
ينفق ساكن ما يسمى ب" الترحيل" يوميا مبلغا يصل بحسب منطقة السكن إلى 400 أوقية ( أزيد من دولار) ،إذا أراد التحرك من أقصى المدينة الذي يسكنه، نحو قلب العاصمة، عله يجد عملا يزاوله ويمنحه ثلاث ورقات نقدية من فئة الألف أوقية ( 7 دولارات يوميا)..، هذا إذا كان حظه حسنا !...، سينفق منها نفس المبلغ السابق في التنقل لعودته "إذا لم يكن وقت ذروة زحمة النقل قد حل"...،
و إجمالا لن يستطيع ما تبقى أن يؤمن ثلاث وجبات هي العشاء و الإفطار و الغداء في اليوم الموالي،...ثم التنقل ...،
هذا طبعا في أسرة عادية من أربعة أفراد..، ودون أن يمرض أحدهم...، ودون أن يحلم الأطفال بمدرسة خاصة..، ودون أن يحلموا بتوفير ملابس نظيفة لكل ثلاثة أيام...، ودون أن يأملوا في دفاتر و معدات مدرسية.....،
لعل الكثيرين يحتاجون أن يعرفوا أن غالبية السكان في " منافي الجنرال الترحيلية تلك"، هم من عمال القطاع غير المصنف أو الذين لا يملكون عملا منتظم الدخل،...ثم بعد ذلك يتحدث الرئيس الجنرال ووزير اقتصاده وماليته و من يحاولون تلميع نظام حكمه..، عن أرقام بمئات المليارات، وعن فائض اقتصادي و..و عن تقديرات و تقييمات صندوق النقد الدولي و عن و عن.....، !!..، متى سنفيق ويفيقون؟!..إنها مسألة وقت أومسألة إحساس بالكرامة.