منصور انداي:ترشيح عبد الله واد مرفوض وغير دستوري
الثلاثاء, 07 فبراير 2012 15:06

الخبير السنغالي اعتبر التمويل الاسلامي أداة واعدة لمحاربة الفقر قال مرشح الرئاسيات السنغالية والخبير المالي منصور أنداي إن هناك إجماعا لدى القوى السياسية بأن ترشيح الرئيس واد لفترة رئاسية ثالثة غير دستوري مؤكدا أن الشعب السنغالي عبر عن هذا الرفض من خلال المظاهرات والاحتجاجات التي اندلعت في مناطق عدة من البلاد .


وأضاف منصور نداي أن تحالف المعارضة السنغالية أجرى اتفاقا مع حركته(قوة الأمل) لإدراج سبع نقاط من برنامجها في المجال الاقتصادي ضمن برامج التحالف ورؤيته لإصلاح الأوضاع بالسنغال مؤكدا أن الحركة استطاعت التغلغل في النسيج الشعبي ووجدت صدى لخطابها لدى كل مكونات الشعب السنغالي وذلك من خلال العمل الميداني في أوساط الشباب والفلاحين والمنظمات الإسلامية.

وأوضح أنداي إن هناك تأثيرات واضحة للربيع العربي في الحراك السياسي بالسنغال، وأن حركته تتطلع إلى مزيد من الاستفادة والانفتاح على تجربة
الإسلاميين في كل من المغرب وتركيا..


وفيما يلي ترجمة المقابلة :
السراج :صادق المجلس الدستوري في السنغال الجمعة على ترشيح الرئيس عبد الله واد للانتخابات الرئاسية المقبلة في الوقت الذي رفض فيه ترشيح الفنان يوسف أندور ..وهو ما ولد حركة احتجاجات ومظاهرات في مناطق من السنغال فما رأيكم بهذا الخصوص ؟

منصور نداي: قبل عام واحد كانت هناك نقاشات حول ترشيح واد. وكان هناك إجماع على أن هذا الترشيح غير دستوري ولا ينبغي أن يصادق عليه من قبل المجلس الدستوري.، وقبل مغادرتي للسنغال كان لدينا اجتماع في مؤتمر قادة بينو سينكال التي انضممنا لها مؤخرا-أن هذا الترشيح لا ينبغي السماح به .
واليوم أرى أن الشعب السنغالي الشجاع يقول "لا" بطريقته وذلك في إطار حركة أم 23 والتي نحن أيضا أعضاء بها..
وهو نفس الموقف لدى معظم القادة السياسيين، وكل مرشحي الرئاسيات بضرورة منع هذا الترشح حيث لا ينبغي لعبد الله واد أن يفتح الباب لآخرين فيسمح لهم بالترشح للرئاسة ثلاث مرات متتالية في السنغال .وهو ما سبق لرئيس واد نفسه أن قاله .ولا ينبغي لنا اليوم أن ننشغل بالبحث عن تأويلات وتفسيرات لهذا القانون .
لذا أرى أن الشعب السنغالي وبالإجماع يعارض فرض الترشح بالقوة كما يجري الآن .
ومن الناحية العملية لقد شاهدنا عبد الله واد خلال خطابه نهاية السنة، وشاهدناه في مهرجانات أخرى للحزب الديمقراطي السنغالي (PDS) ولم يكن في وضع صحي أفضل كان عجوزا خائر القوى ولا أرى أن السنغال اليوم في حاجة إلى رئيس لديه أكثر من 85 سنة .
 وحتى يكون هناك تجاوب مع روح التجديد والآمال المعقودة على الديمقراطية في السنغال فإن على واد أن يبحث عن نهاية مشرفة لحكمه تراعي المسار السياسي للبلاد .
ولهذا الغرض فإننا نطالب بوصفنا قادة للمعارضة بمقاومة شعبية ، مقاومة سلمية لأننا لا نقر العنف ولا ندعو له حتى ولو كان من أجل منع واد من الاستحقاق.

السراج : لماذا قررتم دعم مرشح تحالف بينو سيكويل sigguil السنغال؟وهل كان ذلك خيارا استراتيجيا للقطيعة مع واد في حال قرر الترشح للرئاسيات ؟

منصور نداي: هناك عدة سيناريوهات. في ظل شعور عام لدى الشعب السنغالي إن السنغال أصبحت اليوم في حالة يرثى لها بسبب هذه السلطة الليبرالية، والتي بقيت في السلطة لأكثر من 10سنوات ، لذلك قررنا الاندماج في تحالف يعكس في الواقع بعض التنوع الذي يتجسد في وجود أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات وازنة وهو إلى ذلك ثمرة تشاور موسع مع مختلف شرائح الشعب حتى مع أولئك الذين هم ليسوا في صف هذا التحالف .
ولدى أعضاء التحالف رؤية إستراتيجية من أجل البلد كما لديها توافق لإخراج السنغال من هذه المرحلة الانتقالية وهو ما يدعو للإعلاء من قيمة هذا التنوع في تحالف بينو سكويل السنغال .
ونحن بالتالي لا نعمل لفرض كيان معين ولا لإنشاء حزب سياسي لكوننا مجموعة من الفاعلين اخترنا زعيما وقائدا لنا هو مصطفى نياس،والذي ينبغي أن يقود التحالف حتى النصر. وهو نفسه تعهد بضمان فترة رئاسية واحدة من خمس سنوات ، مما يبدد هواجس الجميع ، ويدفع بالتالي كل الفعاليات السياسية المنضوية في تحالف بينو سيكويل السنغال لمواصلة عملها من اجل الديمقراطية في السنغال.
بعد ثان في هذا التحالف وهو المرونة التي يعمل في إطارها حيث استطاع وتحت إشراف الأستاذ عبد باتلي أن يناقش العديد من القضايا المطروحة وكان هناك اتفاق للرؤى بخصوص ما هو مطلوب لتعزيز الحكم الرشيد ومواجهة التحديات المستقبلية :كمشكل الفقر وتوفير خدمات الماء والكهرباء وبطالة الشباب ..الخ
تلك لقضايا التي وجدت لها صدى في خطاب حركتنا "دول يخار Doole Yakhar"(قوة الأمل)  والتي هي من قبيل إخفاق السياسات الزراعية والأزمة الحادة بسبب مشكل كازماس حيث تمت مناقشة تلك القضايا.
وقد وافق التحالف على إدارج سبع نقاط أساسية من صميم خطاب حركتنا (قوة الأمل)  تتعلق بترقية التمويل الإسلامي وبالتالي تنويع الموارد المالية وحل مشكل القروض غير المسددة من طرف الفلاحين ، فضلا عن الارتقاء بالتدريب والتكوين وخلق فرص عمل للشباب مما يساهم في حل مشكل البطالة التي ترتفع نسبتها في بلادنا، كما ترتبط تلك النقاط بإيجاد تسوية لمشكل كازماس وبتطوير العمل المهني وإيجاد ميثاق شرف للعمل الثقافي .


 السراج :ماذا عن الطريق الثالث الذي دعوتم له في خطاباتكم خلال جولاتكم في السنغال وكيف للشعب السنغالي أن يتعرف على هذا الطريق؟


منصور نداي: هذا المسار هو مسار الأمل. وعلى مدى ثمانية أشهر نزلنا إلى الميدان وتحدثنا إلى الناس.واختزلنا تلك المسافة التي عادة ما تفصل بين القادة وعامة الشعب وهذا أمر مهم للغاية.وعاملنا الجميع باحترام وتواضع واستمعنا إلى مشاكلهم بل وعملنا على نقلها إلى وسائل الإعلام الوطنية أو الدولية.
ووجد اسم بعض القرى طريقه للنشر في الإعلام ولأول مرة ، وهو ما أوجد نوعا من الثقة بين الحركة والسكان الذين في الغالب كانوا من الشباب أو النساء ومنظمات الفلاحين والجمعيات الإسلامية المعترف بها كما حصلنا على دعم علني من عائلة الشيخ تيديان .
واعتقد اليوم ومهما كان ارتباطنا بتحالف بنو سنكيل السنغال فإننا سنستمر في الحفاظ على وحدة حركتنا (قوة الأمل) والتي تعكف الآن على الكيفية التي ستدعم بها حملة التحالف وعلى سبل ضمان العمل المشترك والميداني معه.
والطريق الثالث كما قلت لا زال في مرحلة التأسيس ولا شك أن الاحترام الذي اكتسبته حركتنا لم يأت من فراغ  ولا من تشكيل أجوف وإنما لمنظمة لديها حضور في مختلف مناطق السنغال خاصة في والو وفوتا منظمة تعمل على ضمان تماسكها ووحدتها  وتعمل على أن تحظى السنغال بالقائد الذي تستحق.

السراج : هل لترشحكم علاقة بأجواء الربيع العربي وبعدما استطاعت أحزاب إسلامية الوصول إلى سدة الحكم خاصة ما قرانا في الصحف أن حركة (قوة الأمل)  قامت بإرسال وفود للالتقاء بحزب العدالة والتنمية في المغرب وحزب "تواصل " في موريتانيا ؟

منصور انداي :هناك تأثيرات كبرى للربيع العربي في العالم فما يجري في أي مكان يؤثر بشكل أوبآخر على واقعنا اليومي ، وليس ما جرى في تونس والمغرب بدعا في ذلك ، هناك بشكل عام رياح أمل تهب على العالم وفي بلادنا كذلك وهو ما ينبغي اغتنامه بشكل إيجابي وشجاع.
وفي بلادنا أرى أن هناك حاجة ماسة لإعادة المصداقية والثقة إلى الممارسة السياسية خاصة بعدما وصفها الكثيرون بالإخفاق والفشل.
وأعتقد كذلك أن التأثير عندما ينقل من الأطراف إلى المركز فإنه يحمل جرعة أمل مضاعفة في البناء الوطني والمشاركة السياسية.
وبالتالي فما يحدث في بلدان الربيع العربي من وجهة نظري إيجابي ، وفي بلدنا السنغال وبعد خمسين سنة على الاستقلال أعتقد أن الشعب عانى من فساد الحكم ومن القطيعة بين القادة وعامة الشعب، وهو يتطلع اليوم إلى قيادة من نمط جديد قادرة على خلق التوازن في إدارة البلاد .
فقبل سنتين او ثلاث لم يكن احد يحلم بما يجري الآن  بسبب تأثير الربيع العربي وحركة M23 حيث يجمع السياسيون على مطلب واحد بمن فيهم الشباب وقوى حركة "كفاية" وهم مستعدون للدافع عن مطلبهم بالغالي والنفيس.
وكل ما يمكننا قوله إن لدينا الأمل وسنتمسك به وسنواصل التعلم من الآخرين والعمل بجدية وانفتاح خاصة على النموذج الإسلامي في المغرب وتركيا.
عامل آخر لسير في هذا الاتجاه وهو أن السنغال بلد ذو أغلبية مسلمة وويحظى الخطاب الاسلامي فيه بحضور خاص .
من هنا كان العمل على أن يكون خطابنا معتدلا غير إقصائي ، خطاب يحترم قيم الجمهورية ويعلي من المبادئ المقدسة التي يقرها الاسلام والنصرانية.
وهذا في نظرنا هو طريق البناء ، وهو ما استفدناه من الربيع العربي الذي مدنا بالكثير سواء على مستوى التجربة أو العمل من أجل المستقبل والتخطيط لما نعمل من أجله.

السراج : على صعيد آخر ..وبوصفكم كخبير مالي إسلامي ، زرت بلادنا كثيرا استفادت من تجربتك في هذا المجال ماذا عن واقع التمويل الإسلامي بالسنغال ؟

منصور أنداي: هذا أمر جوهري ، ليس فقط لبلادنا بل لمنطقة الفرنك الإفريقي وقد أدرجنا هذا في البند الأول من اتفاقنا مع تحالف بو سيكال sigguil  
وهو مهم لما يوفر من تنوع في القطاع المالي ولما يقدم من حلول لمشكل البطالة عن طريق توفير التمويل اللازم.
وقد شاركت مؤخرا في دراسة للبنك الدولي في السنغال حول حماية المستهلك في مجال الخدمات المالية، وأعتقد أن الفجوة لا زالت كبيرة في العلاقة بين المؤسسات المالية وزبنائها وذلك لصالح هذه المؤسسات وهو ما لا يمكن الحد منه سوى بإيجاد تمويل نافع ومسؤول كالتمويل الإسلامي ،خاصة أن هذا التمويل يمثل سوقا واعدة يمكن تسخيرها لأغراض التنمية في البلدان الفقيرة وهو إلى ذلك ومن خلال بعض المنتوجات التي يمكن معايرتها يمثل أداة قوية لمحاربة الفقر .
وفي الأخير فإن هذا التمويل يجد رواجه لدى شعب غالبيته من المسلمين وحتى بين المسيحيين نظرا لأن الدين المسيحي يحظر المعاملات الربوية كذلك.
ولا شك ان الربا هو اليوم عامل مهم لإفقار شعوبنا .
وفي غياب القيمة المضافة وخلق الثروة لا يمكن لأي نشاط أن يسد الفجوة المتعاظمة بين الإنتاج والاستهلاك والتي تثقل كاهل المواطن السنغالي ومن هذا المنطلق أرى أن التمويل الإسلامي اليوم هو طريق مضمون .
وفي دولة التوغو تم السماح لهذا النوع من النشاط حيث بدأ العمل بطريقة جادة وبالتالي لا يوجد أي مبرر لعدم تبني هذه القيم في بلد كالسنغال يمثل فيه المسلمون نسبة 97%  ولا مبرر لعدم الاستفادة من التشريعات والنظم المرتبطة بهذا التمويل وصولا إلى إنشاء مؤسسات مالية إسلامية خالصة بالمعنى الصحيح .

السراج : هل من كلمة أخيرة؟


منصور نداي: كلمتنا الأخيرة أن الأمل لا زال يحدونا وسنتمسك بهذا الأمل واعتقد انه مهما يحدث فالشعب السنغالي شعب عظيم وسينهض من كبوته وهذا هو الرهان والتحدي بالنظر إلى ما يجري .
كما ينبغي اليوم احترام إرادة التغيير التي برهن عنها الشعب ومن طرف كل أصدقاء وجيران السنغال مع إيماننا بالتهدئة والسلم لذا ندعو كل الأجهزة الأمنية في الشرطة أو الجيش إلى ضبط النفس من أجل تفادي وقوع كوارث وضحايا خلال التظاهرات .
وعلى البلدان التي تربطنا بها علاقات سلم وتعاون أن تراقب عن كثب الوضع في بلادنا وأن تدعمنا في اتجاه احترام دولة القانون والعدالة وقبل كل شيء احترام إرادة الشعب .
السراج شكرا جزيلا .

منصور انداي:ترشيح عبد الله واد مرفوض وغير دستوري

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox