استضاف اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين في حفل منظم مساء اليوم الاثنين 21/11/2016 لجماهيره الشاعر الفلسطيني الكبير تميم البرغوثي بدار الشباب القديمة.
وألقى رئيس الاتحاد السيد محمدو ولد أحظان في مستهل الحفل محاضرة ترحيبية بالضيف استعرض فيها جوانب من الروابط التي تجمع موريتانيا وشعبها تاريخيا بفلسطين، ذاكرا بعض المواقف كموقف النائب أحمد ولد حرمة أيام كان يشغل ذلك المنصب بالجمعية الوطنية الفرنسية.
كما تطرق ولد احظان إلى مكانة الشعر تاريخيا، مستعرضا بعض المواقف التي قلب فيها الشعر الكفة، "فعندما دعا رئيس وزراء ابريطانيا السابق اتشرشيل الرئيس الأمريكي روزفلت إلى الوقوف معهم في وجه الاحتلال النازي الهمجي، أجاب روزفلت بأنه ليس له من الأمر إلا أن يدعو الكونغرس فيجتمع.
ما كان من رئيس الوزراء اتشرشل إلا أن ألقى في المحفل الذي جمعه بالكونغرس الأميركي قصيدةً لشكسبير، فطرب لها الكونغرس طربا شديدا، وقال: كيف يحتل بلد أنجب هذا الشاعر العظيم! ودخلت أمريكا الحرب ومات مليونان من أجل إنقاذ ابريطانيا من الاحتلال الهمجي النازي؛ بسبب قصيدة" حسب حكاية سردها ولد احظان.
أما الشاعر تميم البرغوثي فقد اختار لعدد من قصائده إلقاءه المعهود، ليكون محل تفاعل تصفيقا وتحية من جماهير قاعة دار الشباب القديمة، ومن بين المصفقين والمتفاعلين شعراء موريتانيون كبار.
وأنشد البرغوثي الشعر حرا وعموديا، مستهلا بتحية موريتانيا، خالصا إلى قصائده في القدس، التي غنى فيها للشجاعة ولنبذ الخوف على حد سواء، ولعروبة القدس، ليخلص إلى قصيدته التي يقول فيها:
إذا اعتاد الملوك على الهوان.. فذكرهم ..بأن الموت دان
وذكرهم بفرعون ..غريق ..كثير الجيش ..معمور المغاني
وجثة طفلة ..بممر مشفى ..لها في العمر سبع أو ثماني
على برد البلاط بلا سرير ..وإلا تحت أنقاض المباني
أراها ..وهي في الأكفان ..تعلو ..ملاك في السماء ..على حصاني
لها تاج ..وزي عسكري ..وشعر من زهو الأقحوان
كأنك قلت لي يا بنت شيئا عزيزا ..لا يفسر باللسان
عن الدنيا وما فيها وعني ..وعن معنى المخافة ..والأماني
ملوك المسلمين اليوم ..رهن بخيط دم ..على حدق حسان
وودع الشاعر الكبير المنصة بعد ذلك وسط تصفيق كبير ومطالبات بالمواصلة، غير أن الوقت لا يرحم وفق ما عبر عنه الطرف المنظم للأمسية _اتحاد الأدباء_ الذي اعتذر عن عدم إلقاء قصائد في الترحيب بالضيف كان يعتزم شعراء كبار إلقاءها وذلك لذات السبب.