مستشفى الصداقة :شكاوى الإهمال تكشف عجز الخدمات

اثنين, 2015/02/23 - 10:24

لم يتمالكوا أنفسهم ودخلوا في نوبة من الهستريا والبكاء وهم يشاهدون والدهم :لمام"يلفظ أنفاسه بين أيديهم دون أن يستطيعوا إسعافه بعد ساعتين في انتظار الطبيب المسعف .

لكن حالة "لمام " ليست الأكثر مأساوية من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الإهمال في مستشفى الصداقة بعرفات حيث تحكي مريم وبعبارات حزينة كيف فقدت شقيقتها بسبب طول انتظار الطبيب المعالج والذي غالبا ما يصدق عليه حقا "طبيب بعد الموت".

فيما تتحدث مصادر عن حدوث وفيات أثناء نقل المرضى إلى غرفة الإنعاش عبر السلالم حيث أن مصعد المستشفى معطل! في الوقت الذي لا توجد فيه أسرة كافية في هذا القسم مما أدى إلى نوع من التوسع الفوضوي لأقسام المستشفى ولم يعد من النادر استقبال الحالات الطارئة في الممرات وتحت السلالم كما هو الحال في قسم طوارئ الأطفال.

ولعل أبسط مثال على الإهمال الذي يغرف فيه المستشفى عدم تمهيد الطرق الموصلة حيث يتكبد المرضى وذووهم معاناة في الوصول عبر طرق رملية تملؤها الحفر والمطبات يعلق مرافق لأحد المرضى.

ومع ذلك يظل قسم الأمومة الأسوأ سمعة داخل المستشفى من حيث الحديث عن الإهمال المفضي أحيانا إلى الوفاة أو إلى حدوث أخطاء طبية خطيرة فهذا الأب يتهم الطاقم باستئصال رحم زوجته دون إبلاغها وذلك بعدما تعرضت لعسر في الولادة وخضعت لعملية قيصرية استعجاليه بعدما لم تفلح كل الطرق في إخراج الوليد والذي رأى النور لكن بمضاعفات خطيرة وبعد ما أمضى أزيد من 15 يوما تحت العناية الطبيبة.

إن الجروح الغائرة على جبين الوليد جراء تعسر الولادة لا تزال شاهدة على المأساة يقول الأب الشاب في الوقت الذي تماطل فيه إدارة المستشفى في تسليمنا الملف الطبي مما يثير قلقنا بشأن ما أخبرتنا به الممرضات من أن العملية القيصرية لم تكن سوى نوع من التغطية على استئصال الرحم!!

إحدى الأمهات تقول إن ابنتها الحبلى انتظرت لأكثر من 14ساعة في انتظار نقلها في سيارة الإسعاف وكان السبب هو اختفاء سائق سيارة الإسعاف.فيما يتحدث شهود عيان عن وفاة ثلاث نسوة بنفس القسم ما بين 24-29 سبتمبر من عام 2014".

كما يطرح ذوو المرضى مشكل ضعف العناية الطبية في أقسام الحجز خاصة بعد منتصف الليل حيث يكون المرضى وذووهم تحت رحمة الطاقم المناوب والذي لا يهتم كثيرا لتوسلات مرافقي المرضى بالمساعدة.

أما مظاهر انشغال الممرضين أو تشاغلهم بالتسكع في طرقات المستشفى أو بالرد على مكالمات الهاتف التي لا تنقطع فحدث ولا حرج.

ويبقى من مظاهر الإهمال وغياب الرقابة الأكثر إثارة للجدل إسناد مهام التطبيب إلى متدربين ومنحهم كل الصلاحيات دون حسيب أو رقيب خاصة في قسمي الأطفال والنساء رغم أن المفروض وجود إشراف طبي على هؤلاء يحتج أحد المرضى.

مرافق أحد المرضى يقول إن اسم المستشفى كبير على هذا المرفق بعد الحديث عن تكهرب رضيع في إحدى قاعات العمليات في الوقت الذي يشكو فيه المراجعون من المحاباة وغياب الشفافية في توزيع أرقام الدخول على الأطباء ويجري دوما تخصيص عدد من الأرقام للطبيب المعالج وبطانته مما زهد الكثيرين في التقييد بالنظام.

وإزاء هذا الواقع المزري يفضل مرضى كثر الرفع إلى الخارج أو تلقي العلاج في عيادات خصوصية مما يكلف الدولة مبالغ طائلة ويكفي أن الصندوق الوطني للتأمين الصحي "أكنام" يصرف 30% من ميزانيته لعلاج حوالي 600مريض من مؤمنيه كل عام !!