بريد من الشوق/ شعر الشيخ ابراهيم ولد يوسف
الأحد, 19 يناير 2014 18:49

الشيخ ابراهيم ولد يوسفالشيخ ابراهيم ولد يوسفبسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

أما بعد، فهذه قصيدة كنت قد أنشأتها ليلةَ الأربعاء وصبيحَتَها، غُرَّةَ ربيعٍ الأولِ، عامَ خمسةَ عَشَرَ وأربَعِمائةٍ وأَلْفٍ لهجرة النبى صلى الله عليه وسلم، وأنا فى طريقى إلى مدينته طَيْبَةَ الطيبة. واخترت أن تكون هذه القصيدة على شاكلة القصائد القديمة، فجعلت مقدمتها طللية، على غرار الشعر القديم. وخلصت من ذلك إلى مدحه صلى الله عليه وسلم، وذكرت كثيرا من معجزاته وفضائله وخصائصه، ثم ختمتها بذكر الحرمين الشريفين وببعض الأدعية.

أسأل الله سبحانه وتعلى أن يجعل هذه القصيدة فى ميزان حسناتى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

إبراهيم بن يوسف بن الشيخ سيدىَ

1

هَاجَتْ لِـىَ الشَّوْقَ وَالْأَحْزَانَ وَالْحُرَقَا

 

دُورٌ تَوَسَّطَتِ الْأَجْزَاعَ وَالْبُرَقَا

2

عُجْتُ الْمَطِىَّ عَلَى أَطْلَالِهَا أُصُلًا

 

وَالرَّبْعُ يَعْرِفُ مَنْ حَيَّاهُ لَوْ نَطَقَا

3

دَارَ الزَّمَانُ عَلَيْهِۦ بَعْدَ جِدَّتِهِۦ

 

وَالدَّهرُ يُبْلِى قَدِيمًا كُلَّ مَا أَنِقَا

4

شَطَّ الْمَزارُ بِمَن تَهْوَى وَصَاحَ بِهِمْ

 

يَوْمَ الْفِرَاقِ غُرَابٌ بِالنَّوَى نَعَقَا  

5

فَعَدِّ عَنْ ذِكَرِ الْأَطْلَالِ قَدْ لَبِسَتْ

 

مِنْهَا الْمَعَالِمُ ثَوْبًا بَالِيًا خَلَقَا

6

وَعَدِّ عَنْ أَزْمُنٍ بالجِزْعِ صَافِيَةٍ

 

أَيَّامَ كَانَ نِظَامُ الْوَصْلِ مُتَّسِقَا

7

لَيَالِـىَ الرَّبْعُ مَحْفُوفٌ بِزِينَتِهِۦ

 

وَأَنْتَ لَا تَخْتَشِـى صَرْمًا وَلَا رَهَقَا  

8

وَالْقَلْبُ فِى غَمَرَاتِ اللَّهْوِ مُسْتَلَبٌ

 

يَهْوَى الْمِراضَ مِنَ الْأَجْفَانِ وَالْحَدَقَا  

9

فَذَاكَ عّهْدٌ مَضَتْ أَيَّامُهُۥ خُلَسًا

 

كَأَنَّهَا وَمْضَةٌ مِنْ بَارِقٍ بَرَقَا

10

وَاسْلُكْ إِلَى طَيْبَةَ الْمَيْمُونِ طَائِرُهَا

 

وَالْمَسْجِدِ الْمُرْتَضَـى فِي عُقْرِهَا طُرُقَا

11

عُجْ بالرَّسولِ الْمُقَفِّى خَيْرِ مَنْ وَخَدَتْ

 

بِهِ الْقِلَاصُ وَمَن لَبَّى وَمَنْ حَلَقَا

12

إِنَّ الرَّسُولَ سِرَاجٌ يُسْتَضَاءُ بِهِۦ

 

يَجْلُو الْأَبَاطِيلَ وَالْأَوْهَامَ وَالْغَسَقَا

13

يَرْبُو بِهِ الْحَقُّ فَالْإِيمَانُ مُزْدَهِرٌ

 

وَالشِّـرْكُ مُنْدَحِرٌ وَالْكُفْرُ قَدْ زَهَقَا

14

وَمَن يَكُن لِّرَسُولِ اللَّٰهِ مُتَّبِعًا

 

فَذَاكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى قَدِ اعْتَلَقَا

15

هُوَ الَّذِي أُوتِيَ الْقُرْآنَ مُعْجِزَةً

 

