كثير من المسلمين يظنون أن الله ناصرهم لأنهم مسلمون فحسب بدون الأخذ بأسباب القوة اللازمة التي سنذكرها خلال هذه المعالجة،
والبعض الآخر يحمل السلاح على العالم وليس له من مقومات النصر إلا أنه يحمل روحه على كف عفريت بدون تخطيط استراتيجي فيفخخ ويفجر بدون هدف مآلي إلا أن يوصف الإسلام والمسلمون بالإرهاب.
والفريقان المذكوران أعلاه لا علاقة لهما بالشرعي ولم يأخذ بأسباب القوة والتمكين.
فعن الفريق الأول ـ السلبيين ـ يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله: (إن البعض ينتظر من هذا الدين ما دام منزلا من عند الله أن يعمل في حياة البشر بطريقة سحرية خارقة غامضة الأسباب دون أي اعتبار لطبيعة البشر ولطاقاتهم الفطرية ) "هذا الدين: ص3."
وهؤلاء لا يخطر ببالهم أن عليهم صناعة أسباب العزة والأخذ بعوامل القوة التي تمكن المسلمين من الانتصار على أعدائهم فتقوقع المسلمين على أنفسهم وعدم استفادتهم من خبرة أعدائهم في تقوية أنفسهم هو سبب الضعف الذي يعانون منه وما دام كذلك فلن يرعبوا عدوا ولن يحرروا أرضا لأن العدو عرف منهم ضعف الإرادة والضعف في المواجهة وأهم سلاح في هذا العصر هو الصواريخ والطائرات ولا توجد صناعة إسلامية في هذا المجال ويعجبني كلام نفيس للمرحوم أبي الحسن الندوي: (وبالاستعداد الروحي والاستعداد الصناعية الحربية والاستقلال العلمي ينهض العالم الإسلامي وينقذ العالم من الانهيار الذي يهدده فليست القيادة بالهزل وإنما هي جد الجد فتحتاج إلى جد واجتهاد وكفاح وجهاد واستعداد أي استعداد كل امرء يجري إلى يوم الهياج بما عد....) "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: ص206."
إن العدة والعتاد ولو كانا قليلين واصطحبا مع إيمان الحق والإرادة الصادقة لا تقف أمامهم أي قوة مهما بلغت، وتاريخ الإسلام حافل بالشواهد بدء ببدر مرورا بالقادسية وحطين وفتح القسطنطينية وحرب رمضان أكتوبر ودحر الأفغان للروس وأهل الفلوجة للأمريكان وانتصارات حماس في غزة في معاركها مع العدو الصهيوني في السنوات الأخيرة "والعصف المأكول خير شاهد على ذلك".
لكن المسلمين أخاف عليهم أن يرد فيهم قول الشاعر:
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله لن تنال المجد حتى تلعق الصبرا
إخواني المسلمين كل منكم عليه بإعداد نفسه في مجاله ومن موقعه وليحذر أن تؤتى الأمة من قبله.. وابشروا وبشروا.. فالنصر قادم لا محال والفجر قد أمبلجت أنواره والمستقل لهذا الدين مهما طال الليل.
بقلم /أحمد يحي المبارك.