سوريا: شعب يباد وأمة تتفرج وعالم يتآمر

اثنين, 2016/05/02 - 20:38
بقلم الإمام خالد ولد إسلم

 

سوريا مركز بلاد الشام ومهد الحضارات القديمة والآثار الإنسانية البديعة المتنوعة، سوريا بلاد الإسلام بحضارته الشاملة الرائعة، سوريا بلاد الصحابة الفاتحين والأئمة والتابعين والعلماء المصلحين المجاهدين، سوريا بلاد الإسلام ولغته العربية الجميلة بعلمائها وأدبائها وشعرائها وفنونها...

سوريا بشعبها العربي المسلم تتعرض أمام مرأى العالم كله ومنذ خمس سنوات لحرب إبادة وحشية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، ولا تذكرنا إلا بقصة أصحاب الأخدود الذين حرقوا وهم أحياء في الخنادق والأخاديد على يد ملك يهودي ظالم سفاح، وليس بشار الأسد إلا نسخة كاملة وبشعة من ذاك الملك اليهودي الظالم ((وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)).

وهذه الحرب الوحشية المستمرة ضد الشعب السوري المسلم تقودها وتنفذها روسيا وأمريكا وإيران وحزب حسن نصر الله اللبناني إضافة إلى الطاغية السوري بشار الأسد ونظامه الإجرامي..

وحرب الإبادة هذه ضد أهلنا وإخوتنا بسوريا سببها كما هو معروف أنهم طالبوا بالحرية والكرامة والاستقلال الحقيقي بأساليب سلمية ومتحضرة، تماما كما ثارت شعوب أخرى تريد نفس المطالب في تونس ومصر واليمن وليبيا، فحوربت كلها أشد الحرب وقمعت أشد القمع من طرف الحكام الطواغيت وحلفائهم من الدول الغربية التي تدعي زورا وبهتانا أنها هي عالم الديموقراطية وحقوق الإنسان ولكن قضية سوريا وقضية مصر وفلسطين وبورما واليمن والعراق فضحت أكاذيب العالم الغربي كله وبينت تواطؤه وتحالفه مع كل من يحارب الإسلام والمسلمين (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) ((ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)).

أما الأمة الإسلامية، فهي مصابة بمرض الوهن الذي تحدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعرفه بأنه: ( حب الدنيا وكراهية الموت)، وبالتالي فأمتنا تتفرج على عملية إحراق سوريا حضارة وشعبا وكأن المسلمين ليسوا إخوة وليسوا أمة واحدة، والله تعالى يقول: ((إنما المؤمنون إخوة))، ((وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)) ويقول عز وجل: ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض))..

فأين الشعوب المسلمة؟ وأين الدول العربية؟ وأين علماء الإسلام وأئمته؟ وأين الرؤساء والملوك وجيوشهم وقواتهم؟ وأين المثقفون والأحزاب ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية؟ وأين من يزعمون أنهم أحرار العالم وحماة حقوق المظلومين....

هل ننتظر نحن المسلمين أن يباد كل بلد مسلم على حدة حتى نتحرك بعد فوات الأوان؟

إن الواجب الشرعي والإنساني يوجب على الأمة كلها وخصوصا علماءها وحكامها ومثقفيها وقادتها السياسيين أن يتضامنوا مع الشعب السوري المظلوم ومع بقية الشعوب المضطهدة في فلسطين ومصر واليمن وبورما وإفريقيا الوسطى والعراق، تضامنا حقيقيا ونصرة فعلية قبل أن يطبق نفس المخطط الإجرامي _لا قدر الله_ على دول عربية و إسلامية أخرى، والله تعالى يقول: ((وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)) وفي الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه)، (( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)) ((إن تنصروا الله ينصركم)).