ولد بيجل : رفضنا طلب الأغلبية برواتب للجنة متابعة الحوار |
الثلاثاء, 25 ديسمبر 2012 13:51 |
قال القيادي في حزب التحالف الشعبي التقدمي عثمان ولد بيجل إن رئيس حزب التحالف مسعود ولد بلخير لا يطالب بحكومة وحدة وطنية وإنما بحكومة ائتلاف وطني موسع، وقال عثمان ولد بيجل في مقابلة مع السراج إن حزب التحالف الشعبي التقدمي يعيش أحسن ظروفه، وقال ولد بيجل إن
السراج : أين وصلت مبادرة الرئيس مسعود ولد بلخير لحد الآن بعد أكثر من ثلاثة أشهر من عرضها في الساحة السياسية؟
عثمان ولد بيجل : المبادرة التي قدم مسعود ولد بلخير منذ فترة لا تزال في انتظار ردود أفعال القوى السياسية والأحزاب التي وجهت إليها، ولحد الآن هنالك تعاطف كبير ونعتقد أن الشريحة الأساسية للموريتانيين تتعاطف مع المبادرة وتدعمها. وهنالك قوى سياسية كبيرة ومنظمات حقوقية تدعم المبادرة وقد ردت بشكل إيجابي على المبادرة واعتبرت أن فيها الحل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية.
السراج : فهم البعض من تصريحات ولد عبد العزيز الأخيرة رفضا لمبادرة ولد بلخير؟
ولد بيجل : لا نرى أن الرئيس أعلن رفض مبادرة الرئيس ولد بلخير، نعتقد أن ولد بلخير غير معني بتلك التصريحات، وإنما هو معني بالرد بطريقة مماثلة للطريق التي سلم بها المبادرة. وهنالك لبس لابد من تبيينه، ويتعلق أساسا بما يريد مسعود ولد بلخير، مسعود لم يطالب بحكومة وحدة وطنية وإنما طالب بحكومة ائتلاف موسع يمكن من تطبيق الحوار ونتائجه والوصول إلى حل للأزمة الحالية.
السراج : هل نفهم من ذلك أن مسعود مستعد لحكومة توافقية قد لا تشارك فيها المنسقية مثلا؟
عثمان ولد بيجل : مسعود يعمل من أجل وحدة الشعب الموريتاني وتجاوز الأزمة الحالية، ولو كان مسعود راضيا بحل لا يشارك فيه كل الموريتانيين لاكتفى بالحوار الأخير، رغم ما حقق من نتائج إيجابية لصالح المواطنين ولصالح الديمقراطية وتعزيز الحريات، والحد من صلاحيات الرئيس. ولهذا تقدم ولد بلخير بالمبادرة لأنه يعرف أن هنالك أشياء لا تزال عالقة، بناء أن على أن قراءة المنسقية والأغلبية للوضعية السياسية للبلد متباينة جدا. وقد انطلق مسعود ولد بلخير من تحليل للوضع، يأخذ في الحسبان المطالب المشروعة والواقعية للمنسقية والمواقف المقبولة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وحاول وضع حلول للمواقف المتباينة، بين الطرفين، سعيا لتجاوز الأزمة. لكن المبادرة أسست على مبادئ الحوار الأخير وقد رأينا أن 80% من نقاط هذا الحوار قد تم تطبيقها سواء على مستوى الدستور والقوانين التي أقرها البرلمان أو على مستوى تقليص صلاحيات الرئيس،وتجريم الانقلابات أو إبعاد الإدارة عن الانتخابات وإنشاء الهيأة المستقلة للانتخابات، وتبقى 20% فقط لا تزال عالقة. أما بالنسبة لحوار جديد، فكيف يمكن أن نخرج من حوار لم تطبق كل نتائجه لندخل في حوار جديد؟
السراج : ماهو تقييمكم للوضع المعيشي للسكان؟
ولد بيجل : لسنا راضين عن الوضع المعيشي للسكان ولسنا راضين عن أداء الحكومة الحالية – نعتقد أن لها إيجابيات- ولكن لها سلبيات كثيرة سواء في التسيير أو في تخفيف حياة المواطنين، وهنالك أزمة سياسية منذ الانقلاب ولا يمكن القفز على هذا الواقع.
السراج : هل لديكم تصور عن موعد الانتخابات القادمة؟
ولد بيجل : موعد الانتخابات وتاريخ تحديدها والإشراف عليها كل هذا من صلاحيات اللجنة المستقلة للانتخابات، وهي من تحدده بناء على تشاور وطني مقبول، وتبقى هنالك شروط مهمة للإقدام على أي انتخابات وهي اللائحة الوطنية الشفافة والإحصاء الشامل الذي يمكن أغلبية الشعب الموريتاني من ممارسة حق الانتخاب فلا يزال ثلثا الشعب الموريتاني لم يشاركوا في الإحصاء، إضافة إلى وجود مناخ سياسي يمكن من التوجه للانتخابات بنزع العراقيل السياسية.
السراج : هنالك حديث متزايد عن خلافات دائمة بين أطر الحر والأطر الناصريين في الحزب ماصحة ذلك؟.
عثمان ولد بيجل : تلك أماني البعض والحقيقة خلاف ذلك والحزب في أحسن فتراته وظروفه وهنالك انسجام تام بين قياداته وقواعده؟
السراج : تقولون إن الحزب في أحسن ظروفه ومع ذلك شهد انسحابات عدد من قياداته، وبحجم مكن من تأسيس حزب جديد؟
عثمان ولد بيجل : تلك القيادات الكبيرة وصف غير دقيق على المنسحبين، لاشك أن هنالك اثنين أو ثلاثة من تلك المجموعة كانوا في المكتب التنفيذي للحزب، والذين أسسوا الحزب المذكور لم يؤسسوه بالمنسحبين من حزب التحالف الشعبي التقدمي، وانسحاب 4 أشخاص من مجلس وطني يضم 100 شخص ليس له أي تأثير والتحالف منذ نشأته يحاول تكييف نفسه مع الزمن وتجاوز حزب الفئة إلى حزب الوطن والمجتمع، بكل فئاته.
السراج : ماهي الأبعاد الانتخابية لمبادرة مسعود؟
عثمان ولد بيجل : مسعود ولد بلخير دأب على تقديم مبادرات لإنقاذ البلد كلما وجدنا أن هنالك أزمات كبيرة تعصف بموريتانيا وقد كان ذلك جليا خلال مبادرته التي سبقت اتفاق دكار. ومبادرته الأخيرة في نفس الاتجاه تحاول إنقاذ البلد من أزمة سياسية خانقة، هل سيكون لذلك بعد انتخابي لزيادة وزن ولد بلخير السياسي، ربما .. لكن الذي لا شك فيه أن آلاف الموريتانيين ينظرون إلى مسعود بتقدير ويعتبرونه رجلا وطنيا يسعى دائما لإخراج البلد من أزماته.
السراج : هنالك حديث عن رواتب كبيرة للجنة متابعة الحوار المنصرم، ما دقة ذلك؟
عثمان ولد بيجل : لا صحة لذلك مطلقا، لقد طالبت الأغلبية بتوفير رواتب لتلك اللجنة وقد وقفنا ضد هذا الطلب وعارضناه حتى ألغي نهائيا وقلنا لهم إننا في حوار وطني لإنقاذ البلد وأن الدافع وراء ذلك الحوار هو السعي لخدمة الوطن وعليه فإننا نرفض منح راتب لأي عضو من أعضاء لجنة المتابعة.
السراج : انسحب حزب حمام من المعاهدة ووجه لكم ولولد عبد العزيز انتقادات لاذعة ما أسباب ذلك؟
عثمان ولد بيجل : حزب حمام انسحب من المعاهدة وأصدر بيانا عبر الصحافة، ثم جاء يريد مراجعة موقفه، وقلنا له بشكل واضح إن عليه أن يعلن عودته للمعاهدة، بنفس الأسلوب الذي أعلن به انسحابه منها فقط.
السراج : هل من كلمة ختام؟.
عثمان : أعتقد أن علينا جميعا بالتضامن والتخلي عن الأنانية، وأن على السلطة أن تعي أن التفرد بالحكم لم يعد له مجال وأن تعرف المنسقية أنها طرف في الحل وعلى الجميع أن يوفر للمواطنين ظروفا تمكنهم من تجاوز أزماتهم الاقتصادية والاجتماعية الخانقة.
|