لكبيد ولد جب..شاعر النفس والوجدان
الأحد, 07 يوليو 2013 17:04

من صور الحياة القديمةمن صور الحياة القديمةفي رحاب القصيد نحلق مجددا..هذه المرة سوف نتفيأ من ظلال ديوان الشاعر الخضم:محمد لكبيد  بن المصطف بن جب،الذي سئل الشاعر الكبير امحمد ولد أحمد يورة عن أيهما أشعر:هو أم لكبيد؟فأجاب:"لكبيد شاعر" وحسبك بها شهادة !وقال فيه ذات مرة في ليلة من ليالي الأدب والسمر:

ولا أنس مِ الأيام لا أنس ليلة ..سقانا بها"لكبيد" من شعره صرفا

فتي ماجد حلو الفكاهة سيد .. أديب علي الجلاس "مايمرك الحرفا"

وليس بعد تزكية ولد أحمد يورة ثناء يعادلها.

بين " العرية" إلى ضفة المحيط الأطلسي نشأ وترعرع هذا الشاعر في بيئة ثقافية وعلمية مزدهرة ،حيث كان أحد فتيان الشعر ورموزه،ليتتلمذ على شيخه العلامة محمذ فال ولد متالي وليدفن معه في مقبرة"تنوعمرت".

صبغ شعرلكبيد بمسحة دينية صوفية انتظمت هيكل القصيدة عنده وشكلت معمارها الفني.

ونحن  نتخير ونصطفي من بين دفتي ديوانه  مقاطع ولافتات تنبض بالحياة..أولها بيتان راقصان هما أول ما قاله من الشعر وهو في "المحظرة":

خليـلي بلغ إذا ما تـلـــم ...   سـلامي لأهلي كفيت الأهم

بأني غريب ولا ثــوب لي .. وعهدي بالزاد عهدي بهم

وثانيها قطعة محظرية قالها بمناسبة ترقيع نسوة فضليات خيمة التلاميذ في محظرته:

جزى الله أجرا لايقاومه أجر.. مها طيبات الأزر أوجـهها زهر

تداركن بنيان التلاميذ بعدما  ..تراء ت لهم منه الكـواكب والزهر

فحلينه من كل وشي مرونق  .. وءاخين منه بين ما فـــرق الدهر

فأضحى رفيع السمك رحبا فناؤه .. ولا يشتكي منه ضــحاء ولا خصر

به فتية شتى  الشعوب أتي بهم . ..   من البعد إبـرام العزائم والصبر

ظماء يروضون الصعاب من العلى  .. فأبدانهم شعث و أثوابهم غـــبر

يرجون من سحب العناية واكفــــــا    ..   يحف به الفتح الإلهي والنصر

فلازلن في أمن ويمن ونعمة"ولازال منهلا بجرعائها القطر"

أما ثالث ثلاثة المقاطع فــ"حنينية" يذكر فيها بعض مواطن شيوخه:

بذي الكرب بين الواديين منـازل  ..عفتها السوافي والسواري الهواطل

تلاعبن فيها منذ خمس فأصبحت ..  كأن لم يقم في سفحها قط نــازل

وإن على جرعا ء "بيلا" لأربعا  ..   أربت بها هوج الصبا والشمائل

بكل غنينا ثم حم ارتحـــــــــالنا ..       وما النـاس إلا نازل ثم راحل

سلام عليها أربعا ومــــــــنازلا ..       فدتــها الربوع كلها والمنازل

لكبيد ..وأدب "ازريكة"

قد تفخر مدرسة "ازريكة" الشعبية- وحق لها - بأن الشاعر لكبيد كان من روادها،وفي ما يلي شذرات من هذا اللون الأدبي تناولت أغراض الحياة البدوية وخاطبت ناسها بميسور القول وقريبه...يقول لكبيد متوجعا على بقرة له أصابها مرض أقعدها:

إن الظريفة"أم اصكيعة" معطوبه .. والنفس من عطبها حراء مكـروبه

"موجعل"إذ حور الأقوام"تفنــتها"..   ضحى على جنبها "العربي"مـكلوبه

أضحت عن السرح في الأشوال قاصرة .. والأرض من حومة الأخيام  مجدوبة

لو كان عبدا لغير الشيخ عاطبـــها...لكن "أخلاك"ءال الشيخ "مهــــيوبه!

ويقول في شكوى حين عادت حلائبه قليلات الألبان كثيرات الشراب متذمرا:

ألا قبح الرحمن عـــادة"خلفنــا"..  فليس لعمري الدهر يرجي فلاحها

قليلات ألبان كثير شرابـــــــها ..   كثيرات إرضاع قلــــيل رواحها

ويقول  أيضا في إحدى وجدانياته مقارنا بين مائدة بدوية بعينها وبين تكليم ابنة أحد مشائخ عصره:

ماقدح لبن عليه"الرغوة" جامدة .. و"نفكة" بالضحى بالزبد "ميدومه"

عندي بأحسن من تكليم غانية ..     زوج الأخيضر بنت الشيخ معلومه

ونختم بقطعة ظريفة  من أبياته السيارة:

ألا غادرته ءاي ربع بـــ"تنيحيى"  حريق الحوايا،لا يموت ولا يحيا

إلى أن غدى مما حوته ضلوعه  أحب من المحيا إليه أبو يحيي!

 

لكبيد ولد جب..شاعر النفس والوجدان

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox