الفقر والعوز سبب زواج السوريات بنواكشوط (صور)

ثلاثاء, 2015/01/13 - 14:24

وجها زين العابدين وزينة الشقيقين يبدوان شاحبين، هما طفلان يتيمان من أسرة سورية لاجئة ومشردة ساقتها الأقدار إلى نواكشوط بعد أن وقع برميل حارق من طائرات قوات النظام السوري على سطح منزلهم الوادع، وأدى إلى إصابة الطفلة زينة في ساقها الأيمن وأصبحت تعاني من إعاقة وعرجة قوية، أثقل على صدرها هذا إضافة إلى استشهاد أبيها في أتون الحرب الدائرة هناك.

هروب من مأساة بندوب

وصلت الأسرة السورية التي تنتمي إليها زينة وأخوها زين العابدين إلى موريتانيا في طائرة على متنها ثلاثون شخصا قبل ستة أشهر، حيث فتحت موريتانيا وتركيا باب اللجوء لهم، وتضم هذه الأسرة والدتهم الأرملة وخالتهم "رتيك مصطفى" والتي قتل زوجها في القصف هي الأخرى منذ سنة وشهرين يعيشون حياة صعبة اضطرتهم إلى التسول.

 
من رغد العيش إلى ضنك الحياة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وقالت "رتيك مصطفى" لموفد "السراج الإخباري" إنهم كانوا يقيمون في مدينة حمص السورية في عز وكرم لكن الحرب الدائرة هناك سقتهم مرارات الذل والنزوح، مما اضطرهم إلى اللجوء لموريتانيا حيث توقف تهديد القصف ولكن ظروف المعيشة صارت أصعب".

 
وأضافت "رتيك" أنهم قبل الوصول إلى نواكشوط مروا بلبنان وحصلوا على بعض المساعدات البسيطة من جمعيات خيرية قبل أن يتم تسهيل رحيلهم إلى موريتانيا ويسكنوا رفقة مجموعة أخرى من اللاجئين في منزل على القرب من ملتقى طرق "مدريد" وسط العاصمة نواكشوط.

 
تضرع وتسول هما الوسيلة الوحيدة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وتدعو "رتيك"ربها أن يعيدهم إلى أمنهم وحياتهم الكريمة، كلما اضطرهم الواقع المزري للذهاب إلى مقاطعة دار النعيم رفقة "زينة" و"زين العابدين" لطلب مساعدات من السكان في شكل ملابس وبعض الطعام يقيهم قساوة الشتاء الصحراوي الجاف، جفاف المنظمات والمؤسسات الحكومة المضيفة فمشكلتهم التي يعانون منها أساسا هي بالجانب المادي مما يرغمهم على التسول واستجداء الآخرين.

 

تتحدث "رتيك" بشوق وحنين عن "مدينة حمص التي ترعرعت وقضت شبابها فيها وإلى اجتماعات آسرتها وأقاربها وإلى زيارة مقام خالد بن الوليد أيام الجمعة، كما تشتاق أيضا إلى إقامة الصلاة هناك".

 

الترمل وضيق ذات اليد دافع للزواج

 

 

 

 

 

 

 

ففي المجتمع الموريتاني المنفتح كان من اليسير الاندماج لتلك النسوة المحملات بأطفالهن واللاتي يحتجن المساعدة ومد يد العود، حتى أنه تم تقديم العروض للكثير منهن للزواج.

واعتبرت "رتيك" زواج بعض النسوة السوريات في موريتانيا أمرا طبيعيا، نظرا لمعاناتهن بسبب التسول وحياة الشوارع، حيث لو وجدوا رجلا يمتلك بيتا ويصرف عليهن وعلى أطفالهن يكون أفضل شيء، مؤكدة أنها رفضت الزواج لأسباب خاصة.

آمال ومطامح متواضعة

وأوضحت "رتيك" أنها لو عثرت على رأس مال لفتحت مشروعا صغيرا مثل مطعم أو محل لبيع الفواكه لتتمكن من إعالة نفسها وأبناء أختها بعيدا عن التسول في الشوارع والأسواق.

 
غير بعيد كان هنالك سوري آخر يدعى حسن رمضان ينحدر من مدينة حمص هو الآخر وكان يعمل في مستودع لصناعة اللأسنان، وبعد مقتل زوجته، قرر الفرار بأبنائه الصغار "جمعة" و"عائشة" من الموت المؤكد في سوريا ليلاقي بنواكشوط حياة صعبة بدون وجود مأوى ولا مصدر دخل.

 

ويتمنى حسن أن يجد رأس مال بسيط لشراء ما يمكن أن يبيعه في الشوارع ويصرف من خلال ريعه على أطفاله الصغار أو يدخلهم المدرسة لتلقي الدروس كباقي أطفال العالم.

 
ويشكر كثيرون من هؤلاء السوريين عائلات الشعب الموريتاني على تمسكها بالقيم الإسلامية الحميدة ومساعدة المحتاجين، كما أنهم يدعون الله أن يعين شعبهم السوري في الداخل والخارج على هذه المحنة التي فككت شملهم ورملت نسائهم ويتمت أطفالهم.