استعدادات النعمة لزيارة الرئيس حقائق وكواليس " صور "

تجري التحضيرات داخل مدينة النعمة لزيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز عاصمة ولاية الحوض الشرقي بأقصى الشرق الموريتاني.

وهكذا وخلال اليومين الماضيين بدأت الإجراءات تكتمل حيث تم  تجهيز المنصة الرسمية للمهرجان الذى سيعقده الرئيس لحظة وصوله.

منصة كبيرة وحائط تم تشييد الكثير منه ومنزل معد لضيافة الرئيس شهد حسمه اضطرابا كبيرا ليتقرر أخيرا أن يكون بجانب المنصة الرسمية والذى بدأت إجراءات تحضيره منذ زوال اليوم.

وإلى هذا المساء لم تكتمل المنصة بشكل كامل كما أن تشريفات الدولة لاحظت عليها قصرها قائلة إن الرئيس عندما يقف عليها لن تستطيع الجماهير البعيدة رؤيته دون أن تتخذ إجراء للتصرف حتى الآن .

كما تم بناء الكثير من الخيام على طول الطريق الرابط بين المطار ومكان المنصة الرسمية للمهرجان الأول فى صباح يوم غد الثلاثاء والتي تشهد تنافسا محموما بين الفاعلين السياسيين في المدينة.

الحضور الإعلامي

عشرات الصحفيين واكبوا الزيارة قبل فترة من بينهم أربع قنوات تلفزيونية وعشرات المواقع الصحفية الوطنية حيث تشهد التغطية الإعلامية للزيارة اهتماما كبيرا من المواطنين وملاحظات عديدة من طرف آخرين على التغطية وجوانب الاهتمام.

قناة الموريتانية وهي القناة الرسمية التابعة للدولة هي الأخرى قامت بتوفير معدات وأجهزة عديدة من أجل تغطية الزيارة من جميع جوانبها.

أطقم عديدة وصحفيون فى مجالات عدة وصلوا قبل أيام إلى المنطقة من أجل الاطلاع على الحالة السكانية من جميع جوانبها.

كما قامت الموريتانية ببث مباشر كل ليلة من المدينة بعد أن استعدت لذلك  فى جوانبه الفنية.

التعبئة الجماهيرية 

مئات السيارات من جميع الأشكال والأنواع تصل كل يوم إلى مدينة النعمة ضمن توافد جماهيري إلى المدينة يعكس مستوى الإقبال والحشد الذى سيشهده يوم الثلاثاء حسب ناشطين فى الأغلبية.

العديد من المبادرات الداعمة حملت أسماء أشخاص اعتباريين من وجهاء تقليديين ومشيخات صوفية فضلا عن الوزراء والأطر وحتى العسكريين.

يحمل الحشد البشري في تجلياته بعدا قبليا واضحا سواء في أسماء المبادرات أو في شعارات المشاركين فيه وهو ما اعتبره البعض فجا والتغاضي عنه عودة إلى عصور سحيقة.

ويلاحظ غياب أحزاب الائتلاف الداعم للرئيس محمد ولد عبد العزيز عن فعاليات التعبئة بشكل كامل خاصة فى أحزابه المعروفة بالنشاط الإعلامي فى ائتلاف الأغلبية.

أطر ومثقفون ورجال نظام شيدوا منازل وخياما من أجل استقبال الرئيس فيها لحظة زيارته للمدينة المذكورة حيث تم رفع لافتات كبيرة للرئيس وحملت أعمدة الكهرباء أعلاما وصورا مكبرة.

كما نظمت مسيرات متعددة حضربعضها رئيس الحزب الحاكم وبعضها حضره قياديون في الحزب المذكور من أجل التعبئة للزيارة.

حالة المدينة

تشهد مدينة النعمة في هذه الفترة مستوى من ارتفاع درجات الحرارة يستمر فى الليل والنهار يصاحبه انعدام لشبكة الانترنت إلا فى بعض المناطق القليلة.

كما تشهد المدينة في هذه الفتترة اكتظاظا قويا بسبب السيارات الوافدة وقلة الطرق المعبدة داخل المدينة.

الأسعار شهدت ارتفاعا كبيرا وفي جميع أنواعها خاصة المياه حيث تباع قنينة الماء ب 150 أوقية كما يباع الثلج – إن وجد – بمائة أوقية.

كما شهدت الألبان المحلية ارتفاعا كبيرا حيث يباع لتر لبن الإبل ب 1000 أوقية بدل 400 أوقية في السابق.

كما شهدت المواد الغذائية الأخرى ارتفاعا معتبرا فى مجالاتها الكثيرة.

الجانب الأمني

لا يلحظ المتجول فى مقاطعة النعمة انتشارا للأمن خاصة فى ظل الكم البشري الكبير والضغط المتواصل على المدينة.

وبالرغم من ذلك انتشرت وحدة من التجمع العام لأمن الطرق عددها لا يصل العشرة واختصت بتنظيم السير فقط دون البحث عن الأوراق أو تحرير مخالفات المرور الكثيرة في المدينة الآن.

كما كان للشرطة حضور في الأنشطة التي تنظمها الجهات الداعمة للرئيس حيث ترابط سياراتها وبعض افرادها أمام المقرات حتى تنتهي السهرة.

كما لم يعلن عن أي اعتقالات ولا منغصات فى الجانب الأمني حتى الآن.

في انتظار الحشد

المهرجان الذى يستعد له سكان مدينة النعمة شهد تنافسا كبيرا بين بعض المشايخ الروحيين فى المنطقة سواء من حيث كتابة أسمائهم في المبادرات أو على المنازل أو حتى تعليقها على أعمدة الكهرباء.

كما شهد الحشد حضورا فنيا باهتا حتى الآن وخاصة من حيث حضور الفنانين الموريتانيين فباستثناء نشيد واحد للفنانة كرمي منت سداتي ولد آبه والتي عادت للفن بعد اعتزالها لفترة لا يوجد أي عمل فني مواز للسهرات التي تنظم كل ليلة في خيام بعض النافذين.

كما غاب خلال الأيام الماضية أي نشاط أو بيان أو حضور إعلامي للأحزاب المعارضة للنظام على المستوى المحلي حتى الآن ما فسره البعض بهدنة لحظية من أجل إنجاح الزيارة.

يخشى البعض من تأثير الحر القوي على الحضور وعلى من حضر لأن المهرجان سيبدأ الساعة الحادية عشرة وحتى الواحدة تقريبا في درجة حرارة لا تبشر الأرصاد الجوية الرسمية بانخفاضها عن درجة الأربعين وخاصة أن المنطقة كلها مفتوحة وغير مسقفة فحتى المنصة الرسمية يتواصل جدل حول تظليلها حتى الآن لم يتم حسمه .

حضر عدد كبير من النواب والشيوخ وكثير من الفاعلين السياسيين في العاصمة نواكشوط.

وفى انتظار المهرجان الذي يتوقع أن يكون حاشدا وكبيرا تترقب أوساط سياسية بحذر ما يريد الرئيس الموريتاني قوله في هذا الحشد الأول من نوعه حيث تم حشر أربع ولايات فى واحدة ولم توجه اللافتات المنثورة على الطريق أي رسالة سيحملها المهرجان حيث تم نزع لافتة " بومديد " المطالبة بالتمديد وظل المواطن ينتظر غير مصدق أن كل هذا الحشد من أجل تدشين مصنع الألبان الذي تقرر أن يزار ولا يدشن ما يجعل كل ما تسرب مجرد تخمينات لا صدق لما يقال فيها .