وَمِثْلَهُۥ مَعَهُۥ قَوْلًا بِهِۦ صَدَقَا

16

إِذْ جَاءَهُ الرُّوحُ بِالْآيَاتِ بَيِّنَةً

 

فَغَطَّهُۥ فَوَعَى لَمَّا قَرَا الْعَلَقَا

17

وَمَا رَأَى قَبْلُ رُؤْيَا فِي تَحَـنُّـثِهِۦ

 

إِلَّا أَتَتْ بَعْدُ تَحْكِي الصُّبْحَ وَالْفَلَقَا

18

وَخَصَّهُ اللَّٰهُ بِالْمِعْرَاجِ تَكْرِمَةً

 

وَالْمُعْجِزَاتِ الَّتِي قَدْ سَدَّتِ الْأُفُقَا

19

كَالْغَارِ وَالْجِذْعِ وَالْأَشْجَارِ جَانِحَةً

 

وَالْمَاءِ مُنْبَجِسًا وَالْبَدْرِ مُنْفَلِقَا

20

وَهْوَ الَّذِى قَدْ زَكَتْ قِدْمًا أُرُومَتُهُۥ

 

وَطَيَّبَ اللَّٰهُ مِنْهُ الْخَلْقَ وَالْخُلُقَا

21

غُرُّ الشَّمَائِلِ مِنْ أَخْلَاقِهِۦ قُبِسَتْ

 

حَتَّى أَشَادَتْ بِهَا آىُ الْهُدَى نَسَقَا

22

مَا كَانَ فَظًّا وَلَا صَخَّابَ أَنْدِيَةٍ

 

بَلْ هَيِّنًا لَيِّنًا بِالنَّاسِ قَدْ رَفَقَا

23

فَانْظُرْ إِلَى هَدْيِهِۦ فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ

 

تُلْفِ السَّمَاحَةَ تَمْحُو الْغَيْظَ وَالْحَنَقَا

24

سَائِلْ حُنَيْنًا وَبَدْرًا عَنْ شَمَائِلِهِۦ

 

وَبَطْنَ مَكَّةَ لَمَّا أَعْتَقَ الطُّلَقَا

25

وَهْوَ الشَّفِيعُ بِيَوْمٍ لَا مَرَدَّ لَهُۥ

 

لَمْ يُبْقِ فِي النَّاسِ مِنْ أَهْوَالِهِۦ رَمَقَا

26

فَيَنْثَنِى سَاجِدًا لِلَّهِ يَحْمَدُهُۥ

 

عَسَاهُ يَفْرِجُ غَمًّا طَالَمَا ارْتَتَقا

27

فَيَسْتَجِيبُ وَيُسْنِي مِن مَرَاتِبِهِۦ  

 

وَيَفْصِلُ الْحُكْمَ وَعْدًا مِّنْهُ قَدْ سَبَقَا

28

وَيَفْتَحُ الْخَازِنُ الْجَنَّاتِ مَقْدَمَهُۥ

 

إِذْ يَقْرَعُ الْبَابَ وَالْمِزْلَاجَ وَالْحَلَقَا

29

عَسَاهُ يَشْفَعُ لِي فِي مَوْقِفٍ حَرِجٍ

 

فِيهِۦ يَفِرُّ ذَوُو الْأَرْحَامِ وَالصُّدَقَا

30

يَا أَكْرَمَ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّٰهِ مَنْزِلَةً

 

إِذْ كُنْتَ تَفْضُلُ عِنْدَ اللَّٰهِ مَا خَلَقَا

31

إِنِّي أَتَيْتُكَ عَنْ حُبٍّ وَعَن كَلَفٍ

 

وَلَا غَضَاضَةَ أَنْ يَّشْتَاقَ مَنْ عَشِقَا

32

حَنَّ الْفُؤَادُ إِلَى ذَاكَ الْجَنَابِ هَوًى

 

وَعُلِّقَ الْقَلْبُ مِنْهُۥ كُلَّ مَا عَلِقَا

33

وَهَامَ لَمَّا دَنَا مِن طَيْبَةٍ وَبَدَتْ

 

مِنْهَا الْحَدَائِقُ فِيهَا النَّخْلُ قَدْ بَسَقَا

34

وَقُلْتُ لِلْعَيْن لَمَّا أَنْ بَدَا أُحُدٌ:

 

هَذَا الْحَبِيبُ فَأَذْرِ الدَّمْعَ مُنْدَفِقَا

35

يَــا نِعْمَ طَيْبَةُ مِن دَارٍ وَمِن سَكَنٍ

 

حَازَتْ بِأَحْمَدَ عِزًّا خَالِدًا وَنَقَا

36

فِيهَا مَعَالِمُ إِيمَانٍ وَمَرْحَمَةٍ

 

قَدْ كَانَ مِنْهَا شُعَاعُ الدِّينِ مُنْبَثِقَا

37

تِلْكَ الْمَعَاهِدُ لَا دَارٌ بِأَكْثِبَةٍ  

 

أَضْحَتْ مُلَاءَتُهَا بَعْدَ النَّوَى مِزَقَا

38

وَأَصْبَحَتْ لِلْمَهَا مَغْنًى وَمُرْتَبَعًا

 

وَلِلظِّبَاءِ تَمَشَّـى بَيْنَهَا حِزَقَا

39

فَعُجْ بِطَيْبَةَ تَمْشِـى فِى أَزِقَّتِهَا  

 

وَلَابَتَيْهَا وَتَسْتَقْصِـي بِهَا الطُّرُقَا

40

وَطُفْ بِبَيْتٍ زَهَتْ أَرْكَانُهُۥ وَهَدَتْ

 

 

أَعْلَامُهُۥ وَغَدَا بِالْوَحْىِ مُؤْتَلِقَا

41

قِفْ بِالْحَطِيمِ مُنِيبًا ضَارِعًا وَجِلًا

 

وَنَادِ بِالْحِجْرِ رَبًّا لِلنَّوَى فَلَقَا

42

وَإِنْ وَقَفْتَ بِبَابِ الْبَيْتِ مُنْكَسِـرًا

 

فَاسْكُبْ دُمُوعَكَ فِى ذَاكَ الْحِمَى فَرَقَا

43

وَفِى الْمَقَامِ الْمُنِيفِ الْقَدْرِ مُعْتَبَرٌ

 

وَمَوْطِئٌ كَانَ لِلْإِسْلَامِ مُنْطَلَقَا

44

وَانْقَعْ غَلِيلَ فُؤَادٍ مُدْنَفٍ كَمِدٍ

 

رِيًّا بِزَمْزَمَ لَا قُلًّا وَلَا رَنِقَا

45

وَأَصْفِ رُوحَكَ مِنْ وَادِۦ الصَّفَا بِشَذًى

 

يَبْقَى أَرِيجُ نَدَاهُۥ بِالْحَشَا عَبِقَا

46

يَا طَالَمَا بِتُّ مُشْتَاقًا لِنَافِحَةٍ[1]

 

مِّنَ الْحِجَازِ وَبَرْقٍ بِالْحِمَى خَفَقَا

47

وَطَالَمَا بِتُّ فِى شَوْقٍ وَفِى وَلَهٍ

 

إِذَا الْخَيَالُ مِنَ الْمَحْبُوبِ قَدْ طَرَقَا

48

تِلْكَ الدِّيَارُ الَّتِى بِالْوَحْىِ قَدْ شَرُفَتْ

 

وَبِالنَّبِىِّ، وَبِالْبَيْتِ الَّذِى عَتَقَا

49

فَأَعْمِلَنَّ إِلَيْهَا كُلَّ نَاجِيَةٍ

 

وَحَمِّلَنْهَا رَسِيمَ الشَّوْقِ والْعَنَقَا

50

يَــا رَبِّ صَلِّ صَلَاةً لَا انْصِـرَامَ لَهَا

 

عَلَى الَّذِى أُوتِيَ الْإِخْلَاصَ وَالْفَلَقَا

51

وَبَارِكَنَّ عَلَيْهِۦ رَبِّ فِى أُمَمٍ

 

مَعْهُۥ مِنَ الْآلِ وَالْأَزْوَاجِ وَالرُّفَقَا

52

وَحَقِّقَنَّ رَجَائِى كُلَّهُۥ وَقِنِي

 

رَبِّى الْمَكَارِهَ وَالْأَدْوَاءَ وَالْقَلَقَا

53

وَأَصْلِحِ الْأَهْلَ وَالْأَحْبَابَ كُلَّهُمُۥ

 

وَالْمُسْلِمِينَ وَسَدِّدْ كُلَّ مَنْ زَلِقَا  

54

وَهَيِّئَنَّ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا

 

وَأَسْبِغَنَّ عَلَيْنَا نَائِلًا غَدَقًا

/هـ

 

 

[1]قرأها الشيخ محمد سالم بن عبد الودود – رحمه الله – "لنافجة" بالجيم، ونعم ما فعل. وذلك أنه أخذها مني لما أخبرته بها، فقرأها هو بنفسه. أحسن الله إليه.

بريد من الشوق/ شعر  الشيخ ابراهيم ولد يوسف

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox