في ظني أن من أهم العناصر التي ينبغي على الباحث في التاريخ الموريتاني معرفتها بدقة والاعتناء بها اعتناء خاصا الغطاءَ النباتيَّ. فالكثير من تاريخنا الاجتماعي مرتبط بالأرض وما تنبته، فكم من هجرة جماعية عامة أو خاصة وقعت في هذه البلاد وكان سببُها بحثًا عن مرعًى هناك أو انتجاعًا لخصب هنالك، ثم آل الأمر بأؤلئك الراحلين أن يستقروا في مكان غير مكانهم وأرض غير أرضهم، ويصبحوا جزءا من عشائر ومجموعات غير عشائريهم ومجموعاتهم. وما تاريخ الجفاف الذي ضرب موريتانيا نهاية ستينات وبداية سبعينات القرن الماضي عنا ببعيد.
altوإذا كان تاريخنا الاجتماعي في جزء كبير منه مرتبطا بالغطاء النباتي في أرضنا فإن العادات الغذائية والتربية والأمور الصحية والصناعة التقليدية ارتبطت أشد الارتباط بهذا الأمر، وحتى الشاعر الموريتاني القديم من جانبه كان ذا علاقة خاصة بالغطاء النباتي. فهذا امحمد بن أحمد يوره رحمه الله تعالى يصور بجمالية أسلوبه المعهودة ما يثيره شجر القتاد المعروف محليا بأيرْوَارْ أوآورْوار في بعض المناطق:
تعجبتُ من شأن القتاد شبابُه ۞ له عنفوانٌ أن تشيبَ ذوائبه
يهيج به نَوحُ الحمائم في الضحَى ۞ هَوَى من نأت أحبابه وحبائبه
وتعشَقه الأنعامُ إبان شيبه ۞ وما خلت أن الشيبَ يعشق صاحبه
قد أعود إلى هذه المصادرة المتعلقة بالترابط بين تاريخنا وبين الغطاء النباتي في مقالة أخرى وسأكتفي هنا في هذه المقالة ببعض المعطيات الاجتماعية واللغوية المتعلقة بهذا المجال.
altوثائق تيشيت والعناية بتعريب أسماء النباتات الموريتانية
عثرت على وثيقتين مخطوطتينمصدرها مدينة تيشيت أولاهما من مكتبة الأوقاف لداده بن يِدَّه المسلمي التيشيتيوالثانية من مكتبة أهل أحمدَ الصغير المسلمي التيشيتي كذلك.
والوثيقتانمتقاربتان في المضمون وإن اختلفتا في تعريب بعض المصطلحاتالحسانية. ومؤلف إحدى الوثيقتين يذكر بعض الأدوات التي يستعملها الموريتانيون فيحياتهم وهي أدوات ليست من الغطاء النباتي. ومع ذلك توضح الوثيقتان أن واضعيهما الذين لم يعرفا بنفسيهما مع الأسف- كانا على درجة عالية من البحث والضبط والاجتهاد مكنتهما من معرفةالنباتات المحلية معرفة جيدة والإتيان بمقابلاتها الفصيحة.وهذا أمر ليس بالغريب على أهل تيشيت حيث يوجد هناك الكثير من التراث الموريتاني المخطوط والموثق والذي في الكشف عنه والاعتناء به خدمة لتراثنا وتوسيع لمعرفتنا.
altنص الوثيقةالأولى:
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلمتسليما.
الحمد لله الذي من على المسلمين ببقاء اللغة العربية إلى آخر الدهر وإنوقع فيها الخلل من جهة الإعراب. فمن ذلك تسميتهم الأشجار كالسّمُرُ والسَّيَالللطلح. والسَّلَم: هوالتمات. والبَشَام والغِيلُآدرسْاسمان له. والأراك وهوتِيجطْ. والسرحُ وهو آتيل. والتسريج وهوازُرْمَّآتيل. والدومُ وهوازْگِلمْ. والغنديس والحمراءاسمانللتيدوم. والشوحط وهولگليَّهوالعٌشر وهوتورجَ. والمرخ وهوتِتَارك. والأرطى وهوآوراشْ. وتنضبُ وهوأيگنِينْ. الصِّبْرُ يشبهتِمْنِنْ. والعوسج بالجيم altوالزاييشبهإكيكْ، والشحيط وهوإكيك. والأثل هو الطرفاء. والعرضيب وهوأگنَاتْ. والمسيم وهوتيشط. والكلاكل وهواندَرْنْ. والسَّنطُ وهو آمورْ، والقرظ وهو حبه. والمحيص وهوأيْزِنْ. والإنقات وهوآگلال. والهيلتلولاكت. والسبيب وهوتُظْبَه. والحسنكيتوهوإنيتِ. والهجرين وهوأيذخير. والثمام والظرم اسمانلأم ركبه. والطرف وهوالطعميَّه. والإسحى وهوتارنگه. والغلثوهوتِيدِ انْوارْالكبرى. والعَنَمُ وهوأوزگْ. والرين وهو ازرع گابون. والحلب وهوتاوطْ. والتربة وهيتمشالِت. الحمىوالصليان والنص والسعدان موافقين لهم فيها. والعَشَم وهوتلَبُّوتْ. والعهل والبراسماء لنترلي. والسل هولسان الثور. والمغبوس وهوأبَيْلَه. والغظنور يشبهتگريتْ. والنجموهوالغَزميرْ.
والسقَا وهوالتاسُفرَه. والجِراب وهوالظبيَه. والبدرةوهي altالقربة الصغير. والمهراس بالسين والمدق مقاربين لهمافيهما. والمسحاة: أواجيل. والرمح: المزراگ. والمِحجنُ: الدبوس. والمقل: الكارور. والقدوم الفأس كذلك (قوله كذلك أي مقاربا لهمفيهما. كذا في الهامش). والأبضران: آگجور. والسمال: الزَّعْزاعَّ. والكرفد: الگرزيم. والحراز: إفرار. والمحيضُ: النُّبَّيْتْ. والمديك: اتّْبِنْ. والطلح: الصدرهالبيظَ.
هذا ما وجدت مقيدا لتعلم أنه فسر الجميع بالحسانية كماترى.
الوثيقة الثانية:
altالحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآلهوصحبه وسلم
أسماء بعض الأشجار: السّمُرُ: هوالطلحوماطال منه هو السَّيال، ويقال للطلح أيضا أم غيلان. والسَّلَم: هوالتمات، وسَلَمَ الجلدَ يسْلِمُهُ دبغه بالسلَم. البَشَام: شجرعطِر الرائحة، ورقه يُسَوّد الشعر ويستاك بقضيبه وهوآدرسْ،والغِيلُ نوع منه مع اختلاف بين أثمارها. الأراك: تِيجطْ. السرحُ: آتيل. التسريج: إزُرْم. الدومُ: ازگلم. شجر القلقل وهوالكارور. والغنديس والحمراء: التيدوم. والشوحط: نوع منلگليَّه، ويقاللها النبع. الظرب والجليل والثمام: أم ركبَه. الطرَفُ: الطعميَّه. النجيع والإسحى: تارنگه. والعَنَم: أوْزگْ. والتربة: تمشالت. العُشُمُوالعشائم والخزامى: تلَبُّوتْ. السبيب: تُظبَه. الحسكنيت: إنيتِ. والكطب: تادرَيْصَه. والشرشر: تمُگلصْتْ. الحريش: تگسراريتْ. القتاد: آوروارْ. الخَرْوَعُ: آوريورْ. المرخً: تِتاركْ. العُشَرُ: تورْجَه. الأرطى: آوراشْ. altالتنضبُ: أيگنِينْ. الصِّبْرُ: تِدِيتِ انوَارْأو شيء قريب منها. الغنى: إليفْ. السنا: افلجيطْ. الحنظل: الحدج المُر. القرظ: الصلاحَه. السَّنطُ: آمورْ. تُوگَّه، يقال لها الهُلَيْجُ. الهيلُ: تلولاكتْ. السل: لسانالثور. الغرقد: أشَكَانْ. العُلَّيْقُ: الگرزيم. الشَّفَلَّحْ: إمِجْيجْ. الدعبوسْ: أبيْلَ. الكرمل: آمسرارْ. الكرير: لحْبَاليَّه. تمر الهند: أگنَاتْ، ويقال له أيضا البصوص والحمر والحومر. الزقوم: الدغموس. الصمغ: العلك. عنب الذئب: العلندى. الوَجَم: آگرميم. الرين: حب گابون. والعيون والعظور: تُگريتْ. الحمى والسعد معروفان. العكيفاء: آكشيت. العوسج: إكِيكْ، ويقال له الشحيط. والطرفاء معروفة، والأثلُ نوع منها. والمسيح: تيشط. والكلاكل: اندَرَنْ. المحيص: أيْزِنْ. والحراز:إفرار. النجم: الغزمير. المحيضُ: النُّبَّيْتْ. الكريب: آزْ. الدرينُ: الحلفَه. الحبط: ورق السلَم. الخمطُ: الغسَّالْ. الصني: تَمنَنِّي، ويقال أيضالإمجيج.
محاولات أخرى لتعريب الغطاء النباتي الموريتاني
altمن بين من ساهم في هذا المسعى التعريبي المفيد المؤلف واللغوي سيدي أحمد ولد الأمينرحمه الله تعالى فقد ذكر في كتابه الوسيطفي تراجم أدباء شنقيط واحدا وعشرين نوعا منالنباتات الموريتانية ذكر أسماءها المحلية وعرب منها خمسة فقط مع ذكره بعض خصائصهاومنافعها والخمسة التي ذكر صاحب الوسيط هي: التمات(السلم) وآتيل(السرح)، وتورجَه(العشر)، أم ركبه(الثمام)، أوراش(ربما يكون الأرطى).
كما تعرض المؤرخ العالمالجليل والشاعر الفذ المختار بن حامدن الديماني رحمه الله تعالى في جزء الجغرافيا من موسوعته لذكر الكثير من النباتات الموريتانية شارحا مثلصاحب الوسيط بعض خصائصها وموضحا أماكن انتشارها وفوائدها الرعوية والطبية وخصوصا فيالصفحة 13 وما بعدها. ولم يعرب منها سوى ستة أنواع هي: أيروارْأو آوروار(القتاد)،أيگنين(التنضب)، تيتارك(المرخ)، الفرنان(اليتوع) إمجيج(يظن أنه النبع)، آگنات(التمر الهندي).
وكان المرحوم شيغالي بن أحمد محمود الغلاوي الشنقيطي قد ألف –حسب ما بلغني- معجما في النباتات الموريتانية ولكني لم أطلع عليه معالأسف. وفي اعتقادي أن هذا الباحث والشاعر الشنقيطي المتميز ربما يكون قد تناول هذاالجانب من البحث وهو تعريب مسميات الغطاء النباتي الموريتاني في بحثه المذكور
altكما أورد فضيلة القاضي أحمد الحسن ولد الشيخ محمدُّو حامدبن آلا الحسني أطال الله حياته في كتابه فتح المهيمن العزيز فيما ورد من الشعر فيأماكن العُقْلِ و الآبار والركيز (وهو في مجلدين طبعا سنة 2006م) العديد من أسماءالنباتات وكيف عربها الشعراء الموريتانيون.
ثقافة اجتماعية مركزها الغطاء النباتي
في بعض المناطق الموريتانية وخصوصا منطقة تيرس زمور وإينشيري وآدرار بشمال موريتانيا يقولون عن النوق على سبيل المدح: "انياگْ امجدراتْ وللَّ امغدرات ولل امزمرات" إذا كانت قد أكلت "آجدير" وشربت "لغدير" وأكلت "آسكاف". و"آجدير" مرادف "الفرنانْ" أما "آسكاف" فهو من الغطاء النباتي الذي يكثر في الرگ وهو غذاء جيد للإبل في فصل الأمطار، ولملوحة "آسكاف" الزائدة فإن الحيوان الذي يأكله لا بد له من الماء يوميا ويصاب الحيوان عند أكله بإسهال، ومن خصائصه أيضا أنه ينقي دم الحيوان ويجعل لحمه أحمر قانيا.
وفي بعض المناطق الأخرى هنالك اهتمام خاص بالتيشطاية وهي شجرة ذات شوك ولها ثمرة تأكلها الناس في الشدائد وتعرف بتُوگّه، يمتصونها ويطبخون لبها ولأنها تمص وتطبخ يقولون: "توگه أم نفعين".
قال الذيب الحسني رحمه الله:
صبٌّ تذكر لما هاجه شَجنُهْ ۞ هذا العبيد وهذا ذو النقا وطنهْ
وذاك منزل ذو النفعين منزله ۞ وذاك نجد العقيلا ينثني فننهْ
تعريبا وإشارة لمواضع منها موضع انْتوگه وهو موضع في آوكيرَه بمنطق الترارزة.
وقد ورد ذكر تيشط في شعر محمد فال بن بابه رحمه الله حين قال:
بذي الهُليجِ، ولا تسمعك أسماءُ ۞ مرعى مريعٌ وأهلوهُ أحباءُ
وثمرة شجر التيدوم، ويعرف في الفصحى بالدوم، كثيرة الاستعمال في موريتانيا صحيا وغذائيا، وثمرتها في الترارزة تعرف باسم "تفنگران" وفي تگانت والعصابة والحوض باسم "تجمخت"، وهو لب أبيض بداخله حب، ويدق لبه الأبيض ويستعمل شرابا وعلاجا. وورق التيدوم يجفف ويدق وله استعمالات غذائية وطبية ويعرف في الترارزة باسم "لالو" واللفظ مأخوذ من لهجة الولوف، ويعرف في الحوض والعصابة وتگانت وآدرار باسم "تغيه" واللفظ أصله سوننيكي.
يعرب الموريتانيون قديما "الفرنان" باليتوع وهو تعريب غير دقيق، فاليتوع كما في القاموس وفي تاج العروس "كل نباتٍ له لبنٌ مسْهِلٌ محْرِقٌ مقطعٌ" وعد الفيروزابادي والزبيدي من أنواعه سبعة. وعلى هذا الأساس فالفرنان يتوع و"تورجة" أي العشر يتوع كذلك، و"أم لبينة" يتوع.
وقد ارتبطت بعض الأشجار بأسماء ووقائع مثل: "تيشطايت كرطوفة" وقد تحدث عنها الشيخ محمد اليدالي في كتابه شيم الزوايا، و"أيْرْوَارْتْ المَزاگي"وقد ذكرناها في مقالة سابقة، و"أگنتايت إمالزن" بشمامة وعندها اغتيل أمير الترارزة محمد فال بن سيدي بن محمد الحبيب نهاية سنة 1886م، و"أيْگنِينتْ التيگويتْ" موضع بإينشيري به يوم من أيام المقاومة وكان بقيادة سيدي أحمد بن عبد العزيز بن حامنيسنة 1907. وآدرسة موضع بين النعمة وتنبدغة به بوم من أيام مشظوف، وفرع الطلحاية موضع بغورغول به يوم من ايام البراكنة.
والتيدوم أحد بحور الشعر الحساني (بت من بتوتة سبة متحركات). وتيدومة أمدر بالبراكنة بها قبر الحكيم الموريتاني ديلول الطباري.
الغطاء النباتي والعادات الغذائية
تعطي المساجلة البليغة والشهيرة بين امحمد ولد هدار والعميم رحمهما الله نموذجا لارتباط الموريتاني القديم بالنبات وكيف يتحول ذلك الارتباط إلى عادات غذائية ثم ترتبط تلك العادات مع الوقت بالقيم السائدة في المجتمع، فهذا النبات يحسن أكله، وذلك لا ينبغي أكله. ومن تلك المساجلة الجميلة والطريف أو "لگطاع" ما يخدم هذا الموضوع وقد اقتصرنا عليه:
يقول العميم:
گلل عنْ خبرْ الحُوتْ الحسْ ۞ رِجْلِيِ هونْ إجولْ افوديَان
تِتَاركْ يامحمد من الانس ۞ ولل هو زاد امن الجان
فيجيب امحمد
نسكت غير انسالك خرَّصْ ۞ إمجيج ءُ نبگ الودان
أخير اللي منهم يمتص ۞ ولل ينگع فالگدحان؟
فيقول العميم:
سولتكْ يانزاهت الانفاس ۞ الخروب إلى كان ازيان
واشتغلت فاكيلو ذي الناس ۞ هي شتواسي للشنبان؟
امحمد
أهل الشرگ الخروب الهمْ ۞ عيشَه كل اسنه عاد ءُ كان
ما رينَ حد إگول الهم ۞ ما كل اسنَه سنت الدخان
العميم:
ما كالو شرگ افدهر اتنوب ۞ الشدَّه كون افلان افلان
والناس إلاه افذَ الخروب ۞ تگطع للناس امع اجِّديان
امحمد
كيف إمجيج ألا يگطع ۞ منُّو حد ادبابيس امتان
ما گط اجبرتُو منگع ۞ فالگدحان احمدت السبحان
العميم:
رايغ فم اتروغ الملگط ۞ فالودان أهل الشرگ أعيان
غير اصَّ تتارك ما گط ۞ راوغهَ يكون إمليان
امحمد
تتارك گلت انهَ ونِّي ۞ معهودة لِامليان اتبان
واملِّي كليلَه ظني ۞ عنهَ معهوده للخمسان
العميم:
لگط الشرك اسكتنَا عنُو ۞ ءُ لگط إلاه اسمع ذَ السولان
أشْيَحرگ فالخرزَه منُو ۞ واشماه اعلى لمجابنْ مان؟
امحمد
حب آدرس امَّالو مسكين ۞ موكول ءُ ملگوط أصل انهان
ومال اگلوبُو مكبوظين ۞ الهم لمعارظ وادگيان
العميم:
لعاد اللي شرگ المشروط ۞ أكيلُو ماه أكيل أعيان
ذِي الناس إلاه افذ خَيلوط ۞ يامحمد تترافد لمدان
امحمد
حتَّ منچاغَه عار اكبير ۞ وامصُّوهَ شرگ الفرگان
واگلوبتهَ ينتكلُو غير ۞ ما ينتكلو دون الترغان
لعميم:
خلي عنك الاخبار اتگل ۞ انبطاص أكيل اغْرمان
والگرزيم أكيل أهل البل ۞ والذانونْ أكيل الرعيان
امحمد
آدرس أكيلو يالنزيه ۞ افذاك الشرگي من الاوطان
وُاكيل الگري ذَ ما فيه ۞ اللي يعير بيه ازمان
لعميم:
يامحمد عينْ ادگ افعين ۞ عن ردك وجوابك فتران
انت عندك لسن وحدين ۞ وان ماعند كون السان
انتهى.
للاتصال بسيدي أحمد ولد الأمير:
ahmeds@aljazeera.net
ouldlemir63@gmail.com
|