الأحد, 19 سبتمبر 2010 21:15 |
ي النائب صالح ولد حننا إن الزعيمة الليبي العقيد معمر القذافي يحمل فكرا سياسيا متنورا ’’وهذا الفكر قادر على دفع المشروع السياسي والوحدوي الذي نحمله في منسقية العمل القومي والإسلامي’’وقال ولد حننا في مقابلة مع السراج إن الإعلان عن المنسقية تزامن مع لقاء قادتها مع قائد عربي معروف ومفكر له دوره الكبير على المستوى العربي
نص المقابلة:
السراج : لتكن البداية من الحوار الذي يجري التحضير له بين المعارضة والنظام،أين أنتم في حاتم من هذا الحوار وماهي آفاقه برأيكم؟ صالح ولد حننا : بسم الله الرحمن الرحيم،أشكر لكم في السراج هذه الفرصة،وبالنسبة لنا في حزب حاتم،كنا دائما سباقين إلى الدعوة إلى الحوار،ونعتقد أن البلد بحاجة إلى حوار،خصوصا أنه خارج من أزمات سياسية طويلة منذ العام 2005 وبظروف استثنائية متعددة،وهو ما يجعل الحوار ضروريا للجميع وعلى الجميع المشاركة فيها. وقد دعونا سابقا أكثر من مرة إلى تنظيم حوار وطني يجمع الجميع،ليناقش إشكالات الوطن والمواطن وليخرج منها بالاتفاق حول أكثر ما يمكن حوله التوافق،ونعتقد أن وجود إرادة سياسية لدى جميع الأطراف المعنية بالحوار سوف يسهم بقوة في بلوغ الحوار الوطني لنتائجه المتوقعة. السراج : يجري الحديث عن ضغوطات قوية على المعارضة والسلطة للدخول في حوار،وأن أجواء بروكسل هي التي دفعت إلى الحوار؟ صالح ولد حننا : أعتقد أن الوضع الداخلي للبلد هو ما يملي الحوار،والإرادة السياسية لدى الأطراف هي التي تدفع باتجاه حوار ينهي آثار الأزمة السياسية والدستورية التي عاشتها البلاد خلال الفترة المنصرمة،وهذا هو جوهر الحوار. السراج : هل يعني هذا أن الوضع الداخلي – حسب قراءتكم - متأزم؟ صالح ولد حننا : لا أعتقد أن الوضع السياسي بالغ التأزم،أعتقد أن آثار الأزمة المنصرمة هي ما يدفع إلى الحوار ويمليه. السراج : إشكال المرجعية يطرح نفسه بقوة،فالمعارضة تعتبر اتفاق دكار المرجعية الوحيدة لأي حوار،بينما لاتراه الأغلبية كذلك،ماهي مرجعية هذا الحوار؟ صالح ولد حننا : اتفاق دكار كان من بنوده أنه أسس لحوار وطني ولتجاوز الأزمة التي كانت قائمة،ولكن يجب أن لانتوقف عند اتفاق دكار،الأهم من كل ذلك أن توجد الرغبة الصادقة في الحوار والسعي إلى إيجاد آليات وسبل كفيلة بتنفيذ الحوار وبلوغه غاياته المطلوبة،ونعتقد أن الظروف مناسبة لذلك. السراج : الوضع الاجتماعي للمواطنين ليس على ما يرام،ألا ترون أن النظام مدعو إلى حوار اجتماعي أيضا؟ صالح ول حننا : لاشك أن الوضع الاجتماعي والتنموي للمواطنين لم يصل إلى الدرجة المرضية فقط،فنحن خارجون من أوضاع صعبة للغاية،ومن توقف للمساعدات الاقتصادية للبلد خلال الفترة المنصرمة،ونحن لسنا مرتاحين للوضعية الاقتصادية للمواطنين ،ما نأمله أن تكون كل الأطراف المعنية من الحكومة إلى رجال الأعمال إلى المؤسسات حريصة على توفير الظروف المناسبة للمواطنين ولشرائح العمال،بما يسمح بتجاوز الأزمات وإيجاد أجواء تنموية في صالح الفئات الأقل دخلا. السراج : حبذا لو أخذتم مسافة من الأغلبية،حتى تتمكنوا من تقييم أداء الحكومة،هل أنتم راضون عن هذا الأداء؟ صالح ولد حننا : نحن لم نقيم الحكومة لحد الآن تقييما موضوعيا متكاملا، ولكن بادي الرأي نعتقد أن الحكومة وفقت في مجالات متعددة،وإن كانت قد أخفقت في أخرى،ونعتقد أن فترتها في التسيير قصيرة جدا ولم تصل إلى مرحلة زمنية قابلة للتقييم الموضوعي،ونحن نعتمد التقييم السنوي لأداء الحكومات. السراج : هل يمكن أن تعددوا بعض المجالات التي وفقت فيها الحكومة؟ صالح ولد حننا : أعتقد أن أكبر إنجاز حققته الحكومة هو العودة بموريتانيا إلى محيطها العربي والإسلامي،بعد قطعية طويلة لم يكن لها ما يبررها وكانت خطرا على البلاد وعلى سمعتها وعلاقاتها بمحيطها وعمقها العربي والإسلامية،كما يمكن القول إن الحكومة أنجزت إنجازات معتبرة على صعيد إقامة البنى التحتية،وإنجاز بعض الطرق المهمة،وإكمال بعض الطرق الأخرى وهو أمر إيجابي ويخدم التنمية،هذا إضافة إلى إنجازات في مجال الصحة وإقامة بعض البنى التحتية في مجال الصحة وتحسين وسائل بعض المستشفيات،وأعتقد أن من الإنجازات المعتبرة للحكومة نجاحها في الحصول على تعهدات بتمويلات مالية معتبرة من المانحين في مؤتمر بروكسل الأخير وهي إنجاز معتبر من دون شك. السراج : هنالك من يعتقد أن الأمر يتعلق بأموال رفع عنها التجميد،وتعهدات سابقة للمانحين خلال فترة الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله تسبب الانقلاب العسكري في تجميدها؟ صالح ولد حننا : الأمر ليس كذلك وعبارة رفع التجميد لم ترد في مباحثات التمويل،وهذه تمويلات جديدة وتعهدات من مؤسسات مالية ودول،ولم تكن تمويلات مجمدة إطلاقا. السراج : أشرتم إلى بعض إخفاقات الحكومة،ماهي أبرز مجالات إخفاقها؟ صالح ولد حننا : الحكومة لم توفق لحد الآن في تنظيم حوار وطني شامل،كما أن هنالك نقصا في بعض جوانب العملية التنموية،والزراعة بشكل خاص،وإن كان هنالك بعض التحسن لم يصل إلى المستوى المطلوب،هنالك أيضا تعطل في الحوار الاجتماعي مع الشرائح العمالية وهو ما يتطلب حراكا سريعا يضمن تلافي وقوع بعض الأزمات مثل أزمة الحمالين الأخيرة. السراج : هنالك من يرى أن نواب المعارضة يسيطرون على جلسات البرلمان،من خلال مساءلة الحكومة وترويج خطاب المعارضة بينما تكتفي الأغلبية بضمان تمرير كل ما يصدر من الحكومة؟ صالح ولد حننا : البرلمان منبر لكل القوى السياسية،تستخدمه في التواصل السياسي مع أنصارها وتقديم خطابها،ولاشك أن المعارضة حريصة على ذلك وعلى تعرية ما تعتبره ضعفا لدى الحكومة،وهذا مؤشر على تحول ديمقرطي إيجابي. وعموما فكل يؤدي دوره السياسي من خلال البرلمان حسب ما يسمح به به موقفه وموقعه السياسي؟ السراج :يقول البعض إن حاتم أصبح حزبا صغير ممثلا بنائب واحد هو رئيسه في البرلمان،ولا وتمثيل له في الحكومة؟ صالح ولد حننا : حزب حاتم بخير ولايمكن أن نقيس حجم الأحزاب إلا من خلال الانتخابات والانتخابات القادمة،ستصحح هذا التصور الذي ذهبت إليه. صحيح أن البعض اختار طريقا آخر غير حاتم في الفترة الأخيرة،لكن الحزب استقطب آخرين وأعتقد أن القادمين أكثر وأهم من المغادرين. السراج : ترأسون منسقية العمل القومي الإسلامي،وهي أسماء ترتبط بحادثة البيعة للعقيد القذافي ،هل أنتم راضون عن هذه التسمية؟ صالح ولد حننا : للأسف هنالك جهات إعلامية أصرت على هذه التسمية لحاجة في نفس يعقوب،والأمر يتعلق بمجموعات سياسية كانت تنسق لعمل سياسي مشترك منذ أكثر من سنة،وصحيح أن الإعلان عن المنسقية تزامن مع لقاء مع قائد عربي معروف ومفكر له دوره الكبير على المستوى العربي،ونحن نعتقد أن هذا اللقاء سيدفع هذا العمل الذي نحن بصدده إلى الأمام. السراج : ومالذي يمكن أن يسهم به القذافي في التمكين السياسي لتيارات في بلد آخر غير بلده؟ صالح ولد حننا: هذا الرجل قاد ثورة منذ أربعين سنة ولاتزال لها آثارها الكبيرة في الساحة السياسية والدولية وهو يحمل فكرا سياسيا متنورا وهذا الفكر قادر على دفع المشروع السياسي والوحدوي الذي نحمله؟ السراج : غاب حزب تواصل – الإسلامي – عن تشكلتكم ما سر هذا الغياب؟ صالح ولد حننا : لم ندع في أي يوم أن المنتمين للمنسقية هم كل التيار القومي أو الإسلامي، فهنالك أطراف مهمة خارجة المنسقية،وهنالك سعي إلى مزيد من الالتحام.
|