
من الغريب العربي المستخدم في اللهجة الحسانية لفظة "نتر" التي تفيد جذب الشيء أو سحبه، وهو نفس المعنى الذي تفيده في اللغة العربية، كما أن لها دلالات ثانوية أخرى منها على سبيل المثال دلالة الشدة في الكلام نحو ما يقال أحيانا: "كلام فلان فيه نتر" أي أنه شديد مرتفع.
ويقال في الحسانية "انتر" بصيغة فعل الأمر، ونترته أي جذبته وسحبته في المضي، كما قد تسمع عبارة: انتري عليك يا فلانة، بمعنى شدي عليك ثيابك، ورتبي الثوب حتى يستر.
ونجد في أمهات المعاجم العربية توثيقا للمعنى كما نجد في نص الحديث الشريف(*) دليلا آخر على دقة ما نزعنا إليه في باب الطهارة.
وفي مدخل نتر بمعجم (لسان العرب) لمحمد بن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى المتوفى سنة (711 هـ/1311 م):
النَّتْرُ: الجَذْبُ بِجَفاءٍ، نَتَرَهُ يَنْتُرُه نَتْراً فانْتَترَ.
(...)
مدخل نتر في معجم (الصّحّاح في اللغة) لإسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى: 393هـ):
النَتْرُ: جذب في جفوة.
والطعنُ النَتْرُ، مثل الخَلْسِ.
وقوسٌ ناتِرَةٌ: تقطَّع وترَها لصلابتها.
(...)
وبمدخل نتر بمعجم (مقاييس اللغة) لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي ( ت395 هـ/1004 م(:
النون والتاء والراء كلمةٌ تدلُّ على جَذْب شيءٍ.
والنَّتْر جَذْبٌ فيه جَفْوة.
والطَّعْنُ النَّتْر، مثل الخَلْس.
والنَّواتِر: القِسِيّ.
وقولهم: إنَّ النَّتَر: الفَساد والضَّياع، وإنشادهم:فالأصل فيه ما ذكرناه، كأنّه أمرٌ جُذِبَ عن الصِّحَّة.
(...)
وفي مادة النَّتْرُ بمعجم (القاموس المحيط) لمجد الدين الشيرازي الفيروز آبادي المتوفى سنة (817 هـ):
النَّتْرُ: الجَذْبُ بِجَفاءٍ، وشَقُّ الثوبِ بالأَصابِع والأَضْراسِ، والنَّزْعُ في القَوْسِ، والضُّعْفُ، والوَهْنُ، والطَّعْنُ المُبالَغُ فيه، وتَغليظُ الكلام، وتَشديدُهُ، والخَلْسُ، والعُنْفُ، وبالتحريك: الفَسادُ، والضَّيَاعُ.
وانْتَتَرَ: انْجَذَبَ.
واسْتَنْتَرَ من بَوْلِهِ: اجْتَذَبَهُ، واسْتَخْرَجَ بَقِيَّتَه (...).
تقبلوا تحـياتـــي ...
----------------------
* ـ واسْتَنْترَ الرجلُ من بَوْلِهِ: اجْتَذَبَهُ واستخرج بقيته من الذَّكَرِ عند الاستنجاء.
وفي الحديث: إِذا بال أَخدكم فلْيَنْتُرْ ذكَرَهُ ثلاث نَتَراتٍ يعني بعد البول؛ هو الجَذْب بقوّة، المرجع معجم لسان العرب لابن منظور في مادة نتر.