قال رئيس حزب الاتحاد و التغيير و الموريتاني "حاتم" صالح ولد حنن إن موقف المنتدى الوطني للديمقراطية من الحوار مع النظام سيصدر بعد يوم أو اثنين مشيرا الى أن معظم الأقطاب ناقشت الموضوع و بلورت رؤيتها حوله.
و وصف ولد حننا في مقابلة مع السراج الرد الذي استلمه المنتدى من الأغلبية قبل أسبوعين بأنه "لم يكن جادا و لا يتناسب مع الموقف، فقد كان ردا شفهيا ولم يتناول القضايا الجوهرية."
و أضاف ولد حننا أن المؤكد هو حرص المنتدى على الحوار مشيرا الى أنه يتوقع أن يكون النظام جادا هذه المرة في دعوته للحوار.
و أضاف: "إذا كان الأمر كذلك، نعتقد أن الحوار سينجح و في النهاية الحوار لا بد أن يتم و الحل لا بد أن يأتي معه أو مع غيره، فهذه الأزمة لا بد أن يوجد لها حل، و نتمنى أن يكون هذا الحل معه و بأقل تكلفة."
و في رده على سؤال للسراج حول إمكانية أن يكون الانقلاب العسكري حلا للأزمات السياسية، قال ولد حننا: "عندما تصل الأزمات السياسية في كل الدول إلى طريق مسدود فإن الذي يكون مطروحا هوغير العادي و هذا "غير العادي" قد يكون انقلابا و قد يترتب على مثل هذه الأزمات أمور أكثر خطورة خاصة في الدول الهشة و هذا ما نخشاه و نحرص على ألا تستمر هذه الأزمة.
فعندما تستمر الأزمات لا بد أن يكون هناك انفراج إما بانقلاب أو بثورة أو بحرب أهلية لذلك على السلطة القائمة أن تقدر خطورة الموقف."
نص المقابلة:
السراج: يستعد حزبكم الآن لتنظيم مؤتمره الثاني، كيف تلخصون مسيرة الحزب خلال قرابة عقد من العمل السياسي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
صالح ولد حننا : شكرا للسراج على إتاحة هذه الفرصة.
نحن إبان تأسيس الحزب بداية سنة 2006 كنا أمام واقع صعب جدا حيث المجتمع يتميز بإكراهاته و ضغوطه و السلطة لا تريد للأحزاب أن تكون و في هذه الظروف دخلنا في استحقاقات متتالية لم تعط للحزب فرصة لاكمال التأسيس و البناء، مع ذلك حقق الحزب طيبة و دخل غرفتي البلرمان و شارك في الانتخابات الرئاسية المنظمة 2007 و 2009، و في الأولى كانت النتائج لا بأس بها و أما الثانية فكانت عاصفة على الطيف السياسي ككل بسبب سلوك و تصرف النظام الذي نفذ انقلاب 2008.
بعدها انخرط الحزب في معارضة هذا النظام ضمن منسقية المعارضة الديمقراطية ثم لاحقا ضمن المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة، و كانت كلها محطات تميزت بعطاء حقيقي للحزب ضمن أداء هذه المعارضة فكان حضوره مشهودا على كافة الأصعدة، إيمان منه بضرورة خوض هذا النضال حتى يتحقق لشعبنا ما يستحقه من حرية و ازدهار و لبناء دولة المؤسسات التي ينشد.
السراج: شهد حزبكم منذ تأسيسه انسحابات متكررة شملت قياديين و مؤسسين، ما تعليقكم على هذه الظاهرة؟
أعتقد أن هذه الظاهرة طبيعية لسببين، السبب الأول هو أن التجربة السياسية الحزبية هي تجربة وليدة في مجتمعنا خاصة في إطار التعددية الحزبية، و بالتالي مازلنا الى حد كبير تحكم ممارستنا السياسية ثقافة الترحال و البحث عن الماء و الكلأ كما كنا.
و العامل الثاني وهو الأهم هو أن هناك سلطة لا تريد للأحزاب السياسية أن تكون خاصة إذا ما كانت تلك الأحزاب خارج خطها أو معارضة لها، و من ثم فهي تستخدم جهارا نهارا مختلف وسائل الضغط من ترغيب و ترهيب للضغط على أطر هذه الأحزاب.
هذا كان شأن السلطة مع كل الأحزاب ولم يكن "حاتم" استثناء من هذا الشأن و مع ذلك ظل الحزب حاضرا و قويا و كانت هناك دائما انضمامات عديدة و نوعية في مختلف مناطق البلاد في مقابل الانسحابات التي حدثت.
السراج: السيد الرئيس البعض يتهمكم بالدكتاتورية، و يقول أن ذلك هو سبب الانسحابات، ماردكم؟
عموما من الظواهر السيئة عندنا أن كل من انسحب من حزب يحاول أن يلصق به مختلف التهم، أحيانا يكون ذلك مطلوبا منه من طرف الجهة التي غادر باتجاهها و أحيانا يكون نوعا من التبرير موقف فشلوا في تبريره بشكل منطقي.
و أعتقد أن الحزب ظل منذ تأسيسه نموذجا للرأي و الرأي الآخر، نموذجا للحوار، نموذجا لتحكيم الآلية الديمقراطية في اتخاذ قراراته.
لذلك نحن واثقون أن هذه التهمة لا يمكن أن تلصق بنا بأي شكل من الأشكال.
السراج: بمقاطعتكم للانتخابات الأخيرة خسرتم مقاعد في البرلما، ألا ترون أن ذلك أثر سلبا على حضور الحزب في الساحة السياسية و ربما على تماسكه الداخلي؟
صالح ولد حننا: أعتقد أنه لم يؤثر على تماسك الحزب لأننا خرجنا من هذا الموقف متماسكين و أقوياء و لم تحدث تبعا له انسحابات ذات قيمة.
و بطبيعة الحال الموقف مثل تضحية كبيرة خاصة في مجتمع كمجتمعنا لكن عند مقارنة هذه التضحية بالهدف منه و هو إماطة اللثام عن شرعية يريد النظام أن يضفيها على انتخاباته المزورة نجد أننا اتخذنا موقفا نضاليا يستحق التضحية.
و أعتقد أن السنوات القادمة ستوضح أن هذه التضحية لم تكن ضائعة لأن الحزب سيستفيد منها لاحقا في مسيرته و في رصيده داخل الساحة السياسية.
السراج: خلال مسيرتكم السياسية، دعمتم النظام ثم انتقلتم الى أقصى يمين معارضته، كيف تفسرون ذلك؟
بعد ما حدث سنة 2008 نظمنا تشاورا موسعا داخل الحزب و حللنا الوضع و خرجنا بخلاصة مزدوجة مفادها أن ما حدث سنة 2008 مثل انتكاسة كبيرة للمكتسبات التي تحققت في المرحلة الانتقالية 2005-2007 لكن في المقابل رأينا أنه بمواكبتنا للنظام الجديد قد نساهم في توجيهه للحفاظ على بعض المكتسبات التي تم انجازها سابقا فدخلنا معه في حوار و أخذنا معه عدة الالتزامات، فلما تبين لاحقا أنه لم يكن جادا في هذه الالتزامات و غير صادق في تعهداته اتخذنا قرارنا بشجاعة و خرجنا من موالاته و قلناها عالية مدوية و اعتذرنا للشعب الموريتاني عن هذا الموقف الذي اتخذناه كاجتهاد قد يخطئ و قد يصيب، و قد تبين لاحقا أن الطرف الآخر لم يكن محل ثقة.
و السياسة في النهاية مواقف تبنى على أساس تقديرات، و أعتقد أن موقفنا اتخذنا حينها على ضوء تحليل موضوعي و شارك الجميع داخل الحزب في دراسته و اقراره بشكل مؤسس، وقد عارضه البعض و لا أخفيك سرا أنني شخصيا لم أكن مقتنعا بهذا الموضوع.
السراج: كيف تقيمون وضع البلد السياسي الآن؟
صالح ولد حننا: البلد الآن في أزمة حقيقية متعددة الأبعاد سياسية و اقتصادية و اجتماعية و حتى يمكن أن نقول ثقافية، و هذه الأزمة أنتجتها سياسية هذا النظام و بالتالي في وضعه الحالي ليس متاحا له حل هذه الأزمة، و من هنا كانت دعوتنا لحوار جدي و شامل لأننا نعتبر أن ذلك هو السبيل الوحيد لإخراج البلد من الأزمة.
و حزبنا يتحمل مسؤولية كبيرة في الدعوة لهذا الحوار و الدفع به الى الامام مع التمسك بالقضايا المبدئية و الجوهرية التي هي الأساس لبناء ديمقراطية حقيقية و انتشال البلاد من هذا الوحل الذي تتخبط فيه منذ تسلم هذا النظام قيادته.
السراج: ما توقعاتكم حول الحوار الذي يتم التحضير له؟
صالح ولد حننا : نتوقع أن يكون النظام جادا هذه المرة في دعوته للحوار و إذا كان الأمر كذلك نعتقد أن الحوار سينجح و في النهاية الحوار لا بد أن يتم و الحل لا بد أن يأتي معه أو مع غيره، فهذه الأزمة لا بد أن يوجد لها حل، و نتمنى أن يكون هذا الحل معه و بأقل تكلفة.
السراج: الكرة الآن في مرمى المعارضة لماذا تأخرت في الرد و ما رأيكم في رد الأغلبية الذي تسلمتم؟
صالح ولد حننا :المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة يتشكل من عدة أقطاب لذلك فدراسة أي موقف تحتاج الى وقت و هذا ما نحن بصدده لكن أعتقد أن الموقف سيصدر بعد يوم أو اثنين فمعظم الأقطاب ناقشت الموضوع و بلورت رؤيتها حوله.
و يبقى الأمر المؤكد هو حرص المنتدى مبدئيا على الحوار و إن كنا نرى أن الرد الذي استلمناه من الأغلبية قبل أسبوعين لم يكن جاد و لا يتناسب مع الموقف، فقد كان ردا شفهيا ولم يتناول القضايا الجوهرية.
و على العموم أعتقد أن هذه أمور دائما تطرح مع بداية التواصل و أتمنى أن يكون هذا التواصل أكثر جدية في المستقبل، و نحن نعتبر أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمات.
السراج: رأينا في الآونة الأخيرة في دول افريقية انقلابات عسكرية تحدث إثر أزمة و احتقان سياسي، هل يمكن أن تساهم الانقلابات العسكرية في حل الأزمات السياسي، من وجهة نظركم؟
صالح ولد حننا :عندما تصل الأزمات السياسية في كل الدول الى طريق مسدود فإن الذي يكون مطروحا هو اللا عادي، قد يكون انقلابا و قد يترتب على مثل هذه الأزمات أمور أكثر خطورة خاصة في الدول الهشة و هذا ما نخشاه و نحرص على ألا يستمر هذا الانسداد.
فعندما تستمر الأزمات لا بد أن يكون هناك انفراج إما بانقلاب أو بثورة أو بحرب أهلية لذلك على السلطة القائمة أن تقدر خطورة الموقف، و تدرك أن أقل هذه الاحتمالات تكلفة هو الانقلاب.
غيره، و الانقلاب بين احتمالين إما أن تنظمه جهة واعية و مسؤولة تتحمل مسؤولية حقيقية و تسعى الى حل أزمة سياسية و إقرار نظام ديمقراطي حقيقي، و الاحتمال الآخر هو أن يكون الانقلاب من تنظيم عسكريين لا يريدون إلا السلطة و التمتع بخيراتها.
السراج: شكرا لكم السيد الرئيس
صالح ولد حننا : شكرا