ولد عبد اللطيف يتحدث عن القضاة والفتوة وازوان (ح4)
الأربعاء, 13 يوليو 2011 13:54

altaltقال الأديب والإداري الأستاذ محمد فال ولد عبد اللطيف إن " الفقه واللغة والفن شروط " أساسية في الفتوة، واستعرض ولد عبد اللطيف في الحلقة الرابعة من مقابلته مع السراج بعض ملامح القضاء في موريتانيا إضافة إلى علاقة الشعر ولغن وبعض ملامح الفتوة وشروطها في المجتمع الموريتاني.

 السراج : من تتذكرون من أشهر القضاة الموريتانيين؟

محمد فال :  من هؤلاء القاضي اميي المشهور الذي تولي القضاء منذ العام 1910 إلى ما قبل وفاته بقليل سنة 1965 حيث خلفه القاضي حامد بن ببها وكان القاضي اميي رمزا من رموز القضاء في موريتانيا مقبول الحكم لدى الجميع وحكم في قضايا كبيرة جدا مثل تقسيم أرض الركيز  بين الحسنيين والعلويين وغيرها من القضايا الشائكة

ومن القضاة في الشرق الموريتاني المشهورين صالح ولد عبد الوهاب وأبناء بيه المشهورين ..وكذا الشيخ سيدي عبد الله ولد الحاج ابراهيم وابنه سيدي محمد وكذا علماء وقضاة الكحلة والصفراء وغيرهم من العلماء الكبار والقضاة.

السراج  : لننتقل إلى جانب الشعر والأدب هل ينتج الأستاذ محمد فال ولد عبد اللطيف " لغن " الحساني"؟

 

محمد فال :  كان الشعر بضاعة يومية لكل أفراد قريش في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن ثمة قرشي يعجزه أن يقول بيتين أو أربعة أبيات لكن مع ذلك لم يعد لقريش من الشعراء الكبار غير أبي طالب بن عبد المطلب وعبد الله بن الزبعرى.

وأنا أيضا يمكن اعتبار من هواة لغن الحساني وإذا قلت منه شيئا فعلى هذا المسار ولا يمكن أن يقال إنني " امغني"

 

السراج : ماهي خصائص الأدب الحساني في المنطقة التي نشأتم فيها وخصوصا " مدرسة لحراكات"

 

 

محمد فال : لقد نشأت شرق تلك المنطقة تقريبا (يضحك) وعموما مدرسة لحراكات معروفة جدا ومأثورة وأدبها متميز جدا ومحفوظ إضافة إلى مدارس أخرى من بينها مدرسة أهل محمد آسكر (هح اسك ..باهل محمد آسكر) لقد كنت أسعى إلى جمع أدب أهل محمد آسكر وخصوصا محمد عبد الله ولد محمد آسكر رحمه الله تعالى حيث الأدب والحكمة والغزل الناضر.

وأيضا مدرسة امحمد ولد احمد يوره وأدبه كالمثل السائر في الرقة والحسن والانسياب وهو فوق ذلك شعر له بركة معروفة.

 

 

السراج : بالنظر للعبارة السابقة (لشعره بركة ) يقول بعض إن شعر امحمد (مصروف عن ظاهره) ماذا تعني هذه العبارة؟

 

 

محمد فال :  تعني أنه يرمز إلى غير ما يتبادر منه للقارئ أو السامع كما يقول الشاعر

 

يبدي اللبيب صبابة في شعره 

والله أعلم ما يريد الشاعر

 

وليس هذا خاصا بمحمد ولد أحمد يوره وإنما هو مسلك معروف لكثير من أهل التصوف وأهل الذوق ويقال إنهم قد يلجأون إلى (ليلى أو الخمرة ) صونا لشأنهم عن الابتذال، وصونا للأسرار المضنون بها على غير أهلها،وتارة تأتي كناية والكناية أبلغ من التصريح إذ هي كدعوى الشيئ ببينة.

 

السراج : هنالك شعراء وامغنين ظلموا ولم يذكرهم التاريخ من تذكر من هؤلاء؟

 

محمد فال : لا يمكن أن أعدهم في كل حي كان يوجد امغنين عظام معروفين شاركوا في صناعة الشأن الأدبي في المنطقة وفي البلد بشكل عام ولكن الشهرة شيئ آخر وهي أقسام وأنصبة من الله للناس.

 

السراج : ماذا عن الأديب ولد سعيد ولد عبد الجليل (صاحب منت البار)

 

محمد فال :  محمذن ولد عبد الله المعروف بولد سعيد ولد عبد الجليل أديب معروف ومتخصص في الغزل تماما مثل عمر بن أبي ربيعة هل سمعت له بقصيدة في مدح عبد الملك بن مروان مثلا . (الناقصة يخي ) ..فكل شعر عمر بن أي ربيعة غزل.

ربما يعده البعض في (مصارع العشاق) الله أعلم هو يحتاج لدراسة جديدة وما أعرفه عنه، وإن كنت قد ألاحظ في بعض ما ينسب إليه شيئا قليلا من ضعف صدق العاطفة ..وهي قليلة جدا ..لا تؤثر في شاعريته والنزعة العامة هي أنه أديب جياش العاطفة.

 

السراج : من هو أقرب أدباء المنطقة إليكم بشكل خاص؟

 

محمد فال : ليس هنالك أديب محدد ما أذكره ..أن مدح الأمراء بعد أدباء أهل هدار صعب المنال ..وأن من أراد الغزل الناضر الرائق فعليه بأدب امحمد ولد احمد يوره وأن أدب محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد اليمين قوي السبك متين العبارة فخم المعنى.

وأذكر أنني في الثمانينيات كنت واليا مساعدا في البراكنة وكنت في سمر مع المرحوم الشيخ ولد مكي في منزل بب ولد التاه ولد العاقل..وسألته عن أحسن من يروي له من الإدباء إنتاجا حسانيا فقال لي : محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد اليمين،وسألته لماذا ؟ فقال : ليس في أدبه أي حشو؟

فسألته عن معنى الحشو : فقال الحشو هو العبارة الزائدة المكملة للوزن لا المعنى.

ثم قال وفي المرتبة الثانية يأتي سيديا ولد هدار فليس في أدبه حشو مطلقا، فقلت له : وماذا عن امحمد ولد هدار فقال : في أدبه حشو كثير قلت لماذا؟ : قال من كثر كلامه كثر خطأه"

وسألته لماذا  يقبل " لبتيت" برودة المعنى والوزن ؟

فقال : من تجاوز لبتيت فكأنها ادعى لنفسه درجة من الكمال، ولم يغفر له النقص في هذا الجانب، ومن تجاوز إلى لبير أو السغير أو غير ذلك فكأنه ادعى أنه " امغني اكبير" ومن دخل في عبادة وجب عليه إتمامه؟

 

السراج : وهل تتوزع لبتوت وفقا للأغراض؟

محمد فال : هذا مشهور وذكره عبد الله الطيب في كتابه المنجد في معرفة أشعار العرب حيث تتوزع البحور الشعرية حسب إيقاعاتها الموسقية على الأغراض ففيها بحور راقصة تصلح للفخر والحماسة وبحور رتيبة هادئة تصلح لأغراض أخرى.

وكذا الأمر في " الأدب الحساني " فيقال أن " امريميدة" مثلا  مناسبة للفخر ولهذا اشتهرت في القرن الثالث عشر الهجري تروى " اطلع من امريميدة " في الفخر لأغلب القبائل الحسانية، وعن لبتيت صالح لكل شيئ وهكذا؟

 

السراج : هل هنالك من مستوى من التلاقي أو التناغم بين لبتوت وبحور الشعر العربي؟

محمد فال : يقال إن لديها (كرفور) ملتقى طرق تجتمع فيه في ازوان و"إيكاون " لا يعتبرونه ولا يراعونه.

وكان يقال إن التلاميذ يغنون السريع والوافر والكامل في " كر" ولاحقا تحولوا إلى فرع من فروع "كر" يحمل اسم" السريع"

وأن الرمل والمديد وربما الرجز يغنون في "فاغو" لأن العرب كانت ترتجز إذا دخلت الحرب.

وأن الخفيف مناسب " للكحال" كما يغنى به " في لبياظ"، والبسيط يدخل في " ازراك" وسمعت مرة عند المختار ولد الميداح رحمه الله تعالى قوله : أنا ومحمد عبد الرحمن ولد انكذي أول من "خبطا " البسيط في هذه البلاد.

 

السراج : على ذكر المختار ولد الميداح ..هل سبق أن التقيت به؟

 

محمد فال : المختار فتى الفتيان وهو موفق تمام التوفيق في حسن العبارة واختيار المعنى، والتعليق على الحوادث والأشخاص ..وكان مرهوب المكان على كرم وتقوى وورع ظاهر.

وهذا أمر طبيعي فقد كان الناس يخشون حسان بن ثابت وهو صحابي جليل لم يوجه أي إساءة إلى أي أحد إلا من دفعه إلى ذلك دفعا ..رحم الله المختار.

 

السراج : بالعودة إلى الشعر ولغنى هل تتفق بعض البحور الشعرية ولبتوت في الوزن؟

 

محمد فال : لا لا ربما احتاج لمغنى إلى كثير من التتميم لكي يضمن بيتا من الشعر في طلعته كما تسمع عند امحمد ولد هدار في مدح باب ولد الشيخ سيديا عندما أراد تضمين أبيات من قصيدة محمذن ولد السالم

 

السراج : تلخيصا للمعارف السابقة التي استطردها النقاش ..ماذا تعني كلمة الفتى؟

 

محمد فال : الفتى صفة لمن كملت فيه صفات الفتوة المادية والمعنوية كما قال الشاعر

لاسيف إلا ذو الفقار    ولا فتى إلا علي

 

ويشترط في فتى الزوايا بشكل خاص أن يكون ذا نصيب من الفقه كبير واشترط أهل اكيدي فيه أن يكون ملما باللغة العربية إلماما واسعا فلا يثقون في فقه من لا علم له بالعربية.

واستحب له أن يكون " امغنى" فإذا عزفت "تيكويت"  شورا أجابها بكاف سريع، وهذا شرط أساسي لا غنى عنه للفتى.

ولم يشترطوا فيه ظهور الغنى والثراء ولكن استحبوا له تحصيل الكفاف والاستقلال المالي فلا يتكفف الناس ولم يؤثر عنه تعاطي أي شيئ من قوادح المروءة،فإن زاد على ذلك بأمور أخرى " لا كسب له فيها " كان فتى حت حت

يتواصل

ولد عبد اللطيف  يتحدث عن القضاة والفتوة وازوان (ح4)

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox