
الحقوق ،والعدالة ، واعطاء كل ذي حق حقه، مفاهيم تقرها الديانات السماوية والقوانين البشرية منذ استقر الإنسان على هذه الأرض ، لكن احقاق الحق والعدل بين الناس أمر بالغ الصعوبة في واقع الحياة ، والأمثلة في التاريخ والواقع كثيرة ، فكم من ضعيف سلبه القوي حقه المشروع ، وما قضية فلسطين ومجلس الأمن الذي تتحكم فيه الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية منا ببعيد ، فهل مجرد الاستحقاق وعدالة القضية يكفي لاسترجاع الحقوق ؟؟؟؟؟؟
*لقد فطن افلاطون في جمهوريته منذ 400 ق م الى أهمية القوة في احقاق الحق وتساءل هل البشرية تريد القوة أم تريد الحق ؟ وهل الأفضل أن نكون صالحين أم نكون أقوياء ؟ وما المتحكم هل هو منطق الحق ام منطق القوة ؟) - فالبشرية بطبعها تميل الى التعدي ولاترتدع الا بالقوة ، لكن القوة بدون عدل وحكمة مدمرة .
وأثر عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قوله (ان الله يزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن) ،فالمجرم الضعيف الايمان ينصاع ويرتدع بقوة السلطان ولاينصاع لأوامر القرآن بسبب ضعف ايمانه ، من هنا تتجلى أهمية القوة والسلطان ، ولم يُشرع الجهاد الا لاحقاق العدل والحق :(وما نيل المكارم بالتمني**ولكن تؤخذ الدنيا غلابا) ، فلا سبيل الى اقامة الحق الا بمغالبة الباطل ، وقد يكون ثمن ذلك جهادا وتضحيات جسيمة .
*والأمثلة من تاريخ البشرية القديم والحديث مستفيضة ،فكم من دولة احتلت بلادا بالقوة وكم من جيش فرض ما يريد بالقوة (وقعة الحرة - مقتل الحسين- التتار - الاستعمار...) ألم تكن القضية الفلسطينية قضية عادلة ؟ الا أن القوة الصهيونية والدولية المساندة هي من يمنع احقاق الحق رغم قرارات الشرعية الدولية !!!!!
*فالقوي لايقيم وزنا للشرعية ولا للشريعة ، فلو كان القوي يخضع للحق والعدل لما وقعت حروب ونزاعات ولعاش الناس في سلام ووئام ،لذلك قال ابن خطاب كلمته المدوية (ان الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن) ، ولو سكت الضعيف واستسلم للقوي لضاعت الحقوق، وقدما قالو:(وماضاع حق وراءه طالب) لكن هذ الطالب اذا لم تسنده قوة مادية ومعنوية فلن يجد حقه .
فالغرب طا لما نادي بقيم العدالة والديمقراطية وحقوق الانسان لكنه يتنكر لها اذا تعلقت بالمسلمين أو أفرزت من لايرضى عنهم (كانتخابات الجزائر وحماس ومصر...) التي عبرت عن ارادة الجماهير ولم تعبر عن ارادته هو لذلك نراه يقف مع الظلم والانقلابات المضادة في مصر وفلسطين وسوريا...
**من خلال التجارب المريرة للبشرية يتبين أنه لاسبيل الى اقامة الحق والعدل الا بمغالة الباطل بالحجة والقوة المادية والعلمية وقد يكون الثمن باهظا ، وكل أمة لاتخطط ولا تضحي وليست مستعدة للتضحية فلن تتقدم ولن تنتصر على الظلم والفساد(ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بنفسهم) ،وبالمزاوجة بين العلم والحكمة والقوة تُسترجع الحقوق ويُقام العدل.