في معرض الشارقة ..دروب عبد البركة .. ودموع عائشة |
الخميس, 04 نوفمبر 2010 15:53 |
في الإمارة الباسمة، إمارة الشارقة، التي طالما عرفت بـ "شارقة الثقافة العربية"، ينتظم سنوياًّ معرض الشارقة الدولي للكتاب، مشكلاً حدثاً تقافياًّ متميزاً، يفوح بعبق الكتاب وسحر الكلمة، حيث الأمواج المتلاطمة من الصغار والكبار، متدفقة ومتعطشة إلى المعرفة.
وفي دورته التاسعة والعشرين، كان لموريتانيا حضور أدبي مميز، شأنَ بلاد المليون شاعر دائماً، حيث أقامت إدارة المعرض مساء الثلاثاء، الثاني من نوفمبر، احتفالاً بتوقيع الرواية الموريتانية "دروب عبد البركة"، الصادرة عن دائرة الثقافة والإعلام، للكاتب الروائي محمد بن محمد سالم، وهو أحد أبناء الجالية الموريتانية في الشارقة، يعمل محررا ثقافيا في صحيفة الخليج الذائعة الصيت. غياب دور النشر الموريتانية، الذي سجلته الجالية بأسف وافتقاد، ربما تم تعويضه بذلك الحفل الذي جذب جمهوراً كبيراً، من القراء العرب، أقبلوا بتلهف شديد، مستطرفين هذا التجمع الموريتاني البهيج، لدرجة أن الجالية الموريتانية التي سجلت حضوراً مميزاً، لم تكد تحصل على نسخة من التوقيع. عائشة .. نجمة الحفل الطفلة الفلسطينية عائشة عبد السلام، قدمت نفسها بكل ثقة ومسؤولية، إلى جانب أخيها عمر، منتظرة دورها في الحصول على توقيع الكاتب، وحين طال بها الوقوف في الزحام، انهمرت دموع البراءة من عينيها الصغيرتين، لتحتج على سيطرة الكبار، الذين لا يريدون لطفلة صغيرة أن تشاركهم ولعهم بالكلمة والحرف، حتى ولو كانت – كما تقول والدتها – كاتبةً وقارئةً للأدب. كانت دموع عائشة حدثاً لافتاً، شد انتباه زوار المعرض، وتعاطف الحضور الكثيف، ولمسةً حانية من الكاتب، الذي مهر توقيعه لها ولأخيها عمر كذلك. دموع عائشة بما صاحبها من تعاطف وطرافة، حملت دلالة لافتةً لدى بعض الحضور، وأحيت الأمل لديهم بأن تتوسع عادة القراء لدى العرب الذين طالما شكا البعض منهم - استنادا إلى استطلاعات رأي مختلفة - من قلة القراءة ، وعدم الاهتمام بالكتاب والمطالعة. هي إذن دموع أمل وبراءة، تستشرف الأمل الواعد لأمة باتت تتلمس طريقها نحو المستقبل رغم الجراحات النازفة. |