ولد مولود: لست نادما على اتفاق داكار( مقابلة) |
السبت, 26 مارس 2011 13:58 |
وأضاف ولد مولود أن عدم التزام بعض الأطراف بتنفيذ اتفاق معين لا يعني بالضرورة وجود خطإ في الاتفاق نفسه في إشارة إلى عدم التزام الرئيس ولد عبد العزيز بالتطبيق الكامل للآتفاق.
وقال ولد مولود إن السلطة القائمة لو التزمت ببنود اتفاق داكار لما كانت النتيجة في الانتخابات الماضية هي النتيجة ولما كان الوضع الراهن بأزماته موجود الآن على حد تعبيره. من جانب آخر قال ولد مولود إن مبادرة حزب تواصل" إصلاح قبل فوات الآان" التي تقدم بها للساحة السياسية خلال الأسابيع الماضية مبادرة جيدة، وجاءت في وقتها المناسب، مضيا أن منسقية المعارضة كانت تدرس العديد من المحاور التي وردت في الوثيقة المدروسة لتقديمها للساحة الوطنية للخروج مما وصفه بالأزمة الخطيرة التي يعيشها البلد على كافة الاصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وفيما يلي النص الكامل للمقابلة: السراج كيف تنظرون إلي الوضع السياسي والإقتصادي في البلد ؟محمد ولد مولود: بسم الله الرحمن الرحيم في ما يتعلق بهذا السؤال أظن أن الواقع المعاش من طرف المواطنين يكفي للرد علي هذا السؤال ، بما يظهر من شح لدي المواطن البسيط وما يظهر من عجزه عن تلبية حاجاته الأساسية من تغذية ودواء ، فهناك تدهور حقيقي في القوة الشرائية وتدهور حقيقي في التشغيل لجيوش العاطلين التي تتكاثر يوما بعد يوم بشكل كبير ، هذه اللوحة السوداء للوطن تزيد منها أيضا الظروف الأمنية لأن القضايا الأمنية الآن من الأمور التي يعاني منها المواطن الآن في الأحياء الشعبية فهناك شعور بأن الدولة لم تعد قادرة علي توفير الأمن أو أن المواطن وممتلكاته ليس الشغل الشاغل للقائمين علي الشأن العام بما فيها جهاز الدولة أو أنهم عاجزون عن حماية المواطن ، كل هذا يعبر عن أزمة لا يمكن أن أقول أزمة اقتصادية بالمعني الإقتصادي للكلمة لكن فوضي اقتصادية أو نهب اقتصادي أو تبذير للموارد الطبيعية والمالية للدولة كل هذا حاصل النتيجة أنما يتوفر عليه المواطن يتناقص باستمرار قد يكون بعض القطاعات الإقتصادية في نمو ولكنه نمو لا يصب في إسعاد البلد ولا في تحسين ظر وف المواطن هناك نمو بوتيرة قوية في قطاع المعادن لكن هذا كله في صالح الشرائك الأجنبية والبلد لا يستفيد منه وأظن أن هناك أمور غامضة في هذا المجال حتي اننا لا نجد تفسيرا لبعض المفارقات علي سبيل المثال في شركة تازيازت حسب ما نشر أخيرا من بدايتها مع النظام الحالي أنها حققت ما يقارب 140 مليار أوقية ولم تستفد موريتانيا منها إلا ثلاثة في المائة كيف يمكن لسلطة تدعي انها وطنية وتدعي أنها تهتم بتحسين ظروف الفقراء أن تقبل بهذه العلاقة أظن أن هناك فسادا كبيرا علي مستوي هذا القطاع وهو ما يفسر ان الشرائك الأجنبية طليقة اليدين في نهب ثرواتنا المعدنية وخاصة في مناجم الذهب في تازيات واكجوجت والقطاعات الأخرى تتأثر كثيرا بغياب الإطار المؤسسي حيث أن الدولة غائبة وهي المنظم الأساسي للحياة العامة وخاصة الحياة الاقتصادية التي تعاني من شلل مطلق جراء الإجراءات المتخذة من قبل الرئيس في تسيير الميزانية والقطاعات إذ نجم عن ذلك تعطل كل المصالح ألأساسية في الدولة لأنها لم تعد لها وسائل وأبدل العديد من أطرها بحيث أصبحت تفقد الخبرات اللازمة لتوجيه القطاعات الاقتصادية ومساعدتها هناك تقريبا خراب لجهاز الدولة يفسر أن الفرص الاقتصادية الحقيقة في كل القطاعات فرص ضائعة فإذا تكلمنا عن الزراعة نشاهد بذل جهود في الموسم الأخير لكنها لم تكلل بالنجاح حيث لم تتخذ إجراءات لحمايتها من بعض الجوانب وخاصة الطيور وبالتالي لم تكن هناك نتيجة وفقد الحصاد فيما يعني التنمية كثر الكلام عن القرض لصالح المنمين ولكن الأصوات المرتفعة من الحوضين تؤكد أن القرض بدأ يسير في المجاري التقليدية للفساد إذا نحن أمام وضعية اقتصادية فيها الكثير من المفارقات حيث الفرص الحقيقية لنمو اقتصادي وخلق فرص عمل وهناك عجز حقيقي من الدولة لاستغلال هذه الفرص والنتيجة مأساوية حيث بطالة الشباب والتي لا أفق للتغلب عليها مع هذه السياسة والتسيير وشعبنا يعاني من تدهور المعاش وهذه اللوحة السوداء التي لا أجد متعة خاصة كمعارض بأن أذكر بها لأن الجميع يعرفها ولكن ردا علي السؤال من الضروري التنبيه أن البلد له فرص حقيقية في الخروج من هذه الوضعية لكن عجز الدولة ونمط التسيير القائم هما العقبة الرئيسية السراج الدولة تتحدث عن عمليات مهمة مثل تضامن 2011 وعملية رمضان وتؤكد نجاعتهما في تخفيف وطأة العيش علي المواطن الفقير ما هو تقييمكم لذلك وما موقفكم من الفساد والإطاحة برؤوس كبيرة منها أقارب للرئيس واعتقالاتمحمد ولد مولود : أي اعتقالات السراج : هناك من أطيح به من أقارب الرئيس مثل الأمين العام لوزارة الشؤون الإسلامية وهناك من اعتقل بتهم فساد مثل أحمدو ولد خطري وولد الدادةمحمد ولد مولود: أظن أن النظام يقوم ببعض الإجراءات والعمليات مثل رمضان والتضامن الراهنة لفتح بعض الحوانيت وتخفيض الأسعار فيها لكن الصيغة المتبعة لا تفيد الفقراء فمن المعروف أن غالبية الفقراء يسكنون الريف وبالتالي كان المفروض ان تكون العملية مصممة بطريفة تجعل مواد في متناول سكان الريف هل بوسع منمي يسكن في قرية ما في بلد أن يسافر يوما كاملا إلي الحانوت الواقع في مركز البلدية ويشتري فقط كلغ من كذا ليعود في اليوم الموالي وبالتالي العملية مصممة للدعاية وليست لتقديم حل لما يعانيه المواطنون من غلاء المعيشة وصعوبة مواجهة هذه الظاهرة بالطبع نحن نريد تخفيض الأسعار علي المواطنين وكل مجهود في هذا الاتجاه لا يمكن جدلا إلا أن يكون في الأتجاه الصحيح لكن الطريقة التي صممت بها هذه العملية يفوح منها روح الأستغلال الدعائي فقط ولاغير. وعلي سبيل المثال أنتم تشاهدون العديد من هذه الحوانيت مهجورة بسبب أنه لا يأتيهم إلا من ليس لديه بد من ذلك في الوقت والعمل والحاجة هم روادها لأنه ليس بالإمكان أن تبقي لمدة ساعات في طابور من أجل شيء ضئيل والمستفيد منها هم التجار الذين كلفوا بتزويد الحوانيت يستفيدون بالاعتراف لهم باحتكار السوق والأسعار التي منحتهم الدولة وهي مرتفعة جدا وهذا علي حساب الخزينة العامة أي علي حساب المواطنين ماكان مناسبا لوضعية كوضعية موريتانيا هو عملية تتجسد في تخفيض شامل لأسعارالمواد الأساسية يتم تسييرها من طرف الدولة ويترك للتجار ربحهم المستحق لكن ربح محدود حسب تكاليف الأستيرادوالنقل والتخزين ونحن أصدرنا وثيقة تظهر أن الأرباح الراهنة باهظة ويمكن تخفيضها علي امتداد التراب الوطني أما هذه الصورة المشينة المهينة أن المواطن يقف في الطابور ساعات عديدة ليجد كيلين فهذه تعبر أيضا عن تصور هذه السلطة عن المواطنين أن كلهم مساكين وتعاملهم كذلك ولا تحترم مشاعرهم فلو كان الأمر غير ذلك لصممت العملية لصممت العملية بطريقة أخري وهي أن ياخذ المواطن المستهدف من هذه العملية مؤونته لمدة أسبوع أو أسبوعين وإن تطلب ذلك بطاقة أو غيرها لكن هذه العملية مصممة لإهانة المواطن بدل إعانته التي هي المشكل الأساسي السراج وما ذا عن محاربة الفساد؟محمد ولد مولود هناك فسادان فساد كان يمارس قبل هذا النظام وهناك الفساد الذي جاء به هذا النظام والفرق بينهما أن الأول فساد ويخجل من أن يدعي أنه إصلاح أما مانعاني منه الأن فهو مقنع بالإصلاح وفي الواقع إصلاح النظام الراهن نتيجته كارثية علي مستوي معاش المواطن وحياته اليومية وكذلك علي الحالة الإقتصادية العامة للبلد ولذلك المفارقة أن هذا الإصلاح يسير بالمواطن والبلد إلي تقهقر مستمر في المستوي الإقتصادي والإجتماعي والأمني ولا أعرف إن كان تغيير التسميات سيخرجنا من هذه الدوامة لأن النظام يسمي الفساد إصلاحا والإصلاح فسادا والمواطن اغتر بهذا فترة من الزمن لكنه بدأ يعي أن الإصلاح الحقيقي هو الإصلاح الذي يلاحظ في الوجبة اليومية والملبس والمسكن وفرصة العمل والعدالة وحرية التعبير إذا كانت هذه المجالات حصل فيها تقدم فهو إصلاح أما أن يكون فيها تقهقر فلإن السياسة المتبعة هي في الواقع سياسة فساد أضف إلى ذلك أن الفساد جلي في تسيير أهم مظهر بالنسبة المة وهو جهاز الدولة الذي هو الوسيلة التي تقام بها المشاريع. ما حصل في النظام الراهن هو تفكيك جهاز الدزلة وجعله في حالة شلل، كيف ذلك؟ أولا الاحتواء على الوسائل المادية المخصصة له من طرف الميزانية للقيام بكل الوظائف من يريد الآن في اي ولاية من الولايات إغاثة مريض ويأتي للمركز الإداري ويطلب سيارة الحاكم لن يجدها إلا بشرط أن يدفع هو نفسه مبالغ لشراء البنزين واحيانا يطلب منه توفير السيارة لأن الإدارة أصبحت عاجزة، وهنا في نواكشوط يمكن التأكد من أن الفساد الذي لحق بالبلد عن طريق زيارة بعض الإدارات الحكومية، لآن الجميع ليست لديه وسائل يعمل بها إ\ن هذا هو الفساد الحقيقي وأكب ر فساد لحق بالدولة أضف إلى ذلك أن كل من لهم خبرة وكانوا موجودين في اللإدارة تم فصلهم واستبدلوا بعناصر جديدة تنقصهم الخبرة والمعرفة في تسيير الأمور الموكلة إليهم، والفساد الثاني هم هدر الموارد الطبيعية لصالح الشرائك الجنبية ، تازيازت و mcm تقوم بنهب منظم وواضح وبتمالئ من السلطة القائمة، وأكبر فضيحة في هذا المجال هو ان السلطة القائمة قبلت بتوسيع رقعة المساحة الممنوحة لشركة تازيازت بلا مقابل أي أنها تركتها تطبق على كل الرقع المقدر أن تكون فيها مناجم للذهب، كلها تركت لتازيازت، رغم ان المعاهدة معها كانت تحد المساحة الممنوحة لها، ورغم ذلك كان من المفروض أن تدفع تازيازت إلى قبول مراجعة المعاهدة الأولى الموقعة 2004 بالنظر إلى ارتفاع أسعار الذهب حتى تستفيد موريتانيا اكثر، وبدلا من ذلك أضيفت لها مساحات جديدة للاستغلال بدون أن يطلب منها مراجعة عناصر المعاهدة. وكان طلب تازيازت لمساحات جديدة فرصة للدولة من اجل الحصول على مبدإ مراجعة الاتفاقية في أساسها، إذن تازيازت الآن تستغل كل المساحة والمعتبر أنها تحتوي على مناجم ذهب بشروط اتفاقية 2004 المجحفة بالنسبة لموريتانيا، كيف حصلت تازيازت على هذه الشروط الغريبة ومقابل ما ذا؟ هذا هو السؤال بالطبع السلطة القائمة تطبل كثيرا على مضاعفة المداخيل السنوية للدولة لكن هذه مغالطة، بالطبع الذهب تضاعف سعره، وبالتالى من اللازم أن يكون لذلك دور ولكن الدور الحقيقي هو تضاعف وتيرة الاستغلال ، تازيازت كانت تستغل سنويا 120 ألف عنصر من الذهب وأصبحت الآن تستخرج 275 ألف عنصر، وبالتالى تكون نتيجة ذلك ازدياد مداخيل الدولة لكنه ازدياد لا يغير عناصر المعادلة وهي اننا لا نستفيد إلا 3% من مجموع الدخل العام للشركة، إذن هذا هو الفساد الحقيقي في الوقت الذي يعيش فيه المواطن ظروفا صعبة والدولة تعاني من الكثير من المشاكل وفرص العمل تتقلص يوما بعد يوم، ويمكن أيضا التذكير بأن كل مطالبات البرلمان بتقديم توضيحات حول 50 مليون دولار اختفت على ذمة السلطة الراهنة و400 مليون دولار اختفت في عهد السلطة السابقة حسب ادعاء الرئيس الحالي لم تقدم ، إضافة إلى ذلك وهو الأمر الأخطر يوجد تلاعب للسلطة بالقانون المالى فهي تجبر البرلمان على تبني القوانين وعندما يصبح قانونا تضرب به عرض الحائط ولا تولى له أي احترام وتصبح إرادة الحاكم هي قانون المالية، هذا حقيقة.. كل الكثير من مبادرات السلطة والنفقات التي تقوم بها خارج إطار الميزانية المقررة من البرلمان منذو شهر إذن هذا تلاعب خطير جدا ويجعل تسيير المال العام خارج أي ضوابط وأي رقابة وهذا هو الفساد بعينه. السراج: لو انتقلنا إلى موضوع منسقية المعارضة هناك حديث عن وجود خلافات داخلية في منسقية المعارضة وقد بدت تطفو على السطح بعض مظاهره من خلال إقرار حزب الوئام للمشاركة في الانتخابات المقبلة، بينما قررت بقية المنسقية مقاطعة هذه الانتخابات، بالإضافة إلى بعض الخلافات الأخرى، ما هي وضعية منسقية المعارضة في ظل هذه المعطيات؟ولد مولود: أطن أن منسقية المعارضة هي قطب سياسي يقع على عاتقه مسؤولية المساهمة في إخراج البلاد من المأزق الموجود حاليا، ولكي يحقق هذا الدور من اللازم أن يتقى موحدا، لكنه من الطبيعي بالنسبة لأحزاب من مشارب مختلفة ولها تجارب مختلفة وقد تكون لها طموحات متباينة من الطبيعي أن تحصل بينها خلافات ، لكن كل الخلافات التي حصلت في الماضي تسير تسيير ديمقراطي وإيجابي بالنظر للشعور الجمعي بضرورة الوحدة وبضرورة خلق معادلة تجعل البلاد تتمكن من تجاوز هذه الأزمة، وبالتالي لا يؤرقنا كثيرا أن تكون هناك خلافات ونقاشات حول بعض المواضيع لأننا متأكدون في النهاية- وهذا ما حصل ويحصل دائما – أننا سنتوصل إلى اتفاق، وأظن أو وضعية المنسقية اليوم أفضل من أي وقت مضى فنحن لنا رغبة قوية في الاتفاق، وفيما يتعلق بالشيوخ ما حصل ناجم بالأساس عن تأخر القرار، بحيث أصبح كل حزب تحت ضغوطه الداخلية، وهذا ما جعل من الصعب التراجع عن القرارات السابقة، عموما نأمل أن يتبنى جل المنسقية موقفا موحدا وإن حصل تباين مع البعض الآخر فذلك لن يضر كثيرا ما دمنا متأكدين أن المطلب الرئيسي هو أن تكون هذه الانتخابات شفافة ونزيهة أكثريتنا متأكدة أنها لن تكون كذلك وهو ما جعلنا ندعوا إلى تأجيلها للتأكد من تحديد قواعد للعبة تضمن أن تكون نزيهة قبل الدخول فيها وهذا هو موقفنا بالنسبة في كل الانتخابات لأننا نرى أنه من غير المعقول بعد ما حصل من أزمات سياسية منذ 2008 أن تنظم انتخابات على أسس فاسدة ونشارك فيها بكل بساطة، علينا أن نطالب السلطة القائمة إذا كانت جادة في البحث عن حلول توافقية أن تعطي الفرصة لتحديد قواعد اللعبة بشكل حقيقي وتضمن بذلك مشاركة الجميع. السراج: من حين لآخر بدأت المعارضة تتقدم بوثائق للخروج من الأزمة الحالية، ما هي معالم وثيقة منسقية المعارضة التي يدور حولها الحديث الآن، وما هو موقفكم من الوثيقة التي تقدم بها حزب تواصل؟ولد مولود : الوضع الآن يفرض على الجميع الرد على سؤال مركزي هو هل النظام السياسي القائم قادرعلى تسيير شؤون البلد؟ وإن كان الجواب بلا هل هو قابل للإصلاح؟ وبالتالى المسألة المركزية المطروحة الآن هي مسألة نظام السلطة على كافة المستويات .. الأمن ، الأسعار الوضع الصحي، البطالة ...الخ، كل هذه الأمور تعود إلى صاحب القرار رئيسا أو وزيرا أو حاكما وبالتالي تطرح مشكلة من يسير هذا البلد، وبما أن الجميع يلاحظ خللا كبيرا في هذا المستوى من الطبيعي أن تكون المشكلة هي نظام الحكامة، شأننا في ذلك شأن كل البلدان العربية الآن، وأظن أن الرياح التي تهب من الشرق هي رياح تعطي إلحاحا خاصا لهذه الأسئلة ولضرورة الرد عليها وأظن أن مبادرة تواصل كانت مبادرة جيدة وجاءت في وقتها وفعلا كنا في منسقية المعارضة نناقش نفس الموضوع وهو ضرورة تقديم اقتراح لتجاوز الأزمة متعددة الجوانب التي تعيشها البلاد وهي ازمة سياسية ناجمة عن عدم تطبيق اتفاق داكار وتجاهل النظام للمعارضة وتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية وعن تفاقم الأزمات الأمنية..هذه الأزمات كلنا في تواصل والمنسقية شعر بضرورة تقديم الحلول،لها وكان تواصل سباقا بإعلان مبادرته التي كانت جيدة والغريب أن محاورها هي التي تناقشها المنسقية منذ شهرين لكي تتفق عليها، لا تناقشها لأنها تختلف على مضمون معين وإنما لأخذ الوقت للتمكن من الاتفاق على جميع جوانبها، ولأن القرارات أيضا في المنسقية قرارات إجماعية ليست كالقرارا ت في أي حزب سياسي ويتطلب ذلك قدرا من الوقت لكننا بلا شك نتقاطع في كل النقاط وخاصة تلك المتعلقة بضرورة تغيير نمط الحكم، وثيقة تواصل طالبت بإبدال النظام الرئاسي الذي يقود إلى الاستبداد بنظام برلماني نحن في المنسقية نناقش خيارا آخر وهو ضرورة تبني قدر من الاصلاحات التي تضمن إعادة انتخاب كل المؤسسات على أسس سليمة وذلك من شأنه أن يساعد على إضفاء مشروعية أفضل على هذه المؤسسات وبالتالي يدعم الاستقرار وخروج البلد من الوضعية الراهنة، إذن هناك تقاطع وأظن أن المسألة المركزية هي أن الموريتانيين اليوم سواء كانوا ساسة أو شباب او مواطنيين عاديين من اللازم أن يفكروا ويقرروا خيارهم الأساسي في نمط الحكم إن كان الحكم القائم هو نمط الحكم المناسب فعليهم أن يدافعوا عنه، وإن كان من الضروري لمعاش أفضل ولفرص عمل ولمناخ من الحرية والعدالة أفضل أن يغيروه فمن الضروري أيضا أن يقدموا أفكارهم ويقدموا مطالبهم ويكون هذا أيضا موضوع حوار في الساحة الوطنية. السراج: تحدثت بعض التسريبات الصحفية عن ملامح من وثيقة المنسقية من ضمنها استقالة الرئيس وتنظيم انتخابات يتعهد بعدم الترشح لها هل هذا موجود في الوثيقة؟ولد مولود: الوثيقة مجرد اقتراح ما دام هذا الاقتراح موضوع نقاش فهو ليس ملزما لآي طرف من أطراف المنسقية ، ومع ذلك ما هو مقدم هو اقتراح بضرورة تجديد كل المؤسسات الديمقراطية بما فيها الرئاسة على أساس نظام انتخابي متفق عليه، حيث يتم تحديد لقواعد اللعبة بشكل واضح، ويتم بعد ذلك تجديد لكل المؤسسات الانتخابية من شيوخ وجمعية وطنية وبلديات، حتى نظمئن للمؤسسات ومشروعيتها ويكون للديمقراطية معنى حقيقي، فلما ذا نواصل هذا الخصام المستمر حول الشرعية والمشروعية الذي يشل البلد منذ أكثر من 5 سنوات، فالمخرج الوحيد هو أن نحدد قواعد اللعبة بشكل توافقي يضمن الشفافية والنزاهة، إذن نحن نقترح هذا ونقترح التغيير في الإطار الدستوري، والرئيس إذا كان يريد ان يسهل العملية على الأقل يستقيل قبل الانتخابات لأنه حسب الدستور لا يمكن أن يستمر في منصبه في فترة الانتخابات طالما أنها انتخابات سابقة استثنائية، هذا تصور فقط موضوع نقاش قد يؤول إلى وفقا قد يتم تعديله أو رفضه، وكذلك اقتراح تواصل من تغيير النظام من نظام رئاسي إلى نظام برلماني كل هذه أفكار يجب نقاشها والتوصل فيها إلى ما هو احسن، وليس هناك أي تشبث أو تعنت لفكرة معينة كل المسألة هو شعورنا القوي على الأقل في اتحاد قوى التقدم ، وعلى مستوى الأحزاب الأخرى هناك اتجاه بانتهاء صلاحية الحكم الراهن ولو لم ينته لبقي بن على ومبارك في مكانهما لأن هذا نمط سلطوي معروف ولو كان له مظهر تعددي وديمقراطي إلا أنه في الواقع هو نظام عسكري لا يقبل بدور حقيقي للمواطنين في عملية التغيير ويكون دائما غطاء للفساد والقمع الشديد، وقد حكم هذا النمط من الحكم حكم التاريخ بضرورة زواله ومن الأفضل استباق الأمور والتوافق على فتح الباب للتغيير بشكل سلمي بدل انتظار الانزلاقات والتحولات غير المتحكم فيها. السراج: طرحت بعض الأطراف السياسية اقتراحات بتعديل الدستور الموريتاني ما هو موقفكم من ذلك؟ولد مولود: أظن أن الاقتراح الجدي الذي شاهدته هو الاقتراح الذي تقدم بها تواصل الداعي إلى تغيير نظام الحكم من نظام رئاسي إلى نظام برلماني، أما التعديلات الأخرى فلا أرى فيها اقتراحات جدية، فالمهم في الدستور هو أن يعطى القرار النهائي للشعب الموريتاني بحيث يكون هو صاحب السلطة في كل ما يتعلق بمصيره وسيادته وتسيير موارده، نحن بالطبع لا زلنا نعيش مرحلة ما قبل التاريخ لأن هناك أفراد ينصبون أنفسهم جبابرة ويحددون مصير البلد بأنفسهم لكن هذا العهد انتهى وأصبح الشعار اليوم هو شعار " الشعب يريد" ولذلك نرجو أن يحدد الشعب الموريتاني ما يريد حتى يقتنع المتسلطون أن التاريخ قد مضى على أنماط الحكم التي كانوا يطبقونها. السراج: ما هو تقييمكم للوساطات الإقليمية التي يقودها الرئيس في كل من ساحل العاج وليبيا، وكيف تنظرون مستقبلها؟ولد مولود: لم نرد تقديم نقد شخصي في هذا المجال والتزمنا بقدر من التحفظ فيما يتعلق بالتعليق على هذا الدور أنه قضية حساسة، وبالتالي لا نريد أن نبدي مآخذ محددة في هذا المجال، ولكن نرجو أن يهتم بعلاج الخلافات الداخلية في موريتانيا حتى لا يجد رئيس إفريقي آخر فرصة ليلعب دورا في تسوية مشاكلنا الداخلية. السراج: تشهد الساحة حراكا شبابيا يسمى بشباب 25 فبراير لا ينتمي إلى أي تيار سياسي، وقام بالعديد من التظاهرات الاحتجاجية، ما هو موقفكم من هذا الحراك ؟ولد مولود: هذه ظاهرة صحية وما كانت تفتقده الحياة السياسية في موريتانيا في الآونة الأخيرة هو طاقة الشباب واهتمامه بالعملية السياسية، أحيانا أسمع بعض الملاحظات التي تنتقد المعارضة وعجزها وعدم توفيقها في أخذ المبادرة لكن في الواقع أكبر عجز تعاني منه المعارضة يجد تفسيره في غياب الشباب عن الساحة السياسية والنضال من أجل تغيير الوضاع والدفع بالبلد إلى الأمام في كل المجالات وخاصة رفض عودة الممارسات القديمة من استبداد وكبت للحريات وقمع لأن روح الشباب وطاقاته الخلاقة وحيويته هي المعول عليها دائما في رفض هذا النوع من الممارسات، وكانت غائبة وقد بدأت لله الحمد تتبلور ونرجو لها ان تنمو وتتقدم وتحمل خيرا لهذا البلد ونحن نلاحظ أن توجهها توجه سليم حيث كانت حريصة خلال الأسابيع الماضية على انتهاج خط وحدوي يدمج كل مكونات الشعب الموريتاني وتشبثت بالتظاهر السلمي ورفض كل محاولات الاستفزاز ما يعطى انطباعا جيدا عن هذه المبادرة، وقد عبرنا مبكرا عن أن النظام يجب أن لا ينزعج من هذه الظاهرة وأن يتبنى المقولة المأثورة" المفروظة عدلها خصلة" وبالتالي التعامل مع هذه الظاهرة كظاهرة إيجابية، وفتح الباب أمام الشباب مادامت تحركاته سلمية ووحدوية والاستماع لمطالبهم، هذا مو موقفنا من هذه الظاهرة، ونوصي الشباب أن يكون حذرا فيما يتعلق بالطابع السلمي للتظاهر والحذر من اختراق بعض الجهات التي لا تريد بالبلد خيرا، وإنني على يقين بأن وعي الشباب قوي بهذه المسألة وإن واصل النضال سيضيف الكثير للحراك العام نحو التغيير الديمقراطي السلمي. السراج: كيف تنظرون للثورات العربية الراهنة و ما هو موقفكم من الحراك الدولي والعربي حول ليبيا؟ولد مولود: الملاحظة الأولى هو ان عهد الثورات يعود من جديد، وهذا معطى على كل من له دور سياسي أو كل مراقب للحياة العامة أن يدرجه في حساباته والملاحظة الثانية هو أن عهد الثورات رجع في أضعف مفصل في النظام السياسي الاقتصادي العالمي المتمثل في الدول العربية لأنها منطقة التقاء كل التناقضات ، التناقضات الاقتصادية بين الجنوب والشمال التناقضات السياسية بين الدول المهيمنة والمستضعفة التناقضات الثقافية بين ثقافة العولمة الغربية والثقافات الأخرى وأيضا بين الشعوب التي تطالب بالحرية، لذلك أصبحت هذه الدول الحلقة الهشة وبالتالى تشهد الان هذا الزلزال ككل مناطق الاحتكاك العالمية، وأظن ان الظاهرة ظاهرة عميقة وليست عابرة وأن موريتانيا لن تظل بمنأئ عنها، وكل المراقبين والساسة الفطنين بدأوا يضعون هذا في حساباتهم فالملك المغربي بادر واستبق الأحداث للقيام بتعديل دستوري، بعد أن شعر بالهزات الارتدادية لزلزال تونس ومصر واستبق الأحداث، وهناك حكام تنقصهم الفطنة ولا زالوا يراهنون على عدم وعي الشعوب واستكانها، لكنهم يعرضون أنفسهم لأن تفاجئهم الأوضاع على كل حال نحن في موريتانيا يجب أن لا تفاجئنا هذه الظاهرة وأن نستبق الأحداث ونسيرها بشكل يقلل من كل الأضرار الجانبية التي قد تحدث في هذا النوع من الأحداث. فيما يتعلق بليبيا الوضع مأساوي ومحرج، أولا النظام القائم نظام غير ديمقراطي ولا يضع أي مجال للحوار ولا للحلول الوسطية ولذلك عندما قامت المظاهرات قمعها بالقوة وهذا ناجم عن طبيعة النظام نفسه، وبالتالي تطورت الثورة من ثورة سلمية إلى ثورة مسلحة وانقسمت البلاد إلى شطرين مع أن الغرب فيه مدن قد ثارت مثل مصراتة والزاوية إذن هناك ثورة وهناك حاكم مستبد وأصبح الصراع صراعا عنيفا. المسالة الثالثة هو ان تهور هذا الحاكم المتسلط واستخدامه للعنف فتح الباب للتدخل الأجنبي، ومن المعروف أن التدخل الأجنبي غير مرغوب لكن هل نرغب بالمقابل في إغراق ثورة شعبية في حمام دم؟ هذه هي الإشكالية الصعبة المطروحة الآن، وأظن ام الجميع كان سيدين المجتمع الدولي إن واصل التفرج على ما يحدث في ليبيا وبدأت ملاحظات أن المجتمع الدولي يدعم القذافي لأنه يتركه بترسانته الكبيرة من دبابات وطائرات ويستخدم القوةة ضد ثوار لا قبل لهم بها وبذلك يكون مساندا للقذافي، الآن بدأ يتخذ موقفا آخر وهو دعم الثوار بتدمير قدرات كتائب القذافي، هل هذا يعني ان الدول الغربية بدأت تراجع حساباتها وتراهن على الشعوب بدل الرهان على الجبابرة هذا هو السؤال المطروح، فعلا نرى أن فرنسا راهنت في تونس على دعم بن على، لكن مع فشل تلك المحاولة أصبحت اليوم هي أكبر داعم لثوار ليبيا، على كل حال على الثوار في ليبيا أن يكونوا يقظين جدا لتبعات هذا التدخل أنه سيعني تنازلات تشكل خطرا على سيادة الشعب الليبي ووحدته. السراج: أخيرا سؤالان شخصيان هل أنتم نادمون على اتفاق داكار؟ولد مولود: لا لست نادما على اتفاق داكار لأنه كان محاولة لتجنب مجابهة ستكون عنيفة وخطيرة على وحدة هذا الشعب واستقراره، وثانيا فهو ككل اتفاق رهين لحس نية الفرقاء الموقعين عليه إذا كان هناك طرف لا يلتزم بتوقيعه وتطبيقه، فهذا لا يعني الاتفاق بل يعني موقف هذا الطرف من العهود، والاحتمال دائما قائم عندما تتفق مع خصم ان يلتزم أولا، فإن التزم كانت النتيجة متقاسمة بينهما وأصبحت مصلحة الجميع مصانة، وإن غالط او تآمر على الاتفاق فهذا لا يعني أن الاتفاق مبدئيا كان خطأ، بل يعني أن هذا الطرف غير مؤهل لأن يقيم شراكة جدية وأن يبرم معه صله، وبالتالي لست نادما، وأظن أن السلطة القائمة لو التزمت ببنود اتفاق داكار لما كانت النتيجة في الانتخابات الماضية هي النتيجة ولما كان الوضع الراهن بأزماته موجود الآن. السراج: هناك جانب معروف لولد مولود هو الجانب السياسي، لكن أين هو الجانب الأكاديمي في حياتكم الآن؟ولد مولود : واصلت لفترة تقديم الدروس لكني كنت أدرس في الشعبة الفرنسية، لكن اختفت في الاونة الأخيرة اختفت هذه الشعبة، فأنا كنت دائما حريصا على الاستمرار في التدريس وأنا الآن بصدد تكييف الدروس والانصهار في النظام الجديد LMD ومزاولة مهنة التدريس لأنني أجد أنها واجب وأجد فيها متعة وهي أن تشاهد اطر الغد يتقدمون في المعرفة ويكتشفون قضايا حياة الشعوب في الماضي وفي الحاضر، أظن على كل حال أن الاحتكاك بهم يفيدنا كثيرا ويمكننا من جس نبض المجتمع ويعطي ايضا إلى حد ما شعورا بإمكانية توقع ما ستؤول إليه العقليات بالنطر إلى الطموحات الجديدة التي يعبر عنها الطلاب، وفي الواقع لاحظت ظاهرة غريبة وهي ابتعاد النخبة الجديدة عن المواد الأدبية أو كل ما لا يمكن من الولوج إلى سوق العمل، وهذا يعكس طغيان العقلية النفعية، باعتبار أن البلد يحتاج إلى التخصصات الفنية، وتشجيع القطاعات الفنية فقط على حساب الأخرى خطأ لأن البلد يحتاج إلى كل الفنون، فالإنسان لا يعيش فقط بالخبز وإنما بالأحلام والأفكار والعديد من الجوانب التي لها علاقة بالثقافة ولذلك أرى أن مهنة الأستاذ مهنة محورية في تكوين المجتمع الجديد ومن يلعب دورا في ذلك يمكن ان يعتبر نفسه سعيدا . السراج: شكرا لكم
|