ولد الحاج الشيخ :آسف لعدم مشاركة الهيئات الرسمية في قافلة غزة |
الأربعاء, 05 ديسمبر 2012 13:35 |
كما أوضح أن تبرعات كبار رجال الأعمال لم تكن بالمستوى المطلوب لكن في المقابل أثنى على تجاوب الشعب الموريتاني وتعاطيه مع الحملة والذي بدأ من أول يوم ليصل حجم التبرعات حوالي 40مليون أوقية في نهاية الحملة. وكشف ولد الحاج الشيخ أن الأولوية ستكون في صرف هذا المبلغ لشراء الأدوية وحليب الأطفال والمواد الغذائية والتي يعاني الغزاويين من نقص حاد فيها.
وفيما يلي نص المقابلة السراج :تعتزمون خلال أيام تسيير قافلة لقطاع غزة ما الأسباب وراء هذه الخطوة؟ الأستاذ غلام :أولا أشكر جريدة السراج و نعتذر لهم عن الجوار الذي ربما كان ثقيلا ، هذه الحملة هي الثانية لجمع التبرعات لصالح الأشقاء المحاصرين في قطاع غزة ، ارتأينا أن تكون قافلة موريتانية خالصة تميزت بتزكيتها من طرف العلامة الشيخ أباه ولد عبد الله وشرفت برئاسة الشيخ محمد الحسن ولد الددو ،كما أنها القافلة الأولى التي تضم مناديب عن المجتمع المدني من أمثال نقيب الصحفيين و المحامين و مناديب عن الطلاب والسياسيين ممثلين في الرئيس صالح ولد حننا ومناديب عن النساء كعضو مجلس الشيوخ زينب بنت الدد. إذن باختصار هي قافلة تضم 18 شخصية وهي قافلة تليق بمكانة موريتانيا هدفها تقديم المساعدة و التهنئة، وأريد أن أقول إن أهل غزة سيفرحون بهذه الزيارة وبقيادة الشيخ محمد الحسن ولد الددو خاصة أن لديهم مسائل فقهية عويصة في الفتيا والحكومة الفلسطينية في غزة تحضر لزيارة الشيخ الددو بما يليق بمكانته. وعن الحملة فقد تميزت كذلك بالإقبال الكبير للشعب الموريتاني على التبرع، وهي استجابة طيبة إذا ما قورنت بحالة الفقر التي تعيشها قطاعات عريضة من الشعب الموريتاني خاصة بعد سنة جفاف وقحط ، لذلك جاد الناس أساتذة و معلمين و من كافة المكونات وتبرعوا بما يستطيعون لكن عطاءهم مهما كان من الكثرة والإقبال لا يمكن أن يسجل رقما كبيرا ،لكن ما يؤسف له هو إحجام بعض الأثرياء عن التبرع إلا من رحم الله و قليل ما هم، وقد رفضوا الإفصاح عن ما أعطوا رغم تواضعه، كما لم تتجاوب شركات الاتصال بالشكل المطلوب رغم الاتصال بها ما عدا شركة شنقيتل التي تبرعت بهاتف و بمبلغ من الرصيد. السراج : هل كان للدولة الموريتانية أي مشاركة في حملة التبرع ؟ الأستاذ غلام :الدولة الموريتانية لم تشارك في هذه القافلة لا من بعيد ولا من قريب، حتى أن وزارة الخارجية لم تتصل بنا ولم تقدم لنا أي خدمات لا هنا ولا على المستوى الدولي، في الوقت الذي تقوم الدول المجاورة برعاية مثل هذا النوع من القوافل مثلا في المغرب الأسطول المغربي هو الذي يتولى نقل البضائع من المغرب و حتى ميناء العريش في مصر و نفس الحال بالنسبة لتونس و الجزائر. السراج : ما القيمة الإجمالية للتبرعات ؟ الأستاذ غلام :حوالي 40 مليون أوقية. السراج : لماذا لم تتصلوا بالجهات الحكومية أو برجال الأعمال من أجل التضامن مع القافلة ورعايتها ؟ الأستاذ غلام :في 2010 راسلنا كل الجهات وخاطبنا الشخصيات السامية في الدولة فكتبنا إلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز شخصيا ، وراسلنا رئيس البرلمان و الغرف التجارية و اتحاد أرباب العمل الموريتانيين و ورؤساء الأحزاب من أجل المشاركة في القافلة أو رعايتها لكننا لم نجد أي رد منهم ولا تجاوب، ولا دعم من أي مؤسسة سواء أكانت رسمية أو غير رسمية ما عدا استجابة من بعض الأحزاب السياسية ، ومن تلك التجربة أخذنا درسا أنه بدل ما بذلنا من جهد في الكتابة والمراسلات والاتصالات فلم نتلق أي رد أن نعمد مباشرة إلى عموم الشعب الموريتاني الذي لم يخيب ظننا فيه. ومع ذلك أجدد الأسف من عدم تجاوب شركات الاتصال التي تستفيد على حساب الشعب الموريتاني فمثلا 5000 اتصال التي وردت على إذاعة نواكشوط في اليوم المفتوح الذي نظمته للحملة -وننتهز الفرصة بالمناسبة لكي نشكرها- هذه الاتصالات استفادت منها شركات الاتصال بالدرجة الأولى ومع ذلك لم تساهم معنا في هذه القافلة إلا المساعدة التي تلقينا من طرف شنقيتل. السراج ما هي طرقكم لصرف أو استبدال هذه التبرعات ؟ الأستاذ غلام: نعم هذا المبلغ 120.000 ألف دولار حاولي 40 مليون أوقية هو مبلغ أولي حيث لازلنا نتلقى التبرعات وسنعطيكم الرقم الإجمالي والرسمي ربما غدا صباحا. في الفترة الأخيرة و بالتشاور مع أهلنا في غزة كان الحصار خانقا و كان الشراء يتم عن طريق مصر رغم ما في ذلك من منغصات وتعقيدات جمركية ، أما اليوم و بوجود الحكومة الجديدة في مصر فقد سهل إدخال البضائع، وقد أكد لنا الفلسطينيون أنهم يواجهون نقصا في ثلاثة مجالات هي: الأدوية وحليب الأطفال و المواد الغذائية. وننوي أن نسافر بالمبلغ الذي معنا لنقوم بشراء هذه الأولويات بحول الله تعالى . السراج:كيف ستسلون هذه المساعدات وما الرسالة التي تودون توصيلها من خلالها ؟ الأستاذ غلام:غزة و فلسطين أمانة في أعناقنا ،فهذا الوفد الذي يضم رموز المجتمع لديه رمزية كبيرة، وإذا كانت موريتانيا التي هي في أقصى الغرب يتحرك منها هذا الوفد الشعبي من رموز المجتمع فمعنى ذلك أن القضية لن تموت وستنتصر. السراج : لا شك أن هناك قصصا وعبرا خرجتم بها من خلال هذه الحملة كما حدث مع الجدي المعجزة فهل لكم أن تذكروا للقارئ بعضها؟ الأستاذ غلام :قصة الجدي قصة رائعة تنم عن عفوية، وكان أشد ما أثر في نفسي أنني كنت أتصور أن القضية الفلسطينية قضية نخبة قضية أصحاب فكر وعلماء وقد فوجئت بعد عودتي من تجربة مرمرة أن الشعب الموريتاني كله مهتم بها ويوليه عناية كبيرة ، ويمنحها الكثير من التشجيع والدعم وقصة الجدي تختصر هذه العفوية: رجل بسيط قال إنه لا يملك إلا هذا الجدي، ليقدمه إلى فلسطين وبعد أن أدخلنا الجدي في المزاد وشرحت للناس أننا لا نبيع جديا عاديا بل نبيع ولاء شخص وتضحية ومشاعر هذا الشخص ليتحول الجدي إلى رمز، والغريب أن كل من شارك في المزاد تبرع بما اشترى عكس المزاد العادي ، وليسجل رقم قياسي جديد، ونحن سعداء بإدخال موريتانيا إلى عالم الأرقام القياسية وقد نشر في العديد من الصحافة الدولية و تحدث عنه الجميع. كما قصة المرأة التي تبرعت بحليها من الأحجار الكريمة مؤثرة ،فالمرأة الموريتانية بإمكانها أن تبيع ذهبها لكنها لا يمكن أن تتخلى عن حليها من الحجر الكريم المسمى "الحب الحر" ،وقالت لي أديبة أنه ليس من السهل أن تتخلى المرأة عن حليها، وقد بيع العقد بستة ملايين أوقية.
السراج :هل من كلمة أخيرة ؟ الأستاذ غلام :أشكر جميع الشعب الموريتانيين و وسائل الإعلام وآسف على عدم مشاركة الإعلام الرسمي العمومي، كما آسف على عدم المشاركة الرسمية في القافلة، وأعاتب أيضا بعضا من كبار التجار على عدم المشاركة. السراج :شكرا جزيلا |