إلى وادان الكريم -- الشيخ ولد بلعمش
الخميس, 09 فبراير 2012 13:14

الشاعر: الشيخ ولد بلعمشالشاعر: الشيخ ولد بلعمش

رحلنا ولم نتركْ على السور حاجِبا      فأنشبت الأيام فيه المخالبا
... تلوى كمغدور بِسُمِّ نديمه              فهل ظلَّ حتى يُبْصِر العُمْر هاربا؟
و ها نحن عُدْنا لائذين بظلِّه              فأدنى السما منه و آوى الكواكبا
و علمنا في الحب عفوَ كِرامه            فَلمْ يَنْسَ مغْلُوبا وَ لمْ يَقْسُ غالِبا
أَ قالَ سَيُحْيي هذه اللهُ مـــــرّةً            فَرُدَّ لِيحْيا في السطور مناقِبا؟

لقد كان في وادانَ للناس آية            و كانتْ لهُ غُـــرُّ الحكايات صاحبا
يُطلُّ على الوادي حنانا كأنما            يسوق له البشرى وَ يُزجى المواهبا

أحاصره الطوفان يوما فَلمْ يجدْ       سوى جبلٍ يُؤويهِ أمْ عاشَ راهِبا؟
تطاوَلَ نَخلُ السفح شوقا فربما           يعانق في دور الكرام سَحائبا
على خطُوات الأربعين تقودني         قوافِلُ لم تُنكِرْ خُطاها الْمَضارِبا
و كانَ هُنا واد من العلم نوره               يُعَتِّق منْ واد التمور الأطايبا
أرى عَتَبات الدار تُفْشي عَبيرَها         لِتُشْرِقَ دنيا و جْهُها كانَ شَاحِبا
تــــــقــولُ بــــآزار لها إِدَوارِن          فَيُمْلي لها شيخ الشيوخِ مُغاضِبا
فهلْ تُرجع الأيام مكنونَ سِحرِها                وَ منْ زمنٍ ولَّى تمنَّعَ عاتبا
سلام على الربع الحبيب و أهله             شهودا به أشدو و أهديه غائبا
خذوا نظرات الشوق من قلبِ شاعر      يسوق إلى بحر الضياء المراكبا
و قِدْما أتى الآباء وادانَ مَوْكِبا              و عادوا بأصناف العلوم مواكِبا
هو البحر نادانا و قالَ ألا اقبلوا               فسعْديكَ مطلوبا و لبيكَ طالِبا
أحبك يا مثوى الجمال فمرحبا               لديك تساوي منْ سواكَ مَراحِبا
 

إلى وادان الكريم            --          الشيخ ولد بلعمش

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox