قال النائب البرلماني المعارض يعقوب ولد امين إن ما يسمى بالحوار الوطني مجرد محاولة ماكياج لإخفاء ملامح ما وصفه بالنظام العسكري الاستبدادي الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة عقود.

وشكك ولد امين في مقابلة مع السراج في  وفاء النظام الحاكم بتعهداته التي اتفق عليها مع بعض أحزاب المعارضة فيما يسمى بالحوار، مضيفا أنه يمكن أن يتنكر لها في أي وقت كما تنكر لاتفاق داكار وحوار الحكامة الوطنية وبروتوكوله مع حزب عادل حسب قوله.

وأشار ولد امين إلى أنه لم يعلم بنتائج ملموسة تمخض عنها هذا الحوار اللهم إلا الرواتب الكبيرة لبعض السياسيين "وتعليقي على هذه النقطة يتلخص في كلمة واحدة هي "صحتين".

وقال ولد امين في نفس المقابلة إن الحكومة الحالية حكومة" فساد في الأرض والبحر" ، باعت الثروات الوطنية وحولتها إلى مصدر للثراء الفردي، مضيفا أن الكثير من أعضائها لا يتمتع بالمستوي العلمي والأخلاقي لمزاولة مهامه.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

السراج: لا شك أنكم ملتزمون بموقف حزبكم الرافض لنتائج الحوار لكن هل لديكم ما ستضيفونه بشأن الحوار ونتائجه، ثم ماهي قراءتكم لهذه النتائج؟

يعقوب ولد امين: لم يأتي ما تسمونه بحوار بجديد انه لا يتخطي محاولة ماكياج جلية لإخفاء ملامح النظام العسكري الاستبدادي الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة عقود. نحن لا نثق بالسلطة الحالية ونتذكر تنكرها لاتفاقية داكار وتنصلها من حوار الحكامة الداخلي واتفاقياتها مع حزب عادل وغيرها من المساحيق التي لا تستطيع إن تصلح ما افسد الدهر.

أنا أتصور أن الأولوية يجب أن تكون هي تطبيق القوانين الحالية وإلا فلن توجد ثقة في الإصلاحات التي يناور ويزايد الكثيرون بها.. في الخلاصة لم نعلم بنتائج ملموسة تمخض عنها حوارهم اللهم إلا رواتب لبعض السياسيين وتعليقي على هذه النقطة يتلخص في كلمة واحدة هي صحتين.

السراج: دخلتم في سجال قوي مع وزراء الحكومة الحالية التي تتهمونها بالفساد هل تعتقدون أن حجم الوثائق والأدلة التي تملكونها يمكن أن تؤكد بأن الحكومة الحالية حكومة فساد وليس أن الفساد مجرد سلوك فردي لبعض المسؤولين.

يعقوب ولد امين: أصبح من البديهي أن هذه الحكومة حكومة فساد في الأرض وفي البحر وفي الجو لم يستطع أحد منهم التشكيك في الوثائق والأدلة التي تقدمت بها للبرهنة علي هذه الحقيقة البديهية جل هذه الوثائق معروضة في الانترنت ولا مجال لنقاش صدقيتها. المؤسف فعلا هو عدم تماشي الحكومة مع إرادة البرلمان الممثل المباشر للإرادة الشعبية.

المستوي العلمي والأخلاقي لجل أعضاء هذه الحكومة دليل هو الآخر علي فداحة الكارثة. ما زلنا أمام معضلة اختيار المعاونين وما زال رئيس الجمهورية يفضل المعاونين الطيّعين ولو عديمي الكفاءة... مازال الحكم فرديا ومزاجيا رغم الجهود التنويرية للكثيرين ممن يريدون إرساء دولة مؤسسات حقيقية علي أنقاض دولة حكم الفرد وسيادة الأمزجة.

السراج: برأيكم ما هي أهم القطاعات التي يتجذر فيها الفساد لحد الآن؟

يعقوب ولد امين: الطبعة الجديدة والحالية هي الإفساد  في الأرض وبيع الأصول والمصادر الطبيعية التي حبانا الله بها بأثمان بخسة وتحويلها الى مصادر للثراء الفردي وهذا هو الفساد في الأرض بعينه ما حصل في الصيد مع الصينيين كارثة وفضيحة من العيار الثقيل , ما يحصل في تازيازت مأساة وعلى نفس المنوال تمكنكم بالعين المجردة تسجيل حالات السطو المحموم على كل موارد هذا الشعب المقهور.

السراج: يتساءل البعض عن قدرتكم على توفير مستندات ووثائق عن الفساد والصفقات من أين تحصلون على ذلك؟

يعقوب ولد امين : أولا لكل برلماني بنص القانون الحق على الاطلاع على الوثائق الرسمية وأنا أحاول دوما  الاستفادة من تطبيق القانون في بعض الحالات يحاولون إخفاء الوثائق وطمس الأدلة  لكن هناك دوما ذلك الجندي المجهول الذي  يأتي بالأدلة ويعطي الوثائق.. معين هذا الشعب الأبي لا ينضب.

السراج: أين وصلت عملية التفتيش أو الرقابة التي قدتموها بشأن قضية برنامج التدخل الخاص، أين وصل التفتيش وماذا توصلتم إليه من نتائج بعد رفض مدير الأمن ومديري البنك المركزي وسونمكس المثول أمام لجنتكم؟

يعقوب ولد امين: امتناع موظفين من المثول أمام لجنة تحقيق برلمانية أصبح قصة تصلح للتندر في كل برلمانات العالم وقد استفسرني نواب من كندا ومن فرنسا ومن الأردن حول الأمر وضحكوا كثيرا وشر البلية ما أضحك لأن عدم مثولهم يعتبر ضربة قاضية لشرعية النظام الذي سماهم في هذه الوظائف التنفيذية وحالة تعطيل فعلية للمؤسسات الدستورية وتلاعب بنص الدستور وكلها جرائم يعاقب عليها القانون كما أنها دليل فعلى على سبق الإصرار والترصد لجريمة السجن الظالم لمواطنين من موريتانيا تريد السلطة القائمة معاقبتهم بأدلة مزيفة وبمعرفتي المعمقة للموضوع استطيع أن أجزم أن مولاي العربي ولد مولاي محمد برئ براءة الذئب من دم يوسف .

السراج: هل تعتقدون أن البرلمان الحالي أدى عمله، وكيف تقيمون أداء زملائكم من الأغلبية؟

يعقوب ولد امين: أغلبية الأغلبية أناس فضلوا التنازل عن صلاحياتهم وعن تمثيلهم للشعب الموريتاني.. لكن دعوني أذكركم بأن للصدق قوة تتخطى الأعداد فرجل واحد أو أمرأة واحدة صادقة يشكل أغلبية في حد ذاته... لقد كان الرسول صلعم أغلبية وهو وحده  بعد لأنه هناك فرق بين سطوة الحقيقة وهشاشة البهتان.

السراج: عرضتم قبل فترة التنازل عن حصانتكم البرلمانية أثناء مساندتكم للمعتقل مولاي العربي ولد مولاي امحمد، ماهي قراءتكم لهذه القضية التي يتهم فيه ولد امحمد بتبديد أموال الشعب الموريتاني؟

يعقوب ولد امين: ما يعانيه مولاي العربي من ابتلاء هو ظلم بيّن لذلك فأنا مستعد للتنازل عن حصانتي البرلمانية دفاعا عن الحقيقة خصوصا أن الكثيرين من المنافقين والبيروقراطيين يكتمون الشهادة بحجة واهية هي عدم التدخل في شأن القضاء وكأن لنا قضاء مستقلا وقضاة محايدين وأذكّر هؤلاء جميعا بخطورة المحكمة الإلهية  في الآخرة لكاتم الشهادة والمشارك في المظالم.

مولاي العربي يدفع ثمن نزاهته وحريته في الرأي لذا هو معتقل رأي لا أكثر ولا أقل.

السراج: باعتبارك أستاذا في جامعة نواكشوط طرحت قضية منصب رئيس الجامعة، ماذا لديك لتضيفه في شأن اختيار الرئيس السابق والرئيس الحالي، وعلى ماذا تعتمد في قولك إن الاختيار لم يكن شفافا؟

يعقوب ولد امين: القوانين المنظمة لرئاسة الجامعة تلزم اللجنة التربوية على اختيار قائمة من ثلاث أشخاص يتميزون بالكفاءة وأعلى الدرجات الأكاديمية وهي في هذه الحالة الأستاذية من درجة 4أ لكن في المرة السابقة تعمد ولد باهية الذي كان يمثل الأساتذة في اللجنة التربوية إبعاد الأساتذة من درجة 4أ وساواهم بدرجة أ3 كي يتيح للمدعو اسلكو ولد ايزيد بيه القابلية لتسنم هذا المنصب وهذه حالة غش موصوفة دفعه إليها الانتماء للوبي بيروقراطي واحد ولعل هذا ما يفسر حماية الثاني له بعد أن أصبح مديرا لديوان رئيس الجمهورية ولهذا صعقت كثيرا عندما سمعته ينتقد لوبيات وزارة التعليم.

هذين الرجلين هما من أقال نائبة رئيس الجامعة بنت سيد أمو لأسباب قبلية وقد شكل ذلك حلقة بسيطة من حركات أخرى لسياسة تصفوية واقصائية متعللة بحجج لا تعطي لمواطني الجمهورية الحق في المساواة في الفرص .

أيضا هذا اللوبي ما زال يتكتم على لائحة المرشحين لرئاسة الجامعة لأن مرشحهم لم يستطع النجاح فيها ويسعون لتقسيم الجامعة إلى جامعتين للالتفاف على القانون.

السراج: هل سبق أن أجريتم اتصالا بالرئيس محمد ولد عبد العزيز أو عرض هو عليكم اللقاء به.

يعقوب ولد امين: لم أسعى قط للقاء رئيس الجمهورية.. وحسب علمي لم يعبر هو أيضا عن أي رغبة في ملاقاتي.

السراج: هل ستترشحون لعضوية البرلمان لاحقا، وهل تعتقدون – إذا ترشحتم – أنكم ستنالون ثقة البرلمان.

يعقوب ولد امين: سؤال سابق لأوانه وهو قرار يتعلق بالناخبين وبالانتخابات وبموقف وتقييم حزب التكتل ومنسقية المعارضة للوضع السياسي.

السراج: أين أنتم من الحراك الشبابي في موريتانيا، وما يعرف بتنظيمات 25 فبراير.. هل تساندون هذه المجموعات؟

يعقوب ولد امين: أنا أساند كل من يطالب بالحرية والديمقراطية وأقوم بعملي من خلال منصة البرلمان.

السراج: ماهي رؤيتكم للثورات العربية الأخيرة وسقوط ثلاث أنظمة سياسية قوية في المنطقة؟

يعقوب ولد امين: أهم ما في الثورات العربية هو أننا تعمدنا بالدم دفاعا عن آدمية الإنسان العربي المسلم وهي لهذه الأسباب منعطف جديد في تاريخ الإنسانية.. منعطف نسف خرافة الاستبداد الشرقي الضاربة في القدم.

في نفس السياق اعتبر النتائج الأولية في تونس ومصر تعبيرا شرعيا عن تشبث المسلمين بهويتهم وقيمهم الدينية والحضارية لقد دمرت هذه الثورات أسطورة أتاتورك وبورقيبة وأكذوبة الدولة الحداثية المتغربة وشبه الكافرة ومن هنا أطالب كل النخب المتنورة في موريتانيا بالعمل معا لإنشاء جبهة إسلامية مشتركة تتخطى الإيديولوجيات الجاهزة والانتماءات العرقية والقبلية الضيقة وهذه الجبهة التي ستستلهم من نضالات نبي الإنسانية ستسطيع حتما تغيير الأمور وإرساء دولة ديمقراطية ينعم فيها الجميع بالحرية والمساواة

السراج: كلمة ختام

يعقوب ولد امين: خير ما يختم به أي حديث أستغفر الله لي ولكم.