نظمت مبادرة إنصاف مساء أمس الثلاثاء 20 يناير 2015 بفندق الخاطر في العاصمة الموريتانية نواكشوط ندوة حقوقية بمناسبة صدور مذكرات محمدو ولد صلاحي.
وقسمت الندوة على شكل مداخلات بين عدد من ضيوف الندوة فكان أول المتدخلين د عبد الله مامدو با الذي بدأ بتقديم لكتاب :يوميات غوانتنامو" الذي ألفه المهندس الموريتاني المعتقل بسجن غوانتنامو منذ 13 عاما.
واعتبر مامدو با "أن الكتاب يوميات وسرد لحياة يومية قاسية يعانيها المعتقل ولد صلاحي منذ أكثر من 13 عاما في قاعدة غوانتنامو في الكاريبي، وقد بدأ كتابتها عام 2005، مؤكدا أن اعتقاله كان عام 2001 وكان رقمه بين المعتقلين 760.
وقال مامدو با "إن محمدو ولد صلاحي هو الشخص الوحيد الذي سلمه بلده إلى بلد آخر، معتبرا الحادث نادرة في التاريخ ولم تحصل من قبل في العالم مهما كانت التهم الموجهة إلى الضحية، ثم نقل بعد ذلك إلى الأردن ثم إلى قاعدة باغرام في باكستان ثم إلى غوانتنامو.
وأكد مامدو با "أن يوميات غوانتنامو تضم العديد من المعلومات والحقائق التي تكشف وحشية وقساوة المعاملة التي يعامل بها المعتقلون داخل سجن غوانتنامو سيئ الصيت".
وقال مامدو با إن اليوميات تقع في 466 صفحة من الحجم المتوسط وكتبه باللغة الانجليزية، مؤكدا أنه حين عرف المهندس محمدو ولد صلاحي لم يكن يعرف الانجليزية بل العربية والألمانية فقط فاضطر لتعلم الانجليزية من سجانيه الذين لا يقبلون منه مراسلة أهله إلا من خلال رسائل باللغة الانجليزية وهذا ملمح من ملامح ذكائه.
وأشار الدكتور با إلى أن الكتاب قد حذفت منه أكثر 2500 كلمة وفقرة كانت ستثري الكتاب ويساعد على معرفة الملابسات التي تحدث هنالك بشكل أكثر وضوحا، وغالبية المحذوفات تتعلق بأسماء أشخاص وأماكن وتواريخ.
وقال مامدو با "إنه في فاتح مايو عام 2013 رفع الحجز الجزئي عن الكتاب وبالتالي قبل السجانون تداول الكتاب ولكن بشكل مشين، فهنالك الكثير من الحذف حين يأتي ذكر شخص أو تاريخ أو مكان".
وأضاف قائلا "إن الكتاب الذي صدر اليوم الثلاثاء 20 يناير 2015 كان ابتداء من عام 2013 نشرت دورية "سليد" الانجليزية أجزاء منه على التوالي وهي 3 أجزاء، وحتى الترتيب الذي نشر به الكتاب لم يكن مرتبا لأنها تعاملت معه باهتمام صحفي يهتم بالأكثر إثارة، وهي الحالات التي تعرض فيها للاستجواب ربما يمكن أن تقرأه في هذا الكتاب من تعذيب وتضيق وطرق استجواب لا يمكن أن تتصوره بأي حال من الأحوال فهو مناف لما تقرأه في أدب السجون والذي نعرفه في المنطقة العربية والإفريقية".
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في مبادرة إنصاف الحقوقية التراد ولد صلاحي "إن حكومة الشيخ ولد سيدي عبد الله تسلمت طلبا من السلطات الأمريكية بضرورة تسلم المعتقلين الموريتانيين الأمر الذي اعترفت به الحكومة الموالية (في إشارة لحكومة مولاي ولد محمد لغظف التي جاء بها نظام ولج عبد العزيز)".
وأردف ولد صلاحي "أن ولد عبد العزيز يرفض مقابلة أسر المعتقلين الموريتانيين في غوانتنامو معتبرا وصف ولد عبد العزيز لأنشطة مبادرة إنصاف بـ "التحركات الغير جدوائية" والتعبير التهكمي بأنه ليس هو من يعتقل أبناءهم" أمر مخجل".
وتوعد مسؤول الخارجية بمبادرة إنصاف الحقوقية الرئيس الموريتاني بشتاء ساخن من الاعتصام والتحركات والمسيرات إذا كانت تزعجه".
قال المحامي الموريتاني إبراهيم ولد أبتي "أن الولايات المتحدة الأمريكية اعترفت بحدوث تعذيب داخل سجن غوانتنامو وبمشاركة موريتانيين فيه، مشيرا إلى أنهم في تجمع محامي ولد صلاحي كانوا يريدون أن يعرفوا من سلم محمدو لكي يعرفوا من عذبه أو شارك في تعذيبه، لذلك قدموا شكاية ضد مجهول للقضاء الموريتاني للبحث في الأمر لكنها رميت في سلة المهملات ـ حسب تعبيره ـ.
وأردف ولد أبتي أنه راسل السفير الأمريكي ووزير الداخلية بوضعية محمدو 2003 التي استقاها من محامين أمريكيين يشرفون على قضية ولد صلاحي في سجن غوانتنامو.
واعتبر ولد أبتي أن المسؤولية تقع على موريتانيا قبل أن تكون مسؤولية أمريكية وفي الحقيقة هي مسؤولية مزدوجة، لأنها شاركتا في جريمة تسليم مواطن وتعذيبه.