مدارس آفطوط: حجرات خربة وباحات مستباحة (صور)

اثنين, 2016/08/08 - 10:52
أطلال أقسام دراسية بقرية البطحة التباعة لبلدية سوفه

إلى وقت قريب ظلت المدارس هي المباني الإسمنتية الوحيدة في قرى آفطوط، تعرف بتناسق جدرانها وسقوفها المغطاة بالصفيح والزنك وسط بحر من المساكن الطينية ذات الجدران العريضة والأسقف الواطئة..فيما نصبت في باحتها سارية تحمل العلم الوطني بألوانه الزاهية وما تبعث في النفس من مشاعر الفخر والاعتزاز بالوطن..

أما اليوم فلا تكاد تميز المدارس عن غيرها من المباني في أغلب القرى خاصة إبان العطلة المدرسية وفي مواسم الأمطار وعواصف الخريف حيث تبدو حجراتها المتهالكة وباحتها المستباحة في أمس الحاجة إلى الترميم والرعاية.

في أغلب القرى تكاد مباني المدارس أن تقتصر على غرفة واحدة محكمة الأبواب والنوافذ، أما باقي الحجرات فهي مبان خربة منزوعة الأبواب والنوافذ والأسقف بعدما نالت منها عاديات الزمن وعواصف الخريف وتركت ليطويها الإهمال والنسيان.

في قرية بغول جرى نقل دكان أمل إلى أحد أقسام المدرسة بعد تضرر المبني الذي كان يؤويه من أمطار الخريف، ولتصبح النتوء البارزة للسبورة آخر شاهد على أن المبنى كان ذات يوم حجرة مكتظة بالتلاميذ الصغار الذي جاؤوا وأمل ذويهم أن يتحرروا من ربقة الجهل والأمية.

يقول مسير الدكان صمب ولد صمب إن الدكان انتقل إلى المدرسة بشكل مؤقت حيث يجري العمل على إصلاح وترميم الاضرار التي لحقت به جراء التساقطات المطرية الأخيرة والتي قدرها مقياس الأمطار الملحق بالنقطة الصحية بالقرية ب13مم فقط.

وفي لكنيبه رغم السور المحكم على مباني المدرسة إلا أن باحتها تحولت إلى مستنقع للوحل فيما تبدو بعض الأقسام بدون أبواب ونوافذ.

أما دكان أمل فلا زال في مبنى بنك الحبوب المشيد من طرف الاتحاد اللوثري العالمي رغم تضرر بعض محتوياته من الأمطار كما يقول المستشار البلدي سيدي ولد اعبيد.

يقول وداد ولد خطري من قرية بغول التابعة لبلدية سوفه إن سوء التصميم ورداءة الخامات المستخدمة في المباني المدرسية والمشيد أغلبها من طرف مقاولين محليين هو السبب المباشر وراء ضعف مقاومتها والحالة المزرية التي تبدو عليها –رغم أن بعضها لم يمض على تشييده سوى أعوام قليلة مضيفا إن إحدى الحجرات ظلت معطلة لم يدخلها التلاميذ بسبب مخاطر سقوطها فوق رؤوسهم فيما يبدو سقف الحجرة الأخرى المغطاة بالاسمنت منخفضا يكاد أن يلامس الأرض بسبب رداءة البناء.

في قرية البطحة يعود بناء أول قسم بالمدرسة إلى 1992 فيما تولت البلدية بناء قسم جديد سنة 2000 حسب أحمد عالي ولد حمود والذي يطالب ببناء قسم جديد بعدما أصبحت المدرسة في حالة يرثى لها اليوم وتشكو مبانيها الإهمال وغياب الصيانة.

في القسم الوحيد الصالح للاستخدام تم إيداع تجهيزات المدرسة من كتب وسجلات متابعة وحتى أواني الكفالة المدرسية حيث يكشف أحد السجلات عن حركة تحويل نشطة للمعلمات في بداية كل افتتاح بسبب ظروف العزلة التي تعاني منها قرى المنطقة.

وفي لكنيبه والبطحة تمت الاستعانة بفصول المدارس لتعليم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة خلال العطلة الصيفية وفي إطار برنامج مكثف تشرف عليه مبادرة آفطوط لتحفيظ القرآن الكريم.

البرنامج الذي لاقى استجابة كبيرة من طرف الأهالي يعد أول استخدام للمدارس في مهام تعليمية خارج أشهر العام الدراسي ويأمل القائمون عليه في مساعدة عشرات التلاميذ في آفطوط من تعلم القراءة والكتابة بطرق تربوية مبسطة وبالتالي تهيئتهم للدخول المدرسي المقبل بحول الله وفق منسق المبادرة إبراهيم ولد عبد الجليل.

عوامل عديدة تقف وراء تدني التعليم النظامي وارتفاع معدلات التسرب المدرسي في آفطوط لعل من أبرزها ظروف العزلة والفقر التي تعاني منها المصنفة ضمن حزام مثلث الفقر في موريتانيا لكن تبقى عوامل ضعف البنية التعليمية وهشاشة التجهيزات المدرسية تحديات ماثلة أمام تحسين واقع التعليم النظامي في آفطوط.

غياب الصيانة وأمطار الخريق فاقما من الوضع المتردي للمدارس بآفطوط
فصول دراسية من الداخل لم يتبق منها سوى أطلال
في انتظار الترميم مع بداية العام الدراسي بعد شهور من الاهمال والنسيان
نوافذ مكسرة وأبواب وبقايا سبورات هو ما صمد من هذه المدرسة
مطالب ترميم المدارس طغى على مطلب توفير الطاولات والتي أصبحت ترفا في آفطوط