الطفل الموريتاني.. تجارب وتقاليد من تاريخ التعليم
الثلاثاء, 26 مارس 2013 11:47

سيدي أحمد ولد الأمير

باحث موريتاني مقيم بقطر

في هذه الصورة يظهر بزيد ولد السالك رحمه الله وهو يحرص على إقراء القرآن الكريم لأحفاده أبناء أحمد مسكه أحمد باب هو (الواقف) وأحمد بزيد رحمه الله ومحمد. ذكرتني هذه الصورة الجميلة بما كان عليه مجتمعنا من عادات في تدريس الأطفال.

 

للموريتانيين عاداتٌ راسخةٌ وطرقٌ مُقَننَةٌ في تعليم الأطفال. وفي بعض المناطق خصائصُ مأثورةٌ ومسالكُ متبَعةٌ؛فحين يبلغ الطفلُأو الطفلة أربعَ سنوات وأربعةَأشهر وأربعةَ أيام فيآدراروتگانت–مثلا-يذهبون به إلى معلم القرآن، ويبدأ في تعلم الحروف أو التهَجِّي. وفي بعض مناطق البراكنةوالترارزة ينتظرون حتى يكون الطفل ابنَ خمسِ سنوات وخمسةِ أشهر وخمسةِ أيام فيبدؤونله في التهجي وكتابة الحروف وما إلى ذلك.

 

ولا تختلف الحال في الحوض وتيرس وفوتَه والعصابة وغيرها فالكل هنا وهناك وهنالك يحرص على أن تكون بدايات تعلم الأطفال موفقة ويختار لها من التجارب أحسنها ومن المعاني ألطفها؛ فهي فترة حاسمة في حياة الطفل أو الطفلة.

 

كانت هذه هي العوائدُ المتبعة في القديم، وقد سألت بعض العارفين والعارفات هنا وهناك فأكدوا أن التجربة القديمة في هذه البلاد قد أثبتت أن أربعَ سنوات أربعةَ أيام تكفي لكي تصبح مدارك الطفل جاهزة لبدء التعليم وتلقي واستيعاب حروف الهجاء. غير أن اختيار العدد أربعةٍ بالذات فيعود إلى أمور منها: أن حروف اسم الجلالة أربعة،وحروف اسم محمد صلى الله عليه وسلم أربعة،والخلفاء الراشدون أربعة، وأركان الكعبة أربعة، والملائكة المقربون أربعة... إلخ..

 

وعندما سألت شيخا من شيوخ المناطق الأخرى قال لي إن هذه الرباعيات المعتمدة في بعض مناطق موريتانيا صحيحة، غير أن للعدد خمسة هو الآخر رمزيتَه في ثقافتنا العربية الإسلامية: فأركان الإسلام خمسةٌ والصلوات المكتوبة خمسٌ، وخمسة أمور لا يعلمها إلا الله، والباقيات الصالحات خمسٌ... إلى آخر ذلك.

 

فاختيار هذا الأعداد -أربعة كانت أو خمسة- لم يكن اعتباطا ولا صدفة بل هو يعني إيذانا باكتمال مدارك الطفل واستعداداته الفطرية للتعلم من جهة،كما يعني تأسيس الأمور على معان راقية ومفاهيم مترسخة في ثقافتنا العربية الإسلامية من جهة أخرى.

 

 

أجرة معلم القرآن.. وثائق وشواهد

 

عثرت على ثلاثِ وثائقَ: اثنتان منها تتحدثان عن كيفية الأجرة التي تفع عوضا عن علم القرآن بشكل تفصيلي، والثالثة تقتصر على استماع الشيخ للتلميذ وهو يستظهر ما حفظ من القرآن هل على هذه أجرة أو ما كان يعرف قديما بمصطلح "التحكيم" في بعض المناطق الموريتانية. إحدى هذه الوثائق من منطقةالرگيبه والثانية من البراكنة والثالثة من تگانت.

 

جميلةٌ هي تلك الوثيقة المتعلقة بالأجرة التي كان الموريتانيون –وخصوصا في العصابة والرگيبة- يدفعونها لمعلم القرآن. كتب هذه الوثيقةَمحمد أحيد بن سيدي عبد الرحمن بن محمد بن الطالب عيسي المسومي. وهو من أهل بابا عيسى وسليل أسرة أغنت شهرتها عن التعريف بها. كانت مدرسة سيدي عبد الرحمن المتوفى سنة 1820 من أكبر المدارس القرآنية بموريتانيا. وقد عاش محمد أحيد بعد والده دهرا طويلا - وتوفي مع بدايات القرن العشرين- وهو من أبرز شيوخ موريتانيا ومن أشهر من اعتنى بالقرآن الكريم تدريسا وعناية وضبطا.

 

دقيقٌ جدا ما تُبَيِّنه وثيقة محمد أحيد من تدرج في الأجرة التي تعطى للشيخ كلما تقدم الصبي أو الصبية في تعلم القرآن واستظهاره وإتقانه: فللتهجي وهو معرفة الحروف فقط أجرة خاصة وهي شاة، أما نطق الحروف وعليها الحركات وهو ما يسمى "تِدِمْكِي" أو "تِگِمْكي" بحسب الاختلاف في النطق في المناطق موريتانية.

 

ومعلوم أن التهجية يطلق عليها في كلام أزناگة "تئْگِمْكيهْ"، وهي إتقان الطفل الحروف بذاته دون أن يكررها المعلم يقولها أمامه، أما إذا كان المعلم ينطق بالحروف ويكرره الطالب بعده فذلك يسمى بـ"التجريّة" أي التلقين.

 

يوضح الشيخ محمد أحيد أجرة التحكيم وهو الاستماع للتميذ يستظهر القرآن في المرة الأولى، وأجرة "العلَّة"وهي الاستظهار الذي يلي "التحكيم، وأجرة "سلكة الغَبْدة" وكلها مستويات من مستويات استظهار النص القرآني.

 

وثيقة وثيقة تشير الوثيقة إلى ما يحسن أن يعامل به معلم القرآن من مكارمة عند انتهاء الطالب من تحصيل الحزب، فيعطى الشيخ طعاما بحسب سعة حال الأسرة وضيقها؛ فمن عنده الزرع واللحم قدم للشيخ وجبة جيدة، ومن لم تسعفه الحال اكتفى بوجبة من أيْزنْ: وهو شجر مورق كبير الورق دائم الاخضرار لا شوك له ولا ليف، وحطبه كثير الدخان، وثمره يشبه البن ويسمى في بعض المناطق الموريتانية "منجاقة"، وتأكله الناس مطبوخا بعد غسله فيكسبهم صحة ويخصب أبدانهم لكثرة دهنه. وقد تكون الوجبة المعدة للمعلم من "آژ" وتنطق الزاء بمخرج بين الزاي والصاد، وهو ثمرة أم ركبة أو الثمام بالفصحى. وتحضر منه وجبات شهية كما ذكر الباحث الجليل إسماعيل ولد محمد يحظيه في المعجم المحيط من كلام أهل شنقيط: فهناك "آژ أم ركبة" وهو أردؤه، و"آژالگيعة" ومنه: الزيرگوبوعلبهو"آژالگرية" وهو ما جلبه النمل إلى قريته... وتوضح وثيقة محمد أحيد ما يفعل بالشيخ يوم الأربعاء "الأربعية"... إلخ.

 

يقول محمد أحيد: الحمد لمستحقه والصلاة والسلام على أفضل خلقه. أما بعد فليُعلم أن الذي به العمل عندي أعني محمد أحيدْ بن سيدي عبد الرحمن المسومي في تعليم القرآن أن للحروف أي "اجمالْ" بالحسانية: شَاةٌ. ول"تِدِمْكِي": شاتان. وفي كل حزب متَّبع: شاةٌ. وفي التحكيم: النصفُ، وكذا في العَلة. وفي سلكة الغبدة: جذعة حامل من البقر أو الإبل. وعند انتهاء كل حزب "غَدْوَةٌ" زرعا أو لحما أو تمرا أو "أيْزنْ" أو "آزْ" على حسب الزمن. وعند الختمات الأربع "آفوكْ"؛ لك"إفكانْ" متفاوتة؛ أكبرها ابن لبون" فـمخلولٌفـآنتفرْفآنجايْ. وفي يوم الأربعاء يقل أو يكثر على ما يعطي الحال فإن فاتت فخمسة عشر زرعا في أربعاء العام. وعند الختمة الأخيرة كسوة دراعة ولا أدري هل معها سراويل أم لا؟وهذا قليل في حق القرآن. فقد روى أن عليا بن أبي طالب رضي الله عنه أعطى عشرة أينق لمن قرأ ولدا له من سبح اسم ربك الأعلى إلى لم يكن الذين كفروا. وأهل مكة أدرى بشعائرها والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاقتداء بالخلفاء من بعده.

 

وفي وثائق مكتبةِأهل الشيخ القاضي بالبراكنة نصٌّ مفيدٌ يندرج في هذا السياق. ومع أن هذه الوثيقة قديمة جدا وفيها كلمات لم تعد مقروءة إلا أن قيمتها التاريخية والتوثيقية تبقى أمرا لا جدال فيه. وأسرة أهل الشيخ القاضي من إداشفاغه من إديجبة أسرة من أمثل الأسر الموريتانية وأكثرها تأثيرا في المجال العملي والصوفي. والوثيقة تتحدث عن الأجرة على تعلم القرآن وتقسيم النص القرآني الكريم وتجزيئهتجزيئا خاصا عندما يتعلق الأمر بحفظ الطالب له وكيف تزداد الأجرة كلما تقدم الطالب في تحصيل القرآن، وكيف كانت هذه الأجرة تقوم بمثقال الذهب وهو أغلى المعادن وأكرمها، ومثقال الذهب أربعة غرامات.

 

 تقول وثيقة أهل الشيخ القاضي: "... بتعليم القرآن على الحذاق مقدار الحقوق في الحفظ: الحمد الله حقها ......،... إلى لم يكن حقها نصف مثقال، ومن لم يكن إلى ويل للمطففين حقها .... ومن ويل للمطففين إلى تبارك حقها مثقال، ومن تبارك إلى الرحمن حقها مثقال ونصف، ومن الرحمن إلى إنا فتحنا حقها مثقالان وثلث، ومن إنا فتحنا إلى يسن حقها .... ومن يسن إلى تبارك الذي نزل الفرقان ثلاث مثقال وثلث، ومن الفرقان إلى كهيعص .... ومن كهيعص إلى براءة سبع مثقال، ومن براءة إلى البقرة عشرة مثقال..... صح من محمود"

 

أما وثيق ةتگانت فمصدرها تيشيت وهي بخط العالم الجليل أهمار أسْرِي بن محمد بن احمالل بن الشواف. وهوأهمار أسري بن امحمد بن حمي الله بن امحمد بن المختار الشوافالمسلميالتيشيتي من أهل محمد مسلم طلبة تيشيت. وقد توفي سنة 1863م وكان عالم زمانه وسخيه وقارئه. وتركز الوثيقة على المراحل المتقدمة من تحصيل الطالب للقرآن الكريم وذلك حين يكون بصدد استظهار النص وومعرفة مدى حفظه له.

يقول أهمار اسري: "الحمد لمستحقه والصلاة والسلام على أفضل خلقه. أما بعد فليعلم من نظرَ فيه أني أيها الكاتب المنتمي آخرا سألني محمد بن سيدي بن يدَّ ما أعرف في تحكيم القرآن؛ لأني قد أقرأت الصبيان، فأجبته أن الذي أعرف فيه هو أن كل ما قرأ الصبي على شيخه لا حقَّ له فيه عليه في تحكيمه، وما أتاه حافظا له من غيره ففي تحكيمه النصف لأني أخذته. وقد بلغني من الثقات أن فيه الثلثَ. وأما تحكيمُ القرآن من غير مقرئه بلا شيء فما سمعته قط في سالف الدهر. كتب المسئول عن هذا: أهمار أسري بن محمد بن انبال. غفر الله لجميع آمين آمينآمين.

 

اختلاف في النطق والتهجي بحسب المدارس والجهات

 

في منطقة الحوض والعصابة ومناطق أخرى تنطق الحروف الهجائية بصورة قريبة من النطق الفصيح.. فيقولون الليف، الباي، التاي، الثاي.. وفي بعض المدارس يحرصون على تشبيه الحروف بأشياء ملموسة يدركها الطالب في محيطه ويراها في حياته اليومية فتترسخ عنده معرفة الحروف؛ فيقولون: "الليفْ كيفت لِقْدِيمَه، والباي كيف اﭽِّبايَه والتاي ألا كيفو، والثاي ألا كيفو...." إلى آخر الحروف لكل حرف مشبه به..و"لقديمَه" الطريق فاستقامتها وامتداها كالألف، و"اﭽِّبايَه" عود معقوف الرأس في رأسه حديدة تشق به الأرض عند البذر. وهو شبيه في عقفة رأسه بأحرف الباء والتاء والثاء...

 

وفي منطقة الترارزة يختلف النطق عند التهجي فيقولون: اللَّفْ، ابَّ، آتَ، آثَ، اجّمْ، آحَ، آخَ... إلى آخر الحروف..وقد أثرت لهجة كلام آزناگة في نطق بعض تلك الحروف.. فالهمزة والتاء المربوطة والهاء في نهاية الكلمة وغيرها تنطق نطقا خاصا متأثرا فمثلا:

: الهمزة على السطرة تنطق "تِيگِنْتْ": وتعني في كلام "أزناگه" المنعطف والالتواء. وتطلق على الهمزة على السطر ففي شكلها التواء.

: الياء في نهاية بعض الكلمات القرآنية تَمدُّ بعضَ الحروف تنطق "ايَّيْرِشْ"من اللفظ البربري "ايّايَرﭽَنْ"،أي الياء الأعرج.

: الياء في نهاية بعض الكلمات تنطق "أيَّانْ تَرَزِي"، أو "أيانْ ترَثِي"،أي الياء المتكسر، فهي من اللفظ الأزناگي "إرَزَّه" أي تكسر.

altalt: الهاء في نهاية الكلمة قبل مدًّ، تنطق "أهَذُوتْ": من الفعل "يوْذَتْ" أي وقف وتعني الهاء الواقفة.

: التاء في نهاية الكلمة قبل مد، تنطق "التذوتْ": من الفعل "يوْذتْ" كذلك أي وقف وتعني التاء الواقفة.

لام ممدود بألف وهكذا يرسم في كتابة القرآن وينطقونه: "اللمْ انْتفرگت"أي اللام ذو الخط، فـ"تَفْرَگتْ" الخط، أوجرة القلم.

ــه: الهاء في نهاية بعض الكلمات ينطقونه "أهَذَانْ"من الفعل "يأنَه" أي ربط، وتعني الهاء المربوطة.

 : التوكشيت: وتعني السن من اللفظ "أوْكْشِي" أي السن.

ــة: التاء في نهاية بعض الكلمات ينطقونه "أتَذَانْ" من الفعل "يأنَه" أي ربط، وتعني الهاء المربوطة.

: النون في نهاية الكلمة وتنطق "انَّنْ أعْرَكْ"أي النون التائهة أوالنون المعروكة، ففعل "أعركْ" في كلام أزناگه تعني عرك ودلك وهو نفس المعنى الفصيح وتعني كذلك تاه وضل. قال امحمد بن أحمد يوره مشبها استدارة حظائر الحقول بشكل "النون أعرك":

 

منازلُ الميمونِ أقوِتْ "ذَرَكْ" ۞ إنْ لمْ تُبكِّهَا فما أصبَرَكْ

أمستْ لسيدَان الفلا مألفا ۞ وكل حرثٍ مثل "نُونَي عَرَكْ"

مِنْ بعدِ ما كانتْ بها خُرَّدٌ ۞ يصطدنَنَا مثلَ اصطياد الشَّرَكْ

لا طاربٌ فيها ولا مطربٌ ۞ سبحانك اللهم ما أقْدَرَكْ

 

وقد ذكر الشعراء في أشعارهم "تِدِمْكي" وهي التهجي ومن ذلك قول الأديب:

 

ادْليْمْءُغيلاَنْءُمشظوفْ ۞ گعدُوفالشرْءُفيهْأگوفْ

واجواكِين ْاتگرَّن ْالالُوفْ ۞ إدَّوَّرْهُمْ للشرْأعوانْ

وابييرِي واسباعْ ألا شوف ۞ يعگبْ شوفْءُموتْ الغليانْ

وهذا لوشافُويالرؤوفْ ۞ تتْفَانْاطفيلَه هونْ اتبَانْ

تتفَّن وادَّمْكِي الاحْروفْ ۞ يتخاو من ذاك التتفانْ

ادليمْءُغيلانْءُمشظوفْ ۞ وابييري واسباع ءُجكَانْ

 

وبعد معركة حنوك التنگِيزه شرق گصر البركة بين أهل آدرار وأهل تگانت سنة 1891قيل الكثير من الأدب الجميل من ذلك ما قاله الأمير المختار ولد أحمد ولد عيدة (الداه):

 

گصر البرك ماه بيهمْ ۞ لعادْ البيكمْ رازيهمْ

واحمدْ من گبل گاريهمْ ۞ دَمْكَاكمْ فايام ْالظيگه

واصل ما يتقشْم فيهمْ ۞ وامجريكم ْفالطرطيگه

عثمانْ آن من لخلاگَه ۞ رگگت كمْ من ترگيگه

مذْكورْ إبخْوگْ بخْواگه ۞ مكثره فيهْ اتبخويگه

 

فأجابه سيدي محمود بن عمار الإدوعيشي:

 

ثابتْ عنكْ شاعْ افلبْلادْ ۞ عنكْ فاولْ دهركْ منزادْ

والل گاعْ ابگيْتْاب لمرادْ ۞ امدمْكين َفالطرطيگه

وامجرين َسابگه زادْ ۞ يغيرْ آن بتْحزليگه

دمكيتكْ سابگْ ما وسيتْ ۞ عزكْ الاولْ وافطنْ دمكيتْ

جريتكْ من لگصرْ واجريتْ  ۞ جري فمْ اعليكْ ارگيگه

واعرظتكْ فالفرعْ ء ظليْتْ ۞فالفرعْ اماسيكْ أسيگه

موجبْ الاغل باللي تفهمْ ۞ مسيْتكْ فيهْ ابتزليگه

وانت تشفگْ لي عن فمْ ۞ مذالكْ فيه  تشفيگه

 

 

 

انتهى.

 

 

للاتصال بسيدي أحمد ولد الأمير:

ahmeds@aljazeera.net

ouldlemir63@gmail.com

 

الطفل الموريتاني.. تجارب وتقاليد من تاريخ التعليم

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox