جانب من حضور أمسيةيتحل العيد مكانة كبيرة عند الموريتانيين على اختلاف أشكالهم وتعدد أجناسهم, فدائما ما ينتظر الموريتانيون العيد-كغيرهم-بفارغ الصبر. وما إن يطل العيد من خلف تلال الزمن المثقلة بهموم الحياة, حتى ينتشي الكل فرحة بقدومه فيخلده كل على طريقته الخاصة.

جمعية شبيبة بناء الوطن رأت في عيد الأضحى إطارا مناسبا لتبادل الأفراح والعيش تحت ظلال دوحة الفن الراقي وفي محراب القصيدة ومع الكلمة الصادقة, فخلدت العيد على طريقتها الخاصة, وعاشت لحظات فرح وسرور مع جمهور الثقافة والفن والأدب, لتجسد بذلك عناقا حارا بين الأدب الراقي والفن الملتزم في"بهجة العيد".

ابتهاج بالعيـــــــــد

ولد أعمر يفتتح بالقرآن الكريمعندما تطلع شمس يوم العيد ينتشي الناس جميعهم بقدومه فيفرحون ويمرحون ويتبادلون الهدايا والزيارات,لأنه اليوم الذي طالما انتظره الكل وأعد له الجميع, ولأنه اليوم الذي يمثل لحظة فاصلة من حياة المجتمعات والشعوب على اختلافها.
يوم العيد يوم للبهجة والفرح والمرح لدى الكل, لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون الفرح كله على طريقة واحد وأسلوب واحد. بل على العكس من ذلك فلكل طريقته في البهجة وأسلوبه في تخليد العيد.
لقد كانت بهجة الشبيبة وفرحها يحملان إلى دنيا البشرية رسالة مترعة بالإحساس مفعمة بالحماس الذي يدعو إلى العمل والتضحية من أجل بناء الوطن الغالي, كما كانت ترسي مبادئ أخلاقية تدفع المرء المثقف-وغيره- إلى التمسك بأصالة مع مسايرته لما تحمله العولمة والمعاصرة في طياتهما.

في محراب القصيدة

لم تكن"بهجة عيد" الشبيبة موقوفة على نوع واحد من أساليب الفرح وتبادل الهدايا والعطايا, بل تجاوزته إلى"محراب القصيدة" لتغوص في أعماق"الأحاسيس والبوح الشاعري" مع زمرة من الشعراء والمثقفين ليبتهجوا على طريقتهم الخاصة أيضا.
الشاعر: محمد ولد نافعلم يكن ذلك البوح الشاعري سوى لوحة شاعرية"فنية"أراد أصحابها أن يخوضوا الملاحم البطولية مع أطفال حمص ودمشق..و.و.القابعين تحت وقع البنادق ووهج النيران والتفجيرات المفاجئة, يخوضونها من علا منصة دار الشباب القديمة وعلى أرضية المنار الرباط من خلال بندقية الشاعر ومدفعيته, وليس ذلك سوى"بهجة بعيد الأضحى أو بعيد النصر القادم" في نظرهم.
أنشد الشعراء قصائدهم بهجة بالعيد ونشوة(ثقة)بالنصر"القادم" وقوفا مع ضحايا الإستبداد وفخرا بمجد شنقيط المنارة والرباط,  فكان لسان الحال والمقال يقول:
سنزرع النخل في أرجاء دولتنا         حتى تغار جنان النخل في عدن

 دوحة للفن

على وقع الحنجرة الشجية والصوت العذب وفي ظلال دوحة الفن الراقي قضت الشبيبة بناء الوطن ساعات"بهجة بعيد الأضحى" تمتعت فيها جماهير الشبيبة"جماهير الفن والأدب"بما يثلج صدورها, وانتشت فرحة بما يزيح عن قلوبها الهم ويبعد عن نفوسها الأرق لتعيش لحظات فرح وطرب على"طريقتها خاصة".
فرقة النشيد: عمر/حمادي وشغالي/أحمدكانت حنجرة المنشد عمر ولد حمادي صوتا خالدا في أرجاء دار الشباب القديمة, كما كان صوت المنشد شغالي وأحمد مجدا تالدا مخلدا رياض"بهجة العيد" بالدار.
لحن المنشدان أناشيد للعيد والوطن والقضية فطربت الجماهير وتمتعت وابتهجت على طريقتها الخاصة هي الأخرى, فكانت التصفيق والبهجة  يسودان المكان"بهجة بالعيد"ونشوة بالنشيد.

عناق الفن والأدب

على منصة دار الشباب القديمة مساء أمس"السبت27-10-2012" تعانق الأدب الراقي والفن الملتزم على طريقتهما الخاصة, فأنشد المنشد بحنجرته الشجية وباح الشاعر بقصيدته الهادفة, وجاد المثقف بكلمته الجادة, وعبر المسرحي عن فكرته بحركته الصامتة"المتكلمة", فاكتملت بهجة العيد على طريقة شبيبة بناء الوطن. 

فرقة المسرح..التخليد الإيجابي والتخليد السلبي