ولد سيدي محمود : عزيز كان يكافئ الوزراء الأسوء أداء في البرلمان بالتقريب
الخميس, 24 أكتوبر 2013 14:42

قال النائب السالك ولد سيدي محمود في مقابلة مع السراج إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز كان يكافئ الوزراء الأسوء أداء في البرلمان والأقل قدرة على الإجابة على تساؤلات النواب بالحماية والتقريب وتحدث النائب السالك ولد سيدي محمود في مقابلته مع السراج عن تجربته البرلمانية وعن موقف تواصل الأخير من الانتخابات

 

نص المقابلة

 

السراج : أهلا بكم السيد النائب السالك ولد سيدي محمود  لنبدأ بظروف ترشحكم عبر لافتة حزب الوحدوي الاشتراكي وهو حزب لا تتقاطعون كثيرا مع أهدافه إن لم تكن لديكم مشاكل مع تياره

 

 

السالك ولد سيدي محمود : لقد ترشحت عبر حزب الوحدوي الاشتراكي بسبب غياب أي نافذة سياسية حزبية تمكنني من الترشح للائحة الوطنية، واضطرت للبحث عن حزب للتجاوب مع الشكلية القانونية من باب الضرورات تبيح المحظورات

وقد وجدت حزب الوحدوي الاشتراكي ولم تطل مسيرة البحث كثيرة ولم يطلب مني الحزب لا قراءة وثائقه ولا أي تعهد ولا حتى انتساب له ولا الحصول على بطاقة عضوية.

وهو تجاوب معي – مشكورا – على الفور، وقد تكون له رغبة في الحصول على حضور في المشهد الانتخابي وربما التقت في هذا المجال رغبتانا رغبتي كمترشح ورغبتهم كحزب في الظهور في السباق الانتخابي

ولم يحصل هذا الحزب على أي تعويض مالي مني ولا من وزارة الداخلية بسبب أن التعويض يدفع على أساس المقاعد البلدية وليس النيابية وإذا كان من شيء فهو أن ألوان هذا الحزب حصلت على 58 ألف صوت في موريتانيا.

 

أما قولك أن لنا مشاكل مع القوميين فليس إطلاقه صحيح أننا لا نصدر عن رؤية واحدة، ولكننا تتلاقي ونتحالف وما تقتضيه الظروف والسياقات من التلاقي أو التنافر يحصل في حقنا وفي حقهم.

 

السراج : كيف تقيمون تجربتكم البرلمانية؟

 

السالك : أحمد الله تعالى على أن هذه الفترة مكنتنا شخصيا وبالتضامن والتآزر مع نواب المعارضة من رفع الصوت عاليا ضد الفساد وضد ظلم المواطن ومكنتنا من الانحياز بشكل دائم إلى صوت المهمشين والفقراء

وفي هذه المهام ينحصر في الغالب عمل البرلماني ويضاف إليهما مهمة التشريع والرقابة، وهي مهمة تتناسب طرديا مع مستوى الوعي السياسي لدى السلطة الحاكمة والنخبة السياسية والجماهير وإذا تراجع مستوى الوعي فإن النائب يتحول إلى سلطة شكلية.

 

وقد تمكن نواب المعارضة في التكتل وتواصل وقوى التقدم والتحالف الشعبي التقدمي وحاتم والتحالف الشعبي في فترته الوسطى والأخيرة، قدمنا المساءلات الكثيرة لوزراء ولم يسلم وزير ولا قطاع من نقدنا اللاذع للفساد المستشري ولا من طرح الإشكالات التي تعبر عن نبض الشارع، وكشفنا أوراقا في منتهى الخطورة سواء تعلق الأمر بالصفقات والاتفاقيات المجحفة بالوطن والمواطن وكشفنا سوءة النظام وزيف دعايته

وقد استطاع نواب المعارضة مساءلة الوزير الأول ووزير التهذيب والعدل والخارجية والداخلية والمالية والشؤون الإسلامية والتنمية الريفية والتجهيز والنقل والصحة، والدفاع

والجميع لا يزال يتذكر المساءلة الشهيرة عن صفقة مطار نواكشوط وغيرها من الصفقات.

وكانت أهداف هذه المساءلات مهنية تسعى إلى القيام بدور النائب في الرقابة وتحريك مستوى المطالبة بالحقوق في الشارع حينما يرى المواطنون قضاياهم تطرح بصوت عال ومسموع أمام المسؤولين عنها.

 

لكن لهذه التجربة أيضا جوانب سلبية كثيرة، أبرزها أن دورنا ومساءلاتنا وإن لقيت تجاوبا واستحسانا من الرأي العام إلا أنها لا تغير شيئا في برنامج النظام وقد كافأ النظام الوزراء الأقل كفاءة والأكثر ارتباكا وتخبطا وفسادا بعد المساءلات التي أظهرت فشلهم، وأبرز مثال على ذلك مساءلتنا لوزير التعليم وقراءتنا للفاتحة على روح التعليم ، فما كان من النظام إلا أن كافأ ذلك الوزير بتعزيز صلاحياته وتحويل قطاعه إلى غول متحكم في مصير الشعب.

ومن الأمور السلبية أيضا أن نواب الأغلبية وهم نخبة المجتمع في دراساته العليا وكفاءاتهم الأكاديمية وأن بعضهم عاش طويلا في الغرب حيث التقاليد النيابية والبرلمانية بالغة التميز، اختاروا الانحياز إلى المصالح الحزبية الخاصة وعدم التفريق بين الموقف السياسي والقضية المهنية، وهو ما أثر سلبيا على عمل البرلمان بشكل بالغ الفظاعة حيث تحولوا إلى أغلبية مساندة دائمة ومطلقة لما يأتي من السلطة.

 

 

السراج : وهل فرقتم أنتم في المعارضة بين السياسي والفني؟

 

 

السالك ولد سيدي محمود : لقد قمنا بالفعل بالتفريق بين السياسي والفني وكنا بشكل دائم نصوت لصالح اتفاقيات التمويل التي تخدم البلد والمعاهدات الدولية التي تعزز الحريات والتنمية والتعاون الإيجابي بين بلدنا وغيره من البلدان أو المنظمات الدولية.

 

السراج : هل تأثر موقفك النيابي بموقف تواصل المتناقض جدا خلال السنوات الخمس الماضية؟

 

السالك ولد سيدي محمود : أولا لا أريد أن يتحول هذا الحوار إلى محاكمة لمواقف تواصل ولا أوافقك في الوصف الذي أطلقته على الحزب وعموما أجزم بأن مواقف الحزب السياسي لم تؤثر علي مطلقا في عملي النيابي ولم أؤجل أي موضوع أو أي مساءلة بناء على موقف تواصل أو أن تواصل لا يرضى عنها مطلقا، وأرجو أن لا أكون قصرت في أداء واجبي ذلك

لقد كان واضحا جدا أن الموقف المعارض يعني أننا غير راضين عن رأس النظام ولا أطرافه ولا برامجه السياسية وهذا هو عكس موقف الموالاة.

فمهمة المعارض هي السعي المدني والسياسي إلى إدالة النظام واستبداله بشرعية سياسية جديدة قائمة على اختيار شعبي سليم، وإذا انتقل حزب إلى المولاة فهذا يقتضي أنه بات متقنعا بشرعية النظام وجدوائية برنامجه السياسي ولا تجزئة بين المعارضة ولا بين الموالاة، فكل منهما فسطاط سياسي مواز للآخر.

 

 

السراج : هل تلازمون بين شرعية النظام وبين برنامجه السياسي؟

 

 

السالك ولد سيدي محمود : لا لا .. الشرعية والبرنامجان متكاملان لكنهما غير متلازمين، فالشرعية أساس الوصول إلى السلطة والبرنامج هو الخطة التنمية التي تقدمها الحكومة والنظام لسياسة فترة الحكم المحددة في الدستور الذي هو إطار الشرعية

 

السراج :  لم يجدد حزبكم لأي من فريقه النيابي باستثناء نائب الطينطان سيدي محمد ولد سيدي ماخلفية هذا الموقف

 

السالك ولد سيدي محمود : التجديد أمر طبيعي ومحمود ولوائح تواصل الجديدة حملت كثيرا من الأوجه الجديدة والأوجه الشبابية خصوصا، وبالنسبة للنائب سيدي محمد ولد سييدي فسبب حضوره القوي جدا في الطينطان وعمله الإيجابي لصالح الناس هنالك وفعاليته السياسية وحظوظه الانتخابية قرر الحزب التجديد له

وما سوى ذلك فهو يؤكد ثراء الحزب على مستوى الأشخاص والكفاءات التي يقدمها لشغل مقاعد شغلها قادة سابقون.

 

 

السراج : مواقف تواصل خلال السنوات الماضية شهدت مدا وجزرا متفاوتا بين المعارضة الناطحة ثم المعارضة الناصحة وكذا السعي إلى ترحيل النظام ثم المشاركة المنفردة عن بقية أحزاب المنسقية ما سر هذا التراجع والارتباك

 

السالك ولد سيدي محمود : لا أسميه تراجعا والسياسة فن الممكن والحزب حزب كبير جدا وفيه آراء مختلفة ومتباينة ولا ضير أن يسود رأي في فترة بناء على تحليل الواقع والمعطيات ثم يسود رأي آخر في فترة أخرى بناء على التقدير السياسي والاجتهاد

والسياسة معادلة من طرفين هما المبادئ والمصالح والجمع بينهما أمر مطلوب ومسعى حميد

 

السراج : وعند تعثر الجمع هل رجحتم المصالح؟

 

السالك ولد سيدي محمود : الجمع بينهما هو المطلوب لكن في الأمر درجة من النسبية التي لا يمكن أن تغيب عن ذهن أي مشتغل بالسياسة والموقف النهائي للمنسقية كان يتطلب الإجماع ونحن جزء من المنسقية ولا يحصل هذا الإجماع إلا بنا.

 

السراج : يمكننا أن نقول إن موقفكم المنفرد منع حصول الإجماع؟

 

السالك ولد سيدي محمود : نحن جزء من هذا الإجماع وموقفنا كان واضحا منذ البداية وهو دعوة المنسقية بشكل ملح ودائم إلى دراسة الموقف السياسي من الانتخابات بجدية وكنا نؤكد لهم أن المكتب السياسي لحزب تواصل هو الذي سيقرر في النهاية كل المواقف التي سيتخذها الحزب

 

 

السراج : أليس المكتب السياسي لتواصل هو من شرع لكم الدخول في المنسقية والتوقيع على ميثاق الانتخابات؟

 

السالك ولد سيدي محمود : لم نتجاوز أي هيئة من هيئات الحزب في كل مراحل العمل في المنسقية وفهمنا للميثاق هو رفض الانتخابات وليس مقاطعتها وحرصنا على أن يكون هذا القاموس مفهوما لزملائنا المنسقية، وكنا نقول إن الرفض هو تعاط واقعي مع الانتخابات وقد يكون ذلك الرفض بالمشاركة السياسية مادام الأمر مفروضا.

 

السراج : في أي قاموس سياسي أو لغوي يوجد أن رفض الشيء يعني المشاركة فيه

 

 

السالك ولد سيدي محمود : في القاموس الواقعي والرفض يعني أننا نرى أن هذه الانتخابات المرتقبة لن تتوفر فيها شروط النزاهة والشفافية المطلوبة، ولو كان الأمر بأيدينا ما جرت هذه الانتخابات

يبقى التقييم والموازنة بين أن نشارك في هذه الانتخابات أو لا نشارك فيها وتأثير كل من الموقفين على الحزب ومواقفه وحضوره السياسي والوطن كله والممارسة السياسية، وهذه أمور لا يمكن أن تغيب عن موقف أو قرار أي جهة سياسية.

إن السلطة الحاكمة أصرت على إجراء الانتخابات رغما عن الجميع يبقى بعد ذلك تقرير الموقف بين أن نشارك في علاتها أو نقاطعها ونتائج كل واحد من هذين الخيارين

السراج : أيهم الأصوب الآن لموريتانيا وجود حلف سياسي ضد العسكر أم المشاركة في انتخابات ستؤدي إلى حصول مناصب سياسية لأطراف سياسية متناقضة؟

 

 

السالك ولد سيدي محمود : سأكون صريحا معك، هنالك طريقان طريق مثالي وهو الأصوب في نظري وهو طريق الصبر الطويل والنضال طويل النفس الذي يقتضي مواجهة العسكر وأذرعه سواء من القوى المالية القابضة وأصحاب المالك من رجال أعمال وتكنوقراط ورجال القبائل والقوى الغربية التي تتحكم في سقف التطور والديمقراطية في بلدان العالم الثالث.

ومواجهة هذا الثلاثي تقتضي في المقابل وعيا متزايدا وكبير بين الجماهير والساسة والنخبة ورؤساء الأحزاب وهو خيار بطيء الثمار طويل المسيرة لكن نتيجته الإيجابية حتمية.

 

أما الخيار الثاني : فهو خيار واقعي وهو التعاطي مع الواقع وقبول ماهو متاح والمطالبة بالمزيد وهو خيار للأسف جربته القوى السياسية الفاعلة في الساحة كل حدة، وقص جناح المواجهة مع الأنظمة العسكرية في مراحل مهمة

لكنه في النهاية خيار تكتيكي له ما يبرره في الساحة السياسية والواقع ولكن نتائجه تأتي عبر سقف متدن ووتيرة تقبل الواقع.

 

 

السراج : ماذا عن تسيير الجمعية الوطنية وما يشاع عن عمليات فساد واسعة داخلها.

 

السالك ولد سيدي محمود : في سياق الحديث عن الفساد لا يمكن إطلاق الكلام على عواهنه، وعموما فمنذ أن دخلت البرلمان لم تجتمع اللجنة الرقابية المكلفة برقابة التسييرالمالي للجمعية ولم تعد هذه اللجنة أي تقرير وعليه لا يمكنني أن أنفي أو أثبت وجود فساد في الجمعية الوطنية.

 

السراج : ماهي حظوظ حزبكم في الانتخابات القادمة

 

السراج : إذا حصلت الانتخابات في ظروف طبيعية – وهو مالا نتوقعه – فإن حزبنا سيحصل على نتائج انتخابية جيدة، ومعتبرة ولكن في ظل السياق الحالي والانتخابات عرضة للتزوير وشراء الذمم والإغراء والتخويف فإن أملنا في انتزاع حظوظ كبيرة لا يزال قائما رغم كل التحديات.

 

السراج : قلتم في البداية إنها وصية مودع فبم توصي مرشحيكم للبرلمان

 

السالك : هم رجال ونساء أكفاء ولكل منهم تجربة خاصة في الحياة وتكوين كبير وثقافة معتبرة وإذا كان من وصية فهي الانحياز إلى مصلحة الشعب ومصلحة المواطن وإن تعارضت مع مصلحة النائب نفسه ومصلحة حزبه، وليكن اعتبار رفع الظلم عن المواطن وطرح مظالم المواطنين أول الاعتبارات حضورا في ذهن النائب

 

السراج : شكرا لكم

 

  ولد سيدي محمود : عزيز كان يكافئ الوزراء الأسوء أداء في البرلمان بالتقريب

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox