"تامْشكّط" تستقبل أفواج الباحثين عن الحجر الكريم " تحقيق "

جمعة, 2016/04/29 - 16:05
أحد الباحثين عن الذهب

في صحراء  الحوض الغربي وبالخصوص  مقاطعة " تامشكط " وعلى مقربة من بلدية " الصفا " إحدى أهم بلديات المقاطعة يهاجر كثير من المواطنين الموريتانيين من مختلف الأعمار والأجناس بحثا عن أحجار كريمة قيل إن العثور عليها ممكن هناك .

الهجرة التي لم يعرف أول من سنّها لكنها سُنة متبعة هذه الأيام -  دون الحاجة إلى تنصنيفها -  تجعل الطريق الوعر يشهد حركة للسيارات العابرة للصحارى والسيارات الصغيرة فى اتجاه الأحجار الكريمة .

 

بداية الحكاية

بعض المنقبين

رغم كثرة رواد المنطقة من مختلف الأعمار إلا أن أيا منهم لا يستطيع أن يعطيك حقيقة تاريخ البحث عن الأحجار الكريمة في هذه المنطقة إلا أنه ورغم ذلك يتحدث سكان المنطقة عن اهتمام بعض المواطنين بالحجر الكريم قبل عشرين يوما فقط

ويضيف أحد من التقتهم السراج أن أحد سكان بلدية الصفا انتبه إلى بعض الأحجار شديدة اللمعان فجمع منها البعض وأرسله إلى انواكشوط لكنه لم ينتظر النتيجة فبدأ بالبحث والجمع حتى اليوم حيث التحق به كثيرون بعد ذلك بأيام

النساء أكثر الباحثين عن الحجر

ويؤكد عديدون أن منطقة " دخلة أهل لمرابط " هي المكان الأول الذى تم فيه اكتشاف ما يعتقد أنه أحجار كريمة لا تزال كل المعلومات  عاجزة عن إثبات ذلك رغم الاقبال عليه

صغر وكبار ونساء

وتقع منطقة " دخلة أهل لمرابط " إلي الشرق من بلدية الصفا جنوب مقاطعة " تامشكط " حيث تعتبر منطقة جبلية تنتشر فيها الصخور ويعمها لون غامق .

هجرة متواصلة

نموذج لعملية البحث

كان الشاب " م أ س " أحد سكان بلدية الصفا يحلم بكثير من المال بسبب عثوره على حجر كريم رغم أنه لم يصله أي تأكيد أن الحجارة التي بعثها إلي نواكشوط ونواذيبو كريمة  لكنه قرر إشراك سكان منطقته فى الحلم الجميل والذي بدأ العيش عليه منذو أيام

انتشر الخبر كالنار فى الهشيم حيث بدأت قوافل البشر تصل المنطقة الوعرة والتى تعتبر أسهل من كل ما سبقها من طريق يمتد مسافة تزيد على السبعين عبر حفر وحجارة ظلت الملاذ الوحيد لساكنة المقاطعة الكبيرة في انتظار طريق معبد

طريقة أخرى للبحث

ربما يكون لاكتشاف الذهب فى صحراء " تازيازت "  جانب من  عملية الهجرة إلى المدينة للبحث عن الماس فى تامشكط يعضدهم فى ذلك فقر مدقع لا يترك لصاحبه فرصة بسماع أي مظنة للبحث عن المال إلا وصله أحرى إذا كان الخبر عن الأحجار الكريمة

تصل أفواج الناس فى سيارات متنوعة حيث وجدنا هناك قادمين من ولاية لبراكنه وبعض القادمين من العاصمة نواكشوط فضلا عن سكان الحوضين ولعصابه

حتى الصغار

أسر بكاملها رجالا ونساء وحتى أطفالا وصلت إلى بلدية الصفا للمشاركة في البحث عن الألماس كما يقولون رغم قساوة الطبيعة وشدة الحر وانعدام المياه إلا أن رنين المال يظل أقوى صدى من حقيقة القساوة الماثلة .

حجارة فى كل مكان

مما لا شك فيه ولا مراء أن الحجارة متوفرة في منطقة البحث عن الكريمة منها حيث تتميز الأرض بصخريتها المعروفة إلا أن ذلك ليس مغرِ للعديد من المواطنين اللاهثين خلف الحلم بالعثور على حجر كريم .

أفواج الباحثين تتواصل

يختصر الشاب محمد لغظف القادم  إلى المنطقة كباحث عن الحجر الكريم قصة كثيرين هناك حيث يؤكد أنه قدم منذ أربعة أيام لكنه مازال يبحث رغم حصوله على بعض الأحجار التي باعها بخمسة عشر ألف أوقية 

ويجمع كل من التقتهم السراج على أنهم هنا يبحثون عن المجهول حيث لا أحد منهم يعرف نوع الأحجار الكريمة ولا يميزها كما أن الحجارة التي يجمعون لم يتأكدوا بعد من مطابقتها لما فى مخيلات كثيرين .

البحث بوسائل متعددة

تنتشر قنينات المياه الصغيرة  لتنافس الحجارة في المنطقة حيث تعتبر المكان الأنسب لحفظ تلك الحجارة وغسلها حيث يتأبط كل باحث وباحثة قنينة مياه صغيرة يستخدمها في الشراب وحفظ الحجارة ومآرب أخرى عديدة .

يجوب  المواطنون الذين يغلب عليهم الحضور النسوي  منطقة تتجاوز 2 كلم متساوية وصلبة ينقبون - كما يحبون أن يطلق على عملهم – عن الأحجار الكريمة بوسائل بدائية  حيث لا يحتاج البحث إلى آلات ولا إلى معاول ولا أجهزة 

الراس وحده يستطيع الوصول

تكثر النساء في علمية البحث  متكئات على فراسة غير مكتسبة فى الأحجار الكريمة  حيث أن بعضهن صرحن للسراج أنهن لم يرين حجرا كريما طيلة حياتهن

أطفال ونساء من مختلف الأعمار والأجناس يواصلن عملية البحث فى المنطقة بأياديهم رغم قساوة الطبيعة وحرارة المكان مؤكدين على صعوبة الأمر لكن الفقر والحاجة أصعب

شيوخ يبحثون

يشكوا العديد من المنقبين من تجاهل الدولة لأعمالهم رغم المتاعب التي تترصدهم والمبالغ الطائلة التي يصرفونها للوصول إلي عين المكان مطالبينها بالتدخل لتأكيد نوع الأحجار الموجود فى المنطقة وفائدته

عبد الله شاب قادم من مدينة أشرم يقول إنه جاء نتيجة شائعة لكنه صدقها بعد قضية الذهب فى تازيازت ليفاجأ أن ما هو موجود ليس حجارة كريمة لأنه لم يجد من يؤكد له ذلك

عملية البحث عن من يؤكد للمنقبين عن الأحجار الكريمة جعلت من كاميرا " canon" بيد صحفي جهازا متطورا يحاول كل أحد أن يعرف له هل ما عنده أحجار كريمة أم لا وهو جزء من عملية التيه التي بدأت منذ الإشاعة الأولى ولا تزال متواصلة حتي الساعة لا يوازيها إلا مواصلة أفواج البشر الوصول إلى المنطقة .

أين الحقيقة

يؤكد الدرك الوطنى أن ما هناك مجرد وهم تم تسويقه لبعض البسطاء فطفقوا يبحثون لا يعرفون ما ذا يريدون تارة عن الذهب وتارة عن الألماس وتارة عن الأحجار الكريمة على إطلاقها مؤكدين في حديث عابر أن الأمر مجرد كذبة كبرى لا حقيقة وراءها

نفس الشعور يشاركهم  فيه الكثير من ممارسى عملية البحث رغم عدم ثني تلك المعلومات الصادمة له عن مكابدة عمله 

صغار في مكان البحث

ويضيف بعض الباحثين أن حاكم المقاطعة وصل إلى عين المكان وأخذ معه بعض الأحجار بدعوي أنه سيعرف حقيقتها ويقول ذلك للمواطنين وهو ما لم يجدّ فيه جديد حتى الآن حسب هؤلاء .

كما يؤكد هؤلاء أن سيارات فارهة وصلت أمس إلى عين المكان حيث اشترى أهلها الكثير من الأحجار بأسعار تراوحت بين سبعة إلي خمسة عشر ألف أوقية وغادروا بها

شراء بعض الأحجار من طرف بعض الغرباء على المنطقة قوي من شكوك بعض المنقبين حول أهمية هذه الأحجار وقيمتها المالية حتى أنه صار الحجة الوحيدة لدى هؤلا ء إلا أن أحد الشباب أكد للسراج أن من يشترون الأحجار يختصرون الطريق فبدل البحث والتنقيب وطول الوقت يشترون بعض الأحجار بأسعار زهيدة لمعرفة حقيقتها عندما يصلون إلى العاصمة .

دخلت أهل لمرابط

تتنوع الأحجار التي يبحث عنها المنقبون إلى نوعين أحدهما أسود صغير به لمعان جانبي وآخر وهو الأهم حسب هؤلاء هي أحجار بيضاء تعكس الضوء وبها لمعان يغطيها كلها لكن عند السؤال عن سر الاهتمام بهذين النوعين لن تجد جوابا مقنعا سوي أنهم سمعوا أن هذه هي مظنة الأحجار الكريمة رغم خبرة متواضعة دلى بعض من التقتهم السراج من ممتهني التجارة في بعض الدول الإفريقية والذين أكدوا أن ما هو موجود ليس حجارة ولا قيمة له 

وأكد أحد هؤلاء أن الأحجار الكريمة لا تكون إلا في النهر غالبا أو فى بعض الأماكن ذات الخصائص الجيولوجية غير المطابقة ولا حتى المقاربة لما في منطقة " دخلت أهل لمرابط " وتامشكط بشكل عام 

وعلى طول الطريق وأثناء عملنا لهذا التحقيق كانت سيارات تحمل نساء وأطفالا غالبا وفي بعض المرات رجالا تصل إلي المكان وأخري  على الطريق تواصل المسير إلى منطقة التنقيب لأن الإشاعة صادفت هوي للحاجة فأثمرا عن حلم بحجر كريم ولو كان البحث عنه قمة الإهانة والإذلال من طرف الطبيعة القاسية لرواد منطقة التنقيب 

وما بين الحلم بالعثور على حجر كريم لا أحد هناك يعرف صورته ولا خصائصه العلمية ولم يره في سابق أيامه  وبين حقيقة علمية قاطعة تؤكد نوعيةَ الحجر المطلوب البحث عنه  وتفرج الدولة دون رأي فى حقيقة الموجود هناك تكابد عشرات الأسر عملية بحث مضن لا تجد وسائل ولا تتوفر لها آليات إلا إصرار على البحث وحلم بالعثور على منقذ من فقر لازم طيلة الحياة