ولد بيجل للسراج :من العار التستر على جرائم الاسترقاق
الثلاثاء, 21 ديسمبر 2010 12:39

قال الناشط الحقوقي والقيادي في التحالف الشعبي التقدمي عثمان ولد بيجل إن السبب الرئيسي لما حدث من اشتباك بين شرطة عرفات والحقوقيين آخر الأسبوع الماضي كان رفض الشرطة حضور بعض هؤلاء استجواب الفتاتين اللتين يدعي الحقوقيون تعرضهما للاسترقاق.

 

وأوضح ولد بيجل أن هناك نية على ما يبدو لشغل الرأي العام بمصير الحقوقيين على حساب القضية الأم .مؤكدا أن "أغلبية القوى السياسية دانت تصرف الشرطة وطالبت بضرورة تطبيق القانون والقضاء على الرق" .جاء ذلك في مقابلة خاصة مع السراج هذا نصها:

السراج : كنتم ضمن من كشفوا عن قضية الاسترقاق الأخيرة في عرفات وقد تم اعتقالكم من طرف الشرطة لكن أفرج عنكم فيما بعد ..فما هي تفاصيل هذه القصة؟

عثمان ولد بيجل : بسم الله الرحمن الرحيم رب اشرح لي صدري واحلل عقدة من لساني،  كما قلتم كنت من الناشطين الذين كشفوا حالة الرق التي تحدثتم عنها ، وكان ذلك يوم الاثنين عندما اتصلنا بحاكم المقاطعة وأخبرناه بالحالة ، فقام بالاتصال بمفوض الشرطة  وطلب منه مرافقتنا إلى عين المكان،  لكن المفوض قام بإرسال شرطيين معنا وعند وصولنا إلى المنزل وجدنا القاصرتين كانت إحداهما مشغولة بتحضير الطعام فيما اشتغلت الأخرى  برعاية بعض الحيوانات التي كانت تقوم بتعليفها، اصطحبنا رفقة الشرطين القاصرتين إلى المفوضية ،وفي الطريق ، تعرضت لنا بعض السيارات المحملة بالشرطة حيث اتهمونا بتنظيم مظاهرة ،حاولنا إقناعهم بأننا لسنا في مظاهرة وكان عدد السيارات مساويا لعدد الأفراد وبعد نقاش مع المفوض اتفقنا معه على الذهاب بالقاصرتين على مفوضية الأحداث وهو ما لم يحدث حيث ذهب بهما إلى مفوضية عرفات وكانت المفاجئة عند وصولنا إلى المفوضية بالعدد الكبير لأفراد الشرطة الذين منعونا من الدخول ، فحاولنا شرح الموقف لهم بأن الوضعية تقتضي حضور أحدنا لأننا نحن من تقدم بالشكوى ،وينبغي أن يحضر أحدنا على الأقل استجواب الفتاتين لكنهم رفضوا بل رفضوا حتى دخول المحامي الذي كان معنا، وعندما رأينا السيدة منت بكار تهدد الطفلتين أمام الشرطة كنت أول المتدخلين لأطلب توفير الحماية للفتاتين ، لأن الضغط عليهما من طرف السيدة قد يؤدي إلى عدم قولهما الحقيقة لكن الشرطة رفضت الطلب ،وبعد دقائق سمح لي بدخول المفوضية رفقة السيدة والقاصرتين وكان معنا اثنان من الشرطة لكن فوجئت وأنا داخل المفوضية من كثرة القنابل المسيلة للدموع خارج المفوضية وبعد لحظات تم اقتياد بعض قادة الحركة من الناشطين في مجال في حقوق الإنسان إلى داخل المفوضية،  وشاهدت وأنا داخل المفوضية شرطيان يقودان بيرام وينهالان عليه بالضرب وكان مصابا في الرأس وثيابه ممزقة، وهذا ما جرى وهو أمر غريب خاصة إذا علمنا تجاوب الشرطة في البداية معنا، وأننا لم يكن لدينا سلاح ولا نحمل أي نوايا سيئة بل كل ما قمنا به هو اتباع القانون لكشف ملابسات هذه القضية.

السراج : ما سبب الشجار الذي حدث بينكم والشرطة ؟ وما تفاصيله ؟

الأستاذ عثمان ولد بيجل :السبب الرئيسي لماحدث هو رفض الشرطة حضور بعض المدافعين عن حقوق الإنسان لاستجواب القاصرتين وبالمناسبة نحن لم نصر مطلقا على الذهاب إلى مفوضية القصر بقدر ما أصررنا على حضور استجواب الفتاتين من طرف الشرطة.

السراج :من كان يرافق منت بكار وهي داخل المفوضية ؟

الأستاذ عثمان ولد بيجل : عندما جئنا إلى المنزل لم تكن به منت بكار والتي يبدو أنها تعمل بالبنك المركزي ، لكننا وجدناها عند المفوضية حيث كانت بمفردها ، ولم تعمل الشرطة على إيقافها عند حدها عندما كانت تهدد الطفلتين..السراج :لكن تطورت الأمور إلى عراك وشجار مع الشرطة بعدما كان الموضوع مجرد توصيل الطفلتين إلى مقر المفوضية ؟عثمان ولد بيجل: أقول بأمانة لو لم تكن لدى الشرطة نية مبيتة للاستفزاز أو الضرب والتدخل بعنف لم يجري ما جرى ، فالشرطة لم تكن لديها نفس النوايا قبل ذهابنا لإحضار الطفلتين ، لأن مجرد الإبلاغ عن حالة من هذا النوع لا يبرر العدد الكبير من  الشرطة الذين عبئوا قبل مجيئنا وهو ما يعني وجود سيناريو قد يكون محضرا لعرقلة هذا المشكل، لذا فإن المتابع للأحداث لا بد أن يلاحظ أن قضية الحقوقيين أخذت زخما أكبر من قضية الاسترقاق وكأن هناك نية مبيتة للتغطية على القضية .

السراج : لم تكن هناك حسب علمكم عناصر من خارج مجموعة الحقوقيين هي التي شوشت على الشرطة أو دفعتها إلى التدخل بعنف؟

عثمان ولد بيجل :أنا أرجح وجود سيناريو حضرته الشرطة لكن ينبغي ملاحظة أن عودتنا إلى مفوضية الشرطة مع القاصرتين تزامن مع وقت خروج التلاميذ من إحدى الاعداديات القريبة وهذا الحشد هو ربما غير من مزاج الشرطة.السراج : الشرطة ادعت أنكم أول من استخدم العنف وقامت بتوزيع صور لأفراد منها أصيبوا في هذه المواجهة فما ردكم ؟عثمان ولد بيجل: نحن لم نستخدم العنف لأننا جئنا بصفة سلمية ، ومن يريد العنف لابد أن يكون مسلحا، على عكس الشرطة التي في حوزتها العصي والقنابل المسلة للدموع، أما نحن فقد جئنا بصفة سلمية رفقة الشرطيين اللذين اصطحبا القاصرتين، وبالتالي كنا ضحية شراسة الشرطة وهمجيتها.

السراج: بخصوص الصور ما ردكم ؟

عثمان ولد بيجل : نحن اعتقلنا وأدخلنا إلى المفوضية ولم نلاحظ أن أيا من عناصر الشرطة كان مجروحا، وكما قلت آنفا هذا سيناريو أعد من قبل لأن حالة برام خطيرة وللتعدي بالضرب على الناشطين الآخرين ، وهو ما يعني وجود نية للتغطية على الموضوع.

السراج :عقدت عائلة الفتاتين مؤتمرا صحفيا نفت فيه أن تكون القاصرتين قد تعرضا للاسترقاق وأن علاقتهم بالأسرة التي يسكنان معها علاقة زمالة وأخوة فما ردكم ؟

عثمان ولد بيجل: هذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها هذا النوع من المشاكل وفي كل مرة كلما كانت المشكلة تتعلق بقصر تدخل ذووهم وأدلوا بتصريحات مخالفة لما وقع ، حيث أتذكر مشكلة جابه الله 2003 التي ذهبت بنفسها لطرح مشكلتها قبل أن يتفجر المشكل بسبب ضغوط الدولة ، ولذا مهما قال أقارب الضحيتين فإن المشكل يظل هو الاسترقاق وممارسات الرق، وحتى في حال انتفاء الرق فإن هناك استغلال للأطفال، فإحداهن عمرها 10سنوات والثانية ما بين 13و14 سنة.ومما يروج اليوم أن الأسرتين تعرضتا للإغراء المادي من خلال منحهما مبالغ مالية ومنزل وهو ما يعني وجود ضغوط، والاسترقاق ليس أمرا بسيطا وإثباتها ليس بالأمر الهين وحتى عقلية المسترق تطرح مشكلة مما يجعله ضعيفا جدا أمام الضغوط .

السراج : ما الجهات الحقوقية التي تقف وراء كشف هذا الحالات وهي نجدة العبيد ام مبادرة الانعتاق أم غيرها ؟

عثمان ولد بيحل : الجهة هي نجدة العبيد لأن أحمد صمبا ولد عبد الله هو الذي بلغ عن الحالة وهو الأمين العام المساعد لنجدة العبيد .

السراج : يلاحظ مؤخرا جنوح إلى الحدة في خطاب العديد من الجهات المناهضة للعبودية فما الأسباب وما وجهة نظركم ؟

عثمان ولد بيجل: هذا صحيح، والأمر راجع إلى درجة الاستياء من استمرار الظاهرة، وذلك إذا كانت هناك قوانين لا تطبق وإذا اكتشفت حالة تم التستر عليها كما كان الحال مع القاصرتين فإن ذلك يؤدي على التذمر والاستياء ، لكن في المقابل ما يريح النفس ويهدئ الوضع هو تطبيق القانون وأن تتعامل الإدارة مع هذا القضايا بكل شفافية وصراحة ومسؤولية.

السراج : هناك بعض التصريحات المنسوبة لبرام تحمل بعض الشدة وفيها انتقادات لبعض العلماء وهو ما يرى البعض أنه أضر بالقضية ولم يخدمها فما ردكم :

عثمان ولد بيجل : لا أريد الخوض في مثل هذه الدعاوى لكن ما أريد قوله أن الكلام المنسوب للسيد برام وإن كنت لا أشاطره بعض الآراء إلا  أن كلامه فيه جانب من الصحة قد تكون هناك مبالغة ، وربما يرى البعض أن فيه تجريحا لكن أرى أن معالجة الكلام المتطرف أن يلتمس له أحسن المخارج حتى يوجد علاج حقيقي للمشكل، ونحن نحترم لبرام وجماعته وجهة نظرهما ونحن يجمعنا وإياهم مشكل حقوق الإنسان ونصرة المظلوم آيا كان أرقاء آو أسياد فهدفنا في منظمات حقوق الإنسان أن نعيد لكل إنسان حقه ، وفيما عدا ذلك فلكل وجهة نظره.

السراج : كيف تنظر لمواقف القوى السياسية من القضية ؟

عثمان ولد بيجل: أغلبية القوى السياسية دانت تصرف الشرطة وطالبت بضرورة تطبيق القانون والقضاء على الرق ورغم اختلاف الأحزاب السياسية في الإيديولوجيات والتوجهات فإن هناك ما لا تختلف عليه وهو مصير البلاد ومستقبلها ورفاهيته والذي هو رهن بحل مشكل الرق.

السراج : هل من كلمة أخيرة :

عثمان ولد بيجل: أشكر السراج لان وسائل الإعلام في الوقت الحالي ليست متاحة لمن هم ليسو في النظام أو لمن يعبرون عن أراء مخالفة له . كما أقول إن الوضع الذي يوجد فيه برام خطير لأنه كان مريضا قبل الاعتقال وقد تعرض للضرب بشكل بشع ولم يستدع الطبيب إلا بعد 12ساعة من اعتقاله ، ولو لم يرفض الاستجواب مالم يعالج لما تمت معالجه ، كما أرجو وان تتحمل السلطات مسؤولياتها في هذه القضية، وتطبق القوانين كما هي فذلك هو المخرج الوحيد من هذا المأزق فمن العار أن تثار كل شهرين آو ثلاثة أشهر قضية من هذا النوع ويتم التستر عليها.

السراج : شكرا جزيلا.

 ولد بيجل للسراج :من العار التستر على جرائم الاسترقاق

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox