أحمد و ولد عبد الله لصحيفة لموند :"العمليات العسكرية ليست ردا كافيا" |
الأربعاء, 22 سبتمبر 2010 20:10 |
في حوار نشره موقع Lemonde.fr ، أوضح أحمدو ولد عبد الله ، الممثل الخاص سابق للامين عام الامم المتحدة للصومال ، أن الاعلام هو أحد جبهات المواجهة في المعركة ضد تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي .
وأوضح ولد عبد الله أن على دول المنطقة أن تعمد إلى مزيد من الانفتاح السياسي حتى تمكن مواطنيها من حق المشاركة السياسية، كما أن عليها أن توحد جهودها في مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي .. وفيما يلي ترجمة لنص المقابلة: لموند : ماذا يريد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي؟ لذا لا يمكنني الرد على سؤالكم . لموند : ما ذا ينبغي أن يكون رد الدول الغربية على التهديد المستمر الذي يمثله تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي ،وهل يمكنها أن تتحد في مواجهته أم ستدان كل دولة بأنها تواجهه بمفردها ؟ فالبلدان المستهدفة عليها أن تتحمل مسؤولياتها على مستويين : أولها بالمزيد من الانفتاح السياسي حتى لا يكون هناك مجال لعقلية الحزب الواحد ،وانشاء تحالفات أو ائتلافات لتدعيم المشاركة السياسية داخل هذه البلدان وحتى يشعر سكانها بأنهم مواطنون في بلدانهم . وهي مهمة غير سهلة لكن بالنظر إلى الموارد المتاحة في هذه البلدان فمن المتاح منح الامل وتوفير العمل لمن جندوا ضد بلدانهم، فمصدر هذا الاستهداف ليس بالضرورة إيديولوجيا ، حيث هناك حالة من الملل فهؤلاء شباب بلا مستقبل وليس لهم عمل ثابت .وهم البروليتاريا "المحرومة".لا أقول ليست لديهم قناعات، لكن أغلبهم يتصرف بسبب الاحباط وانعدام الامل . من جهة اخرى فإن البلدان المستهدفة والتي أنشات لجنة للدفاع والتعاون في تمانراست ، عليها أن تفعل بجدية عمل هذه اللجنة حتى لا تكون مجرد هيئة إقليمية لا أكثر بل أن تصبح أداة تنفيذية مزودة بكل الوسائل . كما أن الجزائر بما لديها من خبرة واسعة في محاربة العنف وبما لديها من وسائل تقنية وموارد مالية يمكن أن تلعب دورا رائد في العملية وهو ما يتطلب شرطان :التحلي بالصبر مع دول الجوار ودعمها بسخاء. فالدعم الخارجي ليس سوى دعم فحسب وينبغي تفادي تدويل الموضوع أكثر. لموند : هل أصبحت افريقيا تحت تهديد إسلامها الرديكالي المعروف بتسامحه حيث أصبح الائمة المتشددون يحتلون مواقع متقدمة في الحياة الاجتماعية والعامة خاصة عند ما يعارضون بعض الاصلاحات وكمثال التخلي عن قانون الاسرة الذي كان الرئيس المالي يسعى إلى تطبيقه تحت ضغط من المجلس الإسلامي الأعلى إلى غير ذلك من الامثلة وفي مثل هذه الانظمة المفتوحة التي يتصرف فيها الائمة بهذا الشكل الاكثر أو الاقل اعتدالا فإن الامر يتعلق بإدارة مؤسسات الدولة والتي ينبغي أن تدار بطريقة ديمقراطية وألا تسمح بالتدخل الاجنبي.
أحمدو ولد عبد الله : لست متخصصا في الشؤون الدينية وليس لدينا في إفريقيا الغربية أي تراتبية دينية، فالتدين شأن شخصي، لذا أرى أن على الحكومات أن تحاور الجميع: الائمة والعمال ورجال الاعمال ، وإذا كان الدين يحتل موقعا مؤثرا فذلك لوجود فراغ سياسي . لموند : الا تخشون من تزايد عمليات الاختطاف وأن توفر جهود مواجهة القاعدة ذريعة لاستمرارها، وهل يمكن اعتبار قتل الرهينة ميشل جرمنو من طرف جهادي القاعدة بالمغرب الاسلامي نوعا من "الاضرار الجانبية" التي لا يمكن تلافيها في الحرب التي تشنها فرنسا ضد القاعدة وهو ما يمكن قراءته في الصحف بعد الهجوم الذي شنته كل من فرنسا وموريتانيا للافراج عن جرمينو من أن هذا الهجوم قد حقق مكسبا على صعيد مواجهة القاعدة وذلك رغم قتل الرهينة جرمينو . أحمدو ولد عبد الله : هناك ما لا يمكن التصريح به علنا وهو أن من جبهات المعركة اليوم وسائل الاعلام فالمعركة إعلامية سواء في القرن الافريقي أو في اليمن لذا ينبعي التعرف على كيفية إدارة هذه المعركة ، ولا يمكن تجاهل حرية الاعلام والتي هي مطلب ديمقراطي لكن الاعلام أيضا فوري وسريع الانتشار فالعالم كله يتابع الانترنت أو الصحف . وآمل أن لا يتم إعدام الرهائن المختطفين لأنه في الوقت الذي نقلل فيه من أهمية موت أي شخص سواء من المنطقة أو من خارجها ،فإننا نفتح بذلك الباب أمام انتهاكات عديدة. فلم يعد أحد في مأمن، فحياة النفس البشرية أمر مهم دينيا وإنسانيا واجتماعيا لذا ينبغي العمل ضد جرم أن يكون اختطاف بعض الرهائن موردا للدخل، لأننا بذلك سنقع في دائرة مغلقة ، وهو أمر يصعب الحديث عنه لأن هناك مسجونين فقدوا حريتهم لكن علينا ترك السؤال إلى من يتحملون المسؤولية عن ذلك |