شخصيات 2012 ..وزير الإسكان ..رجل الترحيل
الأربعاء, 02 يناير 2013 11:19

اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديايختلف وزير الإسكان اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا عن  22 وزيرا آخر في الحكومة بأنه ليس من "أنتاجهم"، فهم جميعا ولدوا في نهاية العام وفي آخر يوم منهم، مثل أغلب الموريتانيين، أما هو فقد ولد في 3/7/1961.

وفيما يخطو الرجل إلى عقده الخامس يحمل معه إرثا اجتماعيا وثقافيا كبيرا باعتباره أحد أنجال خالد الذكر الشيخ سيديا الكبير، إلا أنه يواجه انتقادات واسعة، واسعة جدا بعرض "الكزرات" والساحات العمومية، وبطول الشوارع التي اعتبرها أهم إنجاز في مأموريته، واعتبر آخرون كثر أنها ضاعفت معاناة الفقراء، ووسعت الغبن وكانت سلما للبعض للثراء والاحتيال.

 

بحسب خصومه فإن الرجل الذي غير عتبة بيته، قبل أكثر من سنة، أخذ على نفسه تغيير عتبات وسقوف آلاف الأسر الموريتانية التي لعبت بمنازلها القديمة، جرافات " التخطيط" ونقلتها إلى " أحياء الترحيل".

 الترحيل على طريقة الحكومة..

لا توجد عبارة أبغض إلى النظام من عبارة الرحيل التي يرددها خصومه، ولا توجد عبارة أحظى لديه من عبارة " الترحيل" التي ينافح بها عن خطه السياسي ورؤيته الاجتماعية، مؤكدا بها أن أحياء الترحيل ترفض خطاب الرحيل" ومعتبرا أن ذات الخطاب لن يكون أكبر " حظا من لبن الرحيل" وفي المقابل يقول بعض المرحلين إن ولد الشيخ سيديا أنزلهم بواد غير ذي زرع ولكن ليس عند البيت المحرم، وأن أفئدة الناس لا تزال معلقة بمنازلها الأولى على طريقة:

ما الحب إلا للحبيب الأول **

ولد الشيخ سيديا الإسم الأكثر ترددا في أحياء الترحيل في عدد من مقاطعات نواكشوط وفي مدينتي روصو، ونواذيبو، فهو المسؤول الأول الذي تمكن من حل" مشكل السكن العشوائي، وفوضى الكزرة، وفق أنصاره والإعلام الحكومي، وهو المسؤول الأول أيضا عن " الوضع اللا إنساني" الذي آل إليه الساكنون الجدد في أحياء الترحيل.

 

أحياء الترحيلووفق ولد الشيخ سيديا ومنافحاته الطويلة عن سياسة قطاعه في الإسكان، فإن دولا عديدة، باتت تنظر إلى تجربة موريتانيا في " الترحيل" باعتبارها نموذجا ينبغي الاقتداء به وتجربة قابلة للتكرار في بلاد أخرى تعاني الأحياء العشوائية، ويقول ولد الشيخ سيديا إن مؤسسات دولية كبرى على ماقال من الشاهدين.

ووفق ولد الشيخ سيديا فقد تمكنت وزارته من استصلاح آلاف القطع الأرضية وتسكين عشرات الآلاف من الأسر التي عادت تملك أراضي دائمة، وانتهى عهد الكزرة البشع أو كاد ينتهي، ومدت عروق الشوارع في هذا الجسم الجديد، بأكثر من 800 شارع، وانفتحت الساحات العمومية، انفتاح العيون الواسعة في الوجه، واكتست العاصمة وجها حضاريا أنيقا.

كما تغيرت الأحياء العشوائية في العاصمة نواذيبو، وستؤمن مدينة روصو الشاطئية من الغرق مستقبلا بعد أن انتقلت أحياء كبيرة منها إلى الكلم 7، ضمن ما يعرف بمدينة روصو الجديدة.

مدينة بوتلميت ستكون هي الأخرى مدينة رائعة بعد فترة، بعد أن أقرت الحكومة الموريتانية تخطيطها الجديد، وهو نفس المخطط العمراني الذي قدمه ولد الشيخ سيديا إلى القطرييين قبل سنوات عبر مكتب الدراسات الاستشارية الذي كان يديره.

وستكون الطينطان بعد سنوات قليلة، أحسن حالا وأكثر تماسكا من الوضع الذي خلفها عليه ولد الشيخ سيديا، أيام كان مديرا لهيئة إعمار الطينطان.

وتبقى أسئلة كثيرة عن الأحياء الغربية لنواكشوط، والبحر من ورائها، كيف ستتعامل معها الوزارة، وعن مئات الشكاوى والمظالم التي تتراكم على مكتبه بشكل يومي كيف سينصف أهلها.

والاتهامات المتواصلة لقطاعه بمنح الرخص الواسعة، لبعض المؤسسات والمقربين من رأس السلطة والنافذين.

تغيير العتبة السياسية

كان وزير الإسكان اسماعيل ولد الشيخ سيديا أحد أهم الأذرع والوجوه السياسية التي اعتمد عليها زعيم المعارضة أحمد ولد داداه في سعيه للوصول إلى الرئاسة وفي منافسة الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله، وكان ولد الشيخ سيديا مديرا لحملة " الرئيس المناسب " في نواكشوط، ليحالفه الحظ في حصد أغلبية أصوات العاصمة لصالح مرشح المعارضة.

مطار نواكشوط الجديدةفي هذه الفترة كان ولد الشيخ سيديا سندا قويا أيضا لمرشح المعارضة في بوتلميت رجل الأعمال يوسف ولد عبد الفتاح، الذي سرعان ما اعتزل إعلان الموقف السياسي، بعد الانقلاب على الرئيس ولد الشيخ عبد الله، فهو منتخب عن التكتل، ومساند للرئيس محمد ولد عبد العزيز.

قيل حينها إن حظوظ ولد الشيخ سيديا كانت كبيرة في نيل ثقة زعيم الانقلاب العسكري محمد ولد عبد العزيز، فالرجل " قيادي سابق في التكتل " الذي دعم الانقلاب، إضافة إلى مكانته الاجتماعية المرموقة،وتحدث آخرون عن " صداقة قديمة " جدا بينه وبين الجنرال محمد ولد عبد العزيز جعلت كلا منهما يحن إلى الآخر ويحتفي به، وهناك طاب المقام واستقرت الحال.

فألقت عصاها واستقر بها النوى   كما قر عينا بالإياب مسافر.

على المستوى السياسي لم يستطع ولد الشيخ سيديا البروز كزعيم سياسي على الأقل في مدينته بوتلميت- بحكم أنه لا يملك منزلا في المدينة – وبالتالي انهزم حلفه السياسي أمام حلف منافسه أحمد ولد يعقوب، وعاد إلى نواكشوط... وفي نواكشوط لا يعتبر ولد الشيخ سيديا أسوأ الوزراء إنجازا ..إن لم يكن بالفعل من أكثرهم إنجازات على "أرض الواقع" لكن إنجازاته هي الأكثر ضجيجا، وركاما وغبارا...

شخصيات 2012 ..وزير الإسكان ..رجل الترحيل

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox