"ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".
التعبير بعبارة " سبيل ربّك " فلم يقل مثلا: سبيل الله ، وفي هذا تنبيه للداعية أن يستحضر معاني التربية في توجيهه ، و في التعبير بالحكمة إشارة إلى جانب العقل والمنطق في الدعوة ، أما الجدال فجاء ب"التي هي أحسن " والموصول من صيغ العموم ، فوقت الجدال ينبغي البحث عن الأحسن في جميع الجوانب لعامل التنافس الموجود بين الطرفين الذي يُغطّي على جمال الحقّ أحيانا ، والتعبير ب" هو " إشارة إلى الجهل المتعلق بالمدعوين ، وأنّ العليم بالناس هو خالقهم جلّ جلاله ، فالمدعوون فيهم المُغرّر به وفيهم صادق القصد ، وهذان وغيرهما يؤثّر على استجابتهم طبيعة وسائل التوجيه ، فالخُلُق الحسن هو المشترك بين الطرفين المختلفين ، وهنا لايفوت عليّ التنبيه على تجاوز أخلاق الداعي أو بعبارة أخرى المختلف معك والنّظر بصِدق إلى حقيقة ما يدعو إليه نظرا لقدسية المبادئ وتجاوز الوسيلة الخشِنة ، وتلك الوسيلة الخشنة أحيانا تكون من قوة الإنسان في الحق ، فهو لم يُجامل وهذا حسن .