ولد بلخير : عزيز حنث في اليمين الدستورية ولا حوار دون اتفاق دكار
الأحد, 19 سبتمبر 2010 21:34

قال رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز حنث في اليمين الدستورية التي أقسمها بحماية القوانين والدستور وجدد ولد بلخير التأكيد على مرجعية اتفاق دكار  لنا فلا شيء دون اتفاق دكار،ولولا اتفاق دكار لما حصل ولد عبد العزيز على الانتخابات المزيفة والمزورة والتي حصل بها على ما يدعيه الآن من الشرعية


السراج : ولد عبد العزيز أعلن عن استعداده للحوار ولكنه يرفض اتفاقيات جديدة، مالذي برأيكم يعرقل الحوار؟
مسعود ولد بلخير : لا أحب أن أسيئ إليكم معاشر الصحفيين، لكن لماذا تقولون الناس مالم يقولوا ..محمد ولد عبد العزيز لم يقل إنه مستعد للحوار ولم يدع إليه، لأن الحوار مسألة جديدة وتحتاج إلى إقناع المواطنين والفرقاء السياسيين والشركاء في الخارج بجدية الرغبة في الحوار.
لحد الآن فإنما سمعته عن الحوار هو ما نقله إلي بعض زملائي قادة بعض الأحزاب السياسية الذين التقوا ولد عبد العزيز وأخبرهم بأنه مستعد للحوار، أنا متأكد من أن هؤلاء لم ينقلوا إلا ما سمعوا،لكنني أستغرب لماذا لا يقع الحوار.
نحن في المعارضة مهتمون جدا بالحوار ونعتقد أن على - ولد عبد العزيز وهو يدعي أنه يملك أغلبية سواء كانت عسكرية أو مدنية – أن يعلن عن رؤية جادة للحوار.
قبل فترة كان ولد عبد العزيز عسكريا يملك الجنود والدبابات ولا يبالي بأحد ويعتمد على قوته فقط، عليه الآن وهو يدعي الشرعية أن يكون جادا في الحوار،وأن يفتح أفقا جديدا للحوار.
يبدو بكل بساطة أن ولد عبد العزيز لا يريد القيام بدوره المفترض في حوار جاد،ولذلك فنحن نطالب ولد عبد العزيز – وبأي لقب يحب أن ينادى به – أن يعلن صراحة للموريتانيين بأنه مستعد وجاد في الحوار ويتخذ الوسائل الضرورية لذلك.
لقد كنت أتوقع أن الرجل سيتخذ مواقف إيجابية في هذا الصدد،وليلة برنامجه في التلفزة ماذا يسمون ذلك البرنامج.
السراج : لقاء الشعب؟
مسعود ولد بلخير : لنفترض أنه لقاء الشعب، لكنه من دون شك شعب عزيز شخصان أو ثلاثة يهزون رؤوسهم بالموافقة لكل ما يقول ..هنيئا له بمثل هؤلاء.
لقد قلت لأشخاص متعددين زاروني ليلة البرنامج أن على ولد عبد العزيز إذا كان جادا أن يعلن ذلك للشعب وحينها سأرفع كل تحفظاتي على أدائه والعوائق التي تواجه الحوار، لكنكم سمعتم ما حصل لقد خرج ليقول ’’ أنا مستعد للحوار في الشارع أو في السماء أو في الأرض، لكنني لست مستعدا لاتفاق دكار’’
بالنسبة لنا فلا شيء دون اتفاق دكار،ولولا اتفاق دكار لما حصل ولد عبد العزيز على الانتخابات المزيفة والمزورة والتي حصل بها ولد عبد العزيز على ما يدعيه الآن من الشرعية.
إن شرعية عزيز مهددة جدا لأنه أولا حنث باليمين الذي أقسمه بحماية الدستور والقوانين،وقام بخرقها وتضييعها،كما أن تملصه من اتفاق دكار يخرق أيضا شرعيته المزعومة.
عندما لايكون ولد عبد العزيز مستعدا للحوار فنحن أيضا غير مستعدين لذلك،من دون شك.
السراج : بين هذين الموقفين الحدين للأغلبية والمعارضة،كيف سيكون المستقبل؟
مسعود ولد بلخير : لا أدري ،اسألوا من قلد نفسه تسيير موريتانيا،نحن فقط لسنا مستعدين للتنازل عن حقوقنا في نقد ممارسات النظام وفي التظاهر السلمي المشروع،وتوعية المواطنين بأخطاء النظام،وإذا ظل الشعب الموريتاني صابرا على ما هو عليه ويقبض على جمر ظلم ولد عبد العزيز، فهذا أمر آخر،لكن عندما يتجاوز الظلم الحد المطاق فإن من حق المواطنين التعبير عن مواقفهم ورفضهم للظلم.
ولم عبد العزيز الذي كان شخصا مغمورا جدا، عمل على تنظيم مظاهرات وإثارة شغب والهجوم على الرئاسة،أما نحن فلا ندعو لذلك لكننا سنقاوم سلميا من أجل ترسيخ الديمقراطية.
السراج : هل نفهم من ذلك أنكم غير مستعدين لأي حوار لايستند على اتفاق دكار؟
مسعود ولد بلخير :  لاشك في ذلك، وسأزيد لأقول إنه مالم يعلن ولد عبد العزيز لكل الموريتانيين عن جديته في الحوار فلن يقع أي حوار.
السراج : كيف تقيمون أداء البرلمان في ظل الوضعية الحالية؟
مسعود ولد بلخير : تقييم لأداء البرلمان سلبي جدا،ويمكن أن أقول بكل صراحة إن رغبت أكثر من مرة في التخلص من هذه المسؤولية،لكن الإخوة في الجبهة وفي المعارضة رفضوا ذلك واعتبروا أن بقائي في ذلك المنصب يمكن أن يخدم الديمقراطية،وإلا فمافائدة وجودي على رأس برلمان يشرع الانقلابات والاستيلاء على السلطة بالقوة،إنه موقع لايشرفني بالتأكيد لأنني شخصيا أؤمن بالديمقراطية وقيمها وتقاليدها الطبيعية،وهو ما يتناقض مع وضعية البرلمان الحالي.
لقد عدنا إلى برلمان مكون من أغلبية أوتوماتكية ومعارضة مغلوبة على أمرها،وبدلا من النهج الذي كان مترسخا في عهد الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله كانت الأغلبية تعارض بعض قرارات ومواقف الحكومة،أما الآن فنحن أمام أغلبية تتلقى الأوامر من الرئيس وتمنح المصادقة والدعم لكل ما يصدر من الحكومة.
وقد ظهر هذا جليا في قانون الإرهاب الذي أقرته الأغلبية وهو مناقض للدستور،ولقد فوجئنا كثيرا بقرار المجلس الدستوري الذي سبق أن منح الشرعية لكثير من المواقف والقرارات المناقضة للدستور، عموما كان موقف المجلس الدستوري مفاجأة سارة.
ما أؤكد لك أن دوري الآن كرئيس للجمعية الوطنية  غير مريح بالمرة وغير ومشرف.
السراج : تنتظرون انتخابات بلدية ونيابية،وبناء على الوضع الحالي هل تعتقدون أن المقاطعة ستكون خيارا محتملا للمعارضة؟
مسعود ولد بلخير : لكل مقام مقال،لحد الآن لم يحسم شيء في هذا المجال،المقاطعة والمشاركة كلاهما قرار سياسي يبنى على قراء سياسية قد تكون صائبة وقد تكون مخطئة ولحد الآن لم يتخذ موقف في هذا الصدد.
السراج : العلاقات الموريتانية الخارجية هي الأخرى شهدت بعض التغييرات الكبيرة كيف تنظرون إلى مسار العلاقات الخارجية.
مسعود ولد بلخير : موريتانيا بلد لايمكن انتزاعه من محيطه العام،وبالتالي فالعلاقات الخارجية يجب أن تأخذ في الاعتبار الوضعية العامة للبلد،موريتانيا تعيش منذ خمسين سنة وضعا سياسيا،قد نسميه استقلالا،أو استعمارا جديدا أو غير ذلك،الكثير – حتى من مواطنيها – لم يكونوا مقتنعين بأنها ستكون دولة، وبالتالي ذهبوا وحصلوا على جنسيات دول أخرى، وليسمع ذلك من يفهمه.
نرفض أن نكون جزء من أجندة سياسية لأي محور،كما نرفض أن نكون دولة حمقاء تقفز في كل وجهة،شخصيا أستغرب من قدرة النظام على طبخ كل من الولايات المتحدة وإيران وفرنسا وفنزويلا وآذربيجان وتركيا وسوريا وكوبا لأن أقل ما يقال في مثل هذه الوضعية أنه جمع للمتناقضات.
السراج : التقى ولد عبد العزيز بعض قادة المعارضة،ولم يلتق أي قيادي من التحالف إلى ما يعود هذا برأيكم؟
مسعود ولد بلخير : لقد طلب ولد عبد العزيز لقائي عدة مرات وأنا لم أرفض لكن الظروف المناسبة ربما لم تتهيأ لذلك،بعد لقائي له في قضية رجال الأعمال ورفضه لما اقترحت عليه لم ألتقه لحد الآن، وعندما كنت في السنغال قال لي رئيس مجلس الشيوخ با آمادو امباري إن موقعنا نحن الثلاثة ( رئيس الجمعية الوطنية رئيس مجلس الشيوخ، ومحمد ولد عبد العزيز ) يقتضي منا دوام اللقاء والتشاور،وأجبته بأنني لا أرفض أي ما من شأنه دعم الحوار وتعزيز السلم والديمقراطية في البلد، بعد ذلك اتصل بي من نواكشوط وقال لي إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز يقترح علي أن أعود إلى نواكشوط للقائه،وبعدها أعود لتكملة مهمتي في السنغال قلت للرئيس با امباري ’’ سلم لي على محمد ولد عبد العزيز وقل له إنني في مهمة رسمية لست مستعدا لقطعها الآن وعندما أعود ففي الوقت فسحة’’ لم يتصل علي بعد ذلك، وسواء التقيته أو لم ألتقه سأعبر عن مواقفي بشكل واضح وصريح سواء قبلها أو لم يقبلها.
السراج : لنختم بسؤال شخصي كيف يقضي مسعود ولد بلخير يومه في رمضان؟
مسعود ولد بلخير : كما يقضيه كل المسلمون،رمضان شهر كريم ومحترم وأحاول أن ألتزم فيها أكثر بالتعاليم الإسلامية التي تدعو إلى استغلاله في فعل الخير وفي الطاعات، قبل سنين كنت أستغرب جدا من الذين يرحبون برمضان ويبتهجون له،لقد كان ذلك عائدا إلى إدماني الكبير على التدخين، لم أكد أستطيع الإقلاع عنه لمجرد ساعة،وعندما يقترب رمضان بشهر أو اثنين كنت أشعر بقلق شديد (واضطراب في نبضات القلب)
أما الآن وبعد أن تخلصت من التدخين فإن رمضان يمر مرور الكرام،وأحاول أن أستغله قدر الإمكان،أحسن إلى من استطعت الإحسان إليه وأكف لساني عن الناس.
السراج : شكرا لكم

ولد بلخير : عزيز حنث في اليمين الدستورية ولا حوار دون اتفاق دكار

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox