ولد الطالب: واجهات المواقع الألكترونية تحولت إلى مكب للنفايات
السبت, 08 يونيو 2013 13:26

محمد سعدنا ولد الطالبمحمد سعدنا ولد الطالبفي هذه المقابلة يتحدث للسراج الشاعر والإعلامي محمد سعدنا ولدالطالب المقيم في الإمارات، عن بواكير شعره وعن ذكريات الطفولة والمدرسة  وعن التحديات التي تواجه الإعلام  الجديد في موريتانيا  ،كماتتطرق المقابلة إلي المشهد السياسي الموريتاني ومبادرة الرئيس مسعود فإليكم الحوار:

السراج: بداية حبذا لو قدتم  لنا"ابانوراما"عن ءافلة "وتامشكط"وذكريات الطفولة والمدرسة؟

محمد سعدنا ولد الطالب: الحديث مع السراج له طابعه ونكهته الخاصة، فالسراج الحالية والسراج في نسخها الأولي - إذا جازالتعبير- كانت هي المدرسة التي بدأنا فيها تأتئاتنا الأولى علي درب الصحافة والإعلام .

بالنسبة للحديث عن آفلة وتامشكط وعن الطفولة  فأحيانا تصبح الكلمات خرساء والحرف أعجز والذاكرة مثقلة بالجدب فلا تستطيع الشفاه أن تنبس بأي كلمة.

 طبعا "تامشكط "تعني التأتأة الأولى والخطوة الأولى ولثغة الطفل ونزق المراهق وبدايات تشكل وعي الشاب!..تعني الأرض والأهل تعني النقاء في رمالها والظل في واحاتها وتعني أشياء كثيرة بالنسبة لي.

من الصعب الحديث عن ذكريات محددة، ولكن كأي موريتاني في سني وفي جيلي درست في مدارس القرية ثم انتقلنا إلى المقاطعة ،كانت كأي طفولة عادية  مملوءة بالتفاهات الصغرى التي شكلت فيما بعد الشخص  الماثل أمامكم.

 بدأت  ولله الحمد الدراسة في المحظرة ثم الانتقال إلي المدرسة الابتدائية والإعدادية وغيرها، وللطفولة في الريف الموريتاني أشياؤها الخاصة، السهر البريء، ركوب الحمير، والانتقال بين "الفركان" والمنازل المختلفة مع الزملاء والأصدقاء هناك.

 

السراج: كتبتم وأنتم في ثانوية "كيفه"رواية أكلتها"عنز" ما حقيقة تلك القصة، وهل دراستكم للأدب الإنكليزي أثرت علي لغتكم الأدبية؟

محمد سعدنا ولد الطالب: بالنسبة لموضوع الرواية فعلا كتبت رواية ولكن في مرحلة أبكر من الثانوية كتبت رواية اسمها"الأقمارالثلاثة" هذه الرواية طبعا كانت رواية مبتدء وفعلا هذه الرواية ضاعت ربما فعلا أكلتها عنز أوذهبت مع الريح ولكنها كانت بدايات  ونوع من التدريب والشحذ  الذهني ،لاشك البداية ضعيفة دائما  وتشكل مرحلة التأسيس وتبعث الاندفاع والحماس لنواصل التعاطي مع الحرف ومع الكلمة.

بالنسبة للإنجليزية أعتقد أن أي لغة سيتعلمها الشخص أويدرسها تشكل انفتاحا علي عقل ء اخروبالتالي لاشك  ستعطيه الكثير وستضيف له الشيءالكثير وستؤثر في كتاباته ومنها يلج إلى اللغة دون ترجمان وهو ما يساعد على فهم الآخر بشكل أوسع دون الدخول في متاهات الترجمة .

لاشك أن موضوع التخصص كان له التأثيرالإيجابي  خاصة بعدما اتجهنا مؤخرا إلى الإعلام، والكل يعرف أن الإنجليزية هي لغة الإعلام وهي اللغة الأكثراستعمالا في الفضاء "السيبيري "أوالإلكتروني..

 

السراج: متي  تلبس محمد سعدن بشيطان الشعر؟

محمد سعدنا ولد الطالب: الشعر دائما يأتي  من غير موعد أذكر أن البداية كانت مبكرة  عند العاشرة أو الحادية عشر من عمري  عن طريق القراءة المكثفة للأدب  أحسست أن هناك موهبة ،وأذكر أن البدايات كانت في الشعر الحساني وبعدها بدأت شيئا فشيئا أكتب القصائد لا يمكن أن يسمى قصائد في بداياته الأولي .

تلك القصائد أغلبها كان عاطفيا والشعر السياسي في التسعينات كان هناك غزو العراق ،أشياء كثيرة كانت  تشجع على كتابة قصائد مختلفة،وإن كنت في الفترة الأخيرة أظن أن الاهتمام لدي بالشعرأوالموهبة ،تراجع كثيرا لدي موضوع الشعر فغلبت علي الكلمة المنثورة خاصة المقال الصحفي وغيره .

 

السراج: الغربة ماذا تعني للشاعر؟

محمد سعدنا ولد  الطالب:  بداية الغربة حالة ملتبسة  بمعني أنت على مدخل البيت أو مدرج البيت أو المطار تعيش نوعا من الالتباس، الآخر لا يعرف هل أنت مغادر أو قادم، وبالتالي أعتقد أن الغربة في بداياتها حالة فلسفية عميقة هذه الحالة الفلسفية العميقة إذا حاولنا تبسيطها فهي تعني الانتقال من المكان الذي ألفته إلى عالم ءاخرجديد، هذه النقلة لها انعكاساتها  الشعورية  لهاانعكاسات علي الوعي على رؤيتنا للأشياء على صناعتنا لشعورنا اتجاه الآخرين، بمعنى أن هناك حنين وهو شعور نمارسه عندما نكون في الغربة وهذا الفعل يمنح الروح نوعا من النقاء والشفافية  التي تحتاجها أحيانا .أعتقد أن الغربة تمنحنا الفرصة لنبتعد حتى نرى الصورة أكثر وضوحا.

 

السراج: الساحة الثقافية والأدبية في موريتانيا كيف تراها،وهل مازالت تعاني من الركود؟

محمد سعدنا ولد الطالب: من الصعب  علي أن نحكم، لأني أنا صار لي أكثر من سبع سنين عن هنا فئاتي لموريتانيا كضيف، ولكن أعتقد أن انتشار الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية حرك الساحة نوعا ما وإن كان انتقل منها من النوع القديم الاهتمام بنوعيات معينة   الشكل القديم الشعر الرواية ،المسرح إلي الفعل الثقافي بمعناه الأرحب الانتقال إلى الشكل الجديد وبالتالي أعتقد أن هناك  نوعا من الحراك الإيجابي في الساحة الثقافية، طبعا هذ الحراك  لديه معوقات  ويحتاج  إلى تشجيع ،يحتاج إلي ترشيد لفتح آفاق جديدة ،ولكن أعتقد أن الأمور أحسن على هذا المستوى مما كانت  عليه من قبل.

 

السراج: ما هو آخر نص شعري تكتبونه؟

محمد سعدنا ولد الطالب: منذ سنتين كتبت مديحية مطولة 99 بيت للأسف لا أحفظ منها شيئا بعد ذلك كتبت أبيات قليلة هي آخر ما كتبت:

أخبريني هل العيون اللواتي

تعب القلب في هواها وتاها

هي ذات العيون خمرا وسحرا

وجمالا وروعة لا تضاهى

أخبريني فإنني مت شوقا

حطم الحب أصرحي ودهاها

 

السراج: كإعلامي كيف تري مستقبل الصحافة الورقية في موريتانيا؟

محمد سعدنا ولد الطالب: الصحافة الورقية في العالم تواجه مأزقا، نحن نعيش في بدايات العصر الرقمي والإلكتروني للإعلام،ولكن أعتقد أن لاشيء يقتل شيئا ء ا خر بمعنى لن تستطيع الصحافة الورقية أن تقضي على الصحافة الإلكترونية، كما أن التلفزيون لم يستطع أن يقضي علي المذياع، بالنسبة لموريتانيا  العنصرين الأساسيين في أي نجاح مؤسسة إعلاميةهما: المال والكادر البشري، وللأمانة مازال هناك نقص كبير في توجه المستثمرين لإنشاء مؤسسات إعلامية جادة ورصينة ،وكذالك ما زال هناك نقص في الكادر البشري المتخصص نظرا  لضعف الموارد المرصودة لهذا المجال.

ومن الصعب نجاح أي وسيلة إعلامية ورقية أو إلكترونية دون بذل أموال هائلة لإعداد طاقم بشري مؤهل.

 

 

السراج: من هو كاتبك المفضل؟

محمد سعدنا ولد الطالب: أتوقع أنه أحيانا هناك  مقال مفضل أو كتاب مفضل ولكن من الصعب أن فلان أو الكاتب  الفلاني هو المفضل حصريا ،أحيانا المبدع أو الكاتب يتفوق على نفسه في نص أو في مقال أو رواية  ومن بعدها يتراجع ، بالتالي من الصعب أن نحدد كاتبا معينا.

 

السراج: ما هي أفضل  رواية قرأتموها؟

محمد سعدنا ولد الطالب: أهتم  غالبا بالروايات المترجمة ، يعجبني الروائي الشهير جابرييل جارسيا ماركيز، فهو يهتم بتصوير الحياة في أمريكا اللاتينية وقد استطاع أن يجعل من المحلي  عالمي عن طريق الإيغال العميق في تفاصيل المحلي  حتى أصبح يكتسب هذه الصبغة العالمية.

 من أشهر رواياته (الحب في زمن الكوليرا) (مائة عام من العزلة)

 

السراج: كيف تنظرون للمشهد  السياسي الموريتاني وما هي قراءتكم لمبادرة مسعود؟

محمد سعدنا ولد الطالب: التعاطي مع السياسة سواء تحليلا أو ممارسة في موريتانيا يحتاج إلى أن ننظر إلى الأشياء  دائما بمنطق أنه ليس هناك  لون أبيض أو أسود فقط  هناك مساحات رمادية ،الأصول إلي الحدية في الأشياء ضد منطق الحياة وضد منطق السياسة و ضد منطق الحياة نفسها، بمعني تصوير أي نظام أو جهة سياسية أو كيان سياسي بأنه شر مطلق نوع من الخطأ، وتصويره  أيضا علي أنه خير محض نوع من الخطأ .

 بالنسبة للمشهد السياسي الموريتاني هناك تعقيدات كبيرة هناك أخطاء  أوخطا يا ارتكبها النظام الحالي لأنه أتيحت له فرص كثيرة ومنح الكثير من الوقت  ليراجع أخطائه  التي كانت صغري في البداية  وانتقلت مؤخرا إلي مرحلة الكبائر، في الوقت نفسه هناك لدي المعارضة الموريتانية عدم القدرة على اتخاذ القرارالمناسب بمعنى أن أغلب قرارات المعارضة تأتي  دائما متأخرة  عن اللحظة المناسبة لها  وبالتالي يكون القطار قد انطلق .

أتصور أن الحوار هو كلمة السر في الموضوع  ولكن حوارمبني علي أسس  واضحة مبني علي ركائز و منطلقات محددة للوصول إلى أهداف محددة وليس  الحوارالمائع الهادف إلي تغييرالوقت  أو اللعب على مشاعرالناس.

مبادرة مسعود تشكل النقطة التي يمكن الانطلاق منها وتشكل مرتكزا يمكن البناء عليه لإنضاج رؤية سياسية متكاملة لإخراج موريتانيا من المأزق الحالي التي تعيش فيه ،والمشكلة أنه ليس مأزقا سياسيا فقط  وإنما نحن أمام إشكالات هوية أمام إشكالات اجتماعية أمام إشكالات اقتصادية كبرى وبالتالي   يبقى العنصر السياسي مجردتفصيل في الأمركله، نحتاج إلى جلسات حوار موسعة يكون السياسيين سواء من المعارضة أو النظام مجرد طرف فيها يشارك فيها المثقفون والنخبة لوضع تصور ورؤية شاملة أي موريتاتيانريد، إلي أين نحن ذاهبون؟و على أي أساس يجب أن نبني موريتانيا .

هناك ظواهر في الفترة الأخيرة أصبحت مقلقة  تزايد النزاعات القبلية  التي تحل وديا  علي الطريقة القديمة  عن طريق التراضي  الحساسيات الشرائحية (الحرا طين لمعلمين) النفس الجهوي الذي لم يعد خافيا ،أزمات عميقة تحتاج إلى تفكير عميق تحتاج إلى مشاركة النخب وأعني بالنخب ليس بالضرورة كل السياسيين نخبة.

 

السراج: هل تشكل الصحراء عقبة في وجه الاتحاد المغاربي

محمد سعدنا ولد الطالب: الاتحاد المغاربي  قدر وليس خيار، كل العالم في الحين يتجه إلى التكتل، حتى الإشكالات التي تعيق مثلا الاتحاد الأوروبي  والمصاعب التي يواجهها ومع ذلك تظل مجرد إشكالات حيث أصبحنا نعيش في عصر لا مكان فيه للدول الصغيرة أو التجمعات الصغيرة،وإنما هو عصر التكتلات الكبري ، كل العوامل تجعل من قيام اتحاد مغاربي حقيقي وملموس موجودة  أنت تجد الدين، اللغة، الأصول المشتركة، التقارب الجغرافي  والمعرفي، غياب الطائفية نحتاج فقط إرادة سياسية للتغلب على العقبة الكبيرة التي تقف وهي الصحراء الغربية.

أتوقع أنه صراع طال أمده لأن هناك مستفيدين كثر منه سواء في المغرب أو في الجزائر أو الصحراويين أنفسهم ،إذا استطعنا تحييد المستفيدين وتغليب مصلحة الشعوب يمكن  أن نحل المشكل.

 

السراج: يقول البعض بأن الكتابة في موريتانيا أصبحت مستباحة، هل توافقون على هذا الطرح؟

محمد سعدنا ولد الطالب: كتبت مقالا في هذا الموضوع أتوقع عن الكتابة فعل انتحاري أو استشهادي ولا أنصح أي أحد بأن يلج إلي هذا العالم إلا وهو مضطر،ليس من العيب أن يقوم بعض الشباب بكتابات عادية مبتدئة  يحبون علي درج الكلام ولكن ليس من اللائق أن تتحول واجهات الصحف و المواقع إلى محطة نفايات لكل من تقيأ كلمات سواء كانت مفيدة  أو غير مفيدة .. يجب أن يكون هناك تمييز وأن تكون هناك صفحات خاصة بالمبتدئين كما هو معمول به في كل العالم.

أتفاجأ أن أقرأ نصا لفهمي هويدي وأقرأ بجانبه نصا آخر غثاء لأحد الشباب الإخوة  المبتدئين ،أعتقد أن في هذا نوعا من الاستسهال ونوعا من عدم الجدية ! يجب فعلا تشجيع الشباب يجب أن تفتح أمامهم المواقع و لكن في الأبواب المخصصة لذالك ، بحيث يكون بإمكان القارئ أن يميز بين صفحات المبتدئين وبين الأسماء الرصينة  فالخلط بين الغث والثمين يفقد المشهد جديته ويحيل الموضوع إلي موضوع عبثي.

السراج :ماذا تعني الكلمات التالية لمحمد سعدنا ولد الطالب:

محمد سعدنا ولد الطالب:

القمر : شيء أفتقده في مدن الأبراج العالمية

الحب: كلمة تتألف من حرفين

الفن: إن كان نقيا يسمو بالروح

بلوكات: مررت عليها فترات كثيرة وشربت "بصاما"هناك

المرأة : ملح الحياة ، طبعا لا ينبغي الإكثارمنه

إذاعة موريتانيا: "من نواكشوط "

السراج:شكرا.

 

ولد الطالب: واجهات المواقع الألكترونية تحولت إلى مكب للنفايات

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox