كتاب موريتانيا من سنة 1900 إلي سنة 1975. قراءة في سفر من التاريخ |
الاثنين, 08 أبريل 2013 19:06 |
كتاب موريتانيا من سنة 1900 إلي سنة 1975. للباحث فرانسيس دي شاسه Francis de Chasseyباللغة العربية ترجمة الدكتور محمد بن بوعليبة بن الغراب. 2013 عن دار النشر: جسور
هذا الكتاب الجديد علي القارئ العربي هو كتاب: موريتانيا من سنة 1900 إلي 1975 للباحث دي شاسيه وكان أول صدور له في فرنسا سنة 1978 لدي دار anthoposثم سنة 1984 لدي دار L’Harmattanوالباحث دي شاسيه هو إضافة إلي تسخيره الجزء الكبير من حياته العلمية لهذا البلد كان كذلك من محبيه. وقد ألف بالإضافة إلي هذا الكتاب كتابا آخر عرف تحت عنوان: الركاب والمحراث والكتاب الذي يدخل ضمن الأعمال الجامعية الهامة التي كتبها الباحثون الفرنسيون حول بلادنا. جاءت ترجمة هذا الكتاب بعد ترجمتنا وإصدارنا سنة 2012 لكتاب: إمارة آدرار للباحث بيير بونت، وترجمتنا لبعض من نصوص المستكشفين الذين زاروا البلاد خلال الفترة ما قبل الاستعمار، إنها أعمال لا غني عنها للأساتذة والباحثين والمهتمين الذين يقرأون باللغة العربية ويتعذر عليهم قراءة هذه المصادر في لغتها الأصلية،فهي مراجع ستزيد من معرفتهم النظرية والتطبيقة في مجلات العلوم الإنسانية ولمن يريد منهم التعرف أكثر علي ماضي هذا البلد الغائب عن كثير من أبنائه، من جراء النقص في البحث في التاريخ. إن بير بونتBonteهو أحد أبرز الانتروبولوجيين وقد سخر الجزء الكبير من دراساته للبني الاجتماعية والسياسية الموروثة عن العهود ما قبل الاستعمار وعهد الاستعمار. وعمله يقع في الملتقي الي يجمع بين الانتروبولوجيا والتاريخ مع احتفاظه بالتسلسل التاريخي للأحداث الكبرى التي حدث علي مستوي مجتمع البيظان وموروثه وتحولاته الحاضرة. وفرنسيس دي شاسه هو كذلك أستاذ علم اجتماع وقد اهتم بنظام التعليم وتكوين النخب في موريتانيا في فترة الاستعمار والعقدين الأخيرين بعد الاستقلال،وكتابه يعتبر لوحة عامة للأعمال السسيولوجية وهو وإن تمحض لهذه الفترة فإنه يسلط الضوء عليهامقدما رؤية جديدة لبلد لم يكن معروفا في فرنسا إلا من خلال أعمال قاصرة كتبت في الفترة الاستعمارية من مثل ما كتبه وكلاء الاستخبارات والإداريون وبعض العسكريين Gillierجليه،وبولىPouletو بول مارتي Paul Martyو وغيرهم كثير وهي أعمال في أغلبها وصفية مطبوعة بلمسة استعمارية متعالية وتغرف المعلومات من مصادر شفهية، مصادر لا يخلوا رواتها هي الأخرى من التحيز لشدة ثقل العصبية القبلية في تلك الأزمنة. وبما ان التعليم في بلادنا قد أصبح في معظمه معربا وخاصة في الجامعات، فإنه يتعذر علي بعض الباحثين الوطنيين الاستفادة من هذه الأعمال التي ساهمت في إنجاز النماذج التي ترتكز عليها أعمالهم. وبصفة عامة فإن الوسائل المنهجية لا زالت ناقصة لديهم وفي لغتهم وبترجمتها سيسهل عليهم توظيف تلك المفاهيم وطرائق البحث في مجال العلوم الإنسانية. هذه العوائق هي التي دفعت بنا إلي ترجمة هذه الأعمال وهي أعمال تتصف بالشمولية وقوة المنهج وذلك ضمن المشروع البحثي الذي أنجزه أنا وبيير بونتBonteبمساعدة من جامعة انواكشوط والتعاون الفرنسي وقد بدأ العمل فيه منذ سنوات خلت، وتندرج هذه الترجمات ضمنه ونشكر بهذه المناسبة جامعة انواكشوط والتعاون الفرنسي فقد ساهما بتسهيل إنجازه والمشاركة في طباعة ما اكتمل منه، وبالمساعدة علي إقامة الباحثين في كل من فرنسا وموريتانيا. ويعالج هذا الكتاب حقبة هامة من تاريخ هذا البلد وهي حقبة الاستعمار والخمسة عشر سنة التي تلته حيث يركز الباحث في الجزء الأول من كتابه علي معالجة ترتكز علي سسيولوجيا تاريخية للاستعمار الفرنسي في موريتانيا: علي مبادئه وتأثيراته (مقاومته،التكيف معه، والتحولات الناجمة عنه). وفي الجزء الثاني يقوم الباحث بدراسة سسيولوجيةللجتمع الجديد المستقل الذي جاء بعد مرحلة الاستعمار ويعالج تأثيرات الاستعمار عليه والتناقضات التي وقع فيها أثناء مسيرته لتجاوز العوائق رغم تأثير الإمبريالة عليه، وخاصة التأثير الاقتصادي عبر ميفرماMiferma.ويعالج الكتاب كذلك بناء الدولة المستقلة وتطور نظامها السياسي وإديولوجيته وسياسية التعليماللضرورية ونتائجها ومعوقاتها. والمشاكل الاجتماعية التي أحدثتها هذه التحولات خاصة الشرخ الاجتماعي الذي نجم عن أحداث 1966 وظهور حركة الكادحين. وفي الجزء الأول من الكتابيعالج بشدة وبالأدلة الاستعمار الفرنسي الذي لم يكد ينتهي، كما يعالج إديولوجيته الاستعمارية في إطار الامبريالية الاقتصادية والسياسية والثقافية الغربية بالمعني الدقيق. ومن وجهة النظر هذه تكون دراسته قد أعلنت عن ما عرف لاحقا وقبل عقدين من الزمن من بدايتها بالدراسات الأنكلوسكسونية ما بعد الاستعمار التي انتشرت بعد دراسة دي شاسه بعشرين سنة. وقد ذكر لنا دي شاسيه بأن دراسته لم ترق للعديد من الإداريين والضباط الذين حكموا موريتانيا في الفترة الاستعمارية. وزيادة علي ذلك كان الباحث دي شاسيه يستلهم منهجه من الماركسية الذي رأي فيه المنهج الأكثر تكاملا في معالجة المجتمع وفي مجمل أبعاده المتعددة، وهو يختلف مع من لا يفرق بين الماركسية والشيوعية وعليه فإنه يحذر من الوقوع في هذا الخلط لأنه مخل. إن هذا الكتاب هو معالجة قيمة لتطور البني الاجتماعية في موريتانيا وتأثير الاستعمار علي المجتمعات التي يقال عنها إنها تقليدية ولظاهرة التخلف التي ينظر إليها كملازمة للاستعمار والامبريالية. وفي هذا الكتاب يعالج الكاتب الأسباب العميقة لتخلف المجتمعات قبل الرأسمالية لإفرقيا الغربية التي كانت ترزح تحت الاستعمار الفرنسي آخذا نموذج موريتانيا وقد احتل التعليم مكانة كبري في بحثه نظرا لأنه يري أن نظام التعليم الذي أرسته المؤسسة الاستعمارية قد عولج في بحثه كمكان يعيد إنتاج المجتمع وتحولاته الاجتماعية. إن القارئ سوف يجد كلك في هذا الكتاب تحليلا مفصلا لتطور نظام تعليم هذا البلد منذ بداية الاستعمار وحتي سنة 1975 كما أنه سوف يجد السياسات التي تبنتها المؤسسة الاستعمارية في هذا المجال والسياسات التي جاء بها النظام الاستعماري الجديد حسب رأي المؤلف أي النظام الذي جاء بعد سنة 1960. لقد اعتمد المؤلف علي كثير من المراجع الغنية حول موضوعه وقد عرض بشكل مفصل السياسة الاستعمارية اتجاه اللغة العربية والتعليم المحظري بشكل عام والجهود التي قام بها من أجل احتواء الإسلام وسياسة الإدماج assimilationوالإشراكassociationالتي تنحو نحو الهدف نفسه. ذلك ما يسميه التأثير الإديولوجي للاستعمار والذي سيكون له تأثيره علي عمل البني التقليدية وبالتالي علي الحياة السياسية للمجتمع. ولكي ينغرس داخل المجتمع عمد المستعمر علي سياسة المحاصصة "ولكن بما أن وسائلنا الحالية لا تسمح لنا بالوصول إلى الجمهور وتحُد مجهوداتنا على أقلية، بما أن الأمر كذلك، فلننتق بشكل جيد هذه الأقلية لنعتبر التربية شيئا ثمينا لا نوزعه إلا عن بصيرة ولتُحد نتائجه على مستفيدين مؤهلين. لنختر تلاميذنا أولا من بين أبناء الشيوخ والأعيان. فالمجتمع المحلي شديد التراتب. الطبقات الاجتماعية محددة بوضوح بالوراثة والتقاليد. فعليها تعتمد سلطتنا في إدارة هذا البلد، ومعها بشكل خاص نملك علاقات عمل ثابتة. إن الجاه المرتبط بالولادة ينبغي أن يتعزز بالاحترام الذي يمنحه العلم "تعميم كارد 1924". ومن هذه الطبقة القائدة التقليدية وعبر المدارس سيخلف المستعمِر متعاونوه وحلفاؤه: "إن المدارس بتكونها على المدى الطويل شيئا ما للشيوخ والموظفين الذين يشاركون في سلطتنا والذين من شأنهم أن يكونوا موظفين مؤتمنين تلك المدارس من شأنها أن تصون أو تُكون أرستقراطية بالولادة، بالتفكير أو بالسلوك، وعليها أن تشكل في الوقت ذاته ضمانا للاستقرار الاجتماعي وأداة للتقدم. ((G.Hardy. "كذلك يلزمنا وجود وسطاء ينتمون إلى الأوساط المحلية من خلال أصولهم وينتمون إلى الأوساط الأوروبية بحكم تربيتهم لإفهام أهل البلد ومن أجل جعلهم يتبنون هذه الحضارة الأجنبية التي يظهرون لها مقاومة تقليدية يصعب التغلب عليها من دون إكراه.( De Lafosse Bull .Educ AOF إن هذه الطبقة الحاكمة والمتحالفة مع المستعمر والضامنة لمصالحه ليست محصورة في الطبقة الارستوقراطية الحاكمة التقليدية. ولكنها مكونة كذلك من موظفين غير رسميين في الإدارة الاستعمارية. يقول دي شاسيه: "سوف نرى لاحقا أنه خلافا لما يبدو أنه وقع في بلاد أخرى فقلد سعت الإدارة دائما إلى أن تكتتب وكلاءها خاصة لدى البيظان من عائلات الزعامة التقليدية والأعيان وحرصت على تكوينهم إيديولوجيا.وهكذا تم تعزيز دور الوسيط الذي تمنحه إياهم وظائفهم. ولكن ذلك كان بالنسبة لبعض العائلات وسيلة للوصول إلى الرئاسة أو إلى مركز مرموق على حسابعائلات أخرى ورثت تلك المراكز عن طريق آليات العرف والتقاليد. ذلك لأن وسطاء السلطة الاستعمارية الأكثر تواضعا لهم مركزهم الذي لا يستهان به شريطة أن يكونوا الأكثر ترددا على الإدارة والأكثر إخلاصا، والأكثر معلومات استخبارية. وهكذا يقال لنا، رأينا عددا من الأشخاص، نالوا شرفا جديدا: بدءا من "خادم الحاكم " الذي يصبح موظفا مساعدا، وفي بعض الأحيان إداريا رئيسا، يصبح في كل الأحوال وجيها". علي المستوي الاقتصادي فقد انطبعت المرحلة الاستعمارية بعدم الاستثمار من جهة لأن قانون 13 ابريل 1900 ينص علي ان كل مستعمرة عليها ان تتكفل بتأمين حاجاتها المدنية والأمنية ومن جهة اخري فإن موريتانيا ليست معتبرة إلا ككونها مكانا مخصصا لتأمين أمن الأقاليم الإفريقية السوداء والمغرب لا كمستعمرة يتطلب استثمارها. هذه السياسة الاقتصادية ستحدث إفقار الجماهير عن طريق الضرائب والهجرة إلي المدن طلبا لعمل بأجر (بغية تسديد الضرائب وإعالة أسرة) وإدخال العملة والعلاقات التجارية ومن جهة ستغني الطبقة المدللة: أي أعوان الاستعمار ورؤساء القبائل والوجهاء وغيرهم... هذه الطبقة التي كونها الاستعمار ودعمها هي التي ستشكل في نظر المؤلف الطبقة الحاكمة التي ستحتكر الحياة السياسية والاقتصادية للبلد. "ولا تزال من حيث التعريف تعتبر أقلية ضيقة منحدرة من الطبقات العليا للمجتمع التقليدي الذي شهد تحولا على يد المستعمر، أقلية تلعب دور الوسيط الاقتصادي المميز بين رأس المال الأجنبي أو المحلي وبين القوة العاملة في إطار إقامة علاقات إنتاج رأسمالية في موريتانيا." ويري الباحث أن الأهداف المعلنة للاستعمار وهي وإن كانت في ظاهرها تهدف إلي ربط المستعمرات في الشمال والجنوب فإنه قد أخفي الأهداف الاقتصادية حتي شكل هذه الطبقة من المحليين التي ستحافظ من بعده علي ضمان هيمنته الاقتصادية. كما يعالج الباحث موضوع المقاومة التي تجلت في حمل السلاح ورفض الاستعمار الثقافي وكيف استطاع المستعمر عبر الاستعمار الثقافي أن يؤسس لاستعمار حقيقي بجميع أبعاده وقد بدأ بسياسة التعليم التي أرسى دعائمها، وفي البحث تركيز علي دراسة المراحل التي مر بها التعليم في الفترة التي يتناولها البحث. ومن خلال التعليم (إصلاح المدارس Medersaالعربية) التعليم الإسلامي بركيزتيه الفرنسية والعربية. كما ركز الباحث علي أن الاستعمار استخلف هذه الطبقة لتحل محله. وهي طبقة كانت في الفترة الاستعمارية تتقاضي المنافع المادية بالإضافة إلي السلطة. ويحلل الباحث سمات هذه الطبقة التي خلقها الاستعمار وما بعد الاستعمار أي الاستعمار الجديد بمصطلح دي شاسيه. و يري الباحث أن ما سمي بالاستقلال ليس إلا استعمارا جديدا فلقد انسحب الاستعمار عسكريا وإداريا عند بداية الستينات ليبدأ استعماره الاقتصادي من خلال الشركات والرساميل أي أنه لم يبدأ استثمارا حقيقيا إلا في أيامه الأخيرة. وفي هذا الإطار يتحدث عن التأثير الاستعماري وما أحدثه من تحولات علي مستوي بنية المجتمع وخلقه لبني تابعة له من خلال السياسة الإسلامية: "أيا كان التكتيك المتبع من أجل احتلال البلد [للتذكير يتعلق الأمر بموريتانيا خاصة] فلن تحكمه إلا شريطة أن تضع المصالح الدينية للسكان المحليين في تناقض مع مصالحهم الاقتصادية الآنية. وعند ما تغلب المصالح الاقتصادية على المصالح الدينية، وتقتضي الطبيعة البشرية أن يحصل ذلك عاجلا أم آجلا، فإن التحكم في السكان سوف يكون أمرا مقضيا".ً(ص:124). هذه السياسة تتمثل في التركيز علي الوجهاء الذين خلقهم المستعمر ونترك الباحث يتحدث عنهم: "أحدث التأثير الاستعماري على مستوى قمة البنيات التقليدية التي تراد المحافظة عليها نوعا من الزوائد المرضية يمكن أن نسميها داء الوجاهة أو كما يسميها أحد محدثينا من البيظان "تضخم الوجاهة". ويتناول بدقة التحول الذي حدث علي بنية المجتمع وما أحدثه ذلك التحول من ضياع لبعض القيم حيث يقول: "فما كان في الماضي مخصصا لبعض العائلات (الدور القيادي بالفعل والذي يجد أساسه في الدم، الصفات الأخلاقية، وإجماع النظراء، زيادة في الهبات والإتاوات يصعب تجميعها بواسطة الإنتاج التقليدي تقسم في جزء كبير منها على الأتباع والمحميين) هذا ما أصبح شأن عدد أكبر أصبحوا أتباع السلطة الجديدة." ويمضي قائلا: "في ظل هذا النظام يكسبون مقابل أقل التكاليف وعن طريق ممارسة كفاءات أخرى أقل "شرفا" النفوذ السياسي والمصادر الاقتصادية" هكذا أفسدت كل الآلية التقليدية للسلطة وتدريجيا أفسد كل النظام الاجتماعي من رأسه دون أن تتغير مع ذلك قاعدته. ظهر ذلك أولا من خلال تشويش القيم الذي أصاب الجسم الاجتماعي: فلم يعد من الممكن التميز بين التضامن التقليدي والسلوك الطفيلي الحديث ولا بين الخيانة و"الإخلاص". ومن ثم يمضي متحدثا عن هذه الطبقة وموقف عامة الشعب منها وهو الرفض الذي لا يتمظهر إلا من خلال التلميح وفي الخفاء: "على كل حال، إن الطبقة النبيلة التقليدية بكاملها قد نيل من عزتها عندما جعلت من نفسها وسيطا للسلطة الحقيقية وعندما أصبحت تنتظر منها أساس مصادرها ولم يخطئ التفكير الشعبي في ملاحظة ذلك. ومع ذلك وكما هو الحال بالنسبة للأنظمة الراسخة والمتعاونة مع العدو فإن الأكثر قوة والأعلى منزلة ليسوا هم الأكثر استهدافا. فالأمراء ورؤساء القبائل أو المقاطعات وكبار المشايخ من أصدقاء فرنسا حافظوا على بعض الجاه ولا تُنتقد مواقفهم إلا سرا من قبل مقربيهم. ولكن الوسطاء الأكثر تواضعا وأيضا الأكثر بروزا هم من يتعرضون للتهكم: رؤساء البطون، أو المقاطعات "موالي الكفار" الموظفون العاديون المسمون "ذبابا" أو "فم الحاكم" وكل "خدام المستعمر". وفي هذا الجو يقول دي شاسيه "كان على أصحاب السلطة التقليدية من البيظان إما قبول التبعية وإما التصفية الجسدية أو عزلهم رسميا". إننا نتمنى أن يسد هذا الكتاب ثغرة في الدراسات في مجال العلوم الإنسانية حول بلادنا بالنسبة لمن لا يقرؤون الفرنسية وأن يجدوا فيه ضالتهم. كما نرجو من قرائه الكرام أن يتأملوا مليا الموضوعات في تلك الأزمنة المثارة فيه مثل الممارسة السياسية وموضوع التعليم وغيرها من الموضوعات ويقارن هذه الموضوعات بالحقب اللاحقة لها لأن الوعي يتولد في الأساس عندما يأخذ المرء العبر من التاريخ. إننا سنمضي في ترجمة ما أمكن ترجمته من هذه الكتب التي تساعد علي زيادة المعرفة وزيادة الوعي لدي هذه المجتمعات التي تحتاج جهودا كبيرا لتنفض عن نفسها غبار التخلف وتلتحق بركب الأمم المتقدمة. الدكتور محمد بن بوعليبة بن الغراب |