الشاعرة نانة الرشيد : الأديب الصحراوي يجول بين فضائي العرب وإسبانيا |
الجمعة, 29 نوفمبر 2013 15:15 |
للشاعرة الصحراوية نانة رشيد أهلا وسهلا ومرحبا– :السراج :كيف تقدم الشاعرة النانة الرشيد نفسها للقارئ الموريتاني خصوصا، ببطاقة تعريف تقليدية، وبطاقة تعريف شعرية? نانة رشيد : تعريفي أني النانة الرشيد صحراوية بيظانية الأصل موريتانية الهوى ,شاعرة كما أتوق و كما يقول قرائي ، لي مؤلفات شعرية ثلاث و الرابع قيد الطبع بحول الله و قوته. ماذا عن الأدب الفصيح في الصحراء الغربية وموقعه من الهم الصحراي الكبير، وهم القضية والصراع السياسي من أجل الاستقلال؟ نانة رشيد:الأدب الفصيح أو حتى الشعبي منه لا يعلو أبدا عن تمحوره حول القضية الوطنية ، فالأديب لا يمكن بأي حال من الأحوال_ و إن أراد أو حاول_ أن يخرج عن وجعه العام و معالم بيئته ككل ، و بالتالي الأديب الصحراوي في أدبه وطرحه همه الكبير و أصل إلهامه و إبداعه قضية الوطن المصيرية أي استقلاله و حريته. -السراج : الأدب النسائي مساحة زمردية داخل حقل الأدب العربي المعاصر ماذا عن أدب المرأة في الصحراء الغربية ودورها في الحركة الثقافية هنالك؟ نانة رشيد : المرأة الصحراوية تشكل الاستثناء في الحقيقة من حيث الحضور الكبير و القوي و المؤثر في المجتمع الصحراوي و تلعب دورا كبيرا و فعالا في شتى مناحي الحياة اليومية ، السياسي منها و الاجتماعي و الثقافي ، و فعلا تتصدر إبداعاتها الأدبية قائمة الإبداع الصحراوي ككل و توجد أسماء نسوية صحراوية هامه جدا على المستوى الصحراوي لا تقل شأنا عن الأسماء الذكورية إن جاز لي التعبير, السراج : الأدب الحساني والموسيقى أحد المدارات الجامعة بين الشعب الصحراوي والموريتاني هل من خصائص فنية أو قيم أدبية تميز المدرسة الصحراوية في الأدب الشعبي عن نظيراتها في موريتانيا؟ نانة رشيد : قبل الثورة الصحراوية لم يكن هناك فرق أبدا بين الشعبين من حيث الألوان و الأذواق الفنية و المعروف أيضا أن الفن عموما و الموسيقى خصوصا كان مصدره الشقيقة موريتانيا وحركية الإبداع الشعري الشعبي متبادلة ، لكن بعد الثورة الصحراوية حدث و أن أصبحت هناك الأغنية الصحراوية الثورية المواكبة للحراك التحرري ككل ، و في نظري يعتبر هذا إضافة فقط للحقل الثقافي المشترك الذي نستمتع به و نختزن فيه رسوم هويتنا المشتركة كلنا على حد سواء في الصحراء الغربية و في موريتانيا الشقيقة , و ما ميز الأغنية الصحراوية في الوقت الراهن مس و ميز الشعر الشعبي الصحراوي لاحتلال القضية الصحراوية حصة الأسد من الإبداع الشعري ككل ’ و ندرت الأغراض الشعرية الأخرى,
السراج : ماذا عن الحركة الثقافية والعلمية في الصحراء الغربية وماهي مجالاتها الأساسية التي شغلت الكاتب والمؤلف الصحراوي؟ نانة رشيد : نحن شعب محتل و مقسم تقسيم إجباري ، ما بين مخيمات اللاجئين الصحراويين و الأراضي المحتلة و جنوب المغرب ، و الحراك الثقافي و العالمي و نتائجه نقاط لا يمكن حصرها جميعها بسبب هذا الوضع ، لكن عموما اعتنى الشعب الصحراوي ككل بالعلم و الثقافة و لدينا الحمد لله شعب متعلم وواعي و الشهادات العليا و الطاقات العلمية معطيات و حقائق ليست بالشئ النادر ، لكن ما اهتم به الكتاب خاصة من دروب الثقافة باختلافها لا يتعدى الجانب الأدبي منه كالكتابة في السياسة و القصة و الرواية و الشعر و التاريخ,
السراج : - كيف توزع النانة وقتها وأعمالها بين الشعر وتهويماته والنضال والسياسة ومساراته والبيت وعوائقه؟ نانة رشيد : عزفت على أدق الأوتار حساسية ، خليط الشعر و النضال و البيت ، خليط يتجانس أحيانا و يتنافر أحيانا أخرى ، فلكل منحى ضغوطه وإكراهاته ، مساوئه و محاسنه ، و يلتقيان في أن التفريط في أي منهم قاتل و غير جائز ، الشعر موهبة رائعة تمنح خصوصية تجلب السعادة و التميز لكن في التقاطع اليومي مع الآخرين و الأشياء تتحول إلى معاناة و مدعاة للحزن و الكآبة و توسيع شروخ الاغتراب ، و النضال هو التضحية بكل بساطة و الاستعداد الذي تنصهر فيه كل الخيارات لتشكل المقاومة و الاستمرار ، و البيت هو جوهر الحياة البشرية ككل و فطرتنا الإنسانية التي تدفعنا للاستكانة للأسرة و التزاماتها , و تسألني كيف اوفق ؟ لا ادري كيف ,, لكن ما أنا منه أكيدة أني كلي لكل ما ذكرت لك و لست لنفسي بتاتا,
السراج : إلى أيهما يجد الأدب الصحراوي نفسه أقرب العالم العربي، بأزماته وثوراته، أم إفريقيا المحتضنة للحلم الصحراوي، أم إسبانيا وفضائها الثقافي المحتضن للإنسان الصحراوي في غربة الحلم الوطني؟ نانة رشيد : الأديب الصحراوي أديب عربي أولا و قبل كل شئ بلغته و أصالته و منبعه ,,, و العالم العربي هو مساحته و إن كان مغيبا فيه قسرا للأسف بفعل سياسية النظام المغربي و كل المتواطئين معه العاملين على تغييبنا و حجب واجهتنا الأدبية و غيرها ، إفريقيا تشكل الأمان و الراعي المستدام لحلمنا نعم ، اما اسبانيا فهي ضعف تبعيتنا الذي لا مفر لنا منه رغم تصرفها غير الأخلاقي تجاهنا و تركنا في وجه العاصفة حين كان يفترض بها منحنا حقنا بروية و سلام ، مجبرا أغلب أدبائنا على التفكير بمنطقها و لغتها و بالتالي يجد بعضنا فيها متنفسا لمكبوتات الحلم المقهور , بهذا أجدني قد أخبرتك أن الأديب الصحراوي هو في كل هذه الفضاءات ، و رغم شساعتها للأسف لا يزال المسار طويلا و العوائق كبيرة دون بلوغ المكانة المنشودة.
|