صدرت في الآونة الأخيرة عن جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بطرابلس ودار جداول للنشر والتوزيع بلبنان مجموعة من الأعمال المتنوعة من حيث المضمون للوزير والباحث الأكاديمي د. البكاي ولد عبد المالك. وقد تضمنت تلك المؤلفات بعض التآليف والترجمات لبعض الكتب النادرة في مجالات متعددة أبرزها الفلسفة والتاريخ وعلم السير.

وقد تضمنت الأعمال المذكورة سلسلة فلسفية مصغرة حول الفيلسوف الهولندي المثير للجدل باروخ اسبينوزا :
*الكتاب الأول تحت عنوان : "مدخل لقراءة اسبينوزا" وهو عبارة عن مؤلف كبير تناول جوانب النسق الفلسفي عند اسبينوزا : الأنطولوجيا والمعرفة والسياسة .

يقول المؤلف : " إذا كان وصف الاسبينوزية بالعقلانية ليس أمرا جديدا في حقل الدراسات الفلسفية التي تناولت فلسفة اسبينوزا منذ وقت مبكر نظرا للالتزام العلني للفيلسوف بهذا الاتجاه مهما كلف الثمن، فإن اكتشاف الوجه الآخر لها الذي طمرته الطبقات الرسوبية للفكر وحطام التأويلات المتسرعة السطحية والساذجة في بعض الأحيان، قلما كان موضوعا لبحث جدي وموضوعي بشكل يجعل مواجهة الاسبينوزية في دلالتها الشاملة أمرا ممكنا. من هنا كان لا بد من فهم فلسفة اسبينوزا لا من خلال ما يكتبه فحسب أي من خلال العقلانية المعلنة ، بل في ضوء الظروف الموضوعية للفيلسوف أيضا أي في ضوء يهودانيته (Judéité) أي نمط الوجود المميز لشخص يهودي يعيش على انتمائه إلى الجماعة اليهودية (Judaicité).
* الكتاب الثاني  هو "حياة اسبينوزا": وهو عبارة عن أول ترجمة إلى اللغة العربية لأبرز سيرة ذاتية للفيلسوف منشورة ضمن أعماله الكاملة في السلسلة المعرفة (La Pléiade)   لمعاصره جان كوليروس .
وقد نشر الكتيب في هذه الطبعة الأولى على هامش الكتاب الأول. والطريف في هذه السيرة هو أنها تروي تفاصيل حياة الفيلسوف الغامضة وبعض الشهادات الحية المنقولة مباشرة من أفواه مرافقي الرجل وأقرب المقربين منه الذين رافقوه في آخر لحظات حياته.
* أما الكتاب الثالث في هذه السلسلة وهو كتاب مستقل فهو عبارة عن ترجمة لكتاب الباحثة المبدعة جنيفييف بريكمان حول : "يهودانية اسبينوزا" (la judéité de Spinoza) وقد قدم لهذه الترجمة الأولى إلى اللغة العربية الأستاذ الدكتور محمد احمد الشريف .