الساموري : مسعود سلم لإدارة حملته 450 مليون أوقية
الاثنين, 24 أكتوبر 2011 22:56

 

altaltقال القيادي في حركة الحر الساموري ولد بيه إن رئيس البرلمان مسعود ولد بلخير يعيش في أحلام وأوهام بعيدة عن الواقع، وقال ولد بيه في مقابلة مع السراج إن مسعود يتصور الآن أن على الناس عبادته وتنفيذ أوامره دون استشارة.

 

المقابلة  : الجزء الأول

 

السراج : بعد أن كان التحالف من أكثر الأحزاب تماسكا، ومسعود رمزه التاريخي مالذي حول مسعود إلى شخص غير مرغوب فيه والحزب إلى حالة تفكك؟

 

 

الساموري : شكرا لكم ..فعلا الحزب تحول من التماسك إلى التشرذم، وذلك بسبب واحد، وهو أن الرئيس الحالي للحزب أصبح يعيش في أوهام وأحلام وتخيلات بعيدة عن الواقع، وبعيدة عن المصالح المشتركة بين مناضلي التحالف وشريحة لحراطين.

 

السراج : ماهي طبيعة هذه الأوهام حسب رأيكم؟

 

الساموري : مسعود يعتقد الآن أنه محور كل شيئ وأن على الناس أن يعبدوه، وأنه هو وحده من يحدد الأهداف وعلى القواعد أن تتسابق إلى تنفيذها، والرجل بات الآن مهتما فقط بتلميع صورته وحماية ذاته، وهو ما أدى إلى تراجع الحزب والحركة، وتعامل بعنجهية فائقة مع كل من يخالفه الرأي وأصبح مسعود يطرد كل من يخالفه الرأي، ولعلكم تتذكرون في سنة 1997 عندما طرد مسعود مجموعة من أطر الحر بعد أن طالبوا بإصلاحات جذرية في بناء الحركة، من بينهم ابراهيم ولد بلال ومحمد كوم والشيخ ولد معط، ومعهم قواعد، لا لشيئ سوى أنهم طالبوا بترتيب البيت الداخلي.

وقد أدت سياسات مسعود إلى ابتعاد عدد كبير من لحراطين ومثقفيهم عن حركة الحر بسبب تصرفاته وسوء تعامله، إنه يرى أنه صاحب القرار الفردي وعلى الجميع أن يطيعوه، ولا يؤمن بقرار جماعي ولا بتداول للأفكار.

 

السراج : هل يمكن أن تصف لنا آخر لقاء بينكما؟

 

الساموري : في 2007 اجتمعنا في منزل مسعود بتفيريت، بعد خلافات شديدة، وقد توصلنا إلى حل نسبي لم يكن يرضي الأطر والقواعد لكننا قبلنا به،وبقي مسعود يواجه الجميع برفضه لحركة الحر ومرجعيتها، وفي الأخير شكلنا لجنة لدراسة الوضعية.

 

السراج : من أهم أعضاء هذه اللجنة؟

 

الساموري : فيها أيده ولد عاطيه الله، محمد ولد بربص والمعلومة منت بلال والساموري ولد بيه، وقد أعددنا تقريرا، وسلمناه إلى مسعود، لكنه تجاهله وقال إن قناعته هي التي عبر عنها في الاجتماع، وأن الحركة لم يعد لها وجود.

يضاف إلى هذا ملاحظاتنا الكثيرة على أداء مسعود وضعفه، حيث أصبحت مواقفه مكررة، وغير مجدية، وعندما كان حزب التحالف الشعبي التقدمي شريكا أساسيا في حكومة سيدي ولد الشيخ عبد الله، إلا أن تلك الفترة كانت فترة أزمة كبيرة، حيث رضي مسعود بنصيب ضعيف جدا ولا يمثل أساسيات مطالب لحراطين في الحضور السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وخلال تلك الفترة لا شك أن رأيتم الكتابات على الجدران وبعض المنشورات التي تعبر عن إحباط لحراطين.

 

السراج : هل كانت تلك المنشورات بتخطيط منكم؟

الساموري : نعم كانت وراءها مجموعة عبرت عن إحباطها مما قبل به مسعود ولد بلخير، وبالتالي تواصلت ملاحظاتنا نتيجة عجز مسعود عن حمل اهتمامات لحراطين، وأصبح مسعود يتخلص من تلك المطالب وقد بدأ ذلك مع أول مهرجان له بعد تنصيبه رئيسا للبرلمان، وبعد التصويت على القانون المجرم للرق، حيث قال : إن على العبيد ولحراطين إنه تخلى عنهم وعليهم أن يتحملوا قضاياهم"

وواصل مسعود تنازلاته حتى اعتذر بشكل دنيئ للبيظان، باسم لحراطين، وهو أمر لا وجه له، حيث لم يسجل التاريخ أن الحراطين قاموا بأي اعتداء ضد البيظان أو أي مجموعة أخرى، بل كانوا الضحية الدائمة للاعتداءات الوحشية.

وفي الانتخابات الرئاسية بعد أزمة الانقلاب، ظهر لنا بقوة أن أولئك الشركاء كانوا جزء من مؤامرة ضد المرشح الحرطاني مسعود ولد بلخير وضد آمال لحراطين.

 

السراج : تترددون هذه التهمة دائما ..ماهي مظاهر ذلك بشكل محدد؟

 

 

الساموري : بشكل محدد فإن الطواقم التي وجهت إلى المقاطعات والولايات كانت تعمل بشكل دائم ضد نجاح الحملة، والوسائل التي حصلت عليها الحملة لم تصرف لصالح المرشح وأهدافه الانتخابية.

ومسعود نفسه قال لنا إنه سلم 450 مليون أوقية إلى إدارة حملته، والسيارات والصور لم تصل إلى في الأسبوع الأخير من الحملة وبكم قليل، وقيل لنا حينها إن الشركة المقربة من أسرة أهل إياهي منعت السيارات من الوصول إلى الحملة بحجة أنها لم تتلق تعويضاتها.

السراج : من أين حصل على هذه الأموال الكثيرة؟

الساموري : لا أعلم ..أسأل مسعود

السراج : لنتجاوز هذا إلى رسالتكم إلى بان كيمون.

الساموري : صرحت قبل ذلك للصحافة، وقلت إن البيظان لم يغيروا عقلياتهم ولا يزالون يعتبرون أن موريتانيا ملك لهم ولا يمكن أن يحكمها حرطاني، وقلت إن الجبهة كانت في مؤامرة مع ولد عبد العزيز وقد كان عرابها في ذلك الحين هو وزير الداخلية محمد ولد ارزيزيم الذين حصل على مكافأته بسرعة، حيث عين بعد ذلك بأسبوع واحد سفيرا وهو ما تأكد بالفعل، وتأكد لاحقا أنه كان ينسق مع حزب عادل والشخصيات الإقطاعية المقربة من المرشح مسعود.

السراج : هنالك حقيقة أخرى أن الجماهير لا تعرف إلا مسعود، فلماذا تستكثرون عليه دوره؟

الساموري : سيقول هذا من لا يعرف الحقائق مسعود عضو مؤسس في حركة الحر لكنه انقطع عنها، منذ تأسيسها 1978 وحتى 1990 ولم يعش مسعود آلام الحركة ولا فتراتها العويصة، حيث كان في تلك الفترة حاكما وواليا ووزيرا.

وفي سنة 1990  وبعد خلافات شديدة، قررنا ترشيح مسعود ولد بلخير للبلديات، وقد اختلفنا جدا حول مبدأ الترشيح بينما من يرى أن الأوضاع غير مناسبة لذلك، ومن يرى ضرورة الترشح، حتى لا نتقاعس عن خدمة قضايا الحراطين.

واتصلنا بمسعود بعد تقاعده، ورشحناه للبلدية، وقد تحفظ الكثير على ذلك ومن بينهم بيجل ولد حميد، وقد حملنا مسعود على أكتافنا وظهر مسعود كخطيب وسياسي يحمل قضايا الحراطين.

وبعد انتهاء الانتخابات عدنا إلى ترتيب أمورنا الداخلية، واقترحنا حينئذ منح مسعود رئاسة حركة الحر نظرا لبروزه حينها، وهو ما أدى إلى مغادرة أطر مهمين للحركة احتجاجا على ذلك، ومن بينهم بيجل ولد حميد وبوه ولد دمب وآخرين.

وفي فترة لاحقا كنا المبادرين بإنشاء جبهة المعارضة وبجمع عناصر الزنوج والبيظان على طاولة واحدة، وبدأنا نشكل نواة قوة سياسية معارضة لنظام الرئيس السابق معاوية ولد الطايع، وحينها سيعيش مسعود لأول مرة في حياته تجربة السجن.

 

 

السراج : في هذه الصدد أيضا ..أنتم الآن تواجهون أيضا تهما أخرى بسوء التسيير في الكونفدرالية ووزراؤكم الغاضبون على مسعود متهمون أيضا بسوء التسيير والبحث وراء المال..بمعنى أن المال هو سبب أزماتكم؟

 

الساموري : مسعود لا يمكن أن يوجه أي تهمة للحراطين هم من آواه ونصره، وعندما كان مسعود في وضعية حرجة والبنك سيصادر منزله، قامت حركة الحر بجمع المال حتى  دفعوا للبنك الديون التي يطالب بها مسعود بعد أن كان سيطرد منها شر طردة.

السراج : أنتم من دفع تلك الأموال أم أهل انويكظ؟

الساموري : نحن من دفعها ..المناضلون هم من دفعوها حوالي مليوني أوقية، جمعت على المناضلين حتى لا يصادر منزل مسعود.

كنا نقوم بالتعبئة السياسية في كل الولايات، ولم يكن مسعود يعلم أي شيئا عن الحركة ولا علاقة له فقط ما يعرفه مسعود هو الخطب التي يلقيها في المهرجانات التي يدعى إليها.

السراج : إذا مسعود ديكتاتوري على الحزب منذ تأسيسه، وأنت أيضا على النقابة منذ تأسيسها.. أيكما الديكتاتوري إذا؟

الساموري : عن الحديث عن النقابة يجب أن نعود إلى البداية، فبعد محاكمتنا في روصو سنة 1981 وأنا كنت من المعتقلين بينما كان مسعود حاكما حينها لروصو، قررنا حينها المشاركة في انتخابات النقابة، وشكلنا لجنة لذلك يرأسها بيجل ولد حميد وتضم اسغير ولد امبارك والساموري ولد بيه وعناصر آخرين.

وواجهنا مشكلة عندما قرر اسغير ولد امبارك وعاشور ولد صمب التنسيق مع البعثيين، وكان هؤلاء يعتبرون أنهم بعثيون وأعضاء أيضا في حركة الحر وهو ما كان يتسبب في أزمة كبيرة.

أما المرحلة اللاحقة فهي سنة 1991 عندما أعلن عن إضراب شامل، وكان الأمين العام المساعد لاتحاد العمال الموريتانيين هو بيجل ولد حميد الذي سعى بقوة إلى إفشال الإضراب وبدأت الخلافات بيني وبينه في تلك الفترة، وانتقلت بعد إلى ذلك الكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا وكنت أمينها العام المساعد.

وبعد الخلافات مع الأمين العام النهاه، أسست الكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا مع مناضلين ومنتسبين لا يعرفون أي شيئ عن العمل النقابي، ولقد أسست نقابة متميزة ومثالية ليس على المستوى الوطني فقط بل على المستوى الإفريقي والعالمي، ذلك أن المكتب الدولي للشغل يعتبر الساموري ولد بي أحد النقابيين المهمين في إفريقيا.

نحن الآن نملك مقرا ونملك الوسائل المهمة ونشغل عمالا أكثر من أي نقابة أخرى، وتسييرنا المالي شفاف ولم تسجل عليه أي ملاحظة سلبية لحد الآن، ولكن الفئة الأخرى تريد أن ننشأ مكتبا آخر غير المكتب التنفيذي يتحكم في النقابة وهو ما أرفضه دائما.

السراج : ألا تحسون ببعض التناقض عندما تطالبون بتحكم حركة الحر في التحالف وترفضون لها ذلك في النقابة؟

الساموري : ليس هنالك أي تناقض هنالك مجموعات تسعى إلى تخريب وتقويض النقابة منذ سنتين، وإذا كانت أهداف الحر هي الدفاع عن المسحوقين والمهمشين فهذه الأهداف متحققة من خلال النقابة كما هو ظاهر.

يتواصل

 

 

 الساموري : مسعود سلم لإدارة حملته 450 مليون أوقية

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox