ولد منصور : النظام يتجاهل مطالب الشعب (مقابلة)
الخميس, 14 أبريل 2011 07:43

altقال رئيس حزب تواصل محمد جميل ولد منصور إن حزب تواصل الذي يرأسه يعترف بشرعية النظام الحاكم لكنه ينتقد ممارساته في الحكم التسيير،وطالب النائب محمد جميل ولد منصور في مقابلة مع السراج النظام بتدارك الوضع منتقدا بقوة ما اعتبره اختلالات وسوء تسيير تمارسه دوائر النظام.

وتحدث الأستاذ جميل منصور عن قضايا التيار الإسلامي وأشكاليات العمل الإسلامي في موريتانيا،متحدثا عن الموقف من شخصيات بارزة في التيار الإسلامي ومفصلا في قضايا الإسلام والسياسة والمرأة والعمل السياسي

altaltنص المقابلة 

السراج  : ماهي قراءتكم  للوضعية السياسية في موريتانيا في ظل الخلافات بين المعارضة والموالاة والحراك الشبابي الحالي ؟ .

 محمد جميل منصور : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي الرسول الكريم أولا أبدأ بشكركم علي هذه الفرصة وأدعو الله تعالى أن يوفقكم ويسدد خطاكم وييسر لكم أسباب النجاح في هذا الأداء الإعلامي المتميز . فيم يتعلق بالوضعية السياسية الحالية في البلد ، قد لا يكون من المناسب اختصار تشخيصها ووصفها في إجابة علي سؤال واحد ولكن من حيث الإجمال قدم الحزب منذ أسابيع مبادرة سماها" إصلاح قبل فوات الأوان" بدأها بتشخيص عام للوضعية ، هذا التشخيص ركز علي أسباب الخلل القائم في تسيير السلطة الحاكمة للبلد الأن علي المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، علي مستوي أساليب الحكم ، والعلاقة مع المعارضة ، علي مستوي القدرة علي تجاوز تحديات وإكراهات هذه اللحظة التي تمر بها البلاد ، إذا أضفنا إلي ذلك ما استجد حتي الأن  منذ إعلان تلك المبادرة من حركة احتجاجية ، شملت مختلف القطاعات المهنية في المؤسسات العامة وفي القطاع ا لخصوصي ، قطاع  التعليم ، الصحة ، الصحافة ، العمال ، في الشركات في انواكشوط ، وفي قدر من مدن الداخل لا تخلو مؤسسة ولا شارع من احتجاج علي تأخر رواتب ، أو المطالبة بتحسين وضعية ، أو الشكوي من إدارة مؤسسة أوقطاع ، إذاانضاف إلي ذلك أيضا حتي الآن الموقف المتوجس والمتردد للسلطة من حوار سياسي ، أصبح يفرض نفسه في البلد ، بحيث أن الأزمة التي تمر بها البلاد والحراك السياسي والاجتماعي الذي تمر بها آثار التسيير الخاطئ الذي تمارسه السلطة علي مختلف قطاعات الحياة العامة الأجواء الإقليمية من حولنا  وما تتركه من طموحات لدي الشارع لدي الشباب  ، لدي السكان في إمكانية الإستفادة منها لتحقيق  مزيد من مطالب التغيير والإصلاح ، كل هذا يؤكد فعلا  أن الوضعية السياسية وضعية  متأزمة وأن هذه الوضعية تتطلب فعلا قدرا كبيرا من الجدية والمسارعة في فتح الحوار الذي طالب به  أغلب الأطراف ، وهو الحوار الذي ينبغي أن يكون قويا صريحا شاملا  جديا يبتعد عن أساليب الإلتفاف وكسب الوقت ، هذا في الإجما ل تقريبا ما يمكن أن يقال عن الوضعية .

السراج : في مبادرة تواصل التي قدمها منذ ما يقارب شهر أين هو تجاوب الأحزاب السياسية وخاصة الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة معها ؟.

محمد جميل منصور : نحن حينما أعلنا هذه المبادرة أعلناها للرأي العام وللإطراف السياسية الأساسية وأعقبنا إعلانها بإرسالها برسالة إحالة إلي أهم  أو مختلف الأطراف السياسية في المعارضة وفي الموالاة ، وأرسلنا نسخة منها إلي  رئيس الجمهورية ، ونسخة إلي الوزير الأول ، ونسخا إلي رؤساء الغرف البرلمانية حرصا منا علي مزيد من  إتاحة  الفرصة للإطلاع عليها باعتبارها بالنسبة لنا وجهة نظر نقدمها لحوار ونقاش ينبغي أن يبدأ .أجرينا اتصالات سياسية عديدة مع إخواننا وزملا ئنا  في منسقية المعارضة الديمقراطية ، أجرينا اتصالات مع أحزاب من أحزاب الأغلبية ، سمعنا في العموم ارتياحا للمبادرة وتبني لقدر من أفكارها ومحاورها ، جاءت في فترة يشهد الحراك السياسي علي مستوي منسقية المعارضة  وعلي مستوي الأطراف الأخري حراكا ، أعتقد أن الأيام القادمة والفترة القادمة قد تأخذ أشكالا أكثر تحديد ا في العلاقات والحراك السياسي ، وبالتأكيد مبادرتنا  بالإضافة إلي أفكار وأطروحات طرحها آخرون ستكون في لب النقاشات التي ينبغي أن تدور سواء بين الأطراف علي المستويات الثنائية و سواء إذا دعي إلي حوار بشكل رسمي بين مختلف الأطراف الموالية والمعارضة . 

السراج : حملت المبادرة الأخيرة لحزب تواصل طلب استبدال النظام الرئاسي بنظام برلماني وهو ما اعتبر متقدما علي مطالب منسقية المعارضة التي تعتبر في الطرف المغالي من المعارضة الموريتانية ، وهو ما يري البعض انه تحول جديد في خطاب تواصل ،  كيف تقرؤون هذا التحول ؟ .

 محمد جميل منصور : لاشك أن المبادرة أو الرؤية مثلت تطورا مهما من حيث الشكل ومن حيث المضمون في خطاب وأطروحات حزب تواصل ، لاشك في ذلك وفي اكثر من مناسبة شرح الإخوة في تواصل أن خطابهم وأداءهم السياسي في مرحلة ما بعد الرئاسات الماضية كانت تحكمه عوامل الحرص علي تهدئة الجو السياسي وإعطاء الفرصة لإصلاح يتصورون أنه بالإمكان ، أن يكون محاولة لتجاوز الآثار السلبية لسنة من الصراع والنزاع كانت قائمة قبل الرئاسيات الماضية بعد تقويم قامت به الجهات المختصة في الحزب للأوضاع العامة لسياسة السلطة لعلاقتها مع منافسيها ومعارضتها للأداء الحكومي الذي وصفته شخصيا  في مناسبة أو اثنتين بالإداء الأعرج انتهت هذه النقاشات إلي هذه الوثيقة التي أعلنا عنها وبالتالي اعتبرناها كما اعتبرها الرأي العام كما اعتبرها المراقبون تطورا مهما في رؤية وخطاب " تواصل" من حيث المضمون ومن حيث الشكل ، بطبيعة الحال كان رأينا بتحويل النظام السياسي من النظام الرئاسي إلي النظام البرلماني نقطة مهمة بالنسبة لنا لأننا نعتبر ان النظام الرئاسي خصوصا ترجمته الواردة في دستور البلد و المأخوذة من الثقافة الدستورية الفرنسية قابل بطبيعته لقدر من سلوك الاستبداد وخصوصا في مجتمع تعود علي تغول السلطة ومركزيتها وهيمنتها وأساليب ترغيبها وترهيبها وبالتالي فالتحول إلي النظام البرلماني يعطي فرصة أكثر لضعف السلطة المركزية أمام السلطة الرقابية والشعبية ويعطي فرصة أكثر لجعل الأدء التنفيذي للسلطة التنفيذية يستحضر هموم وقضايا وأطروحات الناس خوفا من محاسبتها التي يتيحها النظام البرلماني أكثر مما يتيحها النظام الرئاسي لأنه في النظام البرلماني الوزير الاول مسؤول أمام البرلمان ، تأكد هذا المعني من خلال تسيير السلطة الحالية لأن الجميع الآن يتفق أنه بسبب الدستور وطبيعة السلطة القائمة كل الأمور الآن ممركزة في يد شخص واحد وبالتالي اعتبرنا أن المدخل للإصلاحات الضرورية هو المدخل الدستوري الذي من خلاله يحول النظام إلي نظام برلماني وإلي مزيد من الديمقراطية واللامركزية وبسط الحريات وتوزيع السلطة من خلال المراجعة الدستورية المطلوبة . 

السراج  : ساندتم أو سكتم عن الرئيس محمد ولد عبد العزيز وهو حديث عهد باتفاق داكار وقبله انقلاب عسكري  وبدأ خطابكم الآن متشددا أو متطرفا تجاهه بعد الحديث عن خدمات كبيرة وبني تحتية في المجال الصحي والخدمي وعمليات تضامن  تمس حيات المواطن البسيط ومحاربة الفساد التي اتخذها شعارا وطالت رؤوسا كبيرة في الدولة منها بعض قراباته . كيف ترون الإصلاحات التي يقوم بها الرئيس ؟.

محمد جميل منصور : أولا نحن لم نسكت في الماضي عن نظام الرئيس ولد عبد العزيز تكلمنا وانتقدنا صحيح في حدود وصحيح بلغة أحيانا تميل إلي  النبرة الهادئة تنتقد ولكن بهدوء بحكم الرؤية التي سبق أن أشرت إليها انطلاقا من تقويمنا للأوضاع ما بعد الرئاسيات الماضية ثم أيضا أننا لم نتحول إلي المعارضة المتطرفة نحن لا نعتبر أن هناك تطرفا في المعارضة كل ما نعتبر أن تقييمنا للوضعية جعل خطابنا جعل موقفنا يكون أكثر صراحة ووضوحا وتحديدا في نقد هذا الواقع الذي نعيشه كنا ننتقده لكن بأسلوب دون هذا الأسلوب كنا نأخذ عليه ولكن علي نحو دون النحو الذي أصبحنا  نأخذ عليه الآن وبالتالي أتحفظ علي المصطلح .فيما يتعلق بموضوع سياسة الرئيس ولد عبد العزيز وما قام به ، تقويمنا انتهي إلي أن محاربة الفساد كانت شعارا أكثر منها مضمونا وأنه إن كان تضرر منها البعض فقد بقي عديدون يعرف الناس فسادهم وتعرف القطاعات الحساسة  في الدولة هذا الفساد بقوا بل شجعوا .الأساليب التي اعتمدت في محاربته أحيانا تكون من حيث الإجراءات ومن حيث الأساليب فاسدة ، آثار هذه العملية أيضا علي تحقيق إصلاح جدي إن لم تكن منعدمة فهي محدودة وبالتالي فما يتحدثون عنه من إصلاحات قد تكون حدثت خطوات وإصلاحات صحيح ، لكن الإطار العام للسياسة المعتدمة ، الحصاد العام لهذه السنة من الإداء تؤكد أن الفساد ما زال موجودا.

السراج  : تؤكد بالإرقام ؟

محمد جميل منصور: تؤكد بالأرقام وبالأشخاص وبالأساليب ، وأن قطاعات من الدولة حساسة مازال فيها هذا الفساد وأن رموزا من الفساد - كما يتفق الراي العام علي وصفهم بهذه الصفة - ما زالوا في مواقع مهمة بل عاد بعضهم وأعيدت له الثقة .تؤكد أن أساليب تسيير الدولة أفرغت الدولة من كثير من معانيها بحكم الفردية وبعض مظاهر الزبونية وأيضا التوظيف علي اساس القرابة أو الولاء بدون اعتماد المعايير الطبيعية في إدارة صالحة ودولة عادلة .

السراج  : وكذلك تمت إقالة بعض الأقارب علي اساس تهم بسوء التسيير ومن اتهموا بالفساد لا زالوا مسجونين حتي الآن  .

محمد جميل منصور: أعتقد أن ما يحكم به الرأي العام علي الناس من فساد يشترك فيه بعض من أدين وبعض ما زال يحتل مواقع مهمة وحساسة في الدولة أما القضاء فيبدوا أنه لا ينتظر حكمه علي  أحد حتي يدان ثم  أنه هو نفسه يعاني من تدخل السلطة التنفيذية وبالتالي من الفساد من حيث العلاقة بين السلطات .أنا قلت وقعت أجراءات وقعت خطوات قد تصنف في محور ملاحقة بعض المقربين بسبب تهم الفساد ولكن يفقدها المصداقية بقاء متنفذين وأقارب وأصحاب ولاء زبوني في مواقع حساسة وفي قطاعات للدولة خطيرة وتمارس فيها نفس الممارسة .بل إننا لاحظنا في الفترة الأخيرة أو قبل الأخيرة واستمرت في ا لأخيرة أن مواقع مهمة بدأت تنشأ ويعين عليها من هذه الدائرة فيما بدا أنه نوع من تكريس حكم فئة محدود داخل المجموعة الوطنية .

السراج : كيف تقرؤون التعامل الجديد للقضاء مع الرق حاليا ، حيث انعكست الصورة بتظاهر من اتهموا بالإسترقاق مطالبين بإطلاق سراح ذويهم وأنتم اتهمتم القضاء بتدخل السلطة التنفيذية .

محمد جميل منصور : أولا الذي يهمني هو استقلالية القضاء ولا ينبغي أن يتجاوب مع السلطة التنفيذية سواء كانت إيجابية أو سلبية وبالتالي أن يعبر عن توجه لدي السلطة التنفيذية في مرحلة معينة كان سلبيا  وفي مرحلة أخري يمكن أن يفهم أنه أصبح إيجابيا  هذا طعن في القضاء في حد ذاته وبالتالي الأهم أن يظل القضاء مستقلا وأن يمارس سلطته بعيدا عن أي  تأثير سواء وصفناه بالإيجابي أو السلبي من السلطة التنفيذية .هذه واحدة ، أما الثانية فأخي الكريم موضوع الإستراقاق نحن لا نثبت حالات  أو ننفيها نحن نعتقد أن أي حالة أثيرت ينبغي أن تخضع للتحقيق تخضع لعمل قضائي مستقل ثم بعد ذلك تثبت أو تنفى  من شأن المنظمات الحقوقية أن تتكلم عنها أن تثيرها لكن نحن لا نثبت لأن هؤلا ء أثبتوا ولا ننفي لأن هؤلاء نفوا  الذي نعرفه أن هناك قانونا تم  التصويت عليه للدولة الموريتانية يتعلق بتجريم الاسترقاق وأن هذا القانون يعاني من التعطيل هذا ما نلاحظه وبالتالي نطالب بتطبيق هذا القانون نطالب بإنفاذه نطالب بتنزيله علي الواقع علي نحو يجعل الهدف هو القضاء علي الظاهرة ونشر الحرية وحل مشاكل المجتمع دون أجواء تذكي وتنمي الصراع  في المجتمع .

السراج  : أخيرا تمت  ترقيات في المؤسسة العسكرية ضمت جنرالين وست عقداء في أقل من أسبوعين وسط حديث عن خلا فات داخل المؤسسة العسكرية ، وأن الهدف من الترقيات هو ضمان ترقية الموالين حتي يمكن الإستقواء بهم في معركة الصراع داخل هذه المؤسسة كيف ترون هذه الترقيات ؟.

محمد جميل منصور : أنا لست مختصا في نظام الجيش ولا تفاصيل إجراءات الترقية فيه حتي أحكم علي هذه الترقية بالصواب أو الخطإ الذي أعرفه أن هذا الجيش يعاني من خطر التسييس ومن خطر الزبونية ومن خطر عدم التمثيل الوطني المتكافئ الحقيقي لمختلف مكونات هذا البلد ولذلك نحن نعتقد أن الجيش مؤسسة مهمة من مؤسسات هذا البلد تستحق كل الاحترام والتقدير والقوات المسلحة لها دين علي هذا البلد في أكثر من مناسبة لكن لتظل القوات المسلحة الوطنية في قيمتها الوطنية في معناها الوطني ينبغي أن تنفق من الآن وان نطبق ذلك وأن نلتزم به أن تبقي مؤسسة جمهورية أو أن تصبح مؤسسة جمهورية لأنها للأسف دخل بها في ميدان لا ينبغي لها أن تدخله أضرت به وأضر بها وهو السياسة والتحزب والصراعات السياسة، آن لنا أن نقلع عن هذا الأمر سلطة أحزابا ينبغي أن نعلم أن هذه المؤسسة هي للوطن وبالتالي نبتعد عن تسييسها سواء علي نحو مباشر أو غير مباشر سواء علي نحو علني أو مخفي أما إن كانت التصرفات داخل المؤسسة تقوم علي أساس هذه الفلسفة فيرقى بناء عليها ويحرم بناء عليها يكون الخطر ذاته ، الذي أعرفه فعلا هو ان المؤسسة العسكرية ينبغي أن تحترم فيها الإجراءات واللوائح والتقاليد العسكرية هذا أهم شيء وأن تصبح مؤسسة جمهورية  لكل الموريتانيين وللدولة الموريتانية وقد ، تبين من خلال التجارب المحيطة بنا أنه إذا أصبح للجيش إديولوجيا أو له ولاء سياسي ضيق ( للسلطة ) حينها يتحول إلي خطر على البلد وأمنه وأمن شعبه.

السراج  : ضمن الفترة التي تكلمتم عنها وهي إعطاء مهلة لنظام ولد عبد العزيز  لوحظ تقارب بينه  وبعض الشخصيات الكبيرة في التيار الإسلامي مثل الشيخ محمد الحسن ولد الددو في وساطات قام بها بين الرئيس ومعارضيه كما نظمت جمعية المستقبل مؤتمر حول الوسطية تحت رعايته إلا ان الفترة الأخيرة جري الحديث فيها عن جفاء بينكم وعزيز هل سبقكم الرئيس بهذا الجفاء فكانت ردة فعلكم بهذا الخطاب الجديد ؟ .

محمد جميل ولد منصور : لا ينبغي أن نخلط بين الأمور الشيخ محمد الحسن الددو هو عالم في هذا البلد رمز من رموز ه العلمية والدينية والاجتماعية ليس له انتماء سياسي ضيق في إطار حزبي وبالتالي من الطبيعي أن يحترمه كل نظام وأن  يحترمه كل طرف أعتقد أن علاقته بالسلطة لا تتأثر بعلاقات سياسية بين حز ب و نظام تقوم علي تقديرات فيما يتعلق بالأداء العام للسلطة و قربه من الاستقامة و الإصلاح ،

ومحاولة الجمع بين تيار في المجتمع تيار الدعوة تيار نشر التدين في المجتمع  وبين مواقف سياسية تقوم علي قراءة للأوضاع  وتشخيص لها أعتقد انه أمر غير موفق وغير وارد نظام الرئيس ولد عبد العزيز علا قته بالشيخ محمد الحسن علاقته بمختلف مناشط الدعوة هذه مسألة تقوم بناء علي تقدير أصحاب هذه المناشط و تقدير الرئيس نفسه .أما علاقتنا في حزب تواصل مع النظام فتقوم علي أساس تشخيصنا لأدائه السياسي ولحصاد أدائه الحكومي وهذا التشخيص هذا التقويم أصبح السلبي فيه غالبا بشكل كبير علي الإيجابي ولذلك كانت هذه الوثيقة .

السراج : هل وصل الإسلاميون إلي المطالبة بإسقاط ولد عبد العزيز ؟.

محمد جميل ولد منصور : نحن كنا صريحين في هذا الأمر نحن اعترفنا بهذا النظام وليست لدينا مشكلة شرعية في النظر إلي هذا النظام ونعتبره نظاما شرعيا و نتعاطي معه ، بطبيعة الحال تقويمنا لسياساته تجعلنا نقوى في معارضته بناء علي أدائه وحصاد أدائه ، مطالبتنا من خلال الوثيقة كان واضحا منها أننا نعتقد ان الوقت مازال قابلا للإصلاح والاستدراك ولذلك قلنا إصلاح  قبل فوات الأوان واقترحنا جملة من الإجراءات ا الإصلاحية بالتأكيد أي نظام لا يتعاطي مع الد عوات الإصلاحية هو نفسه يهيئ الأرضية إلي أن تتغير تدريجيا نظرة الآخرين له من  الإصلاح إلي المطالبة بالتغيير لكن نحن نفضل لمصلحة البلاد لمصلحة الاستقرار فيه لمصلحة الإيجابية فيه هو أن يعمد إلي حوار وطني تنتج عنه جملة من الإصلاحات الحقيقية علي المستويات الدستورية وعلي مستويات السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والمستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالوضع المعيشي والغلاء العام .

السراج  : منسقية المعارضة حسب الوثيقة المسربة دعت إلي انتخابات رئاسية مبكرة ماهو موقفكم من هذه الدعوة ؟ .

محمد جميل منصور: حتي الآن الحزب لم يدرس هذه النقطة ولم يتخذ منها موقفا ، بادي الراي لا تبدو لي شخصيا إشكالية البلد إشكالية انتخابات سابقة لأوانها أو في وقتها أي انتخابات ستجري رئاسية كانت او برلمانية تقتضي منا جميعا أن نجتمع معا لنضع الأسس السليمة لتجعل الانتخابات قابلة لأن تقود إلي تغيير حقيقي أما أن نجري انتخابات سابقة لأوانها أو في وقتها في وضع مختل توظف فيه قوة الدولة المادية والمعنوية ،

في ظل قانون انتخابي غير متوازن وغير سليم أعتقد أن الأمر لا يقدم شيئا كبيرا مع أن هذه النقطة لم تدرس وبالتالي بطبيعة الحال لم نعرف تفاصيل الذي يعنيه الإخوة في منسقية المعارضة بها إن كانت فعلا في وثيقتهم فحسب علمنا لم يصدروا هذه الوثيقة بشكل رسمي بقدر ما تكلم عنها الإعلام باعتبارها وثيقة مسربة وبالتالي لا نستطيع التعامل معها باعتبارها وثيقة رسمية .

السراج  : يري البعض أن خطابكم في المعارضة تقدم علي منسقية المعارضة الديمقراطية أين هو التنسيق معها في ظل هذا التقارب في المواقف هل يمكن أن نشهد اندماجا بينها وحزب تواصل ؟.

 محمد جميل ولد منصور : العلاقة في حدود علمي طيبة وسالكة بيننا والمنسقية كإطار وبيننا مع الأحزاب المشكلة للمنسقية حتي أن الحزب في الفترة الأخيرة  كان يناقش في هيئاته خياري التنسيق معها أو الإندماج فيها وعموما أعتقد أن الأيام القادمة علي ضوء التطورات التي تعيشها المنسقية وعلي ضوء التطورات في الإتصال بها والتنسيق معها علي ضوء تطورات المشهد السياسي بصفة عامة سيتحدد علي ضوء ذلك بإذن الله المصير السياسي للعلاقة بيننا والمنسقية بل بيننا وأطراف سياسية مهمة في المشهد السياسي

 السراج  : وما هي علاقتكم بالإتحاد من أجل الجمهورية 

محمد جميل منصور : أعتقد ان هذه العلاقة الآن هي علاقة عادية هو حزب سياسي قائم ننتقد كثيرا من الأساليب المتعلقة بإدائه التي أعادت بنا إلي بعض أشكال حزب الدولة وحزب الإدارة وأوضحنا ذلك في أكثر من مناسبة مع ذلك العلاقة علاقة عادية .

السراج  : وهل تطالبون بحله ؟.

محمد جميل منصور : لا علم لي أن حزب تواصل طالب بهذا المطلب 

السراج  : هناك بعض من الأحزاب تشارككم تبني الفكر الإسلامي مثل منسقية العمل القومي الإسلامي ما هي علاقتكم بها في تظل التطورات الحالية وهل تتقاطعون معها في بعض الأطروحات ؟.

محمد جميل منصور : علاقتنا بمنسقية العمل القومي الإسلامي علاقة عادية 

السراج  : وفي ظل موقفها من الحالي ليبيا هل تطورت العلاقة إلي الأحسن  .

محمد جميل منصور : أولا لا أعرف هل للمنسقية موقف مما يجري في ليبيا لأني رأيت  موقفا في البداية باسم المنسقية ثم بعد ذلك استمرت بعض الأحزاب في أنشطة دون أن تظهر أخري وعلي العموم نحن كان موقفنا صريحا وواضحا ومعلنا من الثورة الليبية دعما وإسنادا ضد النظام الذي استهدف شعبه وقتله  وأهانه.

السراج : يأخذ البعض عليكم شخصيا تمزيق الكتا ب  الأخضر داخل البرلمان معتبرا الكتاب يحمل أفكارا وينبغي التعامل معها بدحض ما فيها ويمكن أن يقوم البعض بنفس العمل ضدكم هل أنتم نادمون علي هذا العمل .

محمد جميل منصور : العمل قمت به عندما رأيت إحدي الزميلات في البرلمان أخرجته ومزقته فشاركتها كردة فعل لكنه ليس سلوكا أصليا وبطبيعة الحال ربما لن أكون مستعدا لتكراره .

السراج: تشهد الساحة حراكا لما يسمى بشباب 25 فبراير جاء بالتزامن مع وثيقة الحزب التي أعلن عنها، وهناك جهات إعلامية تعتبر أن ناشطين من شباب الحزب يؤطرون الحراك داخل المجموعة، ما هو موقفكم في حزب تواصل من شباب 25 ؟

محمد جميل منصور: أولا من ناحية الزمن الوثيقة أعلنت بعد أن انطلق شباب 25 فبراير، وعموما نحن كما اكدنا أكثر من مرة ان هذا الحراك حراك طبيعي، الشباب الموريتاني لديه من المشاكل ما يبرر هذا التحرك، المطالب الشعبية موجودة بالقدر الذي يبرر هذا التحرك، وكذا التفاعل مع أحداث المنطقة يبرر هذا التحرك، وبالتالي هو تحرك وارد تماما لأصحابه كامل الحق فيه، ولذلك نحن نقدر جهدهم، موقفنا الذي أعلناه أكثر من مرة أننا لسنا مبادرين بهذا النشاط ولا نمنع شبابنا من المشاركة فيه، لكن ندين أي تعرض لهذا الشباب بقمع أو محاصرة أو تضييق ونعتبر نشاطه السلمي الذي عبر عنه أكثر من مرة يعكس مستوى من تطور الوعي الاحتجاجي والمطلبي البلد بحاجة إليه وبحاجة إلى تفهمه وأخذه بعين الاعتبار.

السراج: ما تقييمكم لتجاوب النظام مع مطالب الشباب ومطالب الحركات الاحتجاجية من نقابات عمالية وغيرها؟

محمد جميل منصو: أنا أعتقد أن النظام يغلب عليه عدم التجاوب مع كل مطالب الشعب للأسف، ونظرته ما بين التجاهل في الغالب أو عدم التعاطي الإيجابي، حتى يبدو لك أحيانا أن النظام لا يسمع بما يطرح من خلال هذه الاحتجاجات والاعتصامات من مطالب وهذا للأسف مؤشر في غاية السلبية، لأن أي نظام لا يستنتج ما يقدمه الشعب من مطالب أحرى أن لا يفهما إذا قدمت لا يستطيع أن تكون نظرته للواقع ولا للمستقبل كفيلة بحل مشاكل بلده، وبالتالي مؤشر تعاطيه مع هذه الحركة الاحتجاجية مؤشر سالب، لا يبشر بخير.

السراج: هل لمستم من خلال لقائكم الأخير بالوزير الأول إرادة جادة لدية في نية النظام بالحوار مع المعارضة، وهل ترون أنه بهذا العرض الذي قدمه لكم بخصوص الحوار وضع الكرة في مرماكم؟

محمد جميل منصو: الكرة لا يمكن أن تكون في مرمانا بحال من الأحوال، وهي دائما في مرمى النظام لأنه المطالب بالمبادرة والإجراء العملي، أنا استمعت من الوزير الأول إل عرض مختصر جدا بعبارات موجزة عن استعداد الحكومة أو نيتها في فتح حوار وطني مع القوى السياسية وأن هذا الحوار سيناقش المسائل السياسية خصوصا وأننا مقبلون على انتخابات وسنناقش القانون الانتخابي ,

أوضحت لمعالى الوزير الأول أنني سأنقل هذه الرسالة إلى الحزب، ولكن بادي الرأي أي حوار لكي يكون ناجحا لا بد أن يكون شاملا لمختلف الأطراف والمواضيع الوطنية الحساسة وليكن منها في مرحلة من المراحل القانون الانتخابي وأن يبتعد عن اساليب الالتفاف وإضاعة الوقت ومحاولة التسوية المؤقتة لما يجري من الأحداث.

السراج: العرض الذي قدمه لكم الوزير بخصوص الحوار لا يتضمن مشاركة جميع الطيف السياسي برأيكم؟

محمد جميل منصور : هو قال لي هذا وأنا قلت له هذا ولننتظر لاحق الخطوات لنعرف طبيعة هذا العرض ومدى جديته وشموليته وأعتقد أنه مضى بعض الوقت على هذه الاتصالات وموضوعيا لم نجد بعد شيئا يذكر.

السراج: هل ترون أن تنظيم انتخابات الشيوخ في وقتها المحدد إيجابي وما موقفكم من دعوة المعارضة لتأجيل هذه الانتخابات ؟

محمد جميل منصور: لم نتخذ موقفا من هذه الدعوة للتأجيل وإن كان وردا جدا تناغمنا معها إيجابيا لو طرحت علينا لأن أي خطوة من شأنها أن تؤجل استحقاقا حتى يتم مزيد من التشاور بشأنه لا بأس بها، لكن بالنسبة لنا لم يكن مطلبا أصليا ولذلك كان موقفنا بالمشاركة في هذا الاستحقاق طبقا لتقديرنا لظرفه وسياقاته، وهذه المشاركة كما هو معلوم شملت ثلاث مقاطعات في أرض الوطن( العاصمة وامبود وتامشكط) .

السراج: في إطار الحديث عن انتخابات الشيوخ، تحالفتم في الانتخابات الماضية مع الحزب الحاكم، ما الذي حال دون تحالفكم معه في هذه الاستحقاقات؟

محمد جميل منصور: الانتخابات الماضية جاءت في ظرف تحدثت عن طبيعة موقفنا وخطابنا فيه، والانتخابات الحالية جاءت بعد إصدار وثيقة " إصلاح قبل فوات الآوان" .

السراج: ولم تتلقوا مبادرة من الحزب الحاكم بالتحالف معكم؟

محمد جميل منصور: لم نتلق مبادرة منه وأعتقد أنه لم يكن واردا أن يبادر تجاهنا بالتحالف.

السراج: أصبح البعض يتحدث عن العنف في الثورات العربية ويأخذ الثورة الليبية مثالا على هذا، كيف ترون استخدام السلاح في الثورات الشعبية؟

محمد جميل منصور: الذي يحكم على الثورات العربية بأنها ثورات عنف ظلمها هي ثورات شعبية تميز أهلها بكثير من الصبر والوعي المدني أكدوا ذلك في تونس وفي مصر ويعطون اليوم نموذجا متميزا في شعب مسلح بطبيعته هو الشعب اليمني، والاستثناء الوحيد الذي وقع هو ثورة الشعب الليبي، والذين تابعوا الأيام الأولى لهذه الثورة وحجم القمع الذي ووجهت به ونوع الأسلحة التي استهدفت به وطريقة الإبادة التي تعرضت لها، سيفهم ببساطة ودون عناء لما ذا لجأت إلى السلاح.

السراج: هل ترون أن المشروع الفكري للإسلاميين في موريتانيا أصبح متقبلا لدى الشعب الموريتاني؟

محمد جميل منصور: أعتقد أن المشروع الفكري الذي يحمله الإسلاميون في هذا البلد بعد جهد بسيط من النظر والتدبر اتضح انه يمثل أصالة هذا المجتمع وتاريخه وماضيه الذي كان يشتهر به في محيطه من حوله، على الأقل من حيث الأبعاد والمعاني والمقاصد العامة، قد تختلف التفاصيل بحكم اختلاف الزمان والتحديات وبالتالي أعتقد أنه حين يتعرف الإسلاميون أكثر على المجتمع ويتعرف المجتمع عليهم سيتضح أن العلاقة لا يمكن أن تكون إلا إيجابية وسيفهم المجتمع ان تلك الصورة النمطية التي حاول البعض ان يصنعها في ذهنه عن هذا التيار غير صحيحة وسيكتشف التيار الإسلامي أيضا الذي صنع في مرحلة من المراحل بحكم بعض الكتابات والأدبيات المنتشرة حول الجاهلية ومعانيها ان مجتمعه مجتمع طيب يتقبل خطابه تقبلا كبيرا.

السراج: الذين يحكمون على تعاطي المجتمع الموريتاني مع خطاب الإسلاميين يجدون تمايزا في هذا التعاطي من ناحيتين، الأولى التعاطي السياسي وهذا حسب البعض لا زال عاديا على ضوء النسب المأوية التي يمنحها الشعب لهذا التيار، والتعاطي الثاني هو التعاطي مع الجانب الدعوي للتيار، كيف ترون هذا التمايز؟

محمد جميل منصور: هذا أمر طبيعي وهو المفترض الخطاب الدعوي والعمل الذي يسعى إلى نشر التدين والاستقامة في المجتمع ويقرب الناس إلى ربهم لا بد أن يكون مقبولا وينبغي أن يكون مقبولا وهو مقبول فعلا في المجتمع، أما  العمل السياسي فهو اجتهاد بشري لمعالجة أوضاع الناس وسياستها بحكم تعتبره رشيدا، ولذلك الحكم عليه يتطلب بعض الوقت حتى يقتنع المجتمع أنه قادر على سياسة المجتمع وإدارته، وبالتالي تجربة الجماعة السياسية وأداؤها وخطاب أصحابها والمواقع التي يتقلدونها كل ذلك سيكون سببا في الحكم عليهم، وأعتقد أن الإسلاميين الذين يمارسون العمل السياسي في حزب تواصل إذا ارادوا أن يكون تأثيرهم أكثر مما هو واقع الآن يكونون بذلك قد مارسوا نوعا من الاستعجال، نحن مارسنا العمل السياسي منذ فترة قريبة والحزب لم يتم الترخيص له إلا قبل ثلاث سنوات فقط وما زال بعض الناس يريد أن يفهم خطابه أكثر وان يتأكد من أهدافه ويقوم تجاربه وأداءه وأداء منتخبيه وقادته اكثر، وبالتالي أعتقد أن نسبة التقبل صاعدة، وهذا اهم شيئ أما حجمها فلا ينبغي أن نكون من المستعجلين.

السراج: يرى البعض أن الحضور من خارج الفئة العربية داخل الهيئات القيادية للحزب يأتي من باب الديكور فقط، حيث لا توجد شخصيات وازنة معروفة في قيادة الحزب لا من الفئة الزنجية أو من شريحة الحراطين هل هذا صحيح ؟.

محمد جميل منصور: انا أعتقد أن التيار الإسلامي في الممارسة السياسية عاش خللا في التعاطي العملي مع هذا الموضوع وأحيانا عاني بعض القصور النظري في هذا الموضوع، لكن أعتقد أيضا ان دالة التطور فيه إلى الأمام وان حجم الحضور الوطني لمختلف المكونات يزداد يوما بعد يوم في اهتمام الحزب وخطابه ويزداد يوما بعد يوم أيضا في هيئاته وقاعدته، صحيح لست من الراضين عن مستوى التمثيل الوطني داخل الحزب قاعدة وقيادة لمختلف المكونات العرقية والفئوية،

لكن أعتقد أن الاتجاه نحو ما يرضي إن شاء الله خاصة ان الحزب كان واضحا في مواقفه في هذه المسألة، ثم إن حضور إخواننا من المكونات غير العربية ومن المكونات العربية المختلفة داخل مؤسسات وهيئات الحزب أعتقد أنه أيضا سجل تقدما مهما وليس صحيحا عدم وجود شخصيات وازنة من هذه الفئات فهي موجودة وتحتاج فقط لمزيد من العمل الإعلامي والسياسي لتعرف الناس عليها.

السراج: داخل حزب تواصل يلاحظ التعاطي الإيجابي مع المرأة بشكل عام ولكن بخصوص المرأة الزنجية لا توجد داخل الحزب بشكلها الطبيعي

محمد جميل منصور :  ما معنى شكلها الطبيعي؟

السراج: تلتزم بزي غير متبع في بئتها الأصلية، وهناك من يقول إنها لكي تنخرط في الحزب تفرض عليها شروط لكي تدخل في هذا الجو، هل تقبلون بالمرأة الزنجية بزيها التقليدي في الحزب؟

محمد جميل منصور: بارك الله فيكم الأمر ليس على هذا النحو تقديركم خاطئ تماما في هذه المسألة، المرأة العربية والمرأة الزنجية  قبل التزامها كل تحافظ على زيها التقليدي، حينما تلتزم تدخل بزيها التقليدي ملتزمة، هذا الزي التقليدي يبقى كما هو بشكله الإفريقي بالنسبة لأخواتنا الزنجيات وشكله الملحفي بالنسبة للعربيات عموما على اختلاف مكوناتهم الفئوية لكن بضوابطه الشرعية التي لا تجيز للمرأة أن يظهر منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه كما قال صلى الله عليه وسلم ،

وبالتالي هي لا تتخلى عن زيها التقليدي، لعلك لا تعرف جيدا زيهن التقليدي، فإذا رأيت اليوم الأخت أمنة نيانك أو ياي انضو أو ميمونة جالو أو دينابا با أوغيرهن من الأخوات ستتأكد تماما أنهن يلبسن لباسا زنجيا لكن بضوابط شرعية كما يلبس أخواتهن العربيات لباسا عربيا بضوابط شرعية، نحن لا نخرج الناس من دوائرهم الثقافية ولا من عاداتهم التقليدية، فالمهم الضوابط الشرعية وليبق كل على ما عرفه عن آبائه وأجداده فنحن لا نغير عادات الناس وتقاليدهم وانتماءاتهم الثقافية والاجتماعية .

السراج: بالضوابط الشرعية هل تقبلون امرأة زنجية بزيها التقليدي قبل الالتزام؟

محمد جميل منصور: لما ذا تسأل فقط عن المرأة الزنجية؟ أنا أعتقد أن حزب تواصل يقبل كل موريتانية آمنت بخياراته يرجوا أن يكون مدرسة يزداد فيها اقتناع الناس والتزامهم لكن لا شرط بالنسبة لنا في الزي لا على الرجل ولا على المرأة وعموما أهل موريتانيا محتشمون.

السراج: يعرف المجتمع الموريتاني انتشارا للحركات للصوفية ما هي علاقات حزب تواصل مع هذه المجموعات؟

محمد جميل منصور: نحن في حزب تواصل لسنا طائفة تقابل الصوفية أو تعاديها، نحن حزب سياسي لكل المجتمع الموريتاني من اقتنع ببرنامجنا سواء كان صوفيا أو غيره مرحب به. وبالتالي ليست لدينا مشكلة مع الصوفية ولسنا مدرسة تقابل الصوفية نحن حزب سياسي لديه برنامج يسع كل الموريتانيين الذين يقتنعون بهذا المشروع ، ثم إن للتصوف في هذه الديار مكانة خاصة .

السراج: لكن أنتم امتداد لمدرسة سياسية لها فكر معين، وهناك مدارس أخري في المجتمع مثل الصوفية والسلفية كيف تتعايشون مع هذه المدارس؟

محمد جميل منصور: نحن لسنا امتدادا لحركة سياسية ولا جناحا سياسيا لحركة ، نحن حزب سياسي أسسه الإصلاحيون الوسطيون لكن حينما أسسوه مقتنعين أنهم  يشكلون  إطارا أوسع منهم ينبغي أن  يسع كل الذين يقتنعون به، وكانت مرحلة فاصلة من العمل شبه الحركي

. في البداية كان عملا حركيا قبل الإصلاحيين ثم تحول إلى عمل شبه حركي لأنه ممنوع من الوجود القانوني ثم تحول إلى حزب سياسي مفتوح لكل الموريتانيين ، قد يكون مؤسسوه في غالبهم من  مدرسة فكرية معينة، لكن الحزب الآن يسع كل الناس ومفتوح لكل الناس سلفيين كانوا أو صوفيين، ما اقتنعوا ببرنامج الحزب بالتأكيد السلفي إذا جاء للحزب أو الصوفي سيكون يركز على العامل المشترك المتعلق ببرنامج الحزب، وبالتالي ما  يخالف هذا البرنامج من عصبية ضيقة أو تشدد أو تطرف أو غير ذلك لا يمكن أن يصحبه داخل الحزب.

السراج: بهذا الطرح كأنكم تفرقون بين حزب تواصل كتيار سياسي وبين الحركة الإسلامية كمدرسة فكرية والتي هو امتداد لها؟

محمد جميل منصور: ينبغي أن ندقق في المصطلحات إذا كنا نعني بالحركة الإسلامية تنظيما كان موجودا في هذا البلد فهذه المرحلة انتقلت منها الحالة الإسلامية إلى حالة أخرى، وإذا كنا نتحدث عن مدرسة فكرية أعتقد أنها وإن غلب عليها توجه فكري معين (الإخوان المسلمون )فهذا لا يعني أنها لا تسع غيرهم فهي تسع غيرهم حتى على مستوى التوجه الفكري، أحرى إذا تحدثنا عن حزب سياسي هو بطبيعته مدرسة سياسية صفته الأساسية سياسية مرجعيته فكرية.

ولذلك الحزب أوضح أن من يلتزم بهذه المرجعية بضوابطها الفكرية، ( المرجعية الإسلامية، والانتساب الوطني والخيار الديمقراطي) ثم يلتزم ببرنامجه ونظامه الأساسي ليست لدينا مشكلة معه.

السراج: في حزب تواصل - الذي تقبلون الحديث باسمه - هنالك علاقة وطيدة بين الدين والسياسة، لما ذا لا نرى الشخصيات الدعوية بالحزب تمارس العمل السياسي، وبالمقابل الشخصيات السياسية تمارس العمل الدعوي؟

محمد جميل منصور: أولا بعض الوجوه الدعوية موجودة في حزب تواصل لآنها اختارت أن تمارس العمل السياسي وبعض الوجوه الدعوية رأت أن عملها الدعوي يربكه أن يكون له عمل سياسي لأنهم يفضلون هذا الجانب الدعوي الذي يتعلق بالأهذاف الكبرى المتعلقة بنشر التدين والولاء العام للإسلام في المجتمع.

وبعض القادة السياسيين الآن يمارس عملا دعويا لكن بصفة شخصية، فحزب تواصل لا يقدم الدروس في المساجد ولا يمارس العمل الدعوي من حيث التخصص وإنما يمارس عملا سياسيا ذا مرجعية إسلامية فتلك دعوته وأعتقد أن هذا الجانب جانب من الدعوة مهم بالمعنى العام وأعتقد أن السياسة تفقد قيمتها في المعنى الإسلامي إن لم تؤسس على الدين ولكن هناك فرق بين أن تؤسس على الدين وبين ان تمنع في تفاصيلها وجزئياتها من الاجتهاد الذي فتحه الشرع وقبله من المسلمين.السراج:

السراج بصفتكم مفكرا إسلاميا مهتمون بهذا المجال هناك من يرى أن الأصل في الإسلام هو الفصل بين السياسة والدين باعتبار أن الناس أدرى بشؤون دنياهم ، وهناك من يدعو من المدارس الإسلامية إلى ما يسمى بالمفاصلة أو التمييز بين الدين والسياسة كيف ترون العلاقة بن الدين والسياسة؟

محمد جميل منصور: الذين فصلوا بين الدين والسياسة ظلموا التوجه الإسلامي لأن التوجه الإسلامي بطبيعته توجه شمولي من حيث الخضوع العام" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين "  فطبيعة النظرة الإسلامية العامة هي أن كل  شعب الحياة العامة ينبغي أن تؤسس على المعاني الإسلامية إن فصلت أخذت بتفصيلها وإن أجملت تركت للعقل المسلم أن يجتهد فيما أجملت فيه النصوص الإسلامية العامة وبالتالي هؤلاء ظلمونا ، ردة الفعل على العلمانية أحيانا أخذت شكلا يبالغ في الخلط بين الدين والسياسة حتى أنه تجاوز ما عرفه علماء المسلمين تاريخيا من التفريق بين  الديني والدنيوي وبين العادات والمعاملات، وبالتالي الفكرة التي بدأ البعض يطرحها وهي ان السياسة تؤسس على الدين لكن هناك تمييز في الخصائص والمهمات بين الحقل السياسي والحقل الديني.

السراج: نشرت المواقع الألكترونية رسالة لأحد قادة التيار الإسلامي محمد الأمين ولد مزيد ما هو موقع هذه الرسالة من وثيقة "إصلاح قبل فوات الأوان"؟

محمد جميل منصور: أولا الشيخ محمد الأمين ولد مزيد لا يوصف بأنه أحد قادة التيار الإسلامي، هو رمز من رموز العمل الإسلامي في هذا البلد ومرجعية من مرجعياته ولد دور كبير في تاريخه إن فتح المجال للحديث عن التاريخ بعد ذلك ستتضح المواقف والمواقع،

أعتقد أنه كتب مقالا أنا شخصيا أعجبت به كثيرا ولذلك أرسلته لعدة أصدقاء لأنني اعتقدت انه مقال في غاية الأهمية في هذه المرحلة من تاريخ البلد لكنني لم أكن على علم به قبل أن يكتبه وما أعلمني به هو وإنما قرأته من خلال الشبكة وعلى كل حال فهو رؤية شخصية لشيخ علامة قدمت خلاصة مهمة ينبغي لمن أرسلت إليه أن يستمع  إليها لقيمة وفائدة ما فيها وينبغي للقائمين على الشأن السياسي أيضا أن يستفيدوا منها باعتبارها تأصيلا عميقا لمعاني جوهرية تساعد في التعامل مع ملامح الحكم الراشد وعلائم الحكم الفاسد.

السراج: على ذكر القيادات التاريخية للقيادات الإسلامية هناك بعض القيادات في الحركة بدأت تنحوا منحى متشنج ضد النظام مثل محمد المختار الشنقيطي، فهل ما يكتبه الشنقيطي يتناغم دائما مع مواقف الحزب؟

محمد جميل منصور: ما كتبه المفكرالشنقيطي ليس منسقا مع حزب تواصل ، ونحن قرأناه كما قرأه الجميع ، محمد المختار بالنسبة لنا مرجعية مهمة، ولذلك عندما يأتي هنا نحاول ان نستفيد منه ونستمع إلى محاضراته رغم أن بعضها ليس متبنى من طرف الحزب ، وهذا ليس نقصا فيها بالضرورة ، أنا شخصيا أتفق مع الشنقيطي في أغلب ما يطرح، لكنه يعبر بالدرجة الأولى عن رأي شخصي وعن تقدير شخصي منه نكبره فيه  ونقدره له لكنه ليس منسقا مع الحزب ولا يعبر عنه بالضرورة .

السراج: كنتم جزء من اتفاق داكار، هل تعتبرونه نقطة سوداء في تاريخ المعارضة؟

محمد جميل منصور: لا أبدا لا نعتبره نقطة سوداء ولسنا من الذين يتنكرون لتاريخهم، ولسنا أيضا من الذين يترددون في وصف خطوة تاريخية بالخطأ إذا تبين ذلك، اتفاق داكار يعبر عن لحظته، مهما كان لمصلحة طرف على طرف فميزان القوة حينها هو الذي أملى طبيعة التوازن بين مختلف الأطراف في اتفاق داكار، نحن من الأطراف الموقعة على اتفاق داكار وكان واضحا لنا أنه يعبر عن ميزان القوة القائم المختل بطبيعة الحال لصالح السلطة على حساب المعارضة.

السرج: يعرف الكثير محمد جميل منصور السياسي، ما هو الجانب الآخر لجميل منصور جانب التأليف والثقافة، وأين وصل كتاب الرق التي تعكفون على كتابته.

محمد جميل منصور: أولا هذا قد يكون فيه نوع من المبالغة فالجانب الفكري أو الثقافي محدود أحمد الله على ما يتيسر لي من المتابعة فيه، فعلا أشتغل منذ فترة على تأليف كتاب عن الرق بين الدين والمجتمع والسياسة يتهمني بعض الإخوة أنني اوخره خوفا ولكنني حقيقة أوخره انشغالا وأرجوا أن أتمكن في الشهرين القادمين من إخراجه للساحه فيما يتعلق بالأمور الأخرى لا يوجد فيها شئء كبير.

السراج: لو طلب منكم أن توجهوا رسالة إلى ولد عبد العزيز ما ستقولون؟

محمد جميل منصور: بطبيعة الحال أثمن وأوكد الرسالة التي أرسلها محمد الأمين ولد مزيد فهي رسالة مباركة من شخص مبارك وينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار، أوكد بعد ذلك أن الرئيس ولد عبد العزيز لكي يقدر أحوال شعبه ويستفيد من الأجواء المحيطة به ينبغي له أن يفهم أن الوقت ما زال قابلا للإستدراك والإصلاح ولكنه يقتضي السرعة والمضي والشجاعة وأن يدعو منافسيه ومواليه  إلى حوار وطني جدي يعيد تأسيس بناء النظام السياسي على أسس سليمة ويفتح المجال لإصلاح حقيقي لا دعائي.السراج :

السيد جميل منصور شكرا لكم .   

ولد منصور : النظام يتجاهل مطالب الشعب (مقابلة)

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox