق أوسلو وارتداداته الثقيلة على الشعب الفلسطيني، وشكل الأسئلة التي أثارها في ذلك الوقت، وكان أهمها "ماذا نفعل؟ وكيف نتعامل مع الواقع الجديد؟"، وقد انقسمت إجابات الحركة الوطنية والإسلامية بحدة في الإجابة عن هذا السؤال، فالحركة الإسلامية تنوعت اتجاهاتها بين ثلاثة مواقف: الأول يرى ما حصل هزيمة شبه كاملة لا يمكن الصمود في وجهها، ولا بد من الدخول في هذه التجربة حتى النهاية. والثاني رأى ضرورة مواجهة السلطة والاحتلال في الوقت نفسه، باعتبارهما شيئاً واحداً، وهذا الرأي لقي رواجاً كبيراً لدى قواعد الإسلاميين وتحديدًا المقاتلين منهم.
أما الثالث فيفرق بوضوح بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، إذ رفض اعتبار قطاعات واسعة كانوا قبل أشهر مقاتلين ومطاردين للاحتلال في كفة واحدة معه. في الوقت ذاته، رأى ضرورة مواصلة الجهاد وعدم تسليم السلاح، وهو الخيار الذي تبناه أبو خالد الضيف ومجموعات المطاردين الذين يقودهم. وركز الضيف في تلك الفترة على استهداف الاحتلال حصراً. وتمكن من إدارة علاقات مع شخصيات في السلطة والتأثير عليها، إذ حرص على نسج علاقات وثيقة مع العديد من قادة حركة فتح وضباط الأجهزة الأمنية مثل جمال أبو سمهدانة، وجهاد أبو العمارين، وعمرو أبو ستة وغيرهم.
من الكلمة المسجلة للشهيد محمد الضيف والذي أعلن خلالها انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
من الكلمة المسجلة للشهيد محمد الضيف والذي أعلن خلالها انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
المحطة الثانية: بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، عاد جدل ضخم ومكثف داخل أوساط الحركة الإسلامية، ومجموعات المطاردين في كيفية التعامل مع الحدث الجديد، إذ ذهب اتجاه واضح منهم إلى أن ما يحصل مجرد فترة مؤقتة سيستفيد منها عرفات لتحسين موقفه التفاوضي، وأن أي انخراط حقيقي في هذه الحالة يعني تكرار سيناريو أوسلو وما تلاه من اعتقالات عنيفة في صفوف المطاردين، حتى إن بعض المطاردين القدامى تبنوا هذا الرأي ورفضوا الانخراط في الانتفاضة.
أما الرأي الثاني، فقد رأى العكس تماماً، وأنه حتى لو كانت الانتفاضة حدثاً مدعوماً من عرفات، فإن الواجب يقتضي الانخراط الكامل فيه، وتطويره بشكل لا يستطيع معه التيار الانهزامي في السلطة حرفه عن مساره. وقد تبنى أبو خالد الضيف هذا الاتجاه، مستحضراً تجربته بعد تحرره من السجن عام 1991 وقدرته خلال فترة محدودة، على تكوين بنية عسكرية بمقدورها الانخراط الواسع في الانتفاضة. في الوقت نفسه، برز تحدي التنظيم وتوحيد البنى العسكرية في السنة الأولى للانتفاضة، فبُذلت خلال عام 2001 جهود ضخمة، كان على رأسها الضيف وصلاح شحادة، أثمرت عن توحيد البنية العسكرية في هيكلية واحدة، كانت النواة الأساسية للبناء العسكري الكبير للكتائب.
المحطة الثالثة: سؤال المقاومة وعلاقتها بالعدو بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، ودخول حماس الانتخابات وفوزها الكبير بنتائجها، إذ كان هناك خوف حقيقي وواسع لدى قواعد الحركة الإسلامية من إمكانية "احتواء" حركة حماس، وإبعادها عن خطها المقاوم رويداً رويداً. وهو ما جرى إفشاله تماماً، عبر عملية "الوهم المتبدد" عام 2006، التي اختُطف خلالها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وعلى إثرها صاغت "إسرائيل" سياسة الحصار المشدد على قطاع غزة، وصولاً إلى صفقة وفاء الأحرار، التي أدت إلى إخراج نخبة سياسية وعسكرية فلسطينية، قاد بعضها المقاومة الفلسطينية في غزة مثل يحيى السنوار، وحاول بعضها الآخر إعادة بعث المقاومة المسلحة في الضفة الغربية.
في معنى أن تكون مجاهداً
كان الضيف شخصية استثنائية في تاريخ الجهاز العسكري لحركة حماس، وأحد القادة الاستثنائيين في مسيرة الجهاد الفلسطيني، وذلك لما اتّسم به من شمائل وصفات أخلاقية ونفسية انعكست على بنية الجهاز العسكري، وأسهمت في تحويل مجموعة من المناقب الشخصية إلى تقاليد راسخة في العمل العسكري، وهي سمات نفسية أتاحت لصاحبها تأثيراً بالغاً على من يتعامل معه، ومكنته من نسج علاقات متجاوزة للإسلاميين، ومؤثرة بشكل بالغ حتى في أشد خصومه، حتى إن ثلاثة من آسريه في سجون أجهزة السلطة انتموا لكتائب القسام، وهم من هرّبه من سجنه في غزة، أحدهم يحيى أبو بكرة أحد قادة كتائب القسام5.
وفياً لرفاق دربه كان الضيف، ولكل الحواضن التي أسهمت في احتضان المقاومة، حتى يقال إن أحد الشروط الأساسية التي وافق بها على عدم الاشتباك مع قوة الأمن الوقائي التي حاصرته في عام 2000، هي عدم إيذاء أهل المنزل الذين استضافوه، وقيمة الوفاء بالإضافة إلى قيم أخرى بالطبع، كانت مركباً أساسياً في قرار الثأر ليحيى عياش، إذ لا يعقل أن يمر اغتيال يحيى عياش في قلب قطاع غزة من دون جباية ثمن واضح من العدو.
والسمة الثانية، تتعلق بالصبر والمجالدة وطول النفس، إذ قرر العودة إلى القتال بعد أقل من شهر من الإفراج عنه في عام 1991، وهو القرار نفسه الذي اتخذه عقب تحرره من سجون السلطة عام 2000، إذ لم تكد تمضي أشهر قليلة حتى بدأ الضيف قيادة مجموعات كبيرة من المقاتلين في قطاع غزة.
بوستر لقائد أركان كتائب القسام، الشهيد محمد الضيف، شرته كتائب الشهيد عز الدين القسام على قناتها في تطبيق تليغرام.
بوستر لقائد أركان كتائب القسام، الشهيد محمد الضيف، شرته كتائب الشهيد عز الدين القسام على قناتها في تطبيق تليغرام.
والسمة الثالثة، التنظيم الشديد، سمة يمكن ملاحظتها بوضوح في قدرته على قيادة أكبر قوة عسكرية في تاريخ الشعب الفلسطيني، وتطويرها والمراكمة في قوتها، في ظل مجموعة من التعقيدات الميدانية الكبرى، خاصةً فترة انتفاضة الأقصى، ومنها قدرات تنظيمية استطاعت خلال فترة قصيرة، حشد آلاف المقاتلين وتعبئتهم خلال السنوات الأولى من الانتفاضة.
ورغم ذلك، لم يكن الضيف مجرد قائد عام يدير قوة عسكرية مكونة من عشرات الآلاف، بل كان جزءاً ومدبراً، ومشرفاً عملياً على بناء القوة، إذ أسهم وبصورة شخصية في مشروع التصنيع العسكري الذي بدأه معه عدنان الغول ومجموعة من القادة الآخرين6.
السمة الرابعة، التواضع الشديد والابتعاد عن الدنيا، والحرص على التربية الإسلامية، وإن كانت سمة الجزء الأكبر من المجاهدين، فإنها في حق القادة أجل وأعظم، إذ لطالما شكلت تصرفات القادة، الشرط الضروري والمركزي في طبيعة بنية الجنود وصفاتهم. وهو ما بدا واضحاً بعد استشهاده، ورؤية شكل الحياة التي عاشها أهله وأبناؤه، حالهم كحال غيرهم من أبناء مجتمعهم، وما نقلته زوجته وأهله، عن إصراره على تحفيظ أبنائهم القرآن، واهتمامه الكبير بمشاريع التحفيظ في غزة، خصوصاً لدى الصف الجهادي.
والسمة الخامسة، خفوت الهم الشخصي، والذوبان في روح الجماعة. رغم ما امتلكه أبو خالد من شرعية ضخمة في تاريخ الحركة الإسلامية، فقد كان بعيداً عن الأضواء كثيراً، وتكاد لا تجد شيئاً مكتوباً عنه خلال الأعوام العشرين الأولى من حياته الجهادية. وحرص الضيف على تجنب الانخراط في أي خلاف داخلي مهما صغر أو كبر، منشغلاً ببناء قوة مؤسسية تكون ملكاً للمجموع الفلسطيني، فكانت ذروة الإبداع الفلسطيني في كتائب القسام، التي تشكلت من أركان وبنى تنظيمية قوية، مرتبطة بقوة بصلابة فكرة المقاومة، حتى استطاعت القتال والمواجهة في أكثر حروب الفلسطينيين ضراوة رغم استشهاد قائدها العام في نصف المعركة تقريباً، إضافة إلى استشهاد نصف أعضاء المجلس العسكري.
بقي الشهيد محمد الضيف "أبو خالد"، يمثل انبعاثاً واسعاً ومتجدداً، باستفتاء وإجماع شعبي، فلم يكن قراراً تنظيمياً أو سعياً من قبل حركة حماس، أو كتائب الشهيد عز الدين القسام التي قادها لسنوات طوال. بل خرج بشكل شديد العفوية من قلب المجتمع الفلسطيني الذي يهتف في كل تشييع شهيد، وفي كل تظاهرة ومسيرة ومناسبة: "حط السيف قبال السيف.. إحنا رجال محمد الضيف".
نقلا عن موقع متراس