ولد الوقف: انضمامنا للأغلبية ما زال ناقصا |
الأربعاء, 27 أبريل 2011 17:17 |
وأشار ولد الوقف إلى أن حزب عادل طالما لم يتم استكمال الاتفاق الذي أبرمه مع الأغلبية يقف أمام ساحتين سياسيتين مفتوحتين " وما ستمليه الظروف السياسية سيتخذه في الوقت المناسب. وعن رده على ما قاله ولد عبد العزيز مساء أمس خلال اللقاء الذي جمعه بأحزاب الأغلبية، بخصوص إشراك الأغلبية في الحكومة قال ولد الوقف إن حزبه ليست لديه رغبة في المشاركة في الحكومة، وأن الاتفاق الذي أبرمه مع الأغلبية لا ينص على هذا الأمر، وإنما تقتصر مطالبه في الوقت الحالى على التزام بالإصلاحات السياسية. وبخصوصه موقف حزبه من تجديد الطبقة السياسية وإنشاء حزب سياسي شبابي قال ولد الواقف إنه لا يعترض على إنشاء حزب سياسي من فئة الشباب، لكنه استبعد إمكانية قيام حزب سياسي فئوي يقتصر على شريحة واحدة، دون الاعتماد على الخبرات السياسية الأخرى الموجودة. ونفى ولد الوقف في نفس المقابلة ما يشاع من وجود خلافات حادة تشهدها قيادة حزب عادل، قائلا إن الحزب يتضمن آراء سياسية متعددة يتم تداولها ونقاشها، لكنها لا تصل إلى وجود شرخ داخل الحزب. وتحدث ولد الوقف في المقابلة عن موقف حزبه من محاربة الفساد والحرب على الإرهاب وعلاقته بالرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وبعض القضايا الأخرى. وفيما يلي النص الكامل للمقابلة
السراج: ما هو تقييمكم للقاء الذي جمع الرئيس بأحزاب الأغلبية؟ ولد الوقف: بالنسبة لنا في حزب عادل كان الأساسي لدينا والذي عبرنا عنه خلال لقائنا مع الرئيس، هو موقفنا كحزب كان في المعارضة وأقام حوارا ثنائيا مع الأغلبية يتضمن إصلاحات نرى أنها الوحيدة التي يمكن أن تخرج البلد من وضعية التشنج السياسي التي تعيشها، ولدينا قناعة تامة بأن تلك الإصلاحات تمر من خلال حوار بين المعارضة والأغلبية حول كافة المواضيع، وبالتالي كانت الرسالة التي أردنا توصيلها إلى الرئيس أن هذا الاتفاق الذي أبرمنا مع الأغلبية لم يتم تنفيذه، وأن تنفيذه هو المخرج الوحيد للبلاد من الأزمة السياسية التي تعيشها ولو تم تنفيذه من البداية لما احتجنا إلى تأجيل الانتخابات الجزئية لمجلس الشيوخ لأن عدم تطبيق هذا الاتفاق يشل قدرتنا على لعب الدور المنوط بنا ومساهمتنا في أنشطة الأغلبية، لأننا نعتبر أن هذا الاتفاق هو الوسيلة الوحيدة التي تمكننا من القيام بالأدوار التي يجب أن نقوم بها، هذه هي رسالتنا التي أردنا إيصالها للرئيس، كما تم خلال اللقاء أيضا حوار بين الرئيس وبقية الأحزاب الأخرى التي طرحت المشاكل التي ترى أن البلد يعاني منها في الوقت الحالى، والرئيس بدوره رد على المشاكل التي طرحها مختلف الأحزاب، هذا بشكل عام هو تقييمنا لما تم خلال اللقاء. السراج: هل أنتم مرتاحون للردود التي رد بها الرئيس على مختلف رؤساء وممثلي الأحزاب؟ ولد الوقف: الرئيس عبر عن استعداده للحوار، وانتظاره لرد المعارضة، ونعتبر أن هناك جهودا إضافية ينبغي القيام بها من أجل التقدم نحو ما نصبوا إليه. السراج: ما هو موقفكم من تجديد الطبقة السياسية من خلال إنشاء حزب سياسي جديد بقيادة شبابية؟ ولد الوقف: الديمقراطية بشكل عام ولا سيما الديمقراطية التمثيلية، أداتها الأساسية هي الأحزاب السياسية، وبطبيعة الحال فنحن جميعا ضد التشرذم السياسي، لكننا نعتقد أن أي جماعة لديها أفكار ومنهج لبناء هذا البلد يمكنها تأسيس حزب سياسي، بما معناه أنه لا أحد يعترض على إنشاء حزب سياسي مهما كان نوعه، وبخصوص كونه حزبا من الشباب، فالحقيقة أن الشباب هو أمل هذا البلد وأكثر الناس تأهيلا للقيام بالتغيير، لكن ذلك لا يعني أنه لا يحتاج إلى خبرة وتجربة السياسيين الموجودين، فهناك تكامل بين كافة الشرائح، ولا أعتقد أن هناك إمكانية بقيام حزب سياسي فئوي بهذا المعنى، وبالتالي لست بصدد اتخاذ موقف سلبي من هذا الحزب، لكنني على يقين بأنه لا يمكن وجود حزب بدون خبرات سياسية سابقة، وأعتقد أن انضمام الشباب بالمقابل للسياسة يساعد على الدفع بالأحزاب السياسية أكثر مما يشكل تنافسا مع الطبقة السياسية التقليدية، وفي النهاية فإذاتم إنشاء حزب جديد للشباب فسيضم بدون شك كافة الفئات. السراج: يقال إنكم تقفون على أرضية وسط بين المعارضة والأغلبية يفسره التنسيق المتلاحق بينكم وبين المعارضة. هل يدخل هذا في إطار محاولة لعب دور الوسيط لتقريب وجهات النظر بين الطرفين أم أن هناك إمكانية في الانتقال إلى المعارضة ؟ ولد الوقف: نحن كما تعلم حديثوا عهد بالالتحاق بالأغلبية، وهذا الالتحاق لم يتم استكماله، نظرا لأن الاتفاقية التي تم على أساسها لم تنفذ، ومع ذلك فنحن حزب سياسي له علاقاته بكافة الأطراف ونتشاور مع الجميع، والسياسة لا يوجد فيها شئ دائم، وبالتالي التفسير الذي قدم لهذا التحرك من انه من أجل محاولة تقريب وجهات النظر بين المعارضة والأغلبية غير دقيق فهو اتصال للتشاور مع الجميع، ونتجيته الحقيقية ستتضح بعد إنتهاء هذا التشاور. السراج: هل هناك إمكانية بانتقال الحزب إلى المعارضة في الوقت الحالي؟ ولد الوقف: هناك ساحتان سياسيتان مفتوحتان والحزب سيتخذ الموقف الذي تمليه الظروف السياسية، نحن في الوقت الحالى أبرمنا اتفاقا مع الأغلبية وإذا تم تنفيذ هذا الاتفاق فنحن من الأغلبية، وإذا لم يتم تنفيذه فا لظروف السياسية هي التي تملى الموقف الذي سيتخذه الحزب. السراج: بعد انتهاء المهلة إذا كانت موجودة ولم يتم تطبيق الاتفاق، هل يعني هذا منطقيا أنكم ستنتقلون للمعارضة؟ ولد الوقف: القرار في النهاية قرار حزب ولا يمكنني التنبؤ في هذا الخصوص بما سيتخذه الحزب في هذا الموضوع، وعلى كل حال فهو حزب سياسي وما ستمليه الظرف السياسي هو ما سيتم اتخاذه. السراج: ما صحة ما يشاع من وجود خلافات عميقة داخل قيادة الحزب؟ ولد الوقف: الحزب يتضمن آراء متعددة يعبر عنها بشكل مفتوح وصريح داخله ويتم تداولها، ولكن لا توجد هناك خلافات سياسية عميقة. السراج: ما هو موقفكم من تأجيل الانتخابات التشريعية والبلدية؟ ولد الوقف: أولا موقفنا من تأجيل انتخابات مجلس الشيوخ أعتقد أن تأجيلها تم بطريقة غير مناسبة لأن الكل دخل في التحضير لها، وكان من الأجدى أن يتم تأجيلها قبل بذل مجهود في اتجاه التحضير لها، أما وقد تم تأجيلها وكان ذلك من أجل إجراء حوار ونحن نرى ضرورة حوار أعتقد أن تأجيل التشريعية بهذا المعنى طبيعي وضروري ، لآن إجراء الحوار والاتفاق على المنظومة الانتخابية وتجاوز النقط الأساسية أهم من استعجال انتخابات في ظروف غير طبيعية . السراج: على ذكر الحوار هل لمستم إرادة جادة من الرئيس في الحوار مع كافة الطيف السياسي خلال اللقاء الذي جمعكم به ؟ ولد الوقف: الرئيس عبر عن استعداده وقال بأنه ينتظر الرد من الأطراف الأخرى، ونرجو أن يتم التقدم بهذا الخصوص وبذل مجهود أكبر لأن المسئولية ترجع بالدرجة الأولى إلى النظام، حتى ولو كانت المعارضة غير مستعدة على الر ئيس بذل المزيد حتى يتم تحقيق الحوار. السراج: هل أنتم راضون عن ما قاله الرئيس بأنه لا إشراك للأغلبية في الحكومة قبل الانتخابات البرلمانية؟ ولد الوقف: هذا شاهدته في المواقف ولم أسمعه من الرئيس بهذا الشكل، ونحن في حزب عادل موقفنا واضح ولا توجد لدينا رغبة ولا طلب بالمشاركة في الحكومة، كل شئ بالنسبة لنا يترتب على الإصلاح السياسي، وبالتالي الاتفاق الذي ابرمناه مع الأغلبية لا يتضمن المشاركة في الحكومة. السراج: تطرق الرئيس خلال لقائه بكم لقضية الإرهاب، وقال بأن الدولة ماضية في السياسة الحالية التي تنتهجها في سبيل محاربة الإرهاب ما هو موقفكم من الاستيراتجية التي ينتهجها النظام في محاربة الإرهاب؟ ولد الوقف: سياسات محاربة الإرهاب في الوقت الحالي من المؤكد أن هناك مجهودا فعليا على مستوى تجهيز القوات الأمنية وعلى حضورها على مستوى التراب الوطني، ولكن كأي سياسات تحتاج إلى التشاور وإلى أن يشارك جميع الشركاء السياسيين في صياغتها.: السراج : ما رأيكم تحديدا بشان تعاطي السلطات مع ملف القاعدة وهل أنتم مع شن حرب على القاعدة خارج الحدود ؟ ولد الوقف :أنا اعتبر أن ظاهرة الإرهاب ظاهرة حقيقية ونحن شاهدنا لما تعرض له البلد نحتاج إلى إستراتيجية تمكن من محاربتها وهي استراتيجية لا بد من دراستها ويلزم معرفة الآليات الفنية والسياسية التي تمكن من اطلاقها وفي الجانب السياسي ما يهمنا هو الشراكة من أجل صياغة وفهم الاليات المطروحة أما الأليات الفنية فلابد من شرحها ، وأنا من المؤمنين بان لا نباشر غير سياسة يمكن الاستمرار فيها وبالتالي لابد ان تراعي سياسيتنا في محاربة الارهاب واقعنا وإمكانياتنا لأن ظاهرة الارهاب ظاهرة مستمرة وليست لشهرين أو ثلاثة ، وبالتالي ما تسمح به الامكانات ينبغي عمله وترك ما عدى ذلك مما قد لا يؤدي إلى نتيجة . السراج : ما رايكم في السياسة الخارجية والدبلوماسية الموريتانيتين خاصة بعد تغيير هرم هذه الأخيرة وما تقييمكم لأدائها بشكل عام ؟ ولد الوقف: ما يعني دور موريتانيا في الأزمات في ساحل العاج وليبيا اعتقد بأن دوره كان هاما للبلد ،وقد شرح الرئيس أمس ما جرى في هذه الوساطات ،وأدرك أن الاتحاد الافريقي كقوة اقليمية محدود القدرة على مواجهة الأزمات المحلية إلا أن حضورنا كدولة يؤكد اهتمامنا بما يجري في ساحل العاج وليبيا ،وما يبدو لنا في الموقف الرسمي لا يختلف عن ما لدينا من أن القذافي لم يعد بالامكان أن يقود ليبيا ولابد من وجود حل ينبغي أن يكون وطنيا وفي إطار حوار سياسي وهذا ما يبدو لي السراج: ما علاقتكم بالرئيس السابق سيد ولد الشيخ عبد الله ظ ولد الوقف :علاقة جيدة مستمرة واتصالي به مستمر ولقاءاتي به في نواكشوط أو خارجه العلاقة كما هي السراج :وعلى المستوى السياسي هل هناك تنسيق أو شراكة ؟ والوقف : الرئيس لا يمارس السياسة وبالتالي علاقتي به علاقة شخصية . السراج : تحدثت بعض المصادر أن الرئيس الحالي اعتذر للرئيس السابق واعطاه تعهدات باشراك أبنائه في الحزب الحاكم أو مناصب حكومية . ولد لوقف : هذا السؤال غير موجه لي السراج :ما الموقف من الثورات التي تشهدها المنطقة ؟ السراج : هذه الثورات سبق أن عبرت عن الموقف منها وأقول أن ايا من الدول العربية ليست بمأمن منها وأرى أن الاحتياط ومصلحة البلد تستدعي استباق الاحداث ومنع أي شيئ يمكن ان يؤدي الي عدم الاستقرار في البلد ، والراي القائل بان موريتانيا لا يمكن ان تقوم بها ثورة كتونس ومصر إنما يرجع إلى أن الدولة لا تمتلك بنية تمكنها من التماسك في حال حدوث مثل هذه الثروات ونحن نرى أن المسارعة بتنفيذ الاصلاحات السياسية المطلوبة في إطار حوار وطني شامل قد يحول دون أي تاثير من الموجود في المشرق ولا يمكن لأحد ان يجزم بأننا لن نتأثر به ولا يمكن لأحد أن يجزم بالعكس، وكل ما يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار يتم تجاوزه بالحوار؟
السراج : ماذا عن إصلاح التعليم العالي وهل لدى حزبكم رؤية بهذا الخصوص ؟ ولد الوقف : حتى الآن الحزب لم يتطرق إلى عمل موجه لقطاع التعليم العلي وعريضته كانت تتمحور حول الجوانب السياسة والاقتصادية ولم تتعرض للجوانب القطاعية وهذا القطاع يعاني من مصاعب كثيرة بعضها بنوي وبعضها يرتبط بالوضع الحالي ومن الضروري إعادة التفكير فيه ويتطلب العديد من الاصلاحات لكن إصلاحه مرتبط باصلاح الرماحل التعليمية قبله كالتعليم الأساسي والثانوي واللذين يعانيان من مشاكل بنيوية كبرى بنبغي مواجهتها وتشخيصها. السراج : في الحرب على الفساد ما رؤية لحزب في هذا الاطار وهل تطرق الحديث مع لرئيس إلى هذا الجانب . ولد الوقف: في الحزب عبرنا عن رؤيتنا عن الفساد لذي ينبغي ان يواجه بآلية مدروسة وتوافقية في منهجها وهو ما يتطلب وجود مؤسسات حقيقية ذات مصداقية واستقلال يمكنها من القيام بعملها وهو ما لم يحدث حتى الآن هناك مجالات وقع فيها تقدم وأخرى لا زالت تراوح مكانها. السراج : بوصفكم خبيرا اقتصاديا كيف تفسرون الواقع الاقتصادي للبلاد وما تقيمكم لما يجري الحديث عنه من ركود اقتصادي وانعدام للسيولة: ولد الوقف :هناك نقص في المعلومات مما لا يسمح بإجراء تقييم والمعطيات العامة تنم عن وجود ركود اقتصادي وذلك على مستوى المؤشرات العامة ، وفي بعض المؤسسات هناك نقص في الموارد يتجلي في المتأخرات لكن الاسباب الحقيقية لابد في كشفها من الرجوع إلى المعلومات وهل هو نقص في التمويل أو الموارد المحلية أم ألية توزيع الاستثمار وهل وجهت للقطاعات الحيوية وذات البعد التنموي المباشر أم لا للاجابة لابد من المعطيات لإعطاء تقييم عام ،لكن الملاحظ في الرأي العام أن هناك ركودا في الاقتصاد وأن الادارة كآلية للتنمية هناك نقص في أدائها وهو ما يحتاج تحليلا لمعرفة اسبابها وهو ما لا نملك المعطيات لتحليله. السراج :هل هناك اختلال في الميزان التجاري والبنية الاقتصادية ولد الوقف : محفظة الاستثمار بشكل عام حسب المعطيات لم يقع فيها نقص مخل يفسر مستوى النمو لكن ربما على مستوى التوزيع أو التنفيذ وبتوفر المعطيات يمكن التقييم لكنها بالنسبةلي غير متوفرة وبالتالي تبقى لدي نفس الملاحظة بشكل عام دون أن أجد تفسيرا لها السراج :بالتالي ليس لديكم قلق من تفاقم الوضع ولد الوقف : طبعا هناك قلق و بصفة خاصة على مستوى أداء الادارة نرى هناك نقصا كبيرا والادارة أداة هامة للتنمية والدولة هي المعامل الرئيسي للاقتصاد السراج : شكرا جزيلا
|