يوم عرف المسلمون "الأرز"/ اشريف بن محمد يحيى
الأربعاء, 10 يوليو 2013 11:10

أن تتبع سببا في المرجع أو تبتغي سلما في الكتاب فترجع بفائدة أو تأتي بعائدة..فهذا يعني نجاح عملية البحث والظفر بالصيد، لكن"اللقيا بلا ميعاد"-على حد تعبير نزار-أطيب! ..قد يتعجل القارئ أو يتأخر في السؤال عن علاقة هذا بالعنوان أعلاه؟! لكنه ملاق دون سؤاله جوابا مما يقرأ لا مما يسمع، ومما يستنتج لا مما يخبر!.

"معجم البلدان"لياقوت الحموي كتاب (يعرف من عنوانه)ّ!ي فترض-بادي الرأي-أنه لاشأن له بـــ"ماوراء الجغرافيا"لكنني –وليس الخبر كالعيان- فوجئت وأنا أعبر حدود معلوماتي الضيقة وأخوض لجة قاموس هذا المعجم"البلداني" فأمر يدي وأدير كرته الأرضية لأضع أصبع اختياري على موقع "مادة" بصرة على خريطته الورقية..فوجئت –بل شدهت-عندما اكتشفت أن (دولتها) تحتل إحدي عشرة صفحة يختلط فيها الجغرافي بالتاريخي ويلتقي فيها الثقافي بالتراثي. ورغم أن جولتي الاستطلاعية كانت –في الأصل-جغرافية بحتة فقد استوقفني على هامش نجاح المهمة كلام للمؤلف-في معرض حديثه عن الفتح الإسلامي لهذه المدينة-أذكر أنني نقلته على شكل خبر توثيقي ومادة علمية تؤرخ لدخول مادة الأرز القاموس الاستهلاكي العربي وها أنا أنشر ما سجلته حينها حول الموضوع؛محيلا بطبيعة الحال إلى المصدر الأصلي المعتمد: يرجع تاريخ أقدم اكتشاف إسلامي لمادة"الأرز"الشهيرة إلي أيام الفتح الإسلامي لمدينة البصرة،كما يقرر ياقوت الحموي الذي ينقل لنا من خلال صفحات"معجم البلدان"هذه الشهادة الحية على لسان شاهد عيان واكب الحدث(اسمه نافع بن الحارث)قال: "وجئنا القصر (يعني قصر البصرة)فنزلناه، فقال عتبة :ارتادوا لنا شيئا نأكله فدخلناه فإذا زنبيلان في أحدهما تمر وفي الاخر أرز بقشره فأخرجنا مافيهما فقال عتبة:هذا سم أعده لكم العدو!(يعني الأرز)فأخرجنا زنبيل التمر وجعلنا نأكل منه فإننا لكذلك إذ بفرس قد قطع قياده وأكل من الأرز فرأينا أن نسعى بشفارنا نريد ذبحه قبل أن يموت فقال صاحبه:أمسكوا عنه أحرسه الليلة،فلما أصبحنا إذا الفرس يروث لا بأس عليه فقالت أختي:يا أخي إني سمعت أبي يقول إن السم لايضر إذا نضج،فأوقدت تحته ثم نادت:ألاإنه يتفصى من حبيبة حمراء ،ثم قالت قد جعلت تكون بيضاء،فمازالت تطبخه حتى انماط عنه قشره،فألقيناه في الجفنة وأكلناه،فإذا هو طيب!،يضيف شاهد العيان:"فلقد رأيتني بعد ذالك أعده لولدي!". ومنذ ذالك اليوم التاريخي دخل"الأرز"الذاكرة العربية والسوق الإسلامية:مادة ومائدة!.

 

يوم عرف المسلمون

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox