الأحد, 19 سبتمبر 2010 21:42 |
زينب بنت عابدين إحدى الشاعرات الشابات الموريتانيات التي قررت أن تقتحم على الشعراء الرجال ميدان الصدح بالقافية وإطراب الجماهير بموسيقى القصيدة الثقافيةالوطنية شاعرة متميزة، في تجربتها الشعرية ملامح كون شعري مستقل بخصائصه الفنية والمضمونية، شاركت في برنامج شاعر الرسول نسخته الثالثة 2010وظل اسمها خلال كل حلقاته يتردد على ألسنة النقاد وفي محتوى رسائل المصوتين، تأهلت للمرحلة قبل الأخيرة، ولا تزال تواصل مسيرتها نحو اللقب المقدس مصرة على أن تضيف إليه تاء التأنيث بعد ردح من سيطرة الرجال عليه فتصبح"شاعرة الرسول"، السراج التقتها وأجرت معها الحوار التالي:
ـ السراج: من هي زينب بنت عابدين؟
ـ زينب بنت عابدين: أنا موريتانية ولدت سنة 1985 في مدينة النعمة، والآن أحضر ماجستير في مناهج البحث الأدبي.
ـ السراج:ماهي قصتك مع الشعر وكيف كانت البدايات الأولى؟
ـ زينب عابدين: أعتقد أني لن أكون عامل مبالغة إذا قلت إن الشعر بالنسبة لي كان خليق عامل الوراثة بالدرجة الأولى، فأنا نشأت في محيط أدبي بحت، يقرأ الشعر ويقرضه، ويتعاطى ثقافته في كل الأحايين، أما قصتي مع الشعر، فقد بدأت أكتب البدايات الأولى وأنا في الصف الثالث إعدادي سنة 2000.
ـ السراج:كيف ينظر المجتمع الموريتاني للمرأة الشاعرة من خلال تجربتك؟
ـ زينب عابدين: نظرة المجتمع للمرأة الشاعرة تختلف باختلاف الوسطين الاجتماعي والثقافي، مابين معجب يقدر تجربتها ويفخر بها وبين منكر لدورها الثقافي أصلا بله الشعري، ولا يرى أنه ينبغي لها أن تكون منافسا شعريا للرجل.
ـ السراج: ما هي رسالة الشعر ودور الشاعر من وجهة نظرك؟
ـ زينب عابدين: الشعر بالنسبة لي يمثل أهم وأروع الفنون الأدبية، ويمتاز بقدرته الفائقة على التأثير في المتلقي وتشكيل رؤيته وتغيير تصوره للكون والحياة، ومن ثم كان لزاما على قارضيه أن يصعدوا به المكانة اللائقة، فهو رسالة أدبية تعكس الحياة بأسلوب فني نافذ مؤثر، ولا يجوز في نظري النزول به إلى المواضيع التافهة والأغراض السيئة، فعلى أمة الشعر أن تهتف خلف أمير الشعر وسيده الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي مرددة قوله:
وقفتك يا شعري على الحق وحده فإن لم أنل إلاه قلت لهم حسبي
ـ السراج: من خلال تجربتك في الشعر والأدب، ما رأيك حول ما يسمى في النقد بإشكال الأدب النسائي؟
ـ زينب عابدين: أنا أعتقد أن هذا الإشكال ينطلق من نظرة ترى أن المرأة ليست قادرة على معاقرة الكلمة والمعنى والرمز وهي نظرة لا تضع في حسابها أن كثيرا من مقومات الأدب هي من خصائص المرأة الفطرية، أليست المرأة أصدق عاطفة وأرهف حسا، إن الساحة الثقافية ستنهض نهضة نوعية إذا استطاعت أن تخرج الأدب النسائي إلى النور من خلال تشجيع التجارب النسائية.
ـ السراج: أن المرأة الوحيدة التي شاركت في مسابقة شاعر الرسول، على أي شيء يدل ذلك؟
ـ زينب عابدين: الشاعرة الموريتانية ي
تحكم فيها عاملان الجرأة والتوجس، وفي كل مرة ينتصر أحد الشعورين، وبالنسبة لي غلبت شعور الجرأة وقررت المشاركة في البرنامج، مشاركتي رسالة للمرأة الموريتانية الشاعرة أن اقتحمي فالميدان مفتوح أمامك، وللشاعر الرجل أن شمر فقد أزفت المنافسة.
ـ السراج: ما تقييمك للمسابقات الشعرية التي بدأت تكثر في السنوات الأخيرة، ومنها برنامج شاعر الرسول؟
ـ زينب عابدين: انتشار المسابقات الشعرية مؤشر واضح على استيقاظ الساحة الثقافية عموما والشعرية خصوصا، وقد كان طبيعيا أن تلقى هذه الظاهرة صدى في وسط الشعراء في بلد لقب ببلد المليون شاعر، وهو أمر له دوره وقيمته وإن بتفاوت، ومأخذي الوحيد على هذه المسابقة هو أنها تحتاج إلى مراجعات منهجية من حيث توزيع الدرجات، فمناصفة الدرجة بين لجنة التحكيم وموزع التصويت أمر ينأى بالمسابقة عن أجواء النقد البناء، ويسمها بميسم التجارية.
ـ السراج:بمن تأثرت زينب الشاعرة ولمن تقرأ أكثر؟
ـ زينب عابدين: اطلعت على العديد من عيون الشعر العربي قديمه وحديثه، وكنت في كل مرة أحط الرحال عند محطة من محطاته، فاستوقفني من القديم ثلاثي بديع هو ابن أبي ربيعة، وحكيم العرب المتنبي وجرير، وأما الشعر الحديث فقد شدني شعر الفيليوف الشاعر الهندي محمد إقبال والشاعر الساخر أحمد مطر، وعموما فأنا أقرأ كل ما جاد من الشعر وأتأثر به.
السراج: في أي المدارس الشعرية تصنفين تجربتك؟
ـ زينب عابدين: الشعر عندي صعود وتحليق في فضاء المعاني، ولذلك فأنا أطلق له العنان ليحط أينما راق له ذلك، ولست ممن يتقوقع في مدرسة معينة.
ـ السراج: حبذا لو قرأت لنا أقرب نصوصك إليك وأولى تجاربك؟
ـ زينب عابدين: الشعراء في الغالب يخبئون بداياتهم الأولى لأنها في الغالب بدايات متعثرة لأنها حينها ما تزال في طور الحبو، إلا أنني سأذكر لكم أولى تجاربي الشعرية التي هي عبارة عن خواطر في مجال الحكمة المبكرة:
ألا إنما المرء مثل الهلال كمال ونقص بعيد الكمال
يموت الذليل فينسى ويبقى بعيش وعز كريم الفعال
ترقب زوال فكل سيمضي وما من خلود دنانا كآل
أما أقرب نصوصي إلي فكلها قريبة إلي.
ـ السراج: ما تعريفك للشعر؟
ـ زينب عابدين: عرفت الشعر يوما فقلت:
ما الشعر إلا ناقل هو عندنا مرآة عصر المرء نبض الأنفس
هو أن نعيش حياتنا بسعادة ونقاسم البؤساء طعم المبئس
هو أن تقول إذا أرت مقولة فيعي كلامك كل أهل المجلس
هو ضربك الأمثال تحسن ضربها ليس القريض سوى مثال كيس
هو بالسلاسة في المعاني يزدهي وله الفصاحة صاح أجمل ملبس
ـ السراج: مالذي تحبين قوله للجماهير؟
ـ أحيي فيهم روح الشعريةوأرجو أن أكون عند حسن ظن المتلقين، وأعتز بوجودي ضمن صفوة الشعراء زملائي المشاركين في برنامج شاعر الرسول؟
ـ السراج: هل من كلمة أخيرة؟
ـ زينب عابدين: أشكر موقع السراج على اهتمامه بالساحة الثقافية والأدبية،
وأتمنى أن أحصل على لقب "شاعرة الرسول".
|