
كلّ القبائل بايعوك على الذي ** تدعو إليه، وتابعوك.. وساروا
حتّى إذا اختلف القنا وجعلتهم ** نصب الأسنّة، أسلموك وطاروا!!
مهلا.. فليس هذا من إنتاج الحاضر؛ فلم يطأ القائد الهمام يزيد بن المهلب موريتانيا ولم تتملقه قبائلها، ولم يرها الفارس الشاعر ثابت قطنة؛ بل إن مجال رؤيته كان محدودا، لأن سهما من سهام الزمان أصاب إحدى عينيه فكان يسد موضعها بقطنة عرف بها حتى قال أحد خصومه:
لا يعرف الناس منه غير قطنته ** وما سواها من الأنساب مجهول.
عاش الرجلان في زمان ومكان بعيدين.. لكن قبائل موريتانيا أقامت لهما نصبا تذكاريا جسدت فيه صدق الشاعر ونهاية المرثي بمواقفها الخشبية الموالية لكرسي الحكم بصرف النظر عمن يجلس عليه، وسرعة نسيان الحاكم بمجرد دوران الدائرة عليه.
ومع ذلك يغتر الحاكمون بهم!!