صحابة صهرهم الإسلام (10) الشارد الذي قيده الإسلام/ المختار نافع

سبت, 2025/03/22 - 22:14

كان الصحابي الجليل خوات بن جبير الأوسي الأنصاري في الجاهلية شاعرا غزلا مغرما بالنساء، وقد ذاع صيته بذلك بين العرب حتى إن إحدى مغامراته في ذلك المضمار أصبحت قصة مروية ومثلا سيارا وهي قصته مع بائعة السمن التي عرفت بالمثل: أشغل من ذات النحيين.

 

لكن خواتا رضي الله عنه انتقل من حياة الجاهلية والمجون إلى حياة الإسلام والجهاد بسرعة فكان من السابقين الأولين من الأنصار وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، باستثناء بدر التي ما تخلف عنها إلا بسبب إصابته بكسر في الطريق إليها، ولذلك قسم له النبي صلى الله عليه وسلم بسهم في غنائم الغزوة، ومن قسم لهم النبي صلى الله عليه وسلم بسهام معدودون عند العلماء في أهل بدر.

 

انشغل خوات بالجهاد عن أمور النساء، ولكنه ذات مرة وقع منه استحسان لمجلس نساء مر بهن فجلس إليهن فرآه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: ما يجلسك معهن، فهاب رسول الله صلى الله عليه واختلط (=ارتبك) كما يقول في روايته للقصة، فقال له: بعير شرد علي فأنا أبتغي له قيدا، فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما رآه يقول له معاتبا: "ما فعل شراد جملك، فلما تكرر ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم اعتذر خوات له وقال: "والله ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت" فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "رحمك الله" ثلاثا

(ثم لم يعد -خوات إلى شيء من ذلك) كما يقول راوي الحديث