
في مجتمع عربي تقليدي مثل موريتانيا، تسيطر وتهيمن عليه السطوة الذكورية، تجد المرأة نفسها مفعولا بها، بدل من أن ترتقي لدرجة أن تكون فاعلة مرفوعة الرأس نظرا لكونها، إنسانا قادرا على ممارسة كل ما من شأنه الرفع من واقع مجتمعها وبيئتها.
المرأة، بفكرها، وعلمها، بعقلها وبكونها جادة قادرة وبكل المقاييس أن تقدم إنتاجا يساهم في رفعة الوطن، بطاقتها الخلاقة فكريا ومعرفيا جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، وهو ما يؤهلها لأن تكون فخرا لها، وذخرا للوطن، ويضمن لها كينونتها البشرية وكرامتها، تماما كما يحظى بذلك الرجل في المجتمعات الشرقية.
مراحل متعاقبة على المرأة وسط ضياع لا يرحم، يضيع المشوار الدراسي في بدايته، وإن كانت محاربة لإثبات ذاتها بالمستوى الدراسي والتحصيلي، ولا يبقى لأحلامها مكان في حيز الوجود إذ تضيع الأحلام، بما فيها ما طمحت إليه من عمل، وتهمل المواهب في أدراج النسيان هي الأخرى.
يأتي ذلك حين يأتي الزوج بكل جبروته، والذي لم يأت إلا ليضيف حلقة جديدة لمسلسل ضغوط المجتمع الظالم، لمذا، لمذا، هذه النظرة التعسفية، المقيتة، والدونية لكل ما تصبو إليه المرأة في سبيل الارتقاء والنهوض؟.
بين هذا وذاك يتقد في الأفق ضوء إرادة إمرأة، حيث آن لنا أن نؤمن بأنا قادرات على صناعة الجديد، ومواكبة العالم نحو تحولاته السريعة، بل وقادرات أيضا على حمل هموم الوطن كما حملنا أولاده في البطون، ووضعنا لبنات مجتمع قويم.
سيدتي الفاضلة في جميع بقاع الأرض، أنت لست للبيت وللمطبخ وتربية الأولاد فقط، بل أنت سر وجود العالم بكل ما فيه من لين، وكياسة ولباقة، أنت حواء، وأنت اللطف الذي بدونه ما كان لينجز حلم، ليصير في قائمة الموجودات.
سيدتي قفي أمام كل فكر متحجر لا يؤمن بحق المرأة في ولوج معترك الحياة، قفي ضد استغلالها، قفي ضد تخديرها، ومنعها من الوصول إلى منصات صنع القرار، بدل أن تكتفي فقط بالتفرج. ذي أنا بفكري، وبعقلي، وبجنوني، بشطحاتي أيضا، أعبر عن فني وعن رسالتي، وعن وجة نظري دون أن أخضع للهيمة الذكورية، وجهة النظر التي آن الأوان أن تنبثق للوجود بالفعل لا بالقوة.
عيدكن سعيد يا سيدات العالم.