والي لعصابة : كيفة تحصل فقط على نصف حاجياتها من الماء |
الجمعة, 01 أكتوبر 2010 16:46 |
السراج : شكرا لكم السيد الوالي على هذه الفرصة ونبدأ من الوضعى المعيشي للسكان وإلى أي أحد أسهمت الدولة في تحسين ظروف المواطنين؟ محمدي ولد الصباري : بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم،أنا بدوري أشكركم وأرحب بكم في ولاية لعصابة وأرجو لكم مقاما طيبا. وبالنسبة لجهود الدولة في مجال تحسين الظروف المعيشية للسكان،تظهر الإجراءات المتخذة في هذا الصدد في عدة مجالات،خصوصا في مجال دعم الأنشطة المدرة للدخل وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر القروض الميسرة التي قدمتها وزارة التشغيل للمؤسسات الصغيرة من أجل مساعدتها على الاستمرارية والنمو وقد ضخت الوزارة في السنة الماضية حوالي 32 مليون أوقية لدعم هذه المشاريع وأشرف على ذلك معالي وزير التشغيل آنذاك. كما أذكر في هذا الصدد الدعم المتواصل الذي تقدمه وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة للتعاونيات النسوية من أجل القيام بأدوار تنموية واجتماعية تساعد في تحسين الوضع المعيشي للسكان، ونذكر أيضا في هذا الصدد الدور الذي تقوم به مفوضية حقوق الإنسان وقد وزعت خلال الفترة الماضية 25 مليون أوقية موزعة على مقاطعات الولاية بشكل شفاف وينتظر أن يؤدي ذلك إلى نتائج تنموية مناسبة. في هذا الصدد دائما أذكر أن وزارة التنمية الريفية استطاعت تسييج 65 موقعا في المناطق الزراعية والمناطق التي تستفيد من مياه الأمطار،كما وزعت كميات معتبرة من البذور والمبيدات الحشرية الماضية،وفرت زيادة معتبرة في طاقم التأطير،وقد توج هذا الأمر بزيارة سيادة وزير التنمية الريفية للولاية من أجل الاطلاع والمتابعة. لكن أنا شخصيا أرى أن الإقبال على الزراعة لايزال محدودا خصوصا أن المطر لهذه السنة سجل أرقاما قياسية، إلا أن السكان لم يولوا هذا الجانب لحد الآن العناية اللازمة. وبالإضافة إلى هذه المشروعات السابقة هنالك جهود معتبرة في مجال الصحة وقد وزعت أعداد كبيرة من الناموسيات المشبعة والمضادة للبعوض. على مستوى التكوين والتأهيل لدينا معهد التكوين المهني وقد تخرجت منه 75 شابا يدخلون مباشرة في الحياة النشطة،وقد زيدت نسبة التلاميذ الملتحقين بالمعهد لهذه السنة إلى 140 تلميذ،كما زيدتى منحتهم لتصل إلى 5000 في السنة الأولى و10000 أوقية في السنة الثانية،وقد تميز المعهد بأن ثلاثة من خريجيه كانوا هم الأوائل على مستوى التراب الوطني هذه السنة. هذا بالجملة صورة عن تدخلات الدولة من أجل تحسين ظروف المواطنين،وأشكر في هذا الصدد الشركاء في التنمية مثل جمعيات وورد فيزيون وأكوديف وغيرها من المؤسسات التي تساهم في التنمية وفي حفر الآبار ودعم المواطنين.
السراج : تعيش مدينة كيفة وضعية عطش مزمنة..متى سيمكن التغلب على هذا المشكل؟ محمدي ولد الصباري : وضعية العطش في كيفة ليست ظرفية،ولعلها تعود إلى سبيين ديمغرافي وجغرافي،وبالنسبة للسبب الديمغرافي فمعروف أن مدينة كيفة أصبحت ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد نواكشوط من حيث عدد السكان،وهو ما يضاعف نسبة الاستهلاك،كما أن الموقع الجغرافي للمدينة في وسط البلاد جعلها تستقبل نزوح سكان الريف من ولايات متعددة،يضاف إلى هذا طبيعة المدينة وتوزيعها إلى أحياء مرتفعة وأخرى في المنحدر كل هذا يسهم في تشكيل أزمة المياه. وعموما فإن وضعية المياه تظل مقبولة في فترات الخريف والشتاء حيث يقل الاستهلاك،بينما تتأزم في فترة الصيف حيث الحر والحاجة المضاعفة إلى الماء،ونحن الآن نعتمد على على سبعة آبار ارتوازية تنتج سنويا ما يقارب 50 ألف متر مكعب من الماء،في حين أن حاجة المدينة تناهز 100 م مكعب مما يعني أن مستوى العجز يصل إلى النصف. وهنالك إجراءات لترشيد الاستهلاك،وخصوصا في فصل الصيف حيث يعود السكان البدو إلى المساكن،ونسعى إلى الاستفادة من فترات الاستهلاك المخفض في الشتاء والخريف.
ولقد لقد مكنت جهود الدولة من تشغيل بئرين ارتوازيتين ممولين من دولة اليابان وقد أسهم هذا في زيادة الإنتاج وتوزيع بشكل جيد على المواطني كماأمدتنا وزارة المياه بصهريج سعته 12 طن،يمكن الحصول عليها مقابل 6000 أوقية،. وأود أن أشيد بجهود بعض الخيرين في الولاية الذين يشترون صهاريج المياه ويوزعونها بشكل مجاني في المقاطعة وفي إعلان السياسة العامة للحكومة أعلن الوزير الأول عن مشروع لتزويد مدينة كيفة بالماء الشروب انطلاقا من بحيرة ألاك،وهو ما سيتم التمهيد له بإنشاء مصنع للأنابيب،ونرجو أن يبدأ العمل في ذلك سريعا بإذن الله.
السراج : التقري العشوائي أحد الإشكالات التي تواجهها مدينة كيفه كيف تعالجون هذه الظاهرة؟
محمدي ولد الصباري : ظاهرة الأحياء الشعبية ليست خاصة بكيفة وهو نتيجة طبيعية لعدة عوامل اجتماعية وديمغرافية،وقد قررت الحكومة إعادة تأهيل الأحياء الشعبية وبدأت بنواكشوط ونأمل أن تكون كيفة هي المرحلة الثانية. وهنا على مستوى الولاية كنا قد بدأنا – بمباركة السكان – بشق بعض الطرق في بعض الأحياء الشعبية،حيث يتمكن السكان من الوصول إلى بعض الخدمات الأساسية،لكننا أوقفنا ذلك كما توقف منح القطع الأرضية إلى حين وصول بعثة مرتقبة من وزارة الإسكان والعمران،حيث ستشرف على إعادة تأهيل المدينة بشكل عصري وكامل. وبالنسبة لهذه الأحياء، فسكانها يستفيدون من المدارس بشكل طبيعي وملائم،ويستفيدون من كل الخدمات المتاحة الأخرى،لكن المشكل المطروح هو أن تكون لهم قطع أرضية مملوكة لهم بشكل نهائي. وأنا أدعو المواطنين إلى الثبات في أماكنهم ريثما يتم التأهيل بإذن الله تعالى.
السراج : بعد أيام قليلة سيفتتح الموسم الدراسي،هل ستؤثر أجواء الخريف على جو الافتتاح.
محمدي ولد الصباري : لم تنجم عن موسم الخريف بحمد الله أية أضرار مشهودة على المدارس،هنالك مدرسة في بومديد انهارت منها أربعة فصول وقد بدأت الإدارة الجهوية للتعليم وآباء التلاميذ على استبدالها بدور مناسبة ريثما يتم ترميمها. وفي يوم 15/9/2010 عقدنا اجتماعا تحضيرا للافتتاح وقد شارك فيه السلطات الإدارية والمعنيون بالعملية التربوية،وأتوقع بإذن الله أن يسير العام الدراسي بشكل انسيابي ولائق،وأوجه هنا دعوة إلى الجميع لأؤكد لهم أن التعليم هو المستقبل وأنه يستحق تضافر كل الجهود.
السراج : هنالك شكاوى متعددة من المواطنين من ضرائب مجحفة تفرضها البلدية والشرطة على الناقلين وعلى التجار كيف رأيتم ذلك؟
محمدي ولد الصباري : أود أن أجيبكم على كل الأسئلة،وأنتم تعلمون أن البلدية لها سلطة تنتفيذية يمثلها العمدة المنتخب،ومجلس استشاري يمثله المستشارون البلديون،...لقد وصلتنا بالفعل بعض تلك الشكاوى وأحلناها إلى البلدية. أعلم أنه لابد للبلديات من دخل فوضعياتها في الغالب تعتمد على الضرائب،ولكن لابد لهذه الضرائب من أن تراعي ظروف المواطنين وقدراتهم،وهذا هو معيار السياسة الضريبية الناجعة وعلى كل حال أرجو أن تكون الشكاوى التي يرفعها البعض من البلدية أمرا مبالغا فيه..
السراج : هل من كلمة ختام توجهونها إلى سكان لعصابة
وعلى المواطنين احترام الدولة والقانون والترفع عن السلوكيات البائدة والاصطفاف لصالح الوطن وقضاياه الكبرى بدل التحزب في إطارات جهوية أو قبلية. ثم إلى النخبة لأقول لها إن لها دورا كبيرا في الرفع من الحس المدني والحس الأمني،ونحن بالفعل محتاجون إلى رفع الحس الأمني حفاظا على الأمن العام وحماية للوطن والمواطن. ثم إلى الصحافة فلها دور طلائعي لا يستهان به في الثقفيف والتوجيه وفضح كل الاختلالات بأسلوب مسؤول ومهني وصادق، فالمصداقية هي رأس مال كل مؤسسة صحيفة وبقاؤها وثقة الناس فيها متوقفة على صدقية ما تنشره. والكتابة مسؤولية كبيرة وأرى أن على الصحفيين أن يجعلوا من البيتين السائرين شعار عمل دائم. وما من كاتب إلا سيبلى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيئ يسرك في القيامة أن تراه
السراج : شكرا لكم